الرئيسية
اليوم في 3:08 am من طرف amira333
جامعة الإسكندرية – فرع دمنهور
كلية الزراعة
أثر المناخ فى إنتشار الأمراض النباتية فى جمهورية مصر العربية
التقرير مقدم إلى : أ.د محمد سعدالله
أستاذ تربية النبات- زراعة دمنهور
معدو التقرير : هانى عبد الحميد السيد
عبد الهادى نصار طرابيه
وفاء جميل حبيشى
مقدمة :-
المرض النباتى ما هو إلا محصلة مجموعة من العوامل المختلفة المتعلقة بكل من الطفيل والنبات العائل و العوامل البيئية التى تحيط بهما أثناء حدوث الإصابة وتكشف المرض .
فتتوقف الإصابة بالأمراض على العوامل البيئية المحيطة , ويتوقف تقدم المرض من حيث " الشدة " و " الإنتشار "على توافق المسبب المرضى والبيئة .
فلكل عامل من عوامل البيئة توجد الدرجة الصغرى والمثلى والقصوى التى ينمو عبها الطفيل , ويتوقف سير المرض على مدى إنحراف عامل البيئة عن الدرجة المثلى للطفيل
- وتؤثرالعوامل البيئية على العدوى بالمرض وتكشفه من نواحى عديدة , فقد تؤثر على إنتاج جراثيم الفطرأو إنتشارها أو إنباتها أو تؤثر على حدوث الإصابة أو تقدم الطفيل داخل العائل .
- كما تؤثر العوامل البيئية على النبات العائل من حيث قدرته على مقاومة المرض أو تحمله أو إستعادته لحالته الصحية .
وفى دراسة تأثير البيئة على الأمراض يتن التفريق بين نوعين من العوامل : الظروف الجزية العامة أو الشاملةmacroclimate و بين الظروف الجوية المحدودة microclimate . وسوف نهتم بالظروف الجوية العامة أو الشاملة موضوع التقرير.
- ومن أهم العوامل البيئية الى تؤثر على إنتشار الأمراض: الحرارة & الرطوبة &الضوء.
العوامل البيئة التى تؤثر على الأمراض
أولا ً :- درجة الحرارة Temperature
تختلف المسببات المرضية من حيث تفضيلها لدرجات الحرارة العالية أو المرتفعة , فمثلا نجد أن :-
- فطريات أمراض " التبقعات " و" التفحم " و " الأصداء " والتى يلائمها درجات الحرارة التى تتراوح ما بين 18- 21 مئوية مع زيادة الرطوبة النسبية وهطول الأمطار لذا " تزدهر " فى دلتا النيل خلال فترات الحرارة المنخفضة فى أواخر الشتاء وبداية الربيع فيكثر إنتشارها فى شمال الدلتا ويقل كلما إتجهنا جنوبا ً ويندر وجودها فى جنوب وادى النيل .
- فى حين تفضل بعض فطريات البياض الزغبى , مثل البياض الزغبى فى الذرة الشاميةPeronosclerospora sorghi درجات الحرارة العالية فى نهاية الصيف وبداية الخريف ,حيث تلائمه ( 25-27) مئوية لذا ينتشر المرض فى الدلتا ويقل كلما اتجهنا جنوبا ً .
- وكذلك فإن مرض الصدأ الأصفر فى القمح puccinia glumarum يعتبر من أصداء المناطق الباردة , فهو يشتد عقب الأشتية الباردة فى مصر , أما عقب الأشتية الدافئة فتقل الإصابة بهذا المرض وتزداد الإصابة بنوع آخر من الأصداء , وهو مرض الصدأ الأسود puccinia graninis fsp.tritici
كما تؤثر درجة الحرارة على سهولة الإصابة الفيروسية ومقدرة افيروس على التكاثر , فقد وجد أن إستمرار إرتفاع درجة الحرارة 36 درجة مئوية وما فوق لمدة عدة أيام أو عدة أسابيع يقلل من ظهور الأعراض فى معظم الأمراض الفيروسية , وفى بعض الحالات تؤدى إلى تعطيل النشاط الفيروسى تماما ً , لذا لا تظهر الأمراض الفيروسية على معظم المحاصيل الصيفية فى وادى النيل الجاف الحار مثل : مرض تخطيط الذرة الشامية , فى يزداد إنتشارها فى دلتا النيل ذات الحرارة المعتدلة والرطوبة الجوية المرتفعة .
ثانيا ً :- الرطوبةHumidity
تعمل الرطوبة على حدوث العدوى الأولية وتكشف العدوى المرضية , حيت تؤثر على إنبات الجراثيم الفطرية وإختراقها للعائل و كما الأمطار على إنتشار الأمراض المسببات المرضية وسرعة تكاثرها معطية مصدرا ً غنيا ً للإصابة .
• فنجد أن فطريات " الأصداء " و" التفحمات " و" التبقعات " ومعظم الأمراض الفطرية والتى يزاد إنبات جراثيمها فى وجود الرطوبة نسبية مرتفعة أو فى وجود رطوبة حرة على سطح النبات , لذا نجد أن هذه الأمراض النباتية تنتشر فى دلتا النيل , و تقل كلما إجهنا نحو الجنوب .
• وكذلك فإن الإصابة بمرض الباض الزغبى فى العنب Plasmopara viticola تشتد فى المناطق الرطبة فى ستمبر وأكتوبر كمناطق شمال الدلتا وتقل الإصابة فى المناطق الجافة نسبيا ً فى مصر الوسطى , وتؤثر الرطوبة فى عدد دورات المرض التى يتمها الطفيل فى الموسم .
أما ألأمراض التى تتطلب أجواء أقل رطوبة – وهى قليلة العدد - مثل : أمراض البياض الدقيقى فنجدها تنتشر فى وادى النيل الجاف الحار وتقل كلما ا تجهنا ناحية الدلتا , لأن نمو هذه الفطريات وتجرثمها يحتاج إلى ظروف جوية جافة دافئة .
- والجدير بالذكر أن هطول الأمطار فى الشتاء يعوق من حركة الحشرات الناقلة للفيروسات الممرضة من ثمَ تحد من إنتشار الأمراض المنتقلة عن طريق الحشرات , فى حين تزدادالأمراض الفيروسية المنتقلة عن طريق النيماتودا الأرضية .
كما أن إرتفاع الرطوية الأرضية فى شمال الدلتا مقارنة بالوادى خاصة فى المناطق الشمالية منها يزداد إنتشار الأمراض الطفيلية التى تؤثر على الأجزاء النباتية الأرضية تحت التربة ( الجذور- البذور- البادرات)
ثالثا ً :- الضوء Light
يعد الضوء أقل أهمية من الحرارة و الرطوبة لتكشف الأمراض النباتية , إلا أن هناك بعض الأمراض الحقلية تتأثر بطول الفترة الضوئية أو قصرها , وعموما ً فإن فترات الإضاءة الطويلة ( النهار الطويل ) قبل العدوى تزيد من قابلية المحاصيل للإصابة بالفطريات الإجبارية مثل الأصداء .
وقد يزيد الضوء من إنبات جراثيم الطفيليات أو ينقص من عددها , وبالتالى تتأثر عملية الإختراق, وقد يؤثر الضوء على المسبب المرضى و تجرثمه بعد العدوى .
• ونظرا ً لزيادة سطوح الشمس فى دلتا النيل على مدار العام خاصة فى الفترة من فيراير إلى نوفمبر يزداد إنتشار أمراض الأصداء بها وخاصة أن درجات حرارة الربيع و الخريف ملائمة لحدوث الإصابة .
- أما بالنسبة للأمراض الفيروسية , فنجد أنها تزداد وتنتشر فى الدلتا عندما تنخفض كثافة الإشعاع الشمسى , وتقل الفترة الضوئية .
مجموعات الأمراض النباتية الهامة
وتأثرها بالمناخ فى مصر ( الدلتا- الوداى )
أولا ً :- أمراض الأصداء Rust diseases
1. صدأ الفول البلدى : .
يلائم ظهور وإنتشار المرض الرطوبة الأرضية المرتفعة حيث تعمل على إرتفاع الرطوبة الجوية المحيطة بالنباتات والتى تساعد على نشاط وسرعة إنبات الجراثيم وخاصة إذا كانت درجة الحرارة ما بين 16 و 22 لذا تشتد الإصابة به فى مراكز دلتا النيل وبدرجة متوسطة فى شمال الوادى و لا يحدث هذا المرض أضراراً كبيرة فى جنوب الوادى
2. صدأ الساق فى القمح :
يعد هذا المرض من اهم واخطر الأمراض التى تصيب القمح فى دلتا النيل حيث يتوفر فيه الظروف المناخية اللازمة لإنتشاره ويتقلص خطره كلما اتجهنا جنوباً حيث يصبح قليل الضرر فى أقاصى الوادى المصرى .
3. صدأ الذرة الشامية :
يزداد إنتشار المرض على اصناف الذرة الشامية المحلية والهجين خاصة فى الزراعات المتاخرة فى دلتا النيل وبدايات شمال الوادى بسبب زيادة الرطوبة النسبية وتوفر الرطوبة الجوية بشكل ملائم ويقل كلما اتجهنا جنوباً ناحية الوادى .
4 . صدأ البصل والثوم :
هذا المرض شديد الوطأة على زراعات الثوم البلدى و الكراث فى مصر ويكثر إنتشاره فى زراعات شمال الدلتا ويقل كلما اتجهنا جنوباً ويكاد يختفى فى زراعات الصعيد و انتشر هذا المرض بصورة وبائية فى مساحات كبيرة كانت منزرعة فى مديرية التحرير وسبب إنخفاضاً كبيراً فى المحصول
5 . صدأ التين :
يعتبر هذا المرض من اهم أكثر الأمراض التى تصيب اشجار التين إنتشاراً فى العالم ولو أن الأضرار الناتجة عنه تقل فى المناطق الجافة وتشتد الإصابة بالمرض فى زراعات التين المتاخمة لساحل البحر الأبيض المتوسط وذلك لتوفر الرطوبة الجوية المرتفعة وتقل الإصابة بالمرض كلما اتجهنا جنوباً حتى يكاد يندر وجوده فى محافظات الصعيد
6 . صدأ الورد :
وهو منتشر فى زراعات الورد فى العالم وتزداد شدته فى الأماكن الرطبة لذا يكثر إنتشاره فى الجهات الشمالية من الدلتا خاصة مع توفر درجات الحرارة الملائمة ويقل إنتشاره كلما اتجهنا جنوباً حتى يكاد يختفى فى أقاصى جنوب الوادى .
7 . صدأ الكتان :
يلائم هذا المرض الرطوبة المرتفعة والندى الغزير الذى يعمل على إبتلال سطوح النباتات لمدة كافية لإنبات الجراثيم فى درجات حرارة تترواح ما بين 17 الى 21 مئوية لذا تشتد الإصابة به شمال الدلتا وتقل بدرجة ليست معنوية فى جنوب الدلتا و يقل إنتشاره كلما اتجهنا جنوباً فى الوادى .
ثانياً :- أمراض التفحمات : Smut diseases
1. التفحم العادى فى الذرة الشامية :
يحتاج الفطر المسبب لهذا المرض لجو دافئ تترواح فيه درجة حرارة التربة والهواء مابين 26 - 34 م وذلك فى الفترة الممتدة من مايو حتى أغسطس مع رطوبة معتدلة تترواح ما بين 65 – 75 % لذا تكثر الإصابة به فى دلتا النيل وتقل بالإتجاه نحو جنوب الوادى نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة و إنخفاض رطوبة التربة والهواء فى نفس الإتجاه .
2 . التفحم المغطى فى الشعير :
تحدث الإصابة به فى وقت الزراعة الى وقت ظهور البادرات وتظهر اعراض الإصابة بالمرض عند طرد السنابل فى نهاية الموسم . وتشتد الإصابة بالفطر المسبب عندما تكون درجة حرارة التربة وقت الزراعة ما بين 10 – 21 م لذلك نجد أن درجة حرارة التربة فى دلتا النيل خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر ملائمة لإنبات جراثيم الفطر كما تعمل الرطوبة الأرضية المرتفعة فيها على إطالة الفترة التى تتعرض فيها البادرات للإصابة أما فى وادى النيل حيث التربة الجافة فتقل الإصابة فيه نظراً لإنحراف العناصر المناخية فيه عن السابق ذكرها والتى تلائم الفطر المسبب
3. التفحم النتن فى القمح :
يوجد المرض فى المناطق الرطبة ولكن يكثر إنتشاره فى المناطق الأكثر جفافاً لذا نجد أن المرض ينتشر فى حقول وادى النيل الجاف والحار خصوصاً فى منطقة نجع حمادى ويقل بالإتجاه صوب الدلتا ذات الرطوبة الجوية العالية
4. التفحم السائب فى القمح :
ينتشر هذا المرض بشكل وبائى فى المناطق التى تمتاز بإرتفاع نسبة الرطوبة فتشتد الإصابة بهذا المرض فى الدلتا بدرجة أكبر من الوادى ويرجع ذلك الى سرعة إنبات البادرات فى جو وادى النيل الحار مما يساعد على تفادى الإصابة بهذا المرض , حيث يلائم الفطر المسبب الجو الرطب على أن تترواح درجة الحرارة ما بين 19 – 24 م و لا تحدث الإصابة إذا ارتفعت درجة الحرارة الى 29 م حتى و لو توفرت جميع الظروف البيئية الأخرى .
و الجدير بالذكر أن أصناف القمح تختلف فى قابليتها للإصابة مما يساهم فى تشكيل خريطة الإصابة بالمرض
5 . تفحم الحبوب فى الذرة :
كان من أكثر أمراض الذرة إنتشاراً على الأصناف المحلية والهجن القديمة ويكثر وجود المرض فى الوجه القبلى خاصة فى المحافظات الجنوبية منه ويوجد أيضاً فى الواحات لاسيما سيوة والداخلة
6.التفحم اللوائى فى القمح :
المرض موجود فى جميع أنحاء مصر ولكن يقل فى أقاصى الصعيد ويزداد إنتشاره فى شمال الدلتا عن باقى الجهات
7. تفحم اوراق نخيل البلح :
عرف المرض فى مصر منذ عام 1822 ويوجد بحالة شديدة فى شمال الدلتا ويقل كلمااتجهنا جنوباً إذ يندر فى منطقة أسوان وتشير تقديرات وزارة الزراعة عام 1954 الى أن نسبة الإصابة بهذا المرض الى 100 % فى شمال الدلتا و 1.5 % فى محافظة أسيوط .
ثالثاً :- أمراض التبقعات : Spots diseases
1. التبقع البنى فى الفول :
من أهم مشكلات الفول البلدى فى دلتا النيل هى إصابته بالتبقع البنى والصدأ والأول أخطر المرضين لأنه يحدث عادة أثناء تكوين الثمار و لأنه فى حالة شدته إذا سارت الظروف الجوية موافقة له و أهمها الرطوبة و نزول الأمطار خلال شهرى يناير وفبراير تؤدى الى جفاف الأوراق و سقوطها ومنع أو تقليل تكوين الثمار فيسبب المرض خسائر كبيرة فى الجهات الشمالية من الدلتا خاصة فى محافظات البحيرة والدقهلية والغربية وكفر الشيخ حيث تصل نسبة الخسائر فى السنين التى تشتد فيها الإصابة الى حوالى 30 - 40 % من المحصول وأحياناً تكون خسارة تامة , وتقل الإصابة كلما اتجهنا جنوباً فى وادى النيل
2. التبقع الشبكى فى الشعير :
يوجد المرض عامة فى مناطق زراعة الشعير ذات الجو الرطب نوعاً وفى مصر يكثر المرض فى الجهات الشمالية من الدلتا خاصة فى محافظة كفر الشيخ حيث تسبب الإصابة أحياناً القضاء على المحصول كله .
يلائم هذا المرض الجو الرطب المعتدل و أفضل درجة حرارة لنمو الفطر المسبب ما بين 10 – 20 م و لاتحدث الإصابة إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 27 م .
لذا ينتشر المرض بصورة شديدة فى دلتا النيل خاصة الجهات الشمالية منها ويقل كلما اتجهنا جنوباً ناحية الوادى
3 . تبقع الأوراق الألترنارى :
هذا المرض منتشر فى مناطق زراعة القطن فى شمال الدلتا خاصة فى محافظة البحيرة وكفر الشيخ والقليوبية والشرقية ويقل ظهوره فى وادى النيل خاصة المناطق الجنوبية منه
4 . تبقع أوراق الفول السودانى :
من أمراض الفول السودانى الهامة خاصة فى المناطق الرطبة لذا تشتد الإصابة به فى دلتا النيل عامة وتقل كلما اتجهنا جنوباً وهو مرض موسمى تختلف شدته من سنة لأخرى .
5 . اللفحة وخناق الرقبة فى الأرز :
يلائم هذا المرض الجو الرطب المعتدل حيث تترواح درجة الحرارة المثلى ما بين 22- 27 م لذلك تشتد الإصابة به فى دلتا النيل خاصة فى الزراعات المتاخرة والأراضى رديئة الصرف ويقل إنتشاره كلما اتجهنا جنوباً نظراً لإرتفاع درجات الحرارة فى شهر يوليو و أغسطس وسبتمبر و إنخفاض الرطوبة النسبية بدرجة كبيرة .
كلية الزراعة
أثر المناخ فى إنتشار الأمراض النباتية فى جمهورية مصر العربية
التقرير مقدم إلى : أ.د محمد سعدالله
أستاذ تربية النبات- زراعة دمنهور
معدو التقرير : هانى عبد الحميد السيد
عبد الهادى نصار طرابيه
وفاء جميل حبيشى
مقدمة :-
المرض النباتى ما هو إلا محصلة مجموعة من العوامل المختلفة المتعلقة بكل من الطفيل والنبات العائل و العوامل البيئية التى تحيط بهما أثناء حدوث الإصابة وتكشف المرض .
فتتوقف الإصابة بالأمراض على العوامل البيئية المحيطة , ويتوقف تقدم المرض من حيث " الشدة " و " الإنتشار "على توافق المسبب المرضى والبيئة .
فلكل عامل من عوامل البيئة توجد الدرجة الصغرى والمثلى والقصوى التى ينمو عبها الطفيل , ويتوقف سير المرض على مدى إنحراف عامل البيئة عن الدرجة المثلى للطفيل
- وتؤثرالعوامل البيئية على العدوى بالمرض وتكشفه من نواحى عديدة , فقد تؤثر على إنتاج جراثيم الفطرأو إنتشارها أو إنباتها أو تؤثر على حدوث الإصابة أو تقدم الطفيل داخل العائل .
- كما تؤثر العوامل البيئية على النبات العائل من حيث قدرته على مقاومة المرض أو تحمله أو إستعادته لحالته الصحية .
وفى دراسة تأثير البيئة على الأمراض يتن التفريق بين نوعين من العوامل : الظروف الجزية العامة أو الشاملةmacroclimate و بين الظروف الجوية المحدودة microclimate . وسوف نهتم بالظروف الجوية العامة أو الشاملة موضوع التقرير.
- ومن أهم العوامل البيئية الى تؤثر على إنتشار الأمراض: الحرارة & الرطوبة &الضوء.
العوامل البيئة التى تؤثر على الأمراض
أولا ً :- درجة الحرارة Temperature
تختلف المسببات المرضية من حيث تفضيلها لدرجات الحرارة العالية أو المرتفعة , فمثلا نجد أن :-
- فطريات أمراض " التبقعات " و" التفحم " و " الأصداء " والتى يلائمها درجات الحرارة التى تتراوح ما بين 18- 21 مئوية مع زيادة الرطوبة النسبية وهطول الأمطار لذا " تزدهر " فى دلتا النيل خلال فترات الحرارة المنخفضة فى أواخر الشتاء وبداية الربيع فيكثر إنتشارها فى شمال الدلتا ويقل كلما إتجهنا جنوبا ً ويندر وجودها فى جنوب وادى النيل .
- فى حين تفضل بعض فطريات البياض الزغبى , مثل البياض الزغبى فى الذرة الشاميةPeronosclerospora sorghi درجات الحرارة العالية فى نهاية الصيف وبداية الخريف ,حيث تلائمه ( 25-27) مئوية لذا ينتشر المرض فى الدلتا ويقل كلما اتجهنا جنوبا ً .
- وكذلك فإن مرض الصدأ الأصفر فى القمح puccinia glumarum يعتبر من أصداء المناطق الباردة , فهو يشتد عقب الأشتية الباردة فى مصر , أما عقب الأشتية الدافئة فتقل الإصابة بهذا المرض وتزداد الإصابة بنوع آخر من الأصداء , وهو مرض الصدأ الأسود puccinia graninis fsp.tritici
كما تؤثر درجة الحرارة على سهولة الإصابة الفيروسية ومقدرة افيروس على التكاثر , فقد وجد أن إستمرار إرتفاع درجة الحرارة 36 درجة مئوية وما فوق لمدة عدة أيام أو عدة أسابيع يقلل من ظهور الأعراض فى معظم الأمراض الفيروسية , وفى بعض الحالات تؤدى إلى تعطيل النشاط الفيروسى تماما ً , لذا لا تظهر الأمراض الفيروسية على معظم المحاصيل الصيفية فى وادى النيل الجاف الحار مثل : مرض تخطيط الذرة الشامية , فى يزداد إنتشارها فى دلتا النيل ذات الحرارة المعتدلة والرطوبة الجوية المرتفعة .
ثانيا ً :- الرطوبةHumidity
تعمل الرطوبة على حدوث العدوى الأولية وتكشف العدوى المرضية , حيت تؤثر على إنبات الجراثيم الفطرية وإختراقها للعائل و كما الأمطار على إنتشار الأمراض المسببات المرضية وسرعة تكاثرها معطية مصدرا ً غنيا ً للإصابة .
• فنجد أن فطريات " الأصداء " و" التفحمات " و" التبقعات " ومعظم الأمراض الفطرية والتى يزاد إنبات جراثيمها فى وجود الرطوبة نسبية مرتفعة أو فى وجود رطوبة حرة على سطح النبات , لذا نجد أن هذه الأمراض النباتية تنتشر فى دلتا النيل , و تقل كلما إجهنا نحو الجنوب .
• وكذلك فإن الإصابة بمرض الباض الزغبى فى العنب Plasmopara viticola تشتد فى المناطق الرطبة فى ستمبر وأكتوبر كمناطق شمال الدلتا وتقل الإصابة فى المناطق الجافة نسبيا ً فى مصر الوسطى , وتؤثر الرطوبة فى عدد دورات المرض التى يتمها الطفيل فى الموسم .
أما ألأمراض التى تتطلب أجواء أقل رطوبة – وهى قليلة العدد - مثل : أمراض البياض الدقيقى فنجدها تنتشر فى وادى النيل الجاف الحار وتقل كلما ا تجهنا ناحية الدلتا , لأن نمو هذه الفطريات وتجرثمها يحتاج إلى ظروف جوية جافة دافئة .
- والجدير بالذكر أن هطول الأمطار فى الشتاء يعوق من حركة الحشرات الناقلة للفيروسات الممرضة من ثمَ تحد من إنتشار الأمراض المنتقلة عن طريق الحشرات , فى حين تزدادالأمراض الفيروسية المنتقلة عن طريق النيماتودا الأرضية .
كما أن إرتفاع الرطوية الأرضية فى شمال الدلتا مقارنة بالوادى خاصة فى المناطق الشمالية منها يزداد إنتشار الأمراض الطفيلية التى تؤثر على الأجزاء النباتية الأرضية تحت التربة ( الجذور- البذور- البادرات)
ثالثا ً :- الضوء Light
يعد الضوء أقل أهمية من الحرارة و الرطوبة لتكشف الأمراض النباتية , إلا أن هناك بعض الأمراض الحقلية تتأثر بطول الفترة الضوئية أو قصرها , وعموما ً فإن فترات الإضاءة الطويلة ( النهار الطويل ) قبل العدوى تزيد من قابلية المحاصيل للإصابة بالفطريات الإجبارية مثل الأصداء .
وقد يزيد الضوء من إنبات جراثيم الطفيليات أو ينقص من عددها , وبالتالى تتأثر عملية الإختراق, وقد يؤثر الضوء على المسبب المرضى و تجرثمه بعد العدوى .
• ونظرا ً لزيادة سطوح الشمس فى دلتا النيل على مدار العام خاصة فى الفترة من فيراير إلى نوفمبر يزداد إنتشار أمراض الأصداء بها وخاصة أن درجات حرارة الربيع و الخريف ملائمة لحدوث الإصابة .
- أما بالنسبة للأمراض الفيروسية , فنجد أنها تزداد وتنتشر فى الدلتا عندما تنخفض كثافة الإشعاع الشمسى , وتقل الفترة الضوئية .
مجموعات الأمراض النباتية الهامة
وتأثرها بالمناخ فى مصر ( الدلتا- الوداى )
أولا ً :- أمراض الأصداء Rust diseases
1. صدأ الفول البلدى : .
يلائم ظهور وإنتشار المرض الرطوبة الأرضية المرتفعة حيث تعمل على إرتفاع الرطوبة الجوية المحيطة بالنباتات والتى تساعد على نشاط وسرعة إنبات الجراثيم وخاصة إذا كانت درجة الحرارة ما بين 16 و 22 لذا تشتد الإصابة به فى مراكز دلتا النيل وبدرجة متوسطة فى شمال الوادى و لا يحدث هذا المرض أضراراً كبيرة فى جنوب الوادى
2. صدأ الساق فى القمح :
يعد هذا المرض من اهم واخطر الأمراض التى تصيب القمح فى دلتا النيل حيث يتوفر فيه الظروف المناخية اللازمة لإنتشاره ويتقلص خطره كلما اتجهنا جنوباً حيث يصبح قليل الضرر فى أقاصى الوادى المصرى .
3. صدأ الذرة الشامية :
يزداد إنتشار المرض على اصناف الذرة الشامية المحلية والهجين خاصة فى الزراعات المتاخرة فى دلتا النيل وبدايات شمال الوادى بسبب زيادة الرطوبة النسبية وتوفر الرطوبة الجوية بشكل ملائم ويقل كلما اتجهنا جنوباً ناحية الوادى .
4 . صدأ البصل والثوم :
هذا المرض شديد الوطأة على زراعات الثوم البلدى و الكراث فى مصر ويكثر إنتشاره فى زراعات شمال الدلتا ويقل كلما اتجهنا جنوباً ويكاد يختفى فى زراعات الصعيد و انتشر هذا المرض بصورة وبائية فى مساحات كبيرة كانت منزرعة فى مديرية التحرير وسبب إنخفاضاً كبيراً فى المحصول
5 . صدأ التين :
يعتبر هذا المرض من اهم أكثر الأمراض التى تصيب اشجار التين إنتشاراً فى العالم ولو أن الأضرار الناتجة عنه تقل فى المناطق الجافة وتشتد الإصابة بالمرض فى زراعات التين المتاخمة لساحل البحر الأبيض المتوسط وذلك لتوفر الرطوبة الجوية المرتفعة وتقل الإصابة بالمرض كلما اتجهنا جنوباً حتى يكاد يندر وجوده فى محافظات الصعيد
6 . صدأ الورد :
وهو منتشر فى زراعات الورد فى العالم وتزداد شدته فى الأماكن الرطبة لذا يكثر إنتشاره فى الجهات الشمالية من الدلتا خاصة مع توفر درجات الحرارة الملائمة ويقل إنتشاره كلما اتجهنا جنوباً حتى يكاد يختفى فى أقاصى جنوب الوادى .
7 . صدأ الكتان :
يلائم هذا المرض الرطوبة المرتفعة والندى الغزير الذى يعمل على إبتلال سطوح النباتات لمدة كافية لإنبات الجراثيم فى درجات حرارة تترواح ما بين 17 الى 21 مئوية لذا تشتد الإصابة به شمال الدلتا وتقل بدرجة ليست معنوية فى جنوب الدلتا و يقل إنتشاره كلما اتجهنا جنوباً فى الوادى .
ثانياً :- أمراض التفحمات : Smut diseases
1. التفحم العادى فى الذرة الشامية :
يحتاج الفطر المسبب لهذا المرض لجو دافئ تترواح فيه درجة حرارة التربة والهواء مابين 26 - 34 م وذلك فى الفترة الممتدة من مايو حتى أغسطس مع رطوبة معتدلة تترواح ما بين 65 – 75 % لذا تكثر الإصابة به فى دلتا النيل وتقل بالإتجاه نحو جنوب الوادى نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة و إنخفاض رطوبة التربة والهواء فى نفس الإتجاه .
2 . التفحم المغطى فى الشعير :
تحدث الإصابة به فى وقت الزراعة الى وقت ظهور البادرات وتظهر اعراض الإصابة بالمرض عند طرد السنابل فى نهاية الموسم . وتشتد الإصابة بالفطر المسبب عندما تكون درجة حرارة التربة وقت الزراعة ما بين 10 – 21 م لذلك نجد أن درجة حرارة التربة فى دلتا النيل خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر ملائمة لإنبات جراثيم الفطر كما تعمل الرطوبة الأرضية المرتفعة فيها على إطالة الفترة التى تتعرض فيها البادرات للإصابة أما فى وادى النيل حيث التربة الجافة فتقل الإصابة فيه نظراً لإنحراف العناصر المناخية فيه عن السابق ذكرها والتى تلائم الفطر المسبب
3. التفحم النتن فى القمح :
يوجد المرض فى المناطق الرطبة ولكن يكثر إنتشاره فى المناطق الأكثر جفافاً لذا نجد أن المرض ينتشر فى حقول وادى النيل الجاف والحار خصوصاً فى منطقة نجع حمادى ويقل بالإتجاه صوب الدلتا ذات الرطوبة الجوية العالية
4. التفحم السائب فى القمح :
ينتشر هذا المرض بشكل وبائى فى المناطق التى تمتاز بإرتفاع نسبة الرطوبة فتشتد الإصابة بهذا المرض فى الدلتا بدرجة أكبر من الوادى ويرجع ذلك الى سرعة إنبات البادرات فى جو وادى النيل الحار مما يساعد على تفادى الإصابة بهذا المرض , حيث يلائم الفطر المسبب الجو الرطب على أن تترواح درجة الحرارة ما بين 19 – 24 م و لا تحدث الإصابة إذا ارتفعت درجة الحرارة الى 29 م حتى و لو توفرت جميع الظروف البيئية الأخرى .
و الجدير بالذكر أن أصناف القمح تختلف فى قابليتها للإصابة مما يساهم فى تشكيل خريطة الإصابة بالمرض
5 . تفحم الحبوب فى الذرة :
كان من أكثر أمراض الذرة إنتشاراً على الأصناف المحلية والهجن القديمة ويكثر وجود المرض فى الوجه القبلى خاصة فى المحافظات الجنوبية منه ويوجد أيضاً فى الواحات لاسيما سيوة والداخلة
6.التفحم اللوائى فى القمح :
المرض موجود فى جميع أنحاء مصر ولكن يقل فى أقاصى الصعيد ويزداد إنتشاره فى شمال الدلتا عن باقى الجهات
7. تفحم اوراق نخيل البلح :
عرف المرض فى مصر منذ عام 1822 ويوجد بحالة شديدة فى شمال الدلتا ويقل كلمااتجهنا جنوباً إذ يندر فى منطقة أسوان وتشير تقديرات وزارة الزراعة عام 1954 الى أن نسبة الإصابة بهذا المرض الى 100 % فى شمال الدلتا و 1.5 % فى محافظة أسيوط .
ثالثاً :- أمراض التبقعات : Spots diseases
1. التبقع البنى فى الفول :
من أهم مشكلات الفول البلدى فى دلتا النيل هى إصابته بالتبقع البنى والصدأ والأول أخطر المرضين لأنه يحدث عادة أثناء تكوين الثمار و لأنه فى حالة شدته إذا سارت الظروف الجوية موافقة له و أهمها الرطوبة و نزول الأمطار خلال شهرى يناير وفبراير تؤدى الى جفاف الأوراق و سقوطها ومنع أو تقليل تكوين الثمار فيسبب المرض خسائر كبيرة فى الجهات الشمالية من الدلتا خاصة فى محافظات البحيرة والدقهلية والغربية وكفر الشيخ حيث تصل نسبة الخسائر فى السنين التى تشتد فيها الإصابة الى حوالى 30 - 40 % من المحصول وأحياناً تكون خسارة تامة , وتقل الإصابة كلما اتجهنا جنوباً فى وادى النيل
2. التبقع الشبكى فى الشعير :
يوجد المرض عامة فى مناطق زراعة الشعير ذات الجو الرطب نوعاً وفى مصر يكثر المرض فى الجهات الشمالية من الدلتا خاصة فى محافظة كفر الشيخ حيث تسبب الإصابة أحياناً القضاء على المحصول كله .
يلائم هذا المرض الجو الرطب المعتدل و أفضل درجة حرارة لنمو الفطر المسبب ما بين 10 – 20 م و لاتحدث الإصابة إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 27 م .
لذا ينتشر المرض بصورة شديدة فى دلتا النيل خاصة الجهات الشمالية منها ويقل كلما اتجهنا جنوباً ناحية الوادى
3 . تبقع الأوراق الألترنارى :
هذا المرض منتشر فى مناطق زراعة القطن فى شمال الدلتا خاصة فى محافظة البحيرة وكفر الشيخ والقليوبية والشرقية ويقل ظهوره فى وادى النيل خاصة المناطق الجنوبية منه
4 . تبقع أوراق الفول السودانى :
من أمراض الفول السودانى الهامة خاصة فى المناطق الرطبة لذا تشتد الإصابة به فى دلتا النيل عامة وتقل كلما اتجهنا جنوباً وهو مرض موسمى تختلف شدته من سنة لأخرى .
5 . اللفحة وخناق الرقبة فى الأرز :
يلائم هذا المرض الجو الرطب المعتدل حيث تترواح درجة الحرارة المثلى ما بين 22- 27 م لذلك تشتد الإصابة به فى دلتا النيل خاصة فى الزراعات المتاخرة والأراضى رديئة الصرف ويقل إنتشاره كلما اتجهنا جنوباً نظراً لإرتفاع درجات الحرارة فى شهر يوليو و أغسطس وسبتمبر و إنخفاض الرطوبة النسبية بدرجة كبيرة .