الرئيسية
أمس في 3:08 am من طرف amira333
الأجندة الزمنية لمواسم الإزهار في ظروف محافظة الرقة
لا تتمتع محافظة الرقة بتنوع كبير في مواسم الإزهار نظراً لعدم وجود اختلاف كبير في الظروف المناخية داخل أراضي المحافظة. لكن وجود الري أدخل العديد من المحاصيل الزراعية ذات التنوع في مواعيد إزهارها وزراعتها، مما أغنى المراعي النحلية وأفسح مجالاً لاستمرار تواجد أزهار خلال السنة.
يعتمد توفر مرعى للنحل في موسم الربيع على كمية ومواعيد الأمطار المتساقطة. فقد أصبح معروفاً لدى نحالي المحافظة أنه إذا أمحلت السنة أمحل النحل أيضاً. حيث تعتبر المراعي الطبيعية - خاصة المبكرة – منشطة للنحل وباعثة على زيادة الحضنة وبالتالي زيادة النحل .
يبدأ إزهار النباتات الطبيعية في المحافظة باكراً حيث نشاهد الشغالات تجلب غبار الطلع على أرجلها الخلفية بينما لا نشاهد في الطبيعة أية أزهار. يبدأ هذا منذ شهر شباط خاصة في السنين ذات الشتاء الدافئ.
فترة الربـيــع
يعتمد توفر مرعى للنحل في موسم الربيع على كمية ومواعيد الأمطار المتساقطة. فقد أصبح معروفاً لدى نحالي المحافظة أنه إذا أمحلت السنة أمحل النحل أيضاً. حيث تعتبر المراعي الطبيعية - خاصة المبكرة – منشطة للنحل وباعثة على زيادة الحضنة وبالتالي زيادة النحل.
نباتات الربيع المبكرة هي غالباً نباتات عشبية تظهر بين الزراعات وعلى حواف السواقي والمساكب والطرقات, أهمها كيس الراعي والطرخشقون والقراص
تعاني المحافظة من قلة البساتين. فالفلاح في المنطقة لا يفضل زراعة الأشجار المثمرة لحاجتها لاستثمار كبير في البداية وتأخر إنتاجها لعدة سنوات إضافة لعدم خبرته في مجال الأشجار المثمرة.
أهم مصادر الرحيق في الربيع الباكر في المناطق القريبة من المدن هي القرعيات خاصة الكوسا والخيار.
كما تعتبر أشجار الكينا مهمة للنحالين في المحافظة على الرغم من محدودية انتشارها. يتميز إزهار الكينا بموعدين في السنة الأول رئيسي في أيار والثاني ثانوي في تشرين أول وتشرين ثاني، وهذا لا يحدث إلا إذا سقطت أمطار مبكرة.
هناك مراعي غير مستثمرة إلا من قلة من النحالين وهي المراعي الطبيعية في البادية الشامية والوديان وأراضي القراج. وهي تزدهر في الربيع في السنين الجيدة الأمطار.
أهم أزهار المراعي الطبيعية في المحافظة إضافة للزعتر: الطرخشقون، الأقحوان، القيصوم، الشيح، الخلة وغيرها. ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في المحافظة نوعان من الزعتر: زعتر الوادي: وينمو في مسيلات المياه والوديان ويزهر في أيار في سنابل تحمل أزهاراً بيضاء, وزعتر التل: وينمو في المرتفعات ويزهر في أيلول وتشرين في سنابل تحمل أزهاراً بنفسجية اللون, وهو أشد رائحة من زعتر الوادي.
كما يزهر النفل على جوانب الأقنية وفي المناطق الرطبة طيلة شهري نيسان وأيار في الأراضي المروية.
يعتبر شهري أيار وحزيران – خاصة بين منتصفيهما- فترة جفاف في الرحيق نظراً لانتهاء أزهار الربيع وعدم بلوغ المحاصيل الصيفية مرحلة الإزهار. تسمى هذه الفترة بعصة المرعى.
لكن تتوفر في محافظة الرقة مساحات كبيرة مغطاة بنباتات الخرنوب والعاقول والصفيرة (الدردارة) التي تزهر في هذه الفترة. وتتميز الصفيرة بجودة عسلها إلا أنها لا تنمو إلا في المواسم جيدة الأمطار.
مساحات هذه المراعي الشوكية تتناقص نتيجة لزحف الري في مناطق مشاريع الري مما يضطر النحال للارتحال بعيداً في طلبها.
توجد مساحات واسعة حول القرى والأماكن المعرضة للرعي الجائر مغطاة بنباتات الحرمل الذي يزهر من أواسط أيار وحتى أواسط حزيران. لكن مناطقه لا تتوفر فيها المياه غالباً مما يستدعي تأمينه من قبل النحال.
كما توجد نباتات الخلة حول نهر البليخ وفي بعض الأماكن الأخرى تزهر في أيار وحزيران إلا أن مساحاتها في تناقص بسبب تنظيم مجرى البليخ وقلة الأمطار.
يبدأ إزهار القطن منذ منتصف حزيران للزراعات المبكرة، لكن القطن لا يشكل مصدراً جيداً للرحيق إلا منذ بداية تموز.
وللأسف فإن الصنف المخصص لمحافظة الرقة –وهو رقة 5-لا يفرز الرحيق مما سبب خسارة كبيرة لنحالي المحافظة منذ أن بدأت زراعة هذا الصنف السيئ. فهو بالإضافة إلى كونه غير رحيقي فهو أيضاً فاشل زراعياً .
عملياً، يعتبر القطن نبات الفيض الرئيس للعسل في المحافظة. وتشير المراجع إلى أن ما تستطيع الخلية القوية أن تجمعه في موسم القطن لوحده إلى عشرات الكيلوغرامات من العسل. فإذا عرفنا المساحات الواسعة من القطن في المحافظة, عرفنا مقدار الخسارة التي يتكبدها النحالون في المحافظة.
تزرع مساحات واسعة بعد حصاد القمح بمحاصيل مختلفة أهمها: السمسم، البطيخ الأحمر, دوار الشمس, الخضار وغيرها. وأكثرها أهمية هو السمسم لتميزه بغزارة الرحيق وطول فترة الإزهار وجودة عسله. وقد سجلت حالات عديدة قامت الخلايا بالتطريد في أيلول عندما وضعت على مراعي السمسم. وتمتد فترة إزهاره في شهري آب وأيلول.
تتواجد في شمال المحافظة مساحات من الأراضي البور والجبلية، وبعد حصاد الكمون، مغطاة بنباتات الحلاب (الجيجان) التي تؤمن مرعى جيد للنحل في بعض السنوات ابتداءً من بداية حزيران وحتى حلول الشتاء.
من المعروف أن عسل الجيجان ذو قيمة عالية بين الأعسال, لكن مناطق تواجده موبوءة بالدبور الشرقي الذي ينهك الخلايا وتصعب مكافحته في فترة ارتحال النحال إلى مناطقه. كما أن إفرازه للرحيق غير مضمون بسبب حرارة الجو في المحافظة.
الجيجان: رحيق غزير إذا ساعد الجو
تزرع مساحات واسعة بمحاصيل غير رحيقية مثل القمح والشوندر السكري والذرة، لكن النحل يلجأ إليها أحياناً للحصول على غبار الطلع.
مقالة للدكتور طارق مردود
عضو الهيئة التنفيذية لأمانة سوريا لاتحاد النحالين العرب
رئيس اللجنة الفرعية لجمعية النحالين السوريين في محافظة الرقة
لا تتمتع محافظة الرقة بتنوع كبير في مواسم الإزهار نظراً لعدم وجود اختلاف كبير في الظروف المناخية داخل أراضي المحافظة. لكن وجود الري أدخل العديد من المحاصيل الزراعية ذات التنوع في مواعيد إزهارها وزراعتها، مما أغنى المراعي النحلية وأفسح مجالاً لاستمرار تواجد أزهار خلال السنة.
يعتمد توفر مرعى للنحل في موسم الربيع على كمية ومواعيد الأمطار المتساقطة. فقد أصبح معروفاً لدى نحالي المحافظة أنه إذا أمحلت السنة أمحل النحل أيضاً. حيث تعتبر المراعي الطبيعية - خاصة المبكرة – منشطة للنحل وباعثة على زيادة الحضنة وبالتالي زيادة النحل .
يبدأ إزهار النباتات الطبيعية في المحافظة باكراً حيث نشاهد الشغالات تجلب غبار الطلع على أرجلها الخلفية بينما لا نشاهد في الطبيعة أية أزهار. يبدأ هذا منذ شهر شباط خاصة في السنين ذات الشتاء الدافئ.
فترة الربـيــع
يعتمد توفر مرعى للنحل في موسم الربيع على كمية ومواعيد الأمطار المتساقطة. فقد أصبح معروفاً لدى نحالي المحافظة أنه إذا أمحلت السنة أمحل النحل أيضاً. حيث تعتبر المراعي الطبيعية - خاصة المبكرة – منشطة للنحل وباعثة على زيادة الحضنة وبالتالي زيادة النحل.
نباتات الربيع المبكرة هي غالباً نباتات عشبية تظهر بين الزراعات وعلى حواف السواقي والمساكب والطرقات, أهمها كيس الراعي والطرخشقون والقراص
تعاني المحافظة من قلة البساتين. فالفلاح في المنطقة لا يفضل زراعة الأشجار المثمرة لحاجتها لاستثمار كبير في البداية وتأخر إنتاجها لعدة سنوات إضافة لعدم خبرته في مجال الأشجار المثمرة.
أهم مصادر الرحيق في الربيع الباكر في المناطق القريبة من المدن هي القرعيات خاصة الكوسا والخيار.
كما تعتبر أشجار الكينا مهمة للنحالين في المحافظة على الرغم من محدودية انتشارها. يتميز إزهار الكينا بموعدين في السنة الأول رئيسي في أيار والثاني ثانوي في تشرين أول وتشرين ثاني، وهذا لا يحدث إلا إذا سقطت أمطار مبكرة.
هناك مراعي غير مستثمرة إلا من قلة من النحالين وهي المراعي الطبيعية في البادية الشامية والوديان وأراضي القراج. وهي تزدهر في الربيع في السنين الجيدة الأمطار.
أهم أزهار المراعي الطبيعية في المحافظة إضافة للزعتر: الطرخشقون، الأقحوان، القيصوم، الشيح، الخلة وغيرها. ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في المحافظة نوعان من الزعتر: زعتر الوادي: وينمو في مسيلات المياه والوديان ويزهر في أيار في سنابل تحمل أزهاراً بيضاء, وزعتر التل: وينمو في المرتفعات ويزهر في أيلول وتشرين في سنابل تحمل أزهاراً بنفسجية اللون, وهو أشد رائحة من زعتر الوادي.
كما يزهر النفل على جوانب الأقنية وفي المناطق الرطبة طيلة شهري نيسان وأيار في الأراضي المروية.
يعتبر شهري أيار وحزيران – خاصة بين منتصفيهما- فترة جفاف في الرحيق نظراً لانتهاء أزهار الربيع وعدم بلوغ المحاصيل الصيفية مرحلة الإزهار. تسمى هذه الفترة بعصة المرعى.
لكن تتوفر في محافظة الرقة مساحات كبيرة مغطاة بنباتات الخرنوب والعاقول والصفيرة (الدردارة) التي تزهر في هذه الفترة. وتتميز الصفيرة بجودة عسلها إلا أنها لا تنمو إلا في المواسم جيدة الأمطار.
مساحات هذه المراعي الشوكية تتناقص نتيجة لزحف الري في مناطق مشاريع الري مما يضطر النحال للارتحال بعيداً في طلبها.
توجد مساحات واسعة حول القرى والأماكن المعرضة للرعي الجائر مغطاة بنباتات الحرمل الذي يزهر من أواسط أيار وحتى أواسط حزيران. لكن مناطقه لا تتوفر فيها المياه غالباً مما يستدعي تأمينه من قبل النحال.
كما توجد نباتات الخلة حول نهر البليخ وفي بعض الأماكن الأخرى تزهر في أيار وحزيران إلا أن مساحاتها في تناقص بسبب تنظيم مجرى البليخ وقلة الأمطار.
يبدأ إزهار القطن منذ منتصف حزيران للزراعات المبكرة، لكن القطن لا يشكل مصدراً جيداً للرحيق إلا منذ بداية تموز.
وللأسف فإن الصنف المخصص لمحافظة الرقة –وهو رقة 5-لا يفرز الرحيق مما سبب خسارة كبيرة لنحالي المحافظة منذ أن بدأت زراعة هذا الصنف السيئ. فهو بالإضافة إلى كونه غير رحيقي فهو أيضاً فاشل زراعياً .
عملياً، يعتبر القطن نبات الفيض الرئيس للعسل في المحافظة. وتشير المراجع إلى أن ما تستطيع الخلية القوية أن تجمعه في موسم القطن لوحده إلى عشرات الكيلوغرامات من العسل. فإذا عرفنا المساحات الواسعة من القطن في المحافظة, عرفنا مقدار الخسارة التي يتكبدها النحالون في المحافظة.
تزرع مساحات واسعة بعد حصاد القمح بمحاصيل مختلفة أهمها: السمسم، البطيخ الأحمر, دوار الشمس, الخضار وغيرها. وأكثرها أهمية هو السمسم لتميزه بغزارة الرحيق وطول فترة الإزهار وجودة عسله. وقد سجلت حالات عديدة قامت الخلايا بالتطريد في أيلول عندما وضعت على مراعي السمسم. وتمتد فترة إزهاره في شهري آب وأيلول.
تتواجد في شمال المحافظة مساحات من الأراضي البور والجبلية، وبعد حصاد الكمون، مغطاة بنباتات الحلاب (الجيجان) التي تؤمن مرعى جيد للنحل في بعض السنوات ابتداءً من بداية حزيران وحتى حلول الشتاء.
من المعروف أن عسل الجيجان ذو قيمة عالية بين الأعسال, لكن مناطق تواجده موبوءة بالدبور الشرقي الذي ينهك الخلايا وتصعب مكافحته في فترة ارتحال النحال إلى مناطقه. كما أن إفرازه للرحيق غير مضمون بسبب حرارة الجو في المحافظة.
الجيجان: رحيق غزير إذا ساعد الجو
تزرع مساحات واسعة بمحاصيل غير رحيقية مثل القمح والشوندر السكري والذرة، لكن النحل يلجأ إليها أحياناً للحصول على غبار الطلع.
مقالة للدكتور طارق مردود
عضو الهيئة التنفيذية لأمانة سوريا لاتحاد النحالين العرب
رئيس اللجنة الفرعية لجمعية النحالين السوريين في محافظة الرقة