إنتاج "درنات بطاطا للزراعة" خالية من الأمراض
ثمة تكنولوجيا بسيطة وزهيدة التكاليف في مقدورها أن تساعد البلدان النامية في انتاج "درنات الزراعة" السليمة التي يحتاج اليها المزارعون كي ينتجوا البطاطا على نحو مستدام
نقاط رئيسية
في مقدور أمراض البطاطا أن تخفض الغلال وجودة الدرنات بصورة درامية.
إن زراعة أنسجة النبيتات في المعمل (في الأنبوب) بغية انتاج "درنات زراعة" خالية من الأمراض تتطلب تكنولوجيا باهظة التكاليف وموظفين ذوي تدريب عالي.
ثمة بديل زهيد التكاليف هو استخدام عُقل – عقلة عقدة وحيدة أو عقلة برعم ورقي أو نوع آخر من العقل النباتية الصغيرة جداً – لإكثار نبيتات في ظل ظروف غير معقمة.
تتجذر العقل بيسر وتنتج نبيتات بذات القدر من الكفاءة كما في حالة الإكثار في المعمل تماماً – في مقدور كل عقلة انتاج نحو ١٠٠٠٠٠ نبتة مثيلة لها خلال ستة أشهر.
تعدّ البطاطا معرضةً للاصابة بمجموعة عريضة من الأمراض التي من شأنها تخفيض الغلال وتقليل جودة الدرنات. بل والأهم من ذلك أن مسببات الأمراض تتراكم في الكلونات المتتابعة من الدرنات وكذلك في التربة المستخدمة لزراعتها. وهو ما يجعل الانتاج المستدام للبطاطا يعتمد على التزود باستمرار بإمدادات جديدة من مواد الزراعة الخالية من الأمراض.
وقد كان أحد الابتكارات الرئيسة في مجال صناعة البطاطا في البلدان المتقدمة إدخال زراعة الأنسجة – أو الإكثار المصغَّر في المعمل – على نطاق واسع في سبعينات القرن الماضي كوسيلة لإكثار نباتات خالية من الأمراض يمكن استخدامها فيما بعد لإنتاج "درنات زراعة" سليمة للمزارعين. حيث تجري إزالة الفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى أولاً من خلال زراعة نباتات البطاطا في بيئة تخضع لسيطرة تامة في درجة حرارة عالية. ثم توضع أطراف الناميات العرضية للنباتات الخالية من الأمراض على وسط مغذيات عادية داخل حاويات زجاجية (في المعمل) في بيئة مختبر معقمة تماماً. فتنمو هذه الأطراف حتى تصبح نبيتات يجري نقلها فيما بعد إما الى دفيئة أو الى حقل محمي من الآفات الحشرية، حيث تنمو بذات الوتيرة مثل نباتات البطاطا العادية غير أنها تنتج درنات أصغر حجماً (تسمى "درنات صغرى").
وبعد حصاد الدرنات الصغرى يتعين تخزينها تحت درجة حرارة منخفضة. وبعد مرور نحو ٤٥ يوماً – ولمدة ربما تصل الى سبعة أشهر بعد ذلك – يمكن نقلها الى بيئة أكثر دفئاً لتشجيعها على الإنبات. وبعد زرعها تواصل إنتاج "درنات زراعة" ذات حجم طبيعي خالية من الأمراض وجاهزة للتسليم الى المزارعين. (يتعين حماية النباتات خلال نموها من الآفات الحشرية بغية تجنب إصابتها مجدداً بالأمراض.)
بديل زهيد التكاليف: عقل صغيرة
على الرغم من أن العملية السابقة تنتج بالفعل درنات زراعة سليمة، فان الإكثار المصغَّر للنبيتات في المعمل باهظ التكاليف لأنه يتطلب تكنولوجيا معقدة وموظفين على قدر كبير من التدريب. غير أن كثيراً من البلدان النامية يحتاج الى طرائق إكثار بسيطة وأقل تكلفة. ولذلك تشجع المنظمة استخدام بديل واعد وزهيد التكاليف هو: استخدام عقل صغيرة للغاية (مثل عقل العقدة الوحيدة أو عقل البرعم الورقي أو نوع آخر من العقل النباتية التي لا يتجاوز حجمها ١.٥ سم) يمكن زراعتها لإنتاج نبيتات على نطاق تجاري.
زراعة الأنسجة والإكثار المصغَّر في المعمل
كان قد جرى لستنباط الطرق الابتدائية لزراعة الأنسجة في خمسينات القرن العشرين، كما جرى استخدام الإكثار المصغَّر في المعمل على نطاق تجاري لإكثار مواد الزراعة الأم منذ أواخر ستينات القرن ذاته. ويقدر الحجم السنوي للنباتات المكثرة إكثاراً مصغّراً من زراعة الأنسجة بمئات ملايين النباتات التي تمثل عشرات آلاف الأصناف. ومن بين النباتات التي يشيع تكثيرها إكثاراً مصغّراً الأزهار والفراولة وشجيرات الزينة وأشجار الغابات.
في هذه الحالة تبقى مادة الزراعة الأولية عدداً صغيراً من النبيتات الخالية من الأمراض التي جرى إكثارها إكثاراً مصغّراً في المعمل، حيث يجري استيرادها في مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من البلدان المتقدمة. غير أنه يجري إكثار هذه النبيتات في الجسم الحيّ (في ظروف طبيعية غير معقمة) عوضاً عن إكثارها في المعمل. حيث يجري إكثار العقل في حجرة زراعة أو دفيئة مظلّلة في خليط من المواد العضوية المتراكمة القديمة والرمل (أو مادة أخرى ملائمة للتجذير) داخل صواني بلاستيكية موضوعة فوق منصات معدنية.
ويشار إلى أن أسلوب العقل يستفيد من ميزة التقصير – زراعة النبيتات تحت ضوء منخفض الشدة. حيث تحتفظ النباتات المقصَّرة بخصائصها الغضة فتنتج ناميات عرضية جديدة تصلح لأخذ عقل أخرى تتجذر بيسر وسهولة. وبالاضافة الى ذلك فان النباتات تبقى صغيرة الحجم حيث يمكن زراعة الكثير منها في حيز صغير – في مقدور كل صينية حمل ٥٠٠ عقلة لكل متر مربع. وتنمو العقل لتصبح نبيتات جديدة خلال ثلاثة أسابيع فتكون مصدراً للمزيد من العقل. وخلال ستة أشهر يمكن أن تقدم العقلة الواحدة نحو ١٠٠٠٠٠ من الأنسال.
وحالما يتم إكثار مادة الزراعة الى الكمية اللازمة يمكن نقل النبيتات الى بيئة خالية من الآفات الحشرية (داخل دفيئة أو تحت الظل في حقل في الهواء الطلق). وعند زراعتها في تربة عميقة تتجذر النبيتات بيسر خلال أسبوع واحد، وتنمو لتصبح نباتات بطاطا طبيعية تماماً وتنتج درنات صغرى.
إن هذا الأسلوب ينتج نبيتات بذات الوتيرة كما في حالة الإكثار المصغَّر في المعمل ولكن بجزء ضئيل من التكاليف. غير أنه من الضروري إبقاء مادة الزراعة الأولية الخالية من الأمراض في المعمل، إضافة الى ضرورة تطبيق تدابير الصحة النباتية القياسية خلال عملية الإكثار برمّتها.
أهمية التوقيت
إن أسلوب استخدام العقل أسلوب ملائم تماماً للبلدان النامية التي تحتاج الى طرائق أكثر يسراً وأقل تكاليف في مجال إكثار درنات الزراعة. غير أن إنتاج مادة زراعة أولية جيدة لا يعدو كونه عنصراً واحداً من عناصر عملية انتاج درنات بطاطا الزراعة. حيث يمكن أن تفشل مشروعات التزويد بدرنات الزراعة بسبب عدم تنسيق إكثار العقل وتخزين الدرنات الصغرى بصورة دقيقة مع رزنامات المزارعين المحصولية. كما يمكن أن تضيع منافع الإكثار المصغّر مالم يتم تخطيط وتنفيذ مراحل الزراعة في الحقل والتخزين بصورة صحيحة.
كتب نشرة الوقائع هذه تباني هابالا من شعبة الانتاج النباتي ووقاية النباتات لدى المنظمة. كما ساهم فيها كل من روجر كورتباوي وإنريك شوجوي من المركز الدولي للبطاطس
ثمة تكنولوجيا بسيطة وزهيدة التكاليف في مقدورها أن تساعد البلدان النامية في انتاج "درنات الزراعة" السليمة التي يحتاج اليها المزارعون كي ينتجوا البطاطا على نحو مستدام
نقاط رئيسية
في مقدور أمراض البطاطا أن تخفض الغلال وجودة الدرنات بصورة درامية.
إن زراعة أنسجة النبيتات في المعمل (في الأنبوب) بغية انتاج "درنات زراعة" خالية من الأمراض تتطلب تكنولوجيا باهظة التكاليف وموظفين ذوي تدريب عالي.
ثمة بديل زهيد التكاليف هو استخدام عُقل – عقلة عقدة وحيدة أو عقلة برعم ورقي أو نوع آخر من العقل النباتية الصغيرة جداً – لإكثار نبيتات في ظل ظروف غير معقمة.
تتجذر العقل بيسر وتنتج نبيتات بذات القدر من الكفاءة كما في حالة الإكثار في المعمل تماماً – في مقدور كل عقلة انتاج نحو ١٠٠٠٠٠ نبتة مثيلة لها خلال ستة أشهر.
تعدّ البطاطا معرضةً للاصابة بمجموعة عريضة من الأمراض التي من شأنها تخفيض الغلال وتقليل جودة الدرنات. بل والأهم من ذلك أن مسببات الأمراض تتراكم في الكلونات المتتابعة من الدرنات وكذلك في التربة المستخدمة لزراعتها. وهو ما يجعل الانتاج المستدام للبطاطا يعتمد على التزود باستمرار بإمدادات جديدة من مواد الزراعة الخالية من الأمراض.
وقد كان أحد الابتكارات الرئيسة في مجال صناعة البطاطا في البلدان المتقدمة إدخال زراعة الأنسجة – أو الإكثار المصغَّر في المعمل – على نطاق واسع في سبعينات القرن الماضي كوسيلة لإكثار نباتات خالية من الأمراض يمكن استخدامها فيما بعد لإنتاج "درنات زراعة" سليمة للمزارعين. حيث تجري إزالة الفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى أولاً من خلال زراعة نباتات البطاطا في بيئة تخضع لسيطرة تامة في درجة حرارة عالية. ثم توضع أطراف الناميات العرضية للنباتات الخالية من الأمراض على وسط مغذيات عادية داخل حاويات زجاجية (في المعمل) في بيئة مختبر معقمة تماماً. فتنمو هذه الأطراف حتى تصبح نبيتات يجري نقلها فيما بعد إما الى دفيئة أو الى حقل محمي من الآفات الحشرية، حيث تنمو بذات الوتيرة مثل نباتات البطاطا العادية غير أنها تنتج درنات أصغر حجماً (تسمى "درنات صغرى").
وبعد حصاد الدرنات الصغرى يتعين تخزينها تحت درجة حرارة منخفضة. وبعد مرور نحو ٤٥ يوماً – ولمدة ربما تصل الى سبعة أشهر بعد ذلك – يمكن نقلها الى بيئة أكثر دفئاً لتشجيعها على الإنبات. وبعد زرعها تواصل إنتاج "درنات زراعة" ذات حجم طبيعي خالية من الأمراض وجاهزة للتسليم الى المزارعين. (يتعين حماية النباتات خلال نموها من الآفات الحشرية بغية تجنب إصابتها مجدداً بالأمراض.)
بديل زهيد التكاليف: عقل صغيرة
على الرغم من أن العملية السابقة تنتج بالفعل درنات زراعة سليمة، فان الإكثار المصغَّر للنبيتات في المعمل باهظ التكاليف لأنه يتطلب تكنولوجيا معقدة وموظفين على قدر كبير من التدريب. غير أن كثيراً من البلدان النامية يحتاج الى طرائق إكثار بسيطة وأقل تكلفة. ولذلك تشجع المنظمة استخدام بديل واعد وزهيد التكاليف هو: استخدام عقل صغيرة للغاية (مثل عقل العقدة الوحيدة أو عقل البرعم الورقي أو نوع آخر من العقل النباتية التي لا يتجاوز حجمها ١.٥ سم) يمكن زراعتها لإنتاج نبيتات على نطاق تجاري.
زراعة الأنسجة والإكثار المصغَّر في المعمل
كان قد جرى لستنباط الطرق الابتدائية لزراعة الأنسجة في خمسينات القرن العشرين، كما جرى استخدام الإكثار المصغَّر في المعمل على نطاق تجاري لإكثار مواد الزراعة الأم منذ أواخر ستينات القرن ذاته. ويقدر الحجم السنوي للنباتات المكثرة إكثاراً مصغّراً من زراعة الأنسجة بمئات ملايين النباتات التي تمثل عشرات آلاف الأصناف. ومن بين النباتات التي يشيع تكثيرها إكثاراً مصغّراً الأزهار والفراولة وشجيرات الزينة وأشجار الغابات.
في هذه الحالة تبقى مادة الزراعة الأولية عدداً صغيراً من النبيتات الخالية من الأمراض التي جرى إكثارها إكثاراً مصغّراً في المعمل، حيث يجري استيرادها في مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من البلدان المتقدمة. غير أنه يجري إكثار هذه النبيتات في الجسم الحيّ (في ظروف طبيعية غير معقمة) عوضاً عن إكثارها في المعمل. حيث يجري إكثار العقل في حجرة زراعة أو دفيئة مظلّلة في خليط من المواد العضوية المتراكمة القديمة والرمل (أو مادة أخرى ملائمة للتجذير) داخل صواني بلاستيكية موضوعة فوق منصات معدنية.
ويشار إلى أن أسلوب العقل يستفيد من ميزة التقصير – زراعة النبيتات تحت ضوء منخفض الشدة. حيث تحتفظ النباتات المقصَّرة بخصائصها الغضة فتنتج ناميات عرضية جديدة تصلح لأخذ عقل أخرى تتجذر بيسر وسهولة. وبالاضافة الى ذلك فان النباتات تبقى صغيرة الحجم حيث يمكن زراعة الكثير منها في حيز صغير – في مقدور كل صينية حمل ٥٠٠ عقلة لكل متر مربع. وتنمو العقل لتصبح نبيتات جديدة خلال ثلاثة أسابيع فتكون مصدراً للمزيد من العقل. وخلال ستة أشهر يمكن أن تقدم العقلة الواحدة نحو ١٠٠٠٠٠ من الأنسال.
وحالما يتم إكثار مادة الزراعة الى الكمية اللازمة يمكن نقل النبيتات الى بيئة خالية من الآفات الحشرية (داخل دفيئة أو تحت الظل في حقل في الهواء الطلق). وعند زراعتها في تربة عميقة تتجذر النبيتات بيسر خلال أسبوع واحد، وتنمو لتصبح نباتات بطاطا طبيعية تماماً وتنتج درنات صغرى.
إن هذا الأسلوب ينتج نبيتات بذات الوتيرة كما في حالة الإكثار المصغَّر في المعمل ولكن بجزء ضئيل من التكاليف. غير أنه من الضروري إبقاء مادة الزراعة الأولية الخالية من الأمراض في المعمل، إضافة الى ضرورة تطبيق تدابير الصحة النباتية القياسية خلال عملية الإكثار برمّتها.
أهمية التوقيت
إن أسلوب استخدام العقل أسلوب ملائم تماماً للبلدان النامية التي تحتاج الى طرائق أكثر يسراً وأقل تكاليف في مجال إكثار درنات الزراعة. غير أن إنتاج مادة زراعة أولية جيدة لا يعدو كونه عنصراً واحداً من عناصر عملية انتاج درنات بطاطا الزراعة. حيث يمكن أن تفشل مشروعات التزويد بدرنات الزراعة بسبب عدم تنسيق إكثار العقل وتخزين الدرنات الصغرى بصورة دقيقة مع رزنامات المزارعين المحصولية. كما يمكن أن تضيع منافع الإكثار المصغّر مالم يتم تخطيط وتنفيذ مراحل الزراعة في الحقل والتخزين بصورة صحيحة.
كتب نشرة الوقائع هذه تباني هابالا من شعبة الانتاج النباتي ووقاية النباتات لدى المنظمة. كما ساهم فيها كل من روجر كورتباوي وإنريك شوجوي من المركز الدولي للبطاطس