من المفارقات الإفريقية
الإسماعيلي يفوز برباعية ويرحل..الأهلي بأضعف نتيجةيصعد
اللعب بالصف الثاني.. علقة لابد منها
جمال هليل
الأهلي أكمل مشواره الأفريقي ووصل إلي الدور قبل النهائي رغم خسارته برباعية ثقيلة من الاسماعيلي تعد من الوقائع المؤسفة في تاريخ الناديين.
والاسماعيلي خرج من البطولة وودع البطولة الافريقية رغم انه قدم حسن الختام وفاز بأربعة ثقيلة علي القلب. مرعبة للخصوم. محققة للثأر من الأهلوية فأيهما حقق هدفه الذي شاركه من أجله؟!!
مبدئيا لابد أن تحدد ماهية كل فريق طموحه وأهدافه طبقا لامكاناته ونجومه وتاريخه والقابه!!
صحيح ان الأهلي يكمل المشوار ووصل إلي قبل النهائي لكنها المرة الأولي في تاريخه التي يصل فيها بشق الأنفس وبصعوبة بالغة ويعود من النقاط قليل وكأن الأهلي أصبح مباحا لكل الفرق المشاركة.
والأهلي لعب ست مباريات حقق فيها ثماني نقاط فقط من فوزين وتعادلين لكن بعملية حسابية توضيحية أخري نجد ان الأهلي خسر ثلاث نقاط مع الاسماعيلي وخمس نقاط مع الشبيبة ونقطتين مع هارتلاند أي أنه خسر أكثر مما كسب وهذا يعكس حالة الاهتزاز الدفاعي في الفريق الذي دخل مرماه خلال دوري المجموعة تسعة اهداف في ست مباريات بينما سجل هجومه ثمانية اهداف وعندما تكون الاهداف السلبية في مرمي الفريق أكثر مما يسجله فهذا دليل علي اخطاء كثيرة لابد من اصلاحها.
الاهتزاز واضح
واهتزاز الأهلي ليس وليد آخر مباراة مع الاسماعيلي لأن آداء الفريق كان واضحا من بداية المشاركة في بطولة الأندية وظهر بشكل كبير ان هناك أوجه قصور هجومية دفاعية خلال دوري المجموعة وتأكد مع كل هدف يدخل مرمي الفريق نتيجة لاخطاء الدفاعية والبطء في التغطية والتحركات غير المدروسة ومن الصعب ان نلقي بالتبعية كلها علي عالق الدفاع أو حارس المرمي لأن لاعبي الوسط الذين هم حلقة الوصل بين خطي الدفاع والهجوم هم ايضا في حالة اهتزاز من منطلق التكامل في سائر الخطوط.
والمؤكد ان رغبة حسام البدري في تغيير وتعديل صفوف الفريق وأسلوب اللعب أثر بشكل كبير وهذا كان متوقعا لأن جوزيه ترك الأهلي بمعدل سن مرتفع وكان لزاما علي البدري أن يغير ويدعم ويجدد في وقت هو أحوج ما يكون فيه للاستمرار بين فكي الدوري المحلي والبطولة الافريقية.. في نفس الوقت ينشغل اللاعبون الكبار بالمنتخب فيزيد المجهود علي لاعبين هم في أعراف الكرة "كبار" في السن ومجهودهم المشتت ما بين الأهلي والمنتخب يكون أقل من طاقاتهم العمرية والبدنية فيتساقط بعضهم بالاصابات أو الاجهاد.
أضف إلي ذلك غياب بعض العناصر الاساسية من اصحاب الخبرة فمنذ غياب فيلافيو تحدثنا عن الهجوم وعدم وجود البديل وعندما غاب متعب انكشف هجوم الأهلي حتي عندما انضم جدو فلم يكن مهاجما صريحا ولم يقدم الاضافة المتوقعة حتي الآن.. وفشل كل مهاجمي الفريق في سد الثغرة الهجومية والفجوة التهديفية التي ظهرت واضحة بينما أصبحت ثغرة الدفاع أوسع من ثغرة الحرب وفشل كل حراس المرمي رغم كفاءتهم في اغلاقها خلف المدافعين.
التعديل والتغيير
والبدري في حيرة من أمره أمام مشاركة محلية مطالب خلالها في الحفاظ علي اللقب أمام كل الطامعين والطامحين والمتربصين ومشاركة قارية مطالب فيها باستعادة اللقب الضائع ولأن الاصابات كثيرة فكر في مواجهة الاسماعيلي بالصف الثاني والشباب واراحة الكبار قبل لقاء الترجي في نصف النهائي والتفكير بهذا الاسلوب في حد ذاته صحيح ومنطقي لكن له ردود فعل قاسية وكانت متوقعة لأن جماهير الأهلي تحت أي ظرف لا تقبل الخسارة من الاسماعيلي بالأربعة ولأن اللعب بتشكيل معظمه من الشباب والجدد مجازفة صعبة يمكن أن تقضي علي مستقبل لاعب في بداية مشواره مثلما حدث الآن مع الحارس احمد عادل عبدالمنعم الذي استقبل اربعة اهداف في شباكه قد يكون مشاركا في بعضها بسبب الاعتزاز المشترك مع المدافعين لكنه زاد عن مرماه ببسالة في عدة هجمات وانقذ عدة اهداف.
ايضا باقي الجدد الذين دفع بهم الجهاز بعد طول غياب وكأنه رماهم في النار لأن لقاء الاسماعيلي رغم ان نتيجته تحصيل حاصل في الترتيب لكنها تجربة صعبة ومرة وأليمة لكل لاعب لم يوفق فيها.
المهم ان البدري سعي لاراحة العناصر الأساسية وتحقق له ما أراد وسعي للفوز أو التعادل ولم يتحقق له ما أراده وأراد أن يعدل النتيجة بعد تقدم الاسماعيلي في الشوط الأول لكن الثغرات الدفاعية واخطاء اللاعبين في التحرك والتغطية فتحت شباكه للرباعية.
والأهلي مقدم الآن علي لقاءات أكثر خطورة وصعوبة لأن الترجي من الفرق العريقة صاحبة الخبرة الأفريقية يمثل مثلما هجوميا ووسط خطير قادر علي الوصول إلي المرمي بسرعة مذهلة خاصة في الهجوم المركز.
والأهلي يواصل المشوار لابد أن يعدل من دفاعه أولا وسرعة تحركات لاعبيه في الأرتداد من وإلي الدفاع والهجوم ولا أظن ن البدري سيجازف باشراك عناصر جديدة في لقاءات قوية قادمة حتي ولو كانت في الدوري المحلي لأن الدرس في الاسماعيلية كان قاسيا والعلقة كانت ساخنة والقلم الجامد بيسمع لفترة طويلة!!