بخصوص الإجابة علي أسئلة أحبائي في الله عن مدي إمكانية إستغلال المياه المالحة في الري ومقدار تركيز الأملاح المسموح به في الري أود أن أشير إلي نقطة هامة وهي:
أنه لا يجب أن يتم تقييم صلاحية المياه للري عن طريق دراسة خواص المياه فقط بل يجب أن يشمل التقييم ما يلي:
نوعية مياه الري
نوع التربة
مدي تحمل النبات للملوحة
الظروف المناخية
حالة صرف التربة.
وهذه العوامل مجتمعة لا بد أن تؤخذ في الحسبان. فمثلاً التربة يوجد منها أنواع فمنها الصحراوية الخفيفة التي تتكون غالبيتها من الرمال والحصي، وحالة الصرف بها أكثر من ممتازة ، لذلك يمكن ان تروي بالمياه المالحة دون ان تسبب ملوحة التربة. فمن المعروف انه لأكثر من 2000 عام يستعمل المزارعون في شمال افريقيا والجزيرة العربية المياه الجوفية التي تصل ملوحتها الي 7000 جزء في المليون لري المناطق الرملية دون ان تسبب ملوحة او تدهور للتربة. في حين نجد ان الري بمياه النيل العذبة تماماً ( 300 جزء في المليون) في اراضي الوادي والدلتا الغير خفيفة القوام يؤدي الي ظهور الملوحة الثانوية بالتربة. وذلك لأنه في حالة ري الأراضي ثقيلة القوام ضعيفة الصرف فإن ماء الري لن يتم صرفه بسهولة مما يؤدي لتبخر المياه قبل ان يتم صرفها وفي هذه الحالة سيزداد بالطبع تركيز الاملاح في التربة فنجد بالرغم من الري بمياه نسبة ملوحتها منخفضة إلا ان محلول التربة مرتفع في الملوحة نتيجة تراكم الاملاح الناتجة عن كل رية نتيجة تبخر المياه قبل ان يتم صرفها. والعكس صحيح في حالة الاراضي جيدة الصرف التي تستطيع تحمل مياه ذات درجات ملوحة اعلي. لأن المهم في النهاية هو تركيز الملوحة في محلول التربة وليس تركيزها في مياه الري فقط.
من ناحية أخري فإن النباتات تتأثر بدرجة كبيرة بالتركيز الكلي للأملاح. وذلك لأنه كلما زاد تركيز الأملاح في محلول التربة كلما زاد الضغط الإسموزي للمياه مما يرغم النبات علي بذل مجهود أكبر لأمتصاص المحلول الأرضي. ماذا يعني هذا ؟ يعني أن لكل نبات بداخله وبدرجة تركيز أملاحه ضغط إسموزي معين ويجب أن يكون محلول التربة ذات ضغط اسموزي اقل حيث انه يوجد لدينا منطقتي ضغط إسموزي هما عصارة النبات ومحلول التربة، والذي سيكون تركيزه اعلي هو الذي يستطيع أن يجذب إليه المحلول الأخر. وبالتالي لا بد ان يكون تركيز عصارة النبات اعلي من تركيز الاملاح بمحلول التربة. وهذا يفسر إمكانية تعايش بعض النباتات علي مياه البحار والمحيطات المالحة.
وعلي ذلك فإنه يفضل في حالة الري بالمياه المالحة أن لا نعطي فرصة للتربة للجفاف لأنه في حالة جفافها ستتجه المياه لأعلي للتبخير وتترك الأملاح في طبقة الجذور مما يترتب عليه زيادة تركيز الاملاح بمحلول التربة . وبالتالي يجب هنا إضافة كمية مياه إضافية لغسيل التربة، وكلما تكرر الغسيل وكلما احتفظ بالتربة رطبة بتقصير الفترة بين الريات كلما انخفضت نسبة الملوحة بالتربة والتي يمكن للنبات ان يتحملها.
وعموماً وحتي لا أطيل علي أحبائي فإن الحد الأعلي للملوحة (مليموز) المسموح به في ماء الري تبعاً لقوام التربة ومدي تحمل النبات للملوحة هو كالتالي:
2- التربة الرملية:
النخيل : 15 ملليموز
البساتين: 8 ملليموز
المراعي : 12 ملليموز
المحاصيل الحقلية: 10 ملليموز.
2- التربة الطميية:
النخيل : 8 ملليموز
البساتين: 3 ملليموز
المراعي : 5 ملليموز
المحاصيل الحقلية: 4 ملليموز.
3- التربة الطينية:
النخيل : 1 ملليموز
البساتين: 1 ملليموز
المراعي : 1 ملليموز
المحاصيل الحقلية: 1 ملليموز.
علماً بأن الجزء فى المليون=640 x الملليموز/سم او(dS/m)
وبرغم هذا التحديد إلا أن مثل هذا التقسيم قد يفشل في التنبؤ بتحديد نوعية مياه الري، إذ يجب أن يتم التقييم مع الأخذ في الإعتبار المستوي الذي سوف تصل إليه ملوحة المحلول الأرضي نتيجة إستخدام نوعية معينة من مياه الري.
لذلك فللموضوع بقية في حالة رغية حضراتكم.