التنورة الحمراء
هذا صحيح! – كنت عصبيا – جدا جدا، و بشكل مخيف. و لكن الناس يصفونني بالمجنون. نعم .. لعله المرض. الحق أن حواسي أصبحت حادة كالسكين – كلا كلا – إنني أسمع ... أسمع دبيب النمل. لعل العالم تغيّر و أنا على علم بما يجول في خاطركم. هذا لأنكم تتسرعون بإطلاق الأحكام المسبقة. لماذا لا تدعونني أثبت لكن أنني بريىء و بكامل صحتي العقلية؟ سترون كيف أنني أستطيع أن أخبركم القصة بكاملها بهدوء تام.
يستحيل أن أقول لكم كيف خطرت لي الفكرة. عموما المهم يا سادتي أنها دخلت بطريقة معيّنة أجهلها أنا. كلا – دخلت وأصبحت تلازم تفكيري ... ليل نهار. يا إلهي لقد أحببت تلك الصبيّة الرشيقة. دعوني أجفف دموعي. لم تؤذني قط. لم تهنّي قط. لم أكن أسعى وراء ثروتها. كنت صريحا معها دائما ... إنها في العشرينات من العمر. و لكن هذا لا يعني لي شيئا. كلا كلا ليس هذا ما أزعجني ... أظن أن تنورتها هي سبب المشكلة. نعم تلك هي المشكلة. كانت تلبس تنورة حمراء اللون – حمراء بلون دمي الذي كان يغلي حين أشم عبق جسدها ... هل كانت تعلم هذا؟ بدأت تدور في رأسي أفكار - كلا لم أخبرها ماذا كان يدور في رأسي، و لكنني بخطوات مدروسة قررت أن أريح نفسي من تلك الظاهرة إلى الأبد لعل الناس يكفّون النظر إليّ بهذا الشكل. إن ظهري يؤلمني.
كان يجدر بكم أن تنظروا كيف سويّت المسألة – كيف أنني كنت ذكيا – كيف أنني كنت حذرا و منتبها في تعاملي مع المسألة – لو كنتم هناك لضحكتم إلى الأذقان. لم أكن بتاتا لطيفا مع تلك الفتاة الشابة و الرشيقة كما كنت في الأسبوع الماضي. كانت تدخل عليّ المحل كل يوم لابسة تلك التنورة، فتشتري أغراضا لأمها. لماذا كانت دائما تصر أن تشتري لها ... لا أذكر .. إنها فتاة غريبة رغم أنني أبتسم لها كلما رأيتها. لقد عاملتها بإحترام. كنت ألحقها في المحل من زاوية إلى أخرى لأرى ماذا ستشتري. ياه! لقد كُشفت لعبتها. أتظاهر أنني أرتب الأغراض على الرفوف فأختلس نظرة عن يمين و عن شمال. إن هذه الفتاة تُضمر لي شيئا ما. ألحقها ببطء شديد، أقف على طرف أصابع قدمي لكي لا أزعجها. ترى هل كانت تراني؟ ها ها هههه ...
حسنا أنتم لا تصدقون شيئا مما أقول و تقولون إني غريب الأطوار، و لكن لما التسرّع؟ مممم رأسي يؤلمني ... ماذا كنت أقول؟ نعم، مرة دخلت عليّ المحل قبل موعد الإغلاق بقليل. كنت بانتظارها. ما إن دخلت حتى شعّ اللون الأحمر في عينيّ و فاحت رائحة جسدها في المحل، فزاد ذلك من وتيرة دقات قلبي، و راحت أفكاري ترقص على موسيقى خطواتها الملعونة. سألتني عن بعض الأغراض لوالدتها فلم أعرف كيف أرد عليها فضحكت و قلت: "تعرفين يا عزيزتي كم أنا فخور بك؟". ابتسمت و سألتني بخجل "لماذا؟". قلت: "لأن اللون الأحمر يناسبك كثيرا". لم أكمل كلامي. إحمر وجهها. يا لها من فتاة لطيفة و جميلة. ثم أخبرتها عن مكان الأغراض.
غابت خلف الرفوف فانتشلتُ المنشار الكهربائي من تحت الطاولة و لحقتُ بها. يا إلهي لم أتناول حبوب الدواء منذ أسبوع. قلت لها ببرودة تامة: "هلا ساعدتني قليلا يا عزيزتي لكي أنشر هذه الطاولة؟" تفاجئت بما أقول. ضحكتُ لكي لا أخيفها ثم قلت لها بنبرة حازمة "لا تخافي يا عزيزتي، أنا فخور بك و اللون الأحمر مناسب لك كثيرا". ضَحِكَتْ والخوف باديا على وجهها. بلعت ريقها. سمعت دقات قلبها تتزايد. لقد حان الوقت.
قالت: "حح– حسنا"
قلت: "ضعي يدك على الطاولة لكي أقصها"
تصلّبت حنجرتها ثم قالت متلعثمة: " ت .. ت .. تقص يدي؟"
لا لا لا ... بل لأقص الطاولة. أريدك أن تثبّتيها. يا لك من فتاة (دوّى الضحك في كل مكان). أنا فخور بك و هذه التنورة الحمراء مناسبة لك تماما.
وضعت يدها على الطاولة و هي ترتجف. قلت "هل تشعرين بالبرد يا عزيزتي؟". لم ترد. إترجفت يدها أكثر فأكثر. أشعلت المنشار و ما إن قرّبته من الطاولة حتى قطعتها. ثم سقطت هي على الأرض. ياه .. أنا آسف - آسف جدا - لم أكن أقصد ذلك. لا تبكي يا عزيزتي. كلما حاولت إسكاتها صرخت أكثر. و نسيت أنني أغلقت باب المحل قبل لحاقي بها. قلت "لن يسمعك أحد" .. و رحت أولول "إنك تخيفينني" .. كيف يُطفئ هذا الشيىء اللعين؟ رميته على الأرض، هرعت مسرعا إلى أدراجي أبحث لها عن مسكنات. وجدتها عند عودتي جثة هامدة قد سبغ الدم الأحمر تنورتها الحمراء فزادت إحمرارا. إنتزعتها و غسلتها و نظفتها وأغلقت المحل بعد أن وضعت الجثة في كيس رميته في النهر. لقد حزنت كثيرا.
عند منتصف الليل يدق باب الكوخ، لم أستطع أن أقوم من فراشي. كان رأسي مُثقلا بالكوابيس. دق الباب مرة أخرى. رجل و امرأة يبدو عليهما القلق يسألانني عن فتاة مفقودة. قلت: أنتم والدا الفتاة صاحبة التنورة الحمراء، لماذا؟ .. لماذا تسألان عنها؟ لم أتناول دوائي منذ أسبوع يرحمكم الله (رحتُ أبكي) لا أدري إن الأمر مضحك .. ماذا سألتموني؟ دخلتُ الكوخ فانتشلتُ من تحت وسادتي تنورة حمراء ممزقة. تذكّرت أن والدها خياط: "لدي هذه التنورة و تحتاج إلى رتْق و تطريز."
هذا صحيح! – كنت عصبيا – جدا جدا، و بشكل مخيف. و لكن الناس يصفونني بالمجنون. نعم .. لعله المرض. الحق أن حواسي أصبحت حادة كالسكين – كلا كلا – إنني أسمع ... أسمع دبيب النمل. لعل العالم تغيّر و أنا على علم بما يجول في خاطركم. هذا لأنكم تتسرعون بإطلاق الأحكام المسبقة. لماذا لا تدعونني أثبت لكن أنني بريىء و بكامل صحتي العقلية؟ سترون كيف أنني أستطيع أن أخبركم القصة بكاملها بهدوء تام.
يستحيل أن أقول لكم كيف خطرت لي الفكرة. عموما المهم يا سادتي أنها دخلت بطريقة معيّنة أجهلها أنا. كلا – دخلت وأصبحت تلازم تفكيري ... ليل نهار. يا إلهي لقد أحببت تلك الصبيّة الرشيقة. دعوني أجفف دموعي. لم تؤذني قط. لم تهنّي قط. لم أكن أسعى وراء ثروتها. كنت صريحا معها دائما ... إنها في العشرينات من العمر. و لكن هذا لا يعني لي شيئا. كلا كلا ليس هذا ما أزعجني ... أظن أن تنورتها هي سبب المشكلة. نعم تلك هي المشكلة. كانت تلبس تنورة حمراء اللون – حمراء بلون دمي الذي كان يغلي حين أشم عبق جسدها ... هل كانت تعلم هذا؟ بدأت تدور في رأسي أفكار - كلا لم أخبرها ماذا كان يدور في رأسي، و لكنني بخطوات مدروسة قررت أن أريح نفسي من تلك الظاهرة إلى الأبد لعل الناس يكفّون النظر إليّ بهذا الشكل. إن ظهري يؤلمني.
كان يجدر بكم أن تنظروا كيف سويّت المسألة – كيف أنني كنت ذكيا – كيف أنني كنت حذرا و منتبها في تعاملي مع المسألة – لو كنتم هناك لضحكتم إلى الأذقان. لم أكن بتاتا لطيفا مع تلك الفتاة الشابة و الرشيقة كما كنت في الأسبوع الماضي. كانت تدخل عليّ المحل كل يوم لابسة تلك التنورة، فتشتري أغراضا لأمها. لماذا كانت دائما تصر أن تشتري لها ... لا أذكر .. إنها فتاة غريبة رغم أنني أبتسم لها كلما رأيتها. لقد عاملتها بإحترام. كنت ألحقها في المحل من زاوية إلى أخرى لأرى ماذا ستشتري. ياه! لقد كُشفت لعبتها. أتظاهر أنني أرتب الأغراض على الرفوف فأختلس نظرة عن يمين و عن شمال. إن هذه الفتاة تُضمر لي شيئا ما. ألحقها ببطء شديد، أقف على طرف أصابع قدمي لكي لا أزعجها. ترى هل كانت تراني؟ ها ها هههه ...
حسنا أنتم لا تصدقون شيئا مما أقول و تقولون إني غريب الأطوار، و لكن لما التسرّع؟ مممم رأسي يؤلمني ... ماذا كنت أقول؟ نعم، مرة دخلت عليّ المحل قبل موعد الإغلاق بقليل. كنت بانتظارها. ما إن دخلت حتى شعّ اللون الأحمر في عينيّ و فاحت رائحة جسدها في المحل، فزاد ذلك من وتيرة دقات قلبي، و راحت أفكاري ترقص على موسيقى خطواتها الملعونة. سألتني عن بعض الأغراض لوالدتها فلم أعرف كيف أرد عليها فضحكت و قلت: "تعرفين يا عزيزتي كم أنا فخور بك؟". ابتسمت و سألتني بخجل "لماذا؟". قلت: "لأن اللون الأحمر يناسبك كثيرا". لم أكمل كلامي. إحمر وجهها. يا لها من فتاة لطيفة و جميلة. ثم أخبرتها عن مكان الأغراض.
غابت خلف الرفوف فانتشلتُ المنشار الكهربائي من تحت الطاولة و لحقتُ بها. يا إلهي لم أتناول حبوب الدواء منذ أسبوع. قلت لها ببرودة تامة: "هلا ساعدتني قليلا يا عزيزتي لكي أنشر هذه الطاولة؟" تفاجئت بما أقول. ضحكتُ لكي لا أخيفها ثم قلت لها بنبرة حازمة "لا تخافي يا عزيزتي، أنا فخور بك و اللون الأحمر مناسب لك كثيرا". ضَحِكَتْ والخوف باديا على وجهها. بلعت ريقها. سمعت دقات قلبها تتزايد. لقد حان الوقت.
قالت: "حح– حسنا"
قلت: "ضعي يدك على الطاولة لكي أقصها"
تصلّبت حنجرتها ثم قالت متلعثمة: " ت .. ت .. تقص يدي؟"
لا لا لا ... بل لأقص الطاولة. أريدك أن تثبّتيها. يا لك من فتاة (دوّى الضحك في كل مكان). أنا فخور بك و هذه التنورة الحمراء مناسبة لك تماما.
وضعت يدها على الطاولة و هي ترتجف. قلت "هل تشعرين بالبرد يا عزيزتي؟". لم ترد. إترجفت يدها أكثر فأكثر. أشعلت المنشار و ما إن قرّبته من الطاولة حتى قطعتها. ثم سقطت هي على الأرض. ياه .. أنا آسف - آسف جدا - لم أكن أقصد ذلك. لا تبكي يا عزيزتي. كلما حاولت إسكاتها صرخت أكثر. و نسيت أنني أغلقت باب المحل قبل لحاقي بها. قلت "لن يسمعك أحد" .. و رحت أولول "إنك تخيفينني" .. كيف يُطفئ هذا الشيىء اللعين؟ رميته على الأرض، هرعت مسرعا إلى أدراجي أبحث لها عن مسكنات. وجدتها عند عودتي جثة هامدة قد سبغ الدم الأحمر تنورتها الحمراء فزادت إحمرارا. إنتزعتها و غسلتها و نظفتها وأغلقت المحل بعد أن وضعت الجثة في كيس رميته في النهر. لقد حزنت كثيرا.
عند منتصف الليل يدق باب الكوخ، لم أستطع أن أقوم من فراشي. كان رأسي مُثقلا بالكوابيس. دق الباب مرة أخرى. رجل و امرأة يبدو عليهما القلق يسألانني عن فتاة مفقودة. قلت: أنتم والدا الفتاة صاحبة التنورة الحمراء، لماذا؟ .. لماذا تسألان عنها؟ لم أتناول دوائي منذ أسبوع يرحمكم الله (رحتُ أبكي) لا أدري إن الأمر مضحك .. ماذا سألتموني؟ دخلتُ الكوخ فانتشلتُ من تحت وسادتي تنورة حمراء ممزقة. تذكّرت أن والدها خياط: "لدي هذه التنورة و تحتاج إلى رتْق و تطريز."