مبيد حشري من الثوم والنعناع والسكر .
تمكن المخترع المصري محمود السيد عبد الجواد من اختراع مستخلص نباتي آمن يستخدم كمبيد كهربائي طبيعي للآفات لا يحمل أية أخطار على الإنسان والبيئة، كما أن مكوناته متوفرة، وأطلق المخترع على ابتكاره الجديد اسم "منف 6"، وحصل الباحث بموجبه على شهادة الزراعة العضوية، وتم اختباره في المركز المصري للزراعة الحيوية، وتم تطبيقه حقليا في مكافحة الحشرات الثاقبة الماصة مثل المن والذبابة البيضاء والبق الدقيقي والحشرات القشرية، وأثبت الاختراع نجاحا باهرا.
يقول المهندس محمود عبد الجواد: "الاختراع عبارة عن مستخلص نباتي آمن وغير سام، ويمكن استخدامه من دون أن يكون هناك محاذير، لعدم إضراره حتى ولو في حالة سوء الاستخدام، ويمكن استخدام المركب في إجراءات وقاية النبات بحيث يمكن استخدامه مرة كل أسبوعين من ظهور الآفات".
أما عن طريقة تحضير المركب فيقول المهندس محمود إن المركب بسيط في طرق التحضير، ويمكن للعاملين في المجال الزراعي تجهيزه، فالمواد المطلوبة للتحضير هي 10 كجم ثوم فصوص كامل بالقشر ومجروش، و13 كجم ورق نعناع أخضر، و10 كجم سكر مائدة، و3 لترات خل طعام بتركيز 5%، و20 لتر صابون سائل بوتاسيومي.
ويجري خلط السكر مع الخل ويتم التقليب ويوضع على نار متوسطة، ويتم التقليب المتكرر لمدة 3 ساعات حتى يصبح اللون بنيًا متوسطًا، وتتم إضافة الثوم مع التقليب واستمرار التسخين لمدة 3 ساعات يليها إضافة النعناع والتقليب واستمرار التسخين لمدة ساعتين وإضافة الصابون السائل والتقليب والتسخين لمدة ساعتين ثم تصفية المركب للحصول على مستحلب رغوي سائل.. كما يشير صاحب الاختراع إلى أنه يمكن استخدام المخلفات بإضافتها للتربة الزراعية لمكافحة آفات التربة أو للأسمدة العضوية، ويمكن تحضير المركب على مستوى القرية أو العاملين في المجال الزراعي، وتكاليف اللتر لا تزيد على 10 جنيهات مصرية «أقل من دولارين» حيث إن المكونات رخيصة ومتوافرة.
ويلفت المهندس محمود النظر إلى أنه يمكن للمركب إبادة الآفات الزراعية والحشرات التي ليست لها مبيدات وهي كثيرة في العالم خاصة في القارة الأفريقية، كما يمكن كذلك استعمال المركب في إبادة الحشرات المنزلية مثل البعوض والذباب والصراصير
كما يوضح أنه تمت الاستفادة من نظرية تبديل الطاقة من شكل إلى آخر في تبديل نسبة كبيرة من الطاقة الكيميائية المختزنة في الروابط الكيميائية للسكر لتحسين الخصائص الكهربائية للمستحضر، مثل الشحنات الكهربائية السالبة، وكذلك القطبية الثنائية، والاستقطاب الإلكتروني والأيوني.. كما استفاد المخترع من الخصائص الكهربائية للماء بتكسير الروابط الهيدروجينية وتأين جزيئات الماء أثناء عملية الرش إلى أيونات موجبة وسالبة، وتكسير كتلة المستحلب تحت الضغط بواسطة فوهة الرشاشة، وتحويل الكتلة إلى قطرات رش فتزيد الشحنات الكهربائية لسطح القطرة آلاف المرات نسبة لشحنة الكتلة، وتستكمل قطرات الرش شحنتها من الأيونات الحرة بجذبها وتجمعها من الهواء الجوي، وبذلك يتم توليد شحنات كهربائية حرة من الهواء، وعند حركة القطرة ذات الشحنات الكهربائية في الهواء الجوي فإن التصادم مع الإلكترونات الحرة غير المشحونة كهربائيًا يجعل الإلكترون يعاد شحنه لينطلق بسرعة الضوء ليتصادم بجزيئات الأكسجين والنيتروجين، ولتنفصل الجزيئات إلى أيون موجب وآخر سالب، وتتكرر سلسلة التصادمات لتوليد أيونات حرة فتصبح منطقة الرش متأنية، بالإضافة إلى توليد مجال كهربائي ومجال مغناطيسي والذي يساعد في اختراق الأيونات والشحنات لجدار الخلية والانتشار داخل جسم الكائن الحي واختراق غشاء الخلية لعمل فرق جهد عال على غشاء الخلية وحرقه، وبذلك يكون قد تمت الاستفادة من ظاهرة استقطاب الضوء وتدويره للطبقة الخفيفة المتبقية على سطح الورق في زيادة التمثيل الضوئي للنبات، وكذلك صافي التمثيل الضوئي مما يزيد الإنتاجية.
وتقوم الزيوت النباتية المتبقية بعد الرش على النبات بعملية طرد الحشرات ومنع تغذية الحشرات على النبات ووقف نمو الأمراض الفطرية والبكتيرية، وحيث إن للمركب خاصية تدوير الضوء واستقطابه، لذلك فإن الطبقة المتبقية على الورق بعد الرش تقوم بعملية زيادة التمثيل الضوئي.
تلك هي خصائص استخدام الشحنات الكهربائية السالبة في وقاية النباتات كما ذكرت المراكز العلمية التي تبحث في ذلك المجال وقد ثبتت بالتجريب الحقلي.
وساهم في أعمال الاختبارات وظهور المركب للنور المركز المصري للزراعة الحيوية والمركز القومي للبحوث ومعمل التحاليل الدقيقة بجامعة القاهرة ومعهد بحوث وقاية النبات بوزارة الزراعة.