هذه المقالة تنشر باقى موضوع التلوث، حيث أن التلوث يسبب خسائر كبيرة فى مجال الزراعة والإنتاج الحيوانى والسمكى. حيث أن الهدف الأساسى هو إنتاج عذاء جيد خالى من الملوثات ومسببات الأمراض حتى لا يسبب أى ضرر للمستهلك على المدى القصير وكذلك المدى الطويل.
وتنقسم الملوثات إلى قسمين رئيسين على حسب نوع التأثير حيث تنقسم إلى ملوثات مرضية وكذلك ملوثات بيئية.
أولا: الملوثات المرضية.
وهى لها تأثير مباشر على الإنسان حيث ينتج عن ذلك بعض الأمراض التى قد تفتك بالإنسان عند تناوله لهذه المياه أو عند التغذية على كائنات مائية من هذه المياه. وهذه التأثيرات تحدث عند تلوث مياه البحار أو الأنهار بمخلفات الصرف الصحى للإنسان دون معالجة لها. وعموما هذه الملوثات المرضية يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام وهى:
1- التلوث البكتيري: وهذا يحدث نتيجة لقيام الإنسان باستخدام مياه الأنهار أو البحار القريبة من الشاطئ فى الاستخدام اليومى له من شرب وخلافة، وقد يحدث فى بعض البلدان الغير متقدمة أن يقوم بصرف المخلفات الشخصية له (الصرف الصحى) فى هذه المياه فى نفس الوقت مما يسبب فى انتشار الأمراض والطفيليات. وكذلك تحتوى هذه المياه على تركيز مرتفع من العناصر المعدنية السامة وهذا يدخل فى مجال التأثير البيئى.
2- الأمراض التى تنتقل للإنسان عن طريق الكائنات المائية مثل مرض الهتروفس. وكذلك الإفراط فى استخدام المبيدات الحشرية التى قد تؤدى إلى موت كثير من الكائنات الحية وقد يحدث أن يزداد تركيز المواد السامة فى عضلات الأسماك وعند تغذية الإنسان عليها تسبب له بعض الأمراض بالإضافة إلى الضرر الاقتصادى.
ثانيا: الملوثات البيئية.
مع التقدم فى وسائل الإنتاج الزراعى يستخدم الإنسان الكثير من المبيدات لمقاومة الآفات الزراعية، وع زيادة التقدم الصناعى يتم استخدام الكثير من الكيماويات التخليقية مع زيادة مخلفات ونفايات التصنيع وكذلك مخلفات احتراق الوقود لإنتاج الطاقة اللازمة للصناعة. وكل هذا ينتج عنه آثار بعيدة على التوازن البيئى، مما يعرض الكائنات الحية وكذلك الإنسان لمخاطر التلوث. بالإضافة إلى ذلك مخاطر التلوث الإشعاعى نتيجة تسرب الإشعاعات النووية كما حدث فى روسيا من مفاعل تشيرنوبل عام 1986. وعموما تقسم الملوثات البيئية إلى عدة أقسام وسوف نستعرض أهمها.
1- مبيدات الآفات الزراعية:
فى بداية هذا القرن تم استخدام بعض الأملاح الغير عضوية مثل الرصاص والزنك والكبريت والزرنيخ والجير لمقاومة المبيدات الحشرية، وفى عام 1939 تم استخدام مللر مركب (DDT) دى دى تى التى تم تحضيرها فى نهاية القرن الثامن عشر. وقد استخدم هذا المركب فى الحرب العالمية للقضاء على الحشرات والفئران التى كانت تنقل مرض الطاعون وكذلك القضاء على البعوض الذى يسبب مرض الملاريا وقد حصل مللر على جائزة نوبل عام 1948. وبعد ذلك تم التوسع فى استخدام هذا المركب للقضاء على الحشرات الضارة وكذلك الآفات الزراعية, وبعد ذلك بدأت الحشرات فى اكتساب مقاومة لهذه المادة. وبداية إنتاج مركب دى دى تى بدأ عام 1944 فى أمريكا وكانت تلقى مخلفات التصنيع فى البحر، وتزايدت كميات هذه المخلفات وفى خلال فترة السبعينيات من القرن السابق لوحظت آثار ضارة على بعض الطيور المائية وعند دراسة ذلك وجد زيادة تركيز هذا المركب الذى يقلل من نشاط إنزيم Carbonic anhydrase (كربونيك انهيدريز) الذى له دور هام فى تمثيل الكالسيوم، مما يعوق تحرك الكالسيوم فى قناة البيض مما ينتج عنه بيض رقيق القشرة غير صالح لعملية التفريخ، مما يهدد بانقراض هذه الطيور المائية. ولوحظ أن أسماك السالمون ينخفض معدل التفريخ نتيجة لوجود مركب دى دلا تى فى الماء. وزيادة تركيز هذا المركب فى الماء يقضى على الكائنات الدقيقة والحشرات فى المياه مما يقلل من نسبة الغذاء الطبيعى للأسماك. وعلى رغم ما خطورة هذا المركب على البيئة البحرية إلا أن هذا المركب ما يزال يستخدم فى بعض البلدان النامية نظرا لمساعدته فى القضاء على الآفات الزراعية. وتنتج حاليا مركبات أخرى اقل ضررا منه على التلوث على المدى الطويل (مدة فاعليتها – فترة نصف العمر – قصيرة)، ألا أن مخلفات هذه المركبات يجب ألا تلقى فى مياه البحار والأنهار والبحيرات الداخلية حتى ل تحدث عواقب ومخاطر كبيرة على الثروة المائية.
عند تعرض الأسماك والكائنات البحرية للتلوث بالمبيدات، فأن مخلفات هذه المبيدات تتجمع داخل أنسجة الكائن الحى وعند تغذية الإنسان عليها تسبب له الكثير من الأمراض التى قد تؤدى بحياة الإنسان. فى كندا عام 1956 لوحظ مقتل ملايين من الأسماك ولوحظ أن السبب هو تعفير الغابات بأحد المبيدات. فى نهر الراين قد سكب به مخلفات أحد المبيدات وهو مركب أندوسلفات أدى إلى موت ما يقرب من مليون سمكة تقريبا. وفى نهر المسيسبى حدث موت أعداد كبيرة جدا من الأسماك وذلك لتسرب مخلفات مركب أندرين (مبيد حشرى)، واتضح من تحليل المياه بجوار أحد مصنع لإنتاج المبيدات الموجود فى هذه المنطقة وقد وجد نسبة مرتفعة من هذا المركب. وهذا يؤكد ضرورة التأكد من عدم إلقاء مخلفات تصنيع أو استخدام هذه المبيدات فى مياه البحار والأنهار للمحافظة على الثروة السمكية وكذلك وقاية الإنسان من مخاطر هذا التلوث.
2- الاحتباس الحرارى (الحرارة الزائدة):
ترتفع درجة حرارة اليابسة كثيرا نظرا لزيادة كميات الطاقة المستخدمة فى العالم كأحد متطلبات الثروة الصناعية، و هذا ينتج كميات كثيرة من ثانى أكسيد الكربون الذى يعمل مثل الصوبة الزجاجية الذى يسمح بمرور الطاقة الضوئية مثل أشعة الشمس ولا يسمح بخروج الحرارة الزائدة إلى طبقات الجو مما يزيد من درجة حرارة اليابسة مما يزيد من درجة حرارة الماء، الذى يسبب مشاكل عديدة للثروة السمكية وكذلك باقى الكائنات المائية وكذلك العوالق النباتية والحيوانية التى تعتبر غذاء طبيعيا للأسماك.
يلاحظ أيضا أن مصانع إنتاج الطاقة بواسطة المحطات النووية تلقى مياه التبريد لهذه المفاعلات فى مياه البحر مما يزيد من درجات الحرارة، وقد لوحظ أن زيادة درجات الحرارة تحدث مجموعة من الطفرات فى الكائنات وهى أكثر من الطفرات التى تحدث نتيجة الإشعاع، هذا يعنى أن ارتفاع درجة الحرارة تضر بالتراكيب الوراثية للكائنات الحية.
الارتفاع فى درجات حرارة الماء يؤدى إلى هجرة الأسماك لعدم تحملها هذه الظروف إلى أماكن أخرى، والتى لا تستطيع أن تهاجر يضعف نموها وتموت فى النهاية.
3- الرواسب والمواد الصلبة:
كميات المواد الصلبة العالقة فى الماء تزداد فى الأماكن الشاطئية وكذلك عند مصبات الأنهار فى مياه البحار. وهذه المعلقات قد تنتقل للمياه نتيجة عوامل التعرية أو بفعل الإنسان. وهذه المعلقات التى تحملها المياه قد تكون ذائبة أو غير ذائبة، أو على هيئة مواد عضوية أو مواد بلورية. وهذه الرواسب والمعلقات تعمل على قلة شفافية المياه مما يقلل من نسبة الضوء النافذ فى الماء فتقل عملية البناء الضوئى فى النباتات المائية، التى تعتبر أول فروع السلسلة الغذائية. وزيادة تركم هذه الرواسب فى بعض الأماكن إلى دفن العديد من الكائنات البحرية وموتها. وقد تذوب بعض هذه المواد مما ينتج عنه بعض المركبات السامة الضارة بالثروة السمكية فى العالم.
4- مخصبات التربة الزراعية:
وهناك العديد من هذه المخصبات (الأسمدة الكيماوية) مثل أملاح الفوسفور والنيتروجين. وتستخدم كميات كبيرة من هذه المركبات فى التربة الزراعية لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتتجمع مخلفات هذه الأرض من مياه تحمل الزائد من هذه المركبات فى المصارف الزراعية التى تسب فى النهاية فى مياه البحار، وتحدث مجموعة من التغيرات الكيميائية فى المياه مثل درجة الـ pH (تركيز أيون الهيدروجين) وتذوب أملاح الكربونات والبيكربونات فى الماء مما يقلل من معدل نمو الأصداف الحيوانية التى تحتاج هذه المركبات لتكوين أصدافها.، وزيادة تركيز هذه المركبات يزيد من معدل نمو النباتات المائية مما يقلل من نسبة الضوء النافذ فى الماء وتموت النباتات القاعية، وتتحلل بفعل البكتيريا وتقلل من نسبة الأكسجين الذائب فى الماء مما يقلل من نشاط الكائنات المائية وقد تموت.
5- التلوث بالمعادن الثقيلة:
يوجد فى مياه البحار والأنهار جميع العناصر المعدنية الموجودة على سطح الأرض، منها ما يوجد بكميات كبيرة مثل الكالسيوم والماغنسيوم، ومنها ما يوجد بكميات قليلة مثل الزئبق والفضة والذهب والنحاس. وزيادة تركيز بعض هذه العناصر يسبب العديد من المشاكل، والخطورة الأكبر عند اتحاد هذه العناصر مع بعض المركبات العضوية مكونا مركبات على درجة عالية من السمية مثل كلوريد الزئبق، وتساعد بعض أنواع البكتريا فى إتمام هذه التحولات.
وعموما تعتبر أغلب العناصر المعدنية غير ضارة أن لم تكن نافعة للأسماك مثل الكالسيوم والمنجنيز والصوديوم و النحاس، وهناك بعض المركبات تعتبر سامة جدا للكائنات المائية مثل الزئبق والرصاص والفضة والكادميوم والومنيوم والليثيوم والكروم وغيرها. وعموما زيادة تركيز بعض العناصر مثل النحاس يعتبر سام جدا للأسماك والكائنات البحرية الأخرى.
التلوث بالمعادن الثقيلة له تأثير ضار جدا على الأسماك حيث تؤثر فى الخواص الكيميائية للماء مما يؤثر فى الظروف اللازمة للتكاثر وكذلك معدل تناول الغذاء ومعدل الاستفادة من الغذاء ومعدل التمثيل الغذائى داخل أجسام الكائنات البحرية المختلفة، مما يؤثر فى معدل النمو والتناسل.
التلوث بالرصاص:
أملاح الرصاص سامة جدا للكائنات الحية وكذلك الإنسان. 0.3 جزء فى المليون فى الماء يسبب قتل الأسماك. وعموما يزداد التسمم بالرصاص منذ عام 1924 حيث أدخل فى صناعة البنزين لرفع رقم الأكتين للبنزين (80 و 90 أكتين). ويزداد تركيز الرصاص فى اليابسة وكذلك مياه البحار والأنهار نظرا لزيادة استخدام البنزين فى وسائل النقل. وعموما التلوث بالرصاص يقلل من معدل الاستفادة من الغذاء وانخفاض معدل النمو والتناسل والموت المفاجئ للأسماك، وعموما يتجمع الرصاص فى أنسجة الأسماك وعند تناول الإنسان الأسماك الملوثة بالرصاص يتجمع فى داخل جسم الإنسان مما يسبب أضرار جسيمة للإنسان.
فى محافظة الشرقية وخاصة فى منطقة صان الحجر التى تقع على بحر البقر (أحد المصارف الخاصة بمخلفات الإنسان – مياه الصرف الصحى) يوجد تلوث مرتفع فى مزارع هذه المناطق بالرصاص والزئبق وغيره من العناصر المعدنية الثقيلة مما أدى إلى إغلاق هذه المزارع وإلغاء تراخيص التشغيل الخاصة بهذه المزارع، مما يقلل من إنتاج الأسماك فى محافظة الشرقية.
التلوث بالزئبق:
ينتج الزئبق كأحد مخلفات بعض الصناعات مثل الأدوات الكهربائية (المصباح الفلورسنت) والكلور وصناعة المرايا والبطاريات والورق. ويلاحظ أن اغلب هذه المصانع يصرف مخلفات الصناعة فى مياه البحار والأنهار مما يزيد من نسبة الزئبق فى المياه مما يسبب مشكلة التلوث بالزئبق. يلاحظ أن البكتريا اللاهوائية تقوم بتحويل الزئبق إلى ثانى ميثيل الزئبق الذى يوب فى الماء ويمتص عن طريق خياشيم الأسماك مما يقلل من معدل نمو الأسماك، وعند زيادة تركيز الزئبق غى جسم الأسماك مما يؤدى إلى هلاك الأسماك، وعند تناول الإنسان لهذه الأسماك يتجمع الزئبق داخل جسم الإنسان (فى خلايا المخ والكلى والكبد) مما يسبب مرض الاكتئاب وكذلك يؤثر على العضلات وتحدث مخاطر صحية شديدة للإنسان. ويلاحظ أنه من عدة سنوات لوحظ فى محافظة الشرقية زيادة التلوث بالزئبق فى مياه فروع نهر النيل وكذلك بعض المصارف الزراعية مما أدى إلى هلاك أعداد كبيرة من الأسماك وكذلك ظهور بعض الأمراض على السكان فى هذه المناطق، وعند دراسة المشكلة وتحديد أسبابها، لوحظ أن توجد بعض مصانع الأدوات الكهربائية التى تستخدم الزئبق فى تلك الصناعات أنها تقوم بإلقاء مخلفات هذه الصناعة فى المياه الترع والمصارف الزراعية مباشرة مما يسبب زيادة التلوث بالزئبق.
التلوث بالنحاس:
زيادة تركيز النحاس الذائب فى مياه البحار والأنهار يسبب انخفاض فى معدل النمو والتناسل وفى النهاية هلاك الأسماك، ويلاحظ أن معدل ترسيب النحاس فى أنسجة الأسماك يزداد مما يسبب مشاكل كبيرة على الإنسان الذى يستهلك هذه الأسماك. حيث يلاحظ أن النحاس فى الجرعات المناسبة هام جدا للنمو والتناسل وزيادة الإنتاج، ولكن زيادة نسبة النحاس فى جسم الكائن الحى يضر جدا بنشاط هذا الكائن. وسمية النحاس للأسماك تحدث نتيجة زيادة نسبة النحاس الذائب فى الماء مما يسبب أضرار كبيرة على الخياشيم وعند امتصاص هذا العنصر إلى داخل الجسم يتجمع فى الكبد وباقى الأنسجة الداخلية مما يقلل من مقاومة الجسم للأمراض مع انخفاض معدل النمو وضعف فى التناسل وهلاك الأسماك فى النهاية.
6- الكيماويات التخليقية:
مع التقدم الكبير فى مجال صناعة الكيماويات يصنع كميات كثيرة جدا سنويا من مركبات تخليقية مثل الفيتامينات والمضادات الحيوية والمبيدات الحشرية والفطرية وشبيهة الهرمونات ومنشطات النمو والمخصبات النباتية (أسمدة تربة وكذلك ورقية). ولهذه المركبات خطورة كبيرة جدا على الكائنات البحرية.
يلاحظ أن مركب التراى كلورو فلوروميثان يستخدم فى صنعة مواد التجميل والروائح التى توضع تحت ضغط وينتج من هذه المواد كميات كبيرة جدا منها سنويا وهذه المركبات لها تأثير ضار على طبقة الأوزون مما سبب إلى ثقب فى طبقة الأوزون مما أدى إلى زيادة مخاطر الأشعة فوق البنفسجية مما يهدد الحياة على سطح الأرض وكذلك المياه.
وهناك مركب عديد كلوريد الفينيل الذى يستخدم فى صناعة المواد البلاستيكية وهو يسبب أمراض سرطانية للإنسان. ويلاحظ أن كميات كبيرة من هذه المواد تلقى فى المياه مما يزيد من تركيز هذه المواد فى الماء وتمتص فى جسم الأسماك ويلاحظ أن تركيز هذه المادة فى جسم الأسماك يزداد أكثر من 300 ضعف تركيزه فى الماء وهو يثبط من نشاط فيتامين ب12 مما يقلل من نمو الأسماك وعند تناول الإنسان لهذه الأسماك يصاب بالأمراض السرطانية. وكذلك مركب عديد كلوريد البيفينيل يستخدم فى صناعة البلاستيك، وهو واسع الاستخدام فى أمريكا وهذا المركب يسبب سرطان المعدة فى الإنسان والحيوان مع زيادة أمراض الفشل الكبدى وكذلك الكلى، ويلاحظ أن هذه المواد تلقى فى البحار مما تضر بالثروة السمكية وكذلك تجمع هذه المواد داخل جسم الأسماك وتضر بالإنسان.
7- التلوث بالبترول:
يدخل فى تركيب البترول خليط من الأكسجين والكبريت والنيتروجين وهى ذات وزن جزيئى كبير، وتقسم هيدروكربونات البترول إلى: البرافينات وهى مركبات مشبعة ثابتة كيميائيا، والنافثين وهو مركب مشبع وتتشابك نهاية السلاسل مكونة ما يشبه الحلقة، مركبات عطرية (حلقية) وهى مركبات غير مسبعة وتركيبها الأساسى حلقة البنزين، الأوليفينات مركبات غير حلقية وغير مشبعة فى سلاسل أو مستقيمة أو متفرعة وهى غير موجودة فى البترول الخام ولكن تنتج أثناء عملية التصنيع.
وعموما يوجد البترول فى مياه البحار بتركيز متفاوت من مكان لآخر وقد يوجد فى صورة ذائبة أو غير ذائبة. ويلاحظ أن مصدر تلوث البترول فى مياه البحار هو ناقلات البترول حيث تقوم إلقاء مخلفات البترول فى المياه وقد تقوم بغسل التنكات الخاصة بالبترول بمياه البحار وإلقاء هذه المخلفات فى الماء، وعند حدوث غرق لهذه الناقلات فى مياه البحار نتيجة لبعض الحوادث. ومنطقة الخليج العربى عرضة اكثر للتلوث بالبترول، فى عام 1980 تدفق أكثر من 80 ألف برميل بترول فى مياه الخليج العربى من أحد منصات البترول فى السعودية نظرا لانفجار هذه المنصة، وكذلك فى الكويت عام 1982 تسرب أكثر من 3 آلاف برميل يوميا من انفجار أنابيب البترول لميناء الأحمدى. ينتشر البترول على سطح الماء مكونا طبقة سطحية تأثر على الكائنات الحية فى البحار.
ويلاحظ أن وجود طبقات من البترول على سطح مياه البحار والمحيطات تقلل من نسبة ذوبان الأكسجين فى الماء مما يؤثر فى نشاط الأسماك فى تلك المناطق. ويلاحظ أيضا أن نسبة الضوء النافذ إلى الماء يقل بنسبة كبيرة جدا (80 – 90%) مما يقلل من فرصة الكائنات النباتية من القيام بالبناء الضوئى وإنتاج الغذاء الطبيعى فى مياه البحار. ، ويلاحظ أن معدل إنتاج النبات للأكسجين يتوقف ويستهلك كميات كبيرة منه فى التنفس ولا يوجد تجديد للأكسجين الذائب فى الماء مما يقلل من نشاط الأسماك وقد يحدث موت جماعى للأسماك فى تلك المناطق.
أ.د. محمد صلاح عياط
من كتاب إنتاج ورعاية وأمراض الأسماك (3971/2006 دار الكتب المصرية)
وتنقسم الملوثات إلى قسمين رئيسين على حسب نوع التأثير حيث تنقسم إلى ملوثات مرضية وكذلك ملوثات بيئية.
أولا: الملوثات المرضية.
وهى لها تأثير مباشر على الإنسان حيث ينتج عن ذلك بعض الأمراض التى قد تفتك بالإنسان عند تناوله لهذه المياه أو عند التغذية على كائنات مائية من هذه المياه. وهذه التأثيرات تحدث عند تلوث مياه البحار أو الأنهار بمخلفات الصرف الصحى للإنسان دون معالجة لها. وعموما هذه الملوثات المرضية يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام وهى:
1- التلوث البكتيري: وهذا يحدث نتيجة لقيام الإنسان باستخدام مياه الأنهار أو البحار القريبة من الشاطئ فى الاستخدام اليومى له من شرب وخلافة، وقد يحدث فى بعض البلدان الغير متقدمة أن يقوم بصرف المخلفات الشخصية له (الصرف الصحى) فى هذه المياه فى نفس الوقت مما يسبب فى انتشار الأمراض والطفيليات. وكذلك تحتوى هذه المياه على تركيز مرتفع من العناصر المعدنية السامة وهذا يدخل فى مجال التأثير البيئى.
2- الأمراض التى تنتقل للإنسان عن طريق الكائنات المائية مثل مرض الهتروفس. وكذلك الإفراط فى استخدام المبيدات الحشرية التى قد تؤدى إلى موت كثير من الكائنات الحية وقد يحدث أن يزداد تركيز المواد السامة فى عضلات الأسماك وعند تغذية الإنسان عليها تسبب له بعض الأمراض بالإضافة إلى الضرر الاقتصادى.
ثانيا: الملوثات البيئية.
مع التقدم فى وسائل الإنتاج الزراعى يستخدم الإنسان الكثير من المبيدات لمقاومة الآفات الزراعية، وع زيادة التقدم الصناعى يتم استخدام الكثير من الكيماويات التخليقية مع زيادة مخلفات ونفايات التصنيع وكذلك مخلفات احتراق الوقود لإنتاج الطاقة اللازمة للصناعة. وكل هذا ينتج عنه آثار بعيدة على التوازن البيئى، مما يعرض الكائنات الحية وكذلك الإنسان لمخاطر التلوث. بالإضافة إلى ذلك مخاطر التلوث الإشعاعى نتيجة تسرب الإشعاعات النووية كما حدث فى روسيا من مفاعل تشيرنوبل عام 1986. وعموما تقسم الملوثات البيئية إلى عدة أقسام وسوف نستعرض أهمها.
1- مبيدات الآفات الزراعية:
فى بداية هذا القرن تم استخدام بعض الأملاح الغير عضوية مثل الرصاص والزنك والكبريت والزرنيخ والجير لمقاومة المبيدات الحشرية، وفى عام 1939 تم استخدام مللر مركب (DDT) دى دى تى التى تم تحضيرها فى نهاية القرن الثامن عشر. وقد استخدم هذا المركب فى الحرب العالمية للقضاء على الحشرات والفئران التى كانت تنقل مرض الطاعون وكذلك القضاء على البعوض الذى يسبب مرض الملاريا وقد حصل مللر على جائزة نوبل عام 1948. وبعد ذلك تم التوسع فى استخدام هذا المركب للقضاء على الحشرات الضارة وكذلك الآفات الزراعية, وبعد ذلك بدأت الحشرات فى اكتساب مقاومة لهذه المادة. وبداية إنتاج مركب دى دى تى بدأ عام 1944 فى أمريكا وكانت تلقى مخلفات التصنيع فى البحر، وتزايدت كميات هذه المخلفات وفى خلال فترة السبعينيات من القرن السابق لوحظت آثار ضارة على بعض الطيور المائية وعند دراسة ذلك وجد زيادة تركيز هذا المركب الذى يقلل من نشاط إنزيم Carbonic anhydrase (كربونيك انهيدريز) الذى له دور هام فى تمثيل الكالسيوم، مما يعوق تحرك الكالسيوم فى قناة البيض مما ينتج عنه بيض رقيق القشرة غير صالح لعملية التفريخ، مما يهدد بانقراض هذه الطيور المائية. ولوحظ أن أسماك السالمون ينخفض معدل التفريخ نتيجة لوجود مركب دى دلا تى فى الماء. وزيادة تركيز هذا المركب فى الماء يقضى على الكائنات الدقيقة والحشرات فى المياه مما يقلل من نسبة الغذاء الطبيعى للأسماك. وعلى رغم ما خطورة هذا المركب على البيئة البحرية إلا أن هذا المركب ما يزال يستخدم فى بعض البلدان النامية نظرا لمساعدته فى القضاء على الآفات الزراعية. وتنتج حاليا مركبات أخرى اقل ضررا منه على التلوث على المدى الطويل (مدة فاعليتها – فترة نصف العمر – قصيرة)، ألا أن مخلفات هذه المركبات يجب ألا تلقى فى مياه البحار والأنهار والبحيرات الداخلية حتى ل تحدث عواقب ومخاطر كبيرة على الثروة المائية.
عند تعرض الأسماك والكائنات البحرية للتلوث بالمبيدات، فأن مخلفات هذه المبيدات تتجمع داخل أنسجة الكائن الحى وعند تغذية الإنسان عليها تسبب له الكثير من الأمراض التى قد تؤدى بحياة الإنسان. فى كندا عام 1956 لوحظ مقتل ملايين من الأسماك ولوحظ أن السبب هو تعفير الغابات بأحد المبيدات. فى نهر الراين قد سكب به مخلفات أحد المبيدات وهو مركب أندوسلفات أدى إلى موت ما يقرب من مليون سمكة تقريبا. وفى نهر المسيسبى حدث موت أعداد كبيرة جدا من الأسماك وذلك لتسرب مخلفات مركب أندرين (مبيد حشرى)، واتضح من تحليل المياه بجوار أحد مصنع لإنتاج المبيدات الموجود فى هذه المنطقة وقد وجد نسبة مرتفعة من هذا المركب. وهذا يؤكد ضرورة التأكد من عدم إلقاء مخلفات تصنيع أو استخدام هذه المبيدات فى مياه البحار والأنهار للمحافظة على الثروة السمكية وكذلك وقاية الإنسان من مخاطر هذا التلوث.
2- الاحتباس الحرارى (الحرارة الزائدة):
ترتفع درجة حرارة اليابسة كثيرا نظرا لزيادة كميات الطاقة المستخدمة فى العالم كأحد متطلبات الثروة الصناعية، و هذا ينتج كميات كثيرة من ثانى أكسيد الكربون الذى يعمل مثل الصوبة الزجاجية الذى يسمح بمرور الطاقة الضوئية مثل أشعة الشمس ولا يسمح بخروج الحرارة الزائدة إلى طبقات الجو مما يزيد من درجة حرارة اليابسة مما يزيد من درجة حرارة الماء، الذى يسبب مشاكل عديدة للثروة السمكية وكذلك باقى الكائنات المائية وكذلك العوالق النباتية والحيوانية التى تعتبر غذاء طبيعيا للأسماك.
يلاحظ أيضا أن مصانع إنتاج الطاقة بواسطة المحطات النووية تلقى مياه التبريد لهذه المفاعلات فى مياه البحر مما يزيد من درجات الحرارة، وقد لوحظ أن زيادة درجات الحرارة تحدث مجموعة من الطفرات فى الكائنات وهى أكثر من الطفرات التى تحدث نتيجة الإشعاع، هذا يعنى أن ارتفاع درجة الحرارة تضر بالتراكيب الوراثية للكائنات الحية.
الارتفاع فى درجات حرارة الماء يؤدى إلى هجرة الأسماك لعدم تحملها هذه الظروف إلى أماكن أخرى، والتى لا تستطيع أن تهاجر يضعف نموها وتموت فى النهاية.
3- الرواسب والمواد الصلبة:
كميات المواد الصلبة العالقة فى الماء تزداد فى الأماكن الشاطئية وكذلك عند مصبات الأنهار فى مياه البحار. وهذه المعلقات قد تنتقل للمياه نتيجة عوامل التعرية أو بفعل الإنسان. وهذه المعلقات التى تحملها المياه قد تكون ذائبة أو غير ذائبة، أو على هيئة مواد عضوية أو مواد بلورية. وهذه الرواسب والمعلقات تعمل على قلة شفافية المياه مما يقلل من نسبة الضوء النافذ فى الماء فتقل عملية البناء الضوئى فى النباتات المائية، التى تعتبر أول فروع السلسلة الغذائية. وزيادة تركم هذه الرواسب فى بعض الأماكن إلى دفن العديد من الكائنات البحرية وموتها. وقد تذوب بعض هذه المواد مما ينتج عنه بعض المركبات السامة الضارة بالثروة السمكية فى العالم.
4- مخصبات التربة الزراعية:
وهناك العديد من هذه المخصبات (الأسمدة الكيماوية) مثل أملاح الفوسفور والنيتروجين. وتستخدم كميات كبيرة من هذه المركبات فى التربة الزراعية لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتتجمع مخلفات هذه الأرض من مياه تحمل الزائد من هذه المركبات فى المصارف الزراعية التى تسب فى النهاية فى مياه البحار، وتحدث مجموعة من التغيرات الكيميائية فى المياه مثل درجة الـ pH (تركيز أيون الهيدروجين) وتذوب أملاح الكربونات والبيكربونات فى الماء مما يقلل من معدل نمو الأصداف الحيوانية التى تحتاج هذه المركبات لتكوين أصدافها.، وزيادة تركيز هذه المركبات يزيد من معدل نمو النباتات المائية مما يقلل من نسبة الضوء النافذ فى الماء وتموت النباتات القاعية، وتتحلل بفعل البكتيريا وتقلل من نسبة الأكسجين الذائب فى الماء مما يقلل من نشاط الكائنات المائية وقد تموت.
5- التلوث بالمعادن الثقيلة:
يوجد فى مياه البحار والأنهار جميع العناصر المعدنية الموجودة على سطح الأرض، منها ما يوجد بكميات كبيرة مثل الكالسيوم والماغنسيوم، ومنها ما يوجد بكميات قليلة مثل الزئبق والفضة والذهب والنحاس. وزيادة تركيز بعض هذه العناصر يسبب العديد من المشاكل، والخطورة الأكبر عند اتحاد هذه العناصر مع بعض المركبات العضوية مكونا مركبات على درجة عالية من السمية مثل كلوريد الزئبق، وتساعد بعض أنواع البكتريا فى إتمام هذه التحولات.
وعموما تعتبر أغلب العناصر المعدنية غير ضارة أن لم تكن نافعة للأسماك مثل الكالسيوم والمنجنيز والصوديوم و النحاس، وهناك بعض المركبات تعتبر سامة جدا للكائنات المائية مثل الزئبق والرصاص والفضة والكادميوم والومنيوم والليثيوم والكروم وغيرها. وعموما زيادة تركيز بعض العناصر مثل النحاس يعتبر سام جدا للأسماك والكائنات البحرية الأخرى.
التلوث بالمعادن الثقيلة له تأثير ضار جدا على الأسماك حيث تؤثر فى الخواص الكيميائية للماء مما يؤثر فى الظروف اللازمة للتكاثر وكذلك معدل تناول الغذاء ومعدل الاستفادة من الغذاء ومعدل التمثيل الغذائى داخل أجسام الكائنات البحرية المختلفة، مما يؤثر فى معدل النمو والتناسل.
التلوث بالرصاص:
أملاح الرصاص سامة جدا للكائنات الحية وكذلك الإنسان. 0.3 جزء فى المليون فى الماء يسبب قتل الأسماك. وعموما يزداد التسمم بالرصاص منذ عام 1924 حيث أدخل فى صناعة البنزين لرفع رقم الأكتين للبنزين (80 و 90 أكتين). ويزداد تركيز الرصاص فى اليابسة وكذلك مياه البحار والأنهار نظرا لزيادة استخدام البنزين فى وسائل النقل. وعموما التلوث بالرصاص يقلل من معدل الاستفادة من الغذاء وانخفاض معدل النمو والتناسل والموت المفاجئ للأسماك، وعموما يتجمع الرصاص فى أنسجة الأسماك وعند تناول الإنسان الأسماك الملوثة بالرصاص يتجمع فى داخل جسم الإنسان مما يسبب أضرار جسيمة للإنسان.
فى محافظة الشرقية وخاصة فى منطقة صان الحجر التى تقع على بحر البقر (أحد المصارف الخاصة بمخلفات الإنسان – مياه الصرف الصحى) يوجد تلوث مرتفع فى مزارع هذه المناطق بالرصاص والزئبق وغيره من العناصر المعدنية الثقيلة مما أدى إلى إغلاق هذه المزارع وإلغاء تراخيص التشغيل الخاصة بهذه المزارع، مما يقلل من إنتاج الأسماك فى محافظة الشرقية.
التلوث بالزئبق:
ينتج الزئبق كأحد مخلفات بعض الصناعات مثل الأدوات الكهربائية (المصباح الفلورسنت) والكلور وصناعة المرايا والبطاريات والورق. ويلاحظ أن اغلب هذه المصانع يصرف مخلفات الصناعة فى مياه البحار والأنهار مما يزيد من نسبة الزئبق فى المياه مما يسبب مشكلة التلوث بالزئبق. يلاحظ أن البكتريا اللاهوائية تقوم بتحويل الزئبق إلى ثانى ميثيل الزئبق الذى يوب فى الماء ويمتص عن طريق خياشيم الأسماك مما يقلل من معدل نمو الأسماك، وعند زيادة تركيز الزئبق غى جسم الأسماك مما يؤدى إلى هلاك الأسماك، وعند تناول الإنسان لهذه الأسماك يتجمع الزئبق داخل جسم الإنسان (فى خلايا المخ والكلى والكبد) مما يسبب مرض الاكتئاب وكذلك يؤثر على العضلات وتحدث مخاطر صحية شديدة للإنسان. ويلاحظ أنه من عدة سنوات لوحظ فى محافظة الشرقية زيادة التلوث بالزئبق فى مياه فروع نهر النيل وكذلك بعض المصارف الزراعية مما أدى إلى هلاك أعداد كبيرة من الأسماك وكذلك ظهور بعض الأمراض على السكان فى هذه المناطق، وعند دراسة المشكلة وتحديد أسبابها، لوحظ أن توجد بعض مصانع الأدوات الكهربائية التى تستخدم الزئبق فى تلك الصناعات أنها تقوم بإلقاء مخلفات هذه الصناعة فى المياه الترع والمصارف الزراعية مباشرة مما يسبب زيادة التلوث بالزئبق.
التلوث بالنحاس:
زيادة تركيز النحاس الذائب فى مياه البحار والأنهار يسبب انخفاض فى معدل النمو والتناسل وفى النهاية هلاك الأسماك، ويلاحظ أن معدل ترسيب النحاس فى أنسجة الأسماك يزداد مما يسبب مشاكل كبيرة على الإنسان الذى يستهلك هذه الأسماك. حيث يلاحظ أن النحاس فى الجرعات المناسبة هام جدا للنمو والتناسل وزيادة الإنتاج، ولكن زيادة نسبة النحاس فى جسم الكائن الحى يضر جدا بنشاط هذا الكائن. وسمية النحاس للأسماك تحدث نتيجة زيادة نسبة النحاس الذائب فى الماء مما يسبب أضرار كبيرة على الخياشيم وعند امتصاص هذا العنصر إلى داخل الجسم يتجمع فى الكبد وباقى الأنسجة الداخلية مما يقلل من مقاومة الجسم للأمراض مع انخفاض معدل النمو وضعف فى التناسل وهلاك الأسماك فى النهاية.
6- الكيماويات التخليقية:
مع التقدم الكبير فى مجال صناعة الكيماويات يصنع كميات كثيرة جدا سنويا من مركبات تخليقية مثل الفيتامينات والمضادات الحيوية والمبيدات الحشرية والفطرية وشبيهة الهرمونات ومنشطات النمو والمخصبات النباتية (أسمدة تربة وكذلك ورقية). ولهذه المركبات خطورة كبيرة جدا على الكائنات البحرية.
يلاحظ أن مركب التراى كلورو فلوروميثان يستخدم فى صنعة مواد التجميل والروائح التى توضع تحت ضغط وينتج من هذه المواد كميات كبيرة جدا منها سنويا وهذه المركبات لها تأثير ضار على طبقة الأوزون مما سبب إلى ثقب فى طبقة الأوزون مما أدى إلى زيادة مخاطر الأشعة فوق البنفسجية مما يهدد الحياة على سطح الأرض وكذلك المياه.
وهناك مركب عديد كلوريد الفينيل الذى يستخدم فى صناعة المواد البلاستيكية وهو يسبب أمراض سرطانية للإنسان. ويلاحظ أن كميات كبيرة من هذه المواد تلقى فى المياه مما يزيد من تركيز هذه المواد فى الماء وتمتص فى جسم الأسماك ويلاحظ أن تركيز هذه المادة فى جسم الأسماك يزداد أكثر من 300 ضعف تركيزه فى الماء وهو يثبط من نشاط فيتامين ب12 مما يقلل من نمو الأسماك وعند تناول الإنسان لهذه الأسماك يصاب بالأمراض السرطانية. وكذلك مركب عديد كلوريد البيفينيل يستخدم فى صناعة البلاستيك، وهو واسع الاستخدام فى أمريكا وهذا المركب يسبب سرطان المعدة فى الإنسان والحيوان مع زيادة أمراض الفشل الكبدى وكذلك الكلى، ويلاحظ أن هذه المواد تلقى فى البحار مما تضر بالثروة السمكية وكذلك تجمع هذه المواد داخل جسم الأسماك وتضر بالإنسان.
7- التلوث بالبترول:
يدخل فى تركيب البترول خليط من الأكسجين والكبريت والنيتروجين وهى ذات وزن جزيئى كبير، وتقسم هيدروكربونات البترول إلى: البرافينات وهى مركبات مشبعة ثابتة كيميائيا، والنافثين وهو مركب مشبع وتتشابك نهاية السلاسل مكونة ما يشبه الحلقة، مركبات عطرية (حلقية) وهى مركبات غير مسبعة وتركيبها الأساسى حلقة البنزين، الأوليفينات مركبات غير حلقية وغير مشبعة فى سلاسل أو مستقيمة أو متفرعة وهى غير موجودة فى البترول الخام ولكن تنتج أثناء عملية التصنيع.
وعموما يوجد البترول فى مياه البحار بتركيز متفاوت من مكان لآخر وقد يوجد فى صورة ذائبة أو غير ذائبة. ويلاحظ أن مصدر تلوث البترول فى مياه البحار هو ناقلات البترول حيث تقوم إلقاء مخلفات البترول فى المياه وقد تقوم بغسل التنكات الخاصة بالبترول بمياه البحار وإلقاء هذه المخلفات فى الماء، وعند حدوث غرق لهذه الناقلات فى مياه البحار نتيجة لبعض الحوادث. ومنطقة الخليج العربى عرضة اكثر للتلوث بالبترول، فى عام 1980 تدفق أكثر من 80 ألف برميل بترول فى مياه الخليج العربى من أحد منصات البترول فى السعودية نظرا لانفجار هذه المنصة، وكذلك فى الكويت عام 1982 تسرب أكثر من 3 آلاف برميل يوميا من انفجار أنابيب البترول لميناء الأحمدى. ينتشر البترول على سطح الماء مكونا طبقة سطحية تأثر على الكائنات الحية فى البحار.
ويلاحظ أن وجود طبقات من البترول على سطح مياه البحار والمحيطات تقلل من نسبة ذوبان الأكسجين فى الماء مما يؤثر فى نشاط الأسماك فى تلك المناطق. ويلاحظ أيضا أن نسبة الضوء النافذ إلى الماء يقل بنسبة كبيرة جدا (80 – 90%) مما يقلل من فرصة الكائنات النباتية من القيام بالبناء الضوئى وإنتاج الغذاء الطبيعى فى مياه البحار. ، ويلاحظ أن معدل إنتاج النبات للأكسجين يتوقف ويستهلك كميات كبيرة منه فى التنفس ولا يوجد تجديد للأكسجين الذائب فى الماء مما يقلل من نشاط الأسماك وقد يحدث موت جماعى للأسماك فى تلك المناطق.
أ.د. محمد صلاح عياط
من كتاب إنتاج ورعاية وأمراض الأسماك (3971/2006 دار الكتب المصرية)