التصحّر: ظاهرة طبيعية مؤرقة, ذات آثار إقتصاديّة سرطانية.
محاربة هذه الظاهرة بأساليب, كالملتقيات و الإعلام و بعض التشجير, ليست سوى ذرّ رماد على العيون, لا يجدي نفعا. و هي في الغالب أساليب كي تنحيّ الدولة الملامة أمام نفسها و أمام المجموعة, أكثر منها أساليب جذرية لإحتواء الظاهرة
التصحّر وحش عظيم. إن لم نبتكر حلولا جذريّة قاسمة لظهر المشكلة, لن نربح المواجهة.
أرضية الفكرة
واضح من التجربة و التاريخ الإنساني, أنّك إذا وضعت لأيّ نشاط جانب مادي ربحي فيه, يعظم الإهتمام بهذا النشاط و تكبر المجموعة البشرية المتعاملة معه.
لتكن هذه هيّ القاعدة.
السؤال على أرضية القاعدة السابقة:
مقاومة التصحّر نشاط إنسانيّ. كيف نضفي على هذا النشاط الجانب الإستثماري الربحي القادر على إستقطاب رؤوس الأموال و عدد كبير من البشر إليه؟
فكرتي و الجواب
هوّ إيجاد تشريع جديد (أو قانون) في الملكيّة العقارية يجعل من الشجرة, الزيتونة أو النخلة مثلا, أو غيرها, في مناطق تحددّها الدولة, عقارا ذي صبغة خاصة بحيث يملك المواطن الشجرة و ريعها ومكانها و تورث إلى ورثته, دون أن يملك الأرض التي توجد عليها الشجرة و تملك الدولة الأرض التي عليها الشجرة دون أن تملك الشجرة التي تعود للمواطن الذي إشتراها. و تقام شركات ربحية مثل شركات البعث العقاري, مرتبطة بعقود مع الدولة و المواطن, مهمتها التشجير في المناطق المحددة و بيع الأشجار للمواطنين.
التفسير
لنقل, أنّك السيّد عمر, طبيب أو مهندس أو تاجر أو عامل أو غيره و أنّ لك فائضا من المال, و أنت تسكن المدينة و تريد إستثمار مالك في مشروع مربح.
الفلاحة إستثمار جيّد و لكنّك لست من سكّان الريف و لا تملك أرضا فلاحيّة, و لا تملك أيّة خبرة في الفلاحة, أنت تريد إستثمار أموالك في الفلاحة مع ضمان (بإذن الله) مردود ربحي يرضيك.
لنأخذ شجرة الزيتون كمثال
ريع شجرة الزيتون لا يكون أقلّ من 22 دولار في السنة بعد طرح كلّ المصاريف
يعني لو كانت لك ألف شجرة زيتون سيكون لك مدخول سنوي (كلّ سنة) 22000 دولار
لو إشتريت أرضا ستزرع ألف شجرة. أنت ستزرعها و ستتعب في التنقل من المدينة إلى أرضك و مع العملة إضافة إلى عدم خبرتك في المشاتل و تقنيات الفلاحة, أضف إلى ذلك سعر شراء الأرض. وهو سعر ليس بالهيّن.
لما كلّ هذا التعب؟ لا تشتري الأرض. إشتري الشجرة.
عودة إلى التصحر ثمّ نعود إلى مثالنا
تحدد الدولة المساحات المطروحة للتشجير في إطار مقاومة التصحرّ
تقام شركات خاصة أو عامة تأخذ على عاتقها التشجير ضمن كرّاس شروط تحدده الدولة لضمان الحقوق و النوعية.
لنقل أنّ شركة ما أخذت على عاتقها زرع مليون شجرة زيتون, أو نخيل أو غيرها, لنتكلم عن الزيتون للمواصلة مع مثالنا السابق. علما و أنّ تكفل شركة بزراعة مليون شجرة زيتون أمر عملي و معقول و ليس نادر. وهو يكون عموما بتكلفة في حدود خمسة مليون دولار إذا إعتبرنا سعر الأرض (مثال عن إستثمار فلاحي في مليون و تسمائة ألف شجرة زيتون, المثال لأخذ فكرة فقط و ليس للنقاش لإعتبارات المشاتل و موقع الأرض http://www.assabah.com.tn/article.php?ID_art=32473) فإذا طرحنا سعر الأرض التي ستقدم مجانا للتشجير تكون التكلفة أرخص بكثير
عودة للسيد عمر
يتقدم السيّد عمر إلى إحدى الشركات, التي تستصلح الأراضي المحددة من الدولة و التي ذكرت سابقا, و يشتري ألف شجرة دون الأرض.
هنا, إحتفظ السيّد عمر بسعر الأرض.
الشجرة و ريعها و مكانها ملكه وتورث إلى ورثته حتّى و لو تغيرت الشجرة, يعني لو ماتت الشجرة, تزرع في نفس المكان شجرة أخرى له. فإن كان مجرد مستثمر لأمواله يريحه هذا الأسلوب في الإستثمار. فالسيّد عمر يبحث عن مردود الشجرة المالي. و لاحاجة له بملكيّة الأرض و التي لم يدفع سعرها.
بالنسبة للشركة
في سعر بيع الشجرة يوجد أتعاب الشركة و ربحها بالطبع.
الشركة تقول للسيد عمر
الشجرة تعطيك إبتداءا من السنة الرابعة 22 دولار يعني إبتداءا من السنة الرابعة يأتيك كلّ سنة في حسابك 22 ألف دولار.
السيّد عمر: طيّب ما الذي عليّ فعله
تشتري منّا الآن المشاتل و خدماتنا ب 8 دولار للشجرة فقط, و لا تدفع أيّ شيء آخر بعدها. (على حساب أنّ المشاتل بسعر 2 دولار للوحدة و 6 دولار للخدمات إلى أن تعطي الشجرة منتوجها)
طيّب: أريد شراء 1000 شجرة و هذه 8000 دولار على أن تبدأوا في إرسال 22000 دولار سنويا على حسابي إبتداءا من السنة الرابعة.
أنت الآن أصبحت مالكا لهذا العدد من الأشجار و ريعها السنوي يعود إليك, لا تستطيع الدولة بيع الأرض أو قلع الشجرة لأنّها تعود إليك و لا تستطيع أنت إستغلال الأرض في صورة عقارية أخرى, كالبناء, لأنّها ليست ملكك. بهذه الفكرة جعلنا من مقاومة التصحر مشروعا إستثماريا ذي ربحية عالية لملايين الناس و ذي ضمانات تشريعية قوية, من حيث الحفاظ على المكسب النباتي, حيث لا مصلحة للدولة و لا لك في قلع الأشجار.
الفكرة هيّ جعل مقاومة التصحرّ إستثمارا مربحا و ليس عبئا إقتصاديا.
الإستثمار المربح يضمن مساهمة الملايين من الناس فيه. نضمن بهذا غراسة مليارات الأشجار. و بهذا نواجه جديّا عدوّنا في المثال: التصحّر
محاربة هذه الظاهرة بأساليب, كالملتقيات و الإعلام و بعض التشجير, ليست سوى ذرّ رماد على العيون, لا يجدي نفعا. و هي في الغالب أساليب كي تنحيّ الدولة الملامة أمام نفسها و أمام المجموعة, أكثر منها أساليب جذرية لإحتواء الظاهرة
التصحّر وحش عظيم. إن لم نبتكر حلولا جذريّة قاسمة لظهر المشكلة, لن نربح المواجهة.
أرضية الفكرة
واضح من التجربة و التاريخ الإنساني, أنّك إذا وضعت لأيّ نشاط جانب مادي ربحي فيه, يعظم الإهتمام بهذا النشاط و تكبر المجموعة البشرية المتعاملة معه.
لتكن هذه هيّ القاعدة.
السؤال على أرضية القاعدة السابقة:
مقاومة التصحّر نشاط إنسانيّ. كيف نضفي على هذا النشاط الجانب الإستثماري الربحي القادر على إستقطاب رؤوس الأموال و عدد كبير من البشر إليه؟
فكرتي و الجواب
هوّ إيجاد تشريع جديد (أو قانون) في الملكيّة العقارية يجعل من الشجرة, الزيتونة أو النخلة مثلا, أو غيرها, في مناطق تحددّها الدولة, عقارا ذي صبغة خاصة بحيث يملك المواطن الشجرة و ريعها ومكانها و تورث إلى ورثته, دون أن يملك الأرض التي توجد عليها الشجرة و تملك الدولة الأرض التي عليها الشجرة دون أن تملك الشجرة التي تعود للمواطن الذي إشتراها. و تقام شركات ربحية مثل شركات البعث العقاري, مرتبطة بعقود مع الدولة و المواطن, مهمتها التشجير في المناطق المحددة و بيع الأشجار للمواطنين.
التفسير
لنقل, أنّك السيّد عمر, طبيب أو مهندس أو تاجر أو عامل أو غيره و أنّ لك فائضا من المال, و أنت تسكن المدينة و تريد إستثمار مالك في مشروع مربح.
الفلاحة إستثمار جيّد و لكنّك لست من سكّان الريف و لا تملك أرضا فلاحيّة, و لا تملك أيّة خبرة في الفلاحة, أنت تريد إستثمار أموالك في الفلاحة مع ضمان (بإذن الله) مردود ربحي يرضيك.
لنأخذ شجرة الزيتون كمثال
ريع شجرة الزيتون لا يكون أقلّ من 22 دولار في السنة بعد طرح كلّ المصاريف
يعني لو كانت لك ألف شجرة زيتون سيكون لك مدخول سنوي (كلّ سنة) 22000 دولار
لو إشتريت أرضا ستزرع ألف شجرة. أنت ستزرعها و ستتعب في التنقل من المدينة إلى أرضك و مع العملة إضافة إلى عدم خبرتك في المشاتل و تقنيات الفلاحة, أضف إلى ذلك سعر شراء الأرض. وهو سعر ليس بالهيّن.
لما كلّ هذا التعب؟ لا تشتري الأرض. إشتري الشجرة.
عودة إلى التصحر ثمّ نعود إلى مثالنا
تحدد الدولة المساحات المطروحة للتشجير في إطار مقاومة التصحرّ
تقام شركات خاصة أو عامة تأخذ على عاتقها التشجير ضمن كرّاس شروط تحدده الدولة لضمان الحقوق و النوعية.
لنقل أنّ شركة ما أخذت على عاتقها زرع مليون شجرة زيتون, أو نخيل أو غيرها, لنتكلم عن الزيتون للمواصلة مع مثالنا السابق. علما و أنّ تكفل شركة بزراعة مليون شجرة زيتون أمر عملي و معقول و ليس نادر. وهو يكون عموما بتكلفة في حدود خمسة مليون دولار إذا إعتبرنا سعر الأرض (مثال عن إستثمار فلاحي في مليون و تسمائة ألف شجرة زيتون, المثال لأخذ فكرة فقط و ليس للنقاش لإعتبارات المشاتل و موقع الأرض http://www.assabah.com.tn/article.php?ID_art=32473) فإذا طرحنا سعر الأرض التي ستقدم مجانا للتشجير تكون التكلفة أرخص بكثير
عودة للسيد عمر
يتقدم السيّد عمر إلى إحدى الشركات, التي تستصلح الأراضي المحددة من الدولة و التي ذكرت سابقا, و يشتري ألف شجرة دون الأرض.
هنا, إحتفظ السيّد عمر بسعر الأرض.
الشجرة و ريعها و مكانها ملكه وتورث إلى ورثته حتّى و لو تغيرت الشجرة, يعني لو ماتت الشجرة, تزرع في نفس المكان شجرة أخرى له. فإن كان مجرد مستثمر لأمواله يريحه هذا الأسلوب في الإستثمار. فالسيّد عمر يبحث عن مردود الشجرة المالي. و لاحاجة له بملكيّة الأرض و التي لم يدفع سعرها.
بالنسبة للشركة
في سعر بيع الشجرة يوجد أتعاب الشركة و ربحها بالطبع.
الشركة تقول للسيد عمر
الشجرة تعطيك إبتداءا من السنة الرابعة 22 دولار يعني إبتداءا من السنة الرابعة يأتيك كلّ سنة في حسابك 22 ألف دولار.
السيّد عمر: طيّب ما الذي عليّ فعله
تشتري منّا الآن المشاتل و خدماتنا ب 8 دولار للشجرة فقط, و لا تدفع أيّ شيء آخر بعدها. (على حساب أنّ المشاتل بسعر 2 دولار للوحدة و 6 دولار للخدمات إلى أن تعطي الشجرة منتوجها)
طيّب: أريد شراء 1000 شجرة و هذه 8000 دولار على أن تبدأوا في إرسال 22000 دولار سنويا على حسابي إبتداءا من السنة الرابعة.
أنت الآن أصبحت مالكا لهذا العدد من الأشجار و ريعها السنوي يعود إليك, لا تستطيع الدولة بيع الأرض أو قلع الشجرة لأنّها تعود إليك و لا تستطيع أنت إستغلال الأرض في صورة عقارية أخرى, كالبناء, لأنّها ليست ملكك. بهذه الفكرة جعلنا من مقاومة التصحر مشروعا إستثماريا ذي ربحية عالية لملايين الناس و ذي ضمانات تشريعية قوية, من حيث الحفاظ على المكسب النباتي, حيث لا مصلحة للدولة و لا لك في قلع الأشجار.
الفكرة هيّ جعل مقاومة التصحرّ إستثمارا مربحا و ليس عبئا إقتصاديا.
الإستثمار المربح يضمن مساهمة الملايين من الناس فيه. نضمن بهذا غراسة مليارات الأشجار. و بهذا نواجه جديّا عدوّنا في المثال: التصحّر