http://www.mmsec.com/m2-files/polution.htm (http://www.mmsec.com/m2-files/polution.htm)
مبيدات الحشرات
مسألة: مبيدات الحشرات(2) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#2) أيضاً من الملوثات، وتعدّ بعض الحشرات من القديم مـن أنواع الآفات. وقد سُجّل منها حتى الآن (10 آلاف) نوع كآفات ضارة بالمحاصيل والحيوانات النافعة والإنسان والمنتجات المخزونة.
وقد ذكرت بعض التقارير أنه يوجد فـي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها نحو (200) نوع من الآفات الحشريّة الخطيرة، ونحو (500) نوع آخر قد تُحدث أضراراً اقتصاديـة كبيرة، كما ويوجد بها نحو (300) نوع من النباتات تندرج تحت الحشائـش، وقرابـة (1800) نوع من النباتات تسبب أضراراً اقتصادية نتيجة لتأثيراتها علـى المحاصيل الزراعية ويوجد عدد كبير من النباتات المضرة، وهي تعدّ بالآلاف مثل الطحالب والنباتات الطفيلية والنباتات المفرزة للسموم.
وقد بلغ عـدد الأمراض النباتية التي تسببهـا الفطريات والمسجلّة في أمريكا زهاء (100 ألف) مرض مُعدي.
وكما خلق الله سبحانه وتعالى النباتات والحشـرات الضارة لمصلحة أهم، كذلك خلق أنواعاً كثيرة من النباتات والحشرات النافعة. وقد عدّ في إيران وحدها (100 ألف) نوع مـن النباتات والأعشاب النافعة لمختلف الأمراض. ولا عجب فـي ذلك فقد أحصى الأطباء القدامى الأمراض التي تصيب الإنسان بـ(24 ألف) نوع من المرض لكل واحد من السوداء والصفراء والبلغم والدم ستة آلاف مرض حسب إحصائهم.
وفـي التاريخ المدوّن(3) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#3) أن الإنسان كان منذ القدم وهو يعالج الآفات بالنباتات، وقد استخدم علماء الإسلام البصل العنصل لمكافحة الفئران، كما استعمل السومريّون سنـة 2500 قبـل الميـلاد مركبات الكبريت الطبيعية لمكافحة الحشرات، وفـي عام 1500 قبل الميلاد استخرج الصينيّون المبيدات الحشرية مـن مصادر نباتية، وقـد استخدموهـا لحماية بذور النباتات من الإصابات الحشريـة، وكذلك لتدخيل بعض النباتات المصابة ببعض الآفات الحشرية(4) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#4).
وفي سنة 300 بعد الميلاد أُدخلت طـرق مكافحة الحشرات من خلال مزارع المفترسات، حيث أطلق نوع النمـل المفترس علـى الخنافس الثاقبة لأشجار الفاكهة.
وقد أوصى جماعة من العلماء بعدم استخدام مبيدات الحشرات إلاّ عند الضرورة القصوى، وذلك في حالة فشل الطرق غير الكيماوية في منع بعض الآفات من إحداث أضرار اقتصادية، لكن نُظم المكافحة فـي الوقت الحاضر اتجهت إلـى استخدام المبيدات الكيماوية الـتي تميّزت بفاعليتها وبساطتها ورخص ثمنها وتوفّرهـا فـي الأسواق. وكان أول المركبات العضوية التي استخدمت لمكافحة الآفات مركب (دي دي تي)(5) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#5).
وقد أدى التطوّر السريع الذي حدث في الصناعات البتروكيماويات إلى إنتاج عدد هائل من المبيدات الكيماوية.
وقد ساعد نجاح أسلوب رشّ المبيدات بواسطة الطائرات على التوسع الهائل في استخدام المبيدات الكيماوية في المساحات الشاسعة من العالم التي تم زراعتها.
وبذلك كثر المحصول إذ كانت الحشرات والجراثيم قـد سببت خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية التي يعتبر البشر بأمسّ الحاجة إليها. وقد تبيّن أن الحشرات وغيرها من الآفات الزراعية تُتلف خُمس المحاصيل الزراعية في بعض البلدان، ففي الهند ـ مثـلاً ـ تستهلك الحشرات سنوياً كميّات من المحاصيل تكفي لتغذية تسعة ملايين إنسان. وفـي أمريكا تبيد الفطريات والحشرات والجراثيم ما قيمته خمس مليارات مـن الدولارات سنوياً، فضلاً عن الجهود الضخمة لمكافحة الآفات الزراعية.
وتستعمل المبيدات في الحال الحاضر فـي كافة أرجاء الكرة الأرضية، وقد بدت المكافحة الكيماوية فـي البداية فعّالة لدرجة أثار الاعتقاد بمقدرتها على التغلّب على مشكلات الآفات الزراعية بشكل نهائي، ولكن هذا العمل لم يدم طويلاً إذ سرعان مـا تبيّن أن المبيدات تنقذ المحاصيل والغابات والمروج من أخطار الأمراض، ولكنها مـن ناحية ثانية تؤدي إلى تخلخل النظام البيئي وتلوث الوسط البيئي وتؤثر بأشكال سلبية عديدة على حياة الإنسان وحياة الحيوانات والنباتات.
أضرار المبيدات الكيماوية
وقـد ازداد وبشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية استعمال المبيدات الكيماوية، وقد أخذت المجلات العلمية تنصح باستعمال مركبات مختلفة مثل (دي دي تي) وغيره، والتي استعملت لأكثر أمراض النباتات وضدّ الحشرات الضارة المختلفة، وأثمرت بنتائج كبيرة وأنقذت العديد من المحاصيل، وازداد إنتاج العالم من المبيدات بشكل كبير إذ وصل في سنوات 1370 ـ 1371هـ (1951 ـ 1952م) إلى أكثر من مائة ألف طن.
ومما لا شكّ فيه فإن المبيدات الكيماوية ساهمت وإلى حدّ بالغ الأهمية في القضاء على عدد كبير مـن أمـراض النباتات وقضت على الحشرات الناقلة للأمراض، كما وساهمت المبيدات الكيماوية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية في القضاء على وباء التيفوئيد وعلى مرض الملاريا، وذلك عن طريق القضاء على البعوض الناقل للأمراض، ويقدّر عـدد الذين نجوا بفضلها (5 ملايين) إنسان كمـا حالت دون حـدوث (100 مليون) إصابة، ولذا فقد أقبل المزارعون ومربّوا الماشية علـى استعمـال المبيـدات الكيماوية خاصة وإن جهودهم لمقاومة الحشرات كثيراً ما باءت بالفشل.
ولكن استعمال المبيدات له أضرار كبيرة حتى قال بعضهم: إن أمثال هذه المبيدات سوف تسمّم كل العالم وتصل إلى الإنسان والحيوان وغير ذلك مما يسبب مختلف الأمراض والأعراض.
وينجم خطر المبيدات مـن تركيبها الكيماوي، وهي تبقى فترة طويلة ربما (10 سنوات) أو أكثـر دون أن تتغيّر خواصّها الكيماوية، كما وإن تركيزها يزداد عبر انتقالها إلى السلسلة الغذائية ويتركّز في دهون الحيوانات.
ويؤدي استعمال المبيدات بدون رقابة علميـة شديدة إلى أضرار بالغة على النباتات، حيث يلاحظ في البداية تغيّر في لون الأوراق التي تغدو سمراء داكنة ومـن ثـمّ صفراء فاقعة كما وتتغيّر شدة التعرّق والتركيب الضوئي. فتفاعل الهرمونات ومن ثم موت النباتات. ولهذا لابدّ من معرفة تأثير المبيدات على النباتات وبشكل دقيق قبل استعمالها، أما تأثيرها على الإنسان فيتوقف على طبيعتها الكيماوية وعلى طريقة وصولها إلى الإنسان على شكل أبخرة أو ذرّات دقيقة عن طريق التنفّس أو مع المياه أو الأطعمة أو ما أشبه ذلك.
وهناك أنواع شتى من المبيدات الحشرية تختلف فـي تركيبها الكيماوي وفي آثارها السامّة، كما تختلف في شدّة تلويثها للبيئة، بالإضافة إلى تباينها في الخصائص المميّزة لها مثل ميلها للذوبان في الماء أو قابليتها للتبخر أو التطاير أو مقاومتها لعمليات التحلل الكيماوي المختلفة أو الصورة العامة التي تكون عليها. إذ يمكن أن يكون بصـورة مسحوق أو بصورة حبيبات أو بصورة محلول أو بصورة أبخرة أو بسائر الصور الأخرى.
ويستهلك العالم حالياً أكثر من (4 ملايين) طن من المبيدات الحشرية في كل سنة، ويزداد هذا القدر زيادة مطّردة عاماً بعد عام، ورغم ذلك فإن الحشرات ما زالت تقضي فعلياً على مـا ربما يصل إلى نصف كمية المحاصيل الزراعية قبل نضجها وحصادها.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها قُدّر أن ما قيمته (500 ألف) طـن مـن المبيدات الحشرية يتم استعمالها سنوياً لإبادة الحشرات والقوارض والأحياء المجهرية التي تهاجم المحاصيل، وتكلّف هـذه الكميـة نحو مليونين ونصف المليون من الدولارات.
وفي الحرب العالمية الثانية كانت هذه المواد حكراً على الحلفاء، حيث استعمل على نطاق واسع في الاستخدامات المدنية مثل مكافحة الآفات التي لا علاقة لها بالصحة العامة كالذباب والبعوض والقمّل والقراد وما أشبه ذلك. كما استعمل للحدّ من وباء التيفوئيد في إيطاليا، واستعمل في حماية الجيوش في المحيط الهادي من بعوض الملاريا، وفي سنة 1370هـ (1950م) أدى استخدام هـذا المبيد في جزيرة سيلان (سريلانكا) إلـى خفض خطر مرض الملاريا مـن قرابة (3 ملايين) حالة إلى ما يقارب (7 آلاف) حالة. فقد استخدم الـ(دي دي تي) بشكل محاليل ومساحيق ودهونات، وهو يؤثر في الحشرات أثناء الملامسة، وهـو يعدّ أساساً من السموم العصبية وتتأثر أجزاء الجهاز العصبي المركزي بهذا المركب.
وقد أدى الإفراط فـي استخدام الـ(دي دي تي) إلى أن أصبح هناك العديد من سُلالات الحشرات المقاومة لتأثير المركب(6) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#6)، ولقد حدثت زيادة وبائية فـي الآفات غير الاقتصادية بعد استخدام (دي دي تي) في مصر مثل العنكبوت الأحمر والمنّ.
وهناك عـدة مشتقات للـ (دي دي تي) تؤدي نفـس المفعول وهي تتّصف بثباتها الشديد وبطأ تحلّلها فـي التربة، إلـى غير ذلك من المبيدات المختلفة، والتي لهـا آثار جانبية بالنسبة إلـى الإنسان والحيوان والنبات بل والتربة أيضاً(7) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#7). المصدر
http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm)
--------------------------------------------------------------------------------
مبيدات الحشرات
مسألة: مبيدات الحشرات(2) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#2) أيضاً من الملوثات، وتعدّ بعض الحشرات من القديم مـن أنواع الآفات. وقد سُجّل منها حتى الآن (10 آلاف) نوع كآفات ضارة بالمحاصيل والحيوانات النافعة والإنسان والمنتجات المخزونة.
وقد ذكرت بعض التقارير أنه يوجد فـي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها نحو (200) نوع من الآفات الحشريّة الخطيرة، ونحو (500) نوع آخر قد تُحدث أضراراً اقتصاديـة كبيرة، كما ويوجد بها نحو (300) نوع من النباتات تندرج تحت الحشائـش، وقرابـة (1800) نوع من النباتات تسبب أضراراً اقتصادية نتيجة لتأثيراتها علـى المحاصيل الزراعية ويوجد عدد كبير من النباتات المضرة، وهي تعدّ بالآلاف مثل الطحالب والنباتات الطفيلية والنباتات المفرزة للسموم.
وقد بلغ عـدد الأمراض النباتية التي تسببهـا الفطريات والمسجلّة في أمريكا زهاء (100 ألف) مرض مُعدي.
وكما خلق الله سبحانه وتعالى النباتات والحشـرات الضارة لمصلحة أهم، كذلك خلق أنواعاً كثيرة من النباتات والحشرات النافعة. وقد عدّ في إيران وحدها (100 ألف) نوع مـن النباتات والأعشاب النافعة لمختلف الأمراض. ولا عجب فـي ذلك فقد أحصى الأطباء القدامى الأمراض التي تصيب الإنسان بـ(24 ألف) نوع من المرض لكل واحد من السوداء والصفراء والبلغم والدم ستة آلاف مرض حسب إحصائهم.
وفـي التاريخ المدوّن(3) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#3) أن الإنسان كان منذ القدم وهو يعالج الآفات بالنباتات، وقد استخدم علماء الإسلام البصل العنصل لمكافحة الفئران، كما استعمل السومريّون سنـة 2500 قبـل الميـلاد مركبات الكبريت الطبيعية لمكافحة الحشرات، وفـي عام 1500 قبل الميلاد استخرج الصينيّون المبيدات الحشرية مـن مصادر نباتية، وقـد استخدموهـا لحماية بذور النباتات من الإصابات الحشريـة، وكذلك لتدخيل بعض النباتات المصابة ببعض الآفات الحشرية(4) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#4).
وفي سنة 300 بعد الميلاد أُدخلت طـرق مكافحة الحشرات من خلال مزارع المفترسات، حيث أطلق نوع النمـل المفترس علـى الخنافس الثاقبة لأشجار الفاكهة.
وقد أوصى جماعة من العلماء بعدم استخدام مبيدات الحشرات إلاّ عند الضرورة القصوى، وذلك في حالة فشل الطرق غير الكيماوية في منع بعض الآفات من إحداث أضرار اقتصادية، لكن نُظم المكافحة فـي الوقت الحاضر اتجهت إلـى استخدام المبيدات الكيماوية الـتي تميّزت بفاعليتها وبساطتها ورخص ثمنها وتوفّرهـا فـي الأسواق. وكان أول المركبات العضوية التي استخدمت لمكافحة الآفات مركب (دي دي تي)(5) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#5).
وقد أدى التطوّر السريع الذي حدث في الصناعات البتروكيماويات إلى إنتاج عدد هائل من المبيدات الكيماوية.
وقد ساعد نجاح أسلوب رشّ المبيدات بواسطة الطائرات على التوسع الهائل في استخدام المبيدات الكيماوية في المساحات الشاسعة من العالم التي تم زراعتها.
وبذلك كثر المحصول إذ كانت الحشرات والجراثيم قـد سببت خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية التي يعتبر البشر بأمسّ الحاجة إليها. وقد تبيّن أن الحشرات وغيرها من الآفات الزراعية تُتلف خُمس المحاصيل الزراعية في بعض البلدان، ففي الهند ـ مثـلاً ـ تستهلك الحشرات سنوياً كميّات من المحاصيل تكفي لتغذية تسعة ملايين إنسان. وفـي أمريكا تبيد الفطريات والحشرات والجراثيم ما قيمته خمس مليارات مـن الدولارات سنوياً، فضلاً عن الجهود الضخمة لمكافحة الآفات الزراعية.
وتستعمل المبيدات في الحال الحاضر فـي كافة أرجاء الكرة الأرضية، وقد بدت المكافحة الكيماوية فـي البداية فعّالة لدرجة أثار الاعتقاد بمقدرتها على التغلّب على مشكلات الآفات الزراعية بشكل نهائي، ولكن هذا العمل لم يدم طويلاً إذ سرعان مـا تبيّن أن المبيدات تنقذ المحاصيل والغابات والمروج من أخطار الأمراض، ولكنها مـن ناحية ثانية تؤدي إلى تخلخل النظام البيئي وتلوث الوسط البيئي وتؤثر بأشكال سلبية عديدة على حياة الإنسان وحياة الحيوانات والنباتات.
أضرار المبيدات الكيماوية
وقـد ازداد وبشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية استعمال المبيدات الكيماوية، وقد أخذت المجلات العلمية تنصح باستعمال مركبات مختلفة مثل (دي دي تي) وغيره، والتي استعملت لأكثر أمراض النباتات وضدّ الحشرات الضارة المختلفة، وأثمرت بنتائج كبيرة وأنقذت العديد من المحاصيل، وازداد إنتاج العالم من المبيدات بشكل كبير إذ وصل في سنوات 1370 ـ 1371هـ (1951 ـ 1952م) إلى أكثر من مائة ألف طن.
ومما لا شكّ فيه فإن المبيدات الكيماوية ساهمت وإلى حدّ بالغ الأهمية في القضاء على عدد كبير مـن أمـراض النباتات وقضت على الحشرات الناقلة للأمراض، كما وساهمت المبيدات الكيماوية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية في القضاء على وباء التيفوئيد وعلى مرض الملاريا، وذلك عن طريق القضاء على البعوض الناقل للأمراض، ويقدّر عـدد الذين نجوا بفضلها (5 ملايين) إنسان كمـا حالت دون حـدوث (100 مليون) إصابة، ولذا فقد أقبل المزارعون ومربّوا الماشية علـى استعمـال المبيـدات الكيماوية خاصة وإن جهودهم لمقاومة الحشرات كثيراً ما باءت بالفشل.
ولكن استعمال المبيدات له أضرار كبيرة حتى قال بعضهم: إن أمثال هذه المبيدات سوف تسمّم كل العالم وتصل إلى الإنسان والحيوان وغير ذلك مما يسبب مختلف الأمراض والأعراض.
وينجم خطر المبيدات مـن تركيبها الكيماوي، وهي تبقى فترة طويلة ربما (10 سنوات) أو أكثـر دون أن تتغيّر خواصّها الكيماوية، كما وإن تركيزها يزداد عبر انتقالها إلى السلسلة الغذائية ويتركّز في دهون الحيوانات.
ويؤدي استعمال المبيدات بدون رقابة علميـة شديدة إلى أضرار بالغة على النباتات، حيث يلاحظ في البداية تغيّر في لون الأوراق التي تغدو سمراء داكنة ومـن ثـمّ صفراء فاقعة كما وتتغيّر شدة التعرّق والتركيب الضوئي. فتفاعل الهرمونات ومن ثم موت النباتات. ولهذا لابدّ من معرفة تأثير المبيدات على النباتات وبشكل دقيق قبل استعمالها، أما تأثيرها على الإنسان فيتوقف على طبيعتها الكيماوية وعلى طريقة وصولها إلى الإنسان على شكل أبخرة أو ذرّات دقيقة عن طريق التنفّس أو مع المياه أو الأطعمة أو ما أشبه ذلك.
وهناك أنواع شتى من المبيدات الحشرية تختلف فـي تركيبها الكيماوي وفي آثارها السامّة، كما تختلف في شدّة تلويثها للبيئة، بالإضافة إلى تباينها في الخصائص المميّزة لها مثل ميلها للذوبان في الماء أو قابليتها للتبخر أو التطاير أو مقاومتها لعمليات التحلل الكيماوي المختلفة أو الصورة العامة التي تكون عليها. إذ يمكن أن يكون بصـورة مسحوق أو بصورة حبيبات أو بصورة محلول أو بصورة أبخرة أو بسائر الصور الأخرى.
ويستهلك العالم حالياً أكثر من (4 ملايين) طن من المبيدات الحشرية في كل سنة، ويزداد هذا القدر زيادة مطّردة عاماً بعد عام، ورغم ذلك فإن الحشرات ما زالت تقضي فعلياً على مـا ربما يصل إلى نصف كمية المحاصيل الزراعية قبل نضجها وحصادها.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها قُدّر أن ما قيمته (500 ألف) طـن مـن المبيدات الحشرية يتم استعمالها سنوياً لإبادة الحشرات والقوارض والأحياء المجهرية التي تهاجم المحاصيل، وتكلّف هـذه الكميـة نحو مليونين ونصف المليون من الدولارات.
وفي الحرب العالمية الثانية كانت هذه المواد حكراً على الحلفاء، حيث استعمل على نطاق واسع في الاستخدامات المدنية مثل مكافحة الآفات التي لا علاقة لها بالصحة العامة كالذباب والبعوض والقمّل والقراد وما أشبه ذلك. كما استعمل للحدّ من وباء التيفوئيد في إيطاليا، واستعمل في حماية الجيوش في المحيط الهادي من بعوض الملاريا، وفي سنة 1370هـ (1950م) أدى استخدام هـذا المبيد في جزيرة سيلان (سريلانكا) إلـى خفض خطر مرض الملاريا مـن قرابة (3 ملايين) حالة إلى ما يقارب (7 آلاف) حالة. فقد استخدم الـ(دي دي تي) بشكل محاليل ومساحيق ودهونات، وهو يؤثر في الحشرات أثناء الملامسة، وهـو يعدّ أساساً من السموم العصبية وتتأثر أجزاء الجهاز العصبي المركزي بهذا المركب.
وقد أدى الإفراط فـي استخدام الـ(دي دي تي) إلى أن أصبح هناك العديد من سُلالات الحشرات المقاومة لتأثير المركب(6) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#6)، ولقد حدثت زيادة وبائية فـي الآفات غير الاقتصادية بعد استخدام (دي دي تي) في مصر مثل العنكبوت الأحمر والمنّ.
وهناك عـدة مشتقات للـ (دي دي تي) تؤدي نفـس المفعول وهي تتّصف بثباتها الشديد وبطأ تحلّلها فـي التربة، إلـى غير ذلك من المبيدات المختلفة، والتي لهـا آثار جانبية بالنسبة إلـى الإنسان والحيوان والنبات بل والتربة أيضاً(7) (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm#7). المصدر
http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm (http://www.alshirazi.com/compilations/tos/beeah/part6/1.htm)
--------------------------------------------------------------------------------