القاهرة ـ رامي ابراهيم
يسود الترقب جميع الاوساط الدينية والثقافية في مصر لمعرفة اسم "الامام الاكبر" الجديد الذي سيقع عليه الاختيار لخلافة شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي غيبه الموت فجأة امس في الرياض، وسط توقعات بأن الشيخ الجديد الذي يعد بمثابة امام لأهل السنة في العالم سيكون احد شخصين: اما مفتي الديار المصرية علي جمعة او رئيس جامعة الازهر احمد الطيب.
ورحل الشيخ طنطاوي عن عمر يناهز 82 عاما بعد 14 عاماً من توليه أرفع منصب إسلامي على رأس المؤسسة الازهرية، وبعد حياة علمية حافلة شهدت عددا من المعارك السياسية والفقهية. وجاءت الوفاة بينما كان الامام الاكبر في العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في اجتماع لجنة جوائز الملك فيصل العالمية إثر أزمة قلبية مفاجئة ألمت به خلال وجوده في مطار الملك خالد الدولي لدى سفره عائدا للقاهرة، وقد تقرر أن يدفن الفقيد بمقابر البقيع في المدينة المنورة نزولا عند رغبة أسرته، على أن يقيم الأزهر سرادقا لتقبل العزاء في القاهرة عقب عودة أسرة الإمام الراحل إلى مصر بعد حضورها مراسم الدفن في السعودية.
وقال وكيل الأزهر الدكتور محمد عبد العزيز واصل أنه سيتولى مهمات إدارة الأزهر لحين الاستقرار على من سيخلف الإمام الراحل.
وقد سادت مؤسسة الأزهر فور الإعلان عن الوفاة حالة من الحزن، وترددت الكثير من التكهنات حول الشيخ الجديد الذي يجري اختياره عادة بناء على توافق بين المؤسستين السياسية والدينية ويعينه رئيس الجمهورية، وانحصرت الترشيحات بين مفتي مصر الحالي الدكتور علي جمعة ( 57 عاما)، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب (54 عاما).
وينتمي المفتي الى المدرسة الصوفية بينما يعد الطيب احد المستنيرين، وهو حاصل على دكتوراه بالفلسفة الاسلامية من جامعة السوربون في فرنسا وكان مفتيا قبل جمعة.
وكان الدكتور محمد سيد طنطاوي قد وصل إلى الرياض قبل يومين للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية، ولدى توجهه للعودة إلى القاهرة فجر أمس دهمته أزمة قلبية وهو على سلم الطائرة، نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري في الرياض، حيث فاضت روحه هناك.
ويعد طنطاوي المولود في محافظة سوهاج في صعيد مصر، من أكثر شيوخ الأزهر إثارة للجدل، وخوضا للمعارك التي شغلت الرأي العام في مصر والعالم الإسلامي، ليس فقط بسبب مواقفه السياسية، وإنما أيضا بسبب آرائه الفقهية التي أدخلته في مواجهات محتدمة.
وكانت آخر المعارك التي خاضها شيخ الأزهر الراحل، ما اشتهر بأزمة النقاب.
وكان حاصلا على الدكتوراه في الحديث والتفسير عام 1966، وعمل في المدينة المنورة كعميد لكلية الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية، ثم عين مفتيا للديار المصرية العام 1986، ثم شيخا للأزهر في 1996.
وقد ترك الشيخ الراحل عددا كبيرا من المؤلفات الفقهية، ومن أهم مؤلفاته "التفسير الوسيط للقرآن الكريم" وكتب "بنو إسرائيل في القرآن الكريم" و"معاملات البنوك وأحكامها الشرعية"، و"الحوار في الإسلام" و"الاجتهاد في الأحكام الشريعية"، و"أحكام الحج والعمرة"، و"الحكم الشرعي في أحداث الخليج".