يعتبر الخوخ من المحاصيل الإستراتيجية بشمال سيناء والتي تلعب دورا رئيسيا في مستقبل التنمية الزراعية بالمحافظة وقد تميز هذا العام بغزارة الإنتاج.
حيث وصلت الكميات المزروعة برفح والشيخ زويد إلي50 الف فدان. إلا أن تصديره يمثل مشكلة كبيرة لعدم تحمله التعبئة والشحن خاصة أنه من نوع ايرلي جراند وهو يتميز بكبر حجمه وامتلائه بالمياه.
وتتجه الآن المعاهد الزراعية والبحوث إلي دراسة مدي إمكانية تطعيم أشجار الخوخ الحالية بأنواع أخري تتحمل التعبئة لتصديره وليست هذه هي المشكلة الوحيدة من جني محصول الخوخ فهناك سباق سيارات النقل لتحميل الخوخ لمحافظات مصر مما ينتج عنها حصد أرواح العشرات!!
ويوضح المهندس محمد مرسي وكيل أول وزارة الزراعة بشمال سيناء أن زراعة40 ألف فدان خوخ بالمحافظة هذا العام تمثل طفرة حقيقية في مجال الزراعة خاصة وأن إنتاجية الفدان الواحد وصلت إلي2 طن وستصل القيمة الإجمالية للخوخ هذا العام إلي100 طن ومعظمها يتم بيعه بمحافظات مصر المختلفة وأن تصديره أصبح مستحيلا نظرا لأنه لا يتحمل الشحن والتعبئة خاصة أنه من نوع معين وان هناك أحد المصانع القائمة بالفعل علي تعبئته وبيعه معلبا إلا أن العملية التصديرية تحتاج إلي إعادة النظر في نوعية الخوخ فقد قمنا بعمل عدة دراسات من خلال معاهد بحوث الصحراء الزراعية لإمكانية تطعيم الخوخ الحالي بنوعية أخري تتحمل التصدير.
وأضاف أن هناك نوعا آخر من الخوخ ينتج في شهر يونيو القادم يسمي بالخوخ البلدي وهو يتميز بحلوة طعمه وصغر حجمه إلا أنه أيضا لا يتحمل التصدير نطرا للإقبال الشديد عليه من كافة محافظات مصر ولذا فان الاتجاه هو تغير نوعيته.
أما المهندس عاطف مطر بالإدارة الزراعية وصاحب تجربة في الزراعات الحيوية فيقول إن منتج الخوخ من سيناء يتميز بجودته إلا أنه بالفعل لا يتحمل التصدير نظرا لأننا لا نستخدم أي مبيدات لخطورتها علي الصحة وأن أهالي رفح والشيخ زويد يعتمدون علي الزراعات الحيوية في إنتاجيتهم لذا فإنه من خلال تجربتي ومع تغير نوعية الخوخ وزراعته بطريقة حيوية دون مبيدات هي تجربة ناجحة وستغير تماما من أوضاع المزارعين خاصة مع زيادة الكميات المزروعة وإمكانية التصدير المتاحة إلي مختلف دول العالم.
أما المزارعون بشمال سيناء فيعتبرونه من المصادر المهمة لأرزاقهم فيقول نايف أبو درويش أن اعتماد معظم أهالي رفح والشيخ زويد علي ما تنتجه الأرض من الخوخ بالرغم من انخفاض اسعاره فإن زراعته غير مكلفة لاسيما أننا نعتمد علي مياه الأمطار وهو يتفق تماما مع تغير نوعيته لتحسين جودته وتصديره وبالتالي توفير رزق أوفر للمزارعين وقال المزارع عيد أبو سليمان أن هذا الموسم بالنسبة لنا يعد رزقنا سنويا نقتات من حصيلته طوال العام ويشارك جميع أفراد الأسرة في جمعه وبيعه لجميع محافظات مصر حيث يلقي إقبالا كبيرا من المواطنين لاسيما أنه فاكهة رخيصة الثمن وذات مذاق طيب وأكد موافقته التامة علي تغير النوعية التصديرية إلي الخارج.
مع بداية موسم الخوخ تترقب تكثف أجهزة المرور من تواجدها بمختلف الطرق المؤدية إلي الطريق الدولي مع انتشار مراقبة الرادار للسرعة الفائقة التي تتجاوز كل منطق للعقل حيث يحصد مع حصاد موسم الخوخ أرواح العشرات من سائقي سيارات النقل والملاكي وبرئاسة العميد محمود شحاتة قائد المرور بشمال سيناء فقد تم نشر عدة أكمنة علي طوال الطريق لمعاقبة أي سائق يتجاوز السرعة أو تبدو عليه علامات الإرهاق والتعب فالجميع يتسابق في توصيل شحنته والعودة مرة أخري بأسرع وقت لتحميل السيارة مرة أخري فهي بالنسبة لهم أيضا مصدر رزق فيواصلون الليل بالنهار دون نوم فتكون النتيجة وعلي طوال الطريق الدولي سيارات مقلوبة أو مصطدمة بسيارة أخري لتجد العشرات قد لقوا مصرعهم في هذا التوقيت لذا كانت المبادرة هذا العام بتكثيف الرقابة علي السائقين حفاظا علي أرواحهم.