طرق زراعة الفراولة بالأراضى المستديمة
تعتبر الفراولة من المحاصيل التصديرية الهامة ويتم إنتاجها فى مصر بطريقتين إما الطازجة (الفريش ) أو المبردة (الفريجو) حيث أن الفراولة الفريش هى المستخدمة فى التصدير. أولاً: زراعة الفراولة الفريجو Frigo: تستخدم فيها شتلات سبق تخزينها على حرارة من (-1 ، -2˚م) لمدة 7- 8 شهور. موعد الزراعة: تعرف الزراعة الفريجو بالزراعة الصيفية نظراً لأنها تتم فى شهر أغسطس بإستخدام الشتلات المبردة، ويلاحظ أن الزراعة المبكرة عن الموعد المناسب تؤدى إلى ضعف النمو وإنتاج ثمار صغيرة، بينما تؤدى الزراعة المتأخرة إلى غزارة النمو الخضرى، وكثرة إنتاج المدادات وضعف المحصول. طريقة الزراعة: يتم إعداد الأرض للزراعة وذلك بحرث الأرض جيداً ثلاث مرات مع التزحيف بعد كل مرة وإضافة سماد عضوى تام التحلل ( الكمبوست ) 10 - 15م3 للفدان تنشر على سطح التربة، ويضاف معه سماد السوبر فوسفات العادى 200 كجم للفدان ويلى ذلك إقامة الخطوط بمعدل 8-9 خطوط فى القصبتين وتكون الزراعة فى جور المسافة بينها 25-30سم، على أحد ريشتى الخط مع توجيه أول المدادت بعد الزراعة لشغل مواقع النباتات على الريشة الأخرى للخط، مع مراعاة أن تكون مواقع الجور متبادلة قدر الإمكان على ريشتى الخط. ويحتاج الفدان للزراعة بهذه الطريقة حوالى 20 ألف شتلة، ويجرى الشتل فى وجود الماء ويتعين فرد المجموع الجذرى للشتلة وتغطيتها بالتربة كاملا ًوبحيث لا يظهر من الشتلة فوق سطح التربة إلا قمتها النامية، ويفضل تطهير جذور الشتلات قبل زراعتها بغمرها فى محلول لأحد المطهرات المناسبة مثل البنليت أو الفيتافاكس 0.1 أو الفيتافاكس كابيتان بتركيز1.5 فى الألف (1.5 جم/ لتر) لمدة 20 دقيقة قبل زراعتها. ثانياً: الزراعة الفريش Fresh: تستخدم فيها شتلات طازجة وعلى الرغم من أن الزراعة الفريجو هى السائدة فى مصر حالياً إلا أنها آخذة فى الإنتشار تدريجياً لصالح الزراعة الفريش التى تتفوق عليها فى كل من المحصول المبكر والكلى. مواعيد الزراعة: تعرف بإسم الزراعة الشتوية لأنها فى شهرى سبتمبر وأكتوبر، علما بأن الموعد المناسب يتراوح بين منتصف شهر سبتمبر ومنتصف أكتوبر على حسب الصنف. وبفرض أن الحرارة ليست شديدة الإرتفاع فإن الزراعة المبكرة تفيد فى تحفيز النمو النباتى الجيد والإثمار المبكر، هذا إلا أن المشتل المبكر جداً يكون مصاحباً بزيادة الإصابة بالعنكبوت الأحمر، بينما الزراعة المتأخرة جداً تحفز النمو الخضرى الزائد ونمو المدادات وتؤخر الإثمار. وبصورة عامة فإن شتل الأصناف المبكرة مثل صنف كماروزا فيبدأ شتله فى 28 سبتمبر وبحد أقصى 20 أكتوبر وتتميز هذه العروة بالإثمار المبكر والجودة العالية وعلى الرغم من أن زراعتها تتأخر عند زراعة العروة الصيفية بمدة شهر إلى شهرين فإن إنتاجها يبدأ قبل إنتاج العروة الصيفية بما لا تقل عن 10 أسابيع. تجهيز الحقل للزراعة: يحتاج حقل الفراولة فى الزراعة الفريش للعمليات التالية: الحرث: تحرث الأرض جيداً ثلاث مرات مع التزحيف بعد كل مرة ويفضل إن أمكن بدء هذه العملية مبكراً فى شهر يونيو مع رى الحقل قبل كل حرثة وإجراء الحرث عندما تصبح التربة مستحرثة، مع قلب التربة عند كل رية وحراثتها من جديد وتفيد هذه العملية فى التخلص من معظم بذور الحشائش والحشرات التى تعيش فى التربة وفى إحداث خفض كبير فى التلوث الميكروبى للتربة بمسببات الأمراض. تعقيم التربة: يتم تعقيم التربة ببروميد الميثايل إما بالطريقة الباردة أو بالطريقة الساخنة، وقد لا تعقم التربة إن كان الحقل بكراً (لم تسبق زراعته بأى محصول)، ولكن يجب أن يؤخذ فى الإعتبار أن للتعقيم ببروميد الميثايل مزايا أخرى بخلاف التخلص من مسببات الأمراض ومختلف الآفات التى تعيش فى التربة وقد تعقم تربة الحقل قبل إقامة المصاطب أو أثناء إقامتها أو بعد إقامتها وقد يضاف الكمبوست بواقع 20 - 25م3 للفدان نثراً على التربة، ثم تروى الأرض وتعقم بمعدل 50-70 كجم للمتر المربع بالطريقة الباردة أوالساخنة لتطهير التربة. أو يتم التعقيم الشمسى وذلك بتغطية الأرض برقائق البولى إيثيلين (البلاستيك) الشفاف بسمك 80 ميكرون ويتم ذلك فى شهر يوليو بعد إضافة السماد العضوى والحرث والرى وتترك لمدة شهرين على الأقل قبل الزراعة ثم يرفع البلاستيك وتضاف الأسمدة الكيماوية. إقامة شبكات الرى: تستخدم فى رى حقول الفراولة المزروعة بالطريقة الفريش شبكتين للرى، واحدة بالرش وأخرى بالتنقيط. تستخدم شبكة الرى بالرش بعد الشتل مباشرة ولمدة 7-14 يوماً بعد ذلك، بهدف مساعدة الشتلات فى التغلب على صدمة الشتل إلى حين تكوينها لجذور جديدة، ويستعمل فى شبكة الرى بالرش (رشاشات) يبلغ تصريفها 120 لتر/ساعة، وتكون على أبعاد 5×6م. أما شبكة الرى بالتنقيط فإنها تتم من خلال خرطومين للرى بكل مصطبة يكون إحدهما فى منتصف المسافة بين خطى الزراعة الأول والثانى بينما يكون الثانى فى منتصف المسافة بين خطى الزراعة الثالث والرابع ويراعى أن تتراوح المسافة بين النقاطات فى خراطيم الرى بين 30-50 سم هذا ويبدأ الرى بالتنقيط بعد إنتهاء فترة الرى بالرش مباشرة. التسميد السابق للزراعة: تسمد حقول الفراولة الفريش قبل الزراعة بكميات الأسمدة التالية 50 كجم سلفات نشادر + 150 كجم سلفات بوتاسيوم + 50 كجم سلفات ماغنسيوم + الكميات السابق ذكرها من الكمبوست السوبر فوسفات + 300 كجم كبريت زراعى ويكون الهدف من إضافة الكبريت هوزيادة الإستفادة من الأسمدة العضوية المضافة والمساعدة فى مكافحة الجعال. إقامة المصاطب: يفضل إقامة المصاطب ثم إجراء التعقيم، وتقام المصاطب آليا بإستعمال بتانة خاصة بحيث تكون تامة الإستقامة والإستواء بإرتفاع 60سم ، ومنضغطة وذات حواف حادة وجوانب قائمة وبحيث يكون عرضها 120 سم وبطول لا يزيد عن 50 سم وأن تكون المسافة بين كل مصطبتين متجاورتين حوالى 50-60سم. يجب عند إقامة المصاطب جعلها منحدرة بمقدار 3سم من منتصفها نحو الحافة وذلك لأجل تسهيل صرف الماء الزائد نتيجة الرى المتكرر بالرش خلال الفترة الأولى بعد الشتل. ووجد أنه يجب تجنب وجود أى مناطق منخفضة أو مرتفعة بالمصطبة لأن الأماكن المنخفضة يتجمع فيها ماء الرى مما يؤدى إلى إصابة جذور النباتات بالأعفان، بينما لا تحتفظ الأماكن المرتفعة بالرطوبة بالقدر الكافى الذى يسمح بالنمو الجيد وتزداد أهمية تسوية سطح المصاطب فى الأراضى رديئة الصرف، فقد وجد أن النباتات التى تقع فى مستوى مرتفع بمقدار 11سم أو 23سم عن غيرها على المصطبة تنتج عدد أكبر من الثمار عن النباتات التى تقع دونها، وأن عدد الثمار الناتجة يقل بإنخفاض مستوى موقعها، كذلك فإن النمو الجذرى للنباتات التى تقع فى المستوى المنخفض يكون سطحياً مقارنة بالنمو الجذرى، للنباتات التى تقع أعلى منها. و لإرتفاع المصاطب مزايا عديدة منها: المساعدة على تدفئة التربة وتحسين الصرف وزيادة التهوية للنمو الجذرى، تسهيل عملية الحصاد، ويجب ألا يقل إرتفاع المصطبة عن 40 سم ويفضل أن يكون50 سم ويفضل ألا يزيد طول المصطبة الواحدة فى حقل الزراعة عن 50 متراً، وذلك بهدف تنظيم عملية الرى بالتنقيط، فلا يحدث إختلاف كبير فى ضغط الماء ومن ثم تصريف النقاطات بين أول المصطبة وأخرها. الزراعة: تكون زراعة الشتلات الطازجة بعد تقلعيها من المشتل مباشرة أو بعد إخراجها من الثلاجات مباشرة وتظهر الشتلات قبل الزراعة بنقعها فى محلول لأحد المطهرات الفطرية المناسبة مثل التوبسن بتركيز 0.1% + الريزولكس بتركيز 0.15% أو النليت 50 مسحوق قابل للبلل بتركيز 0.04% وذلك لمدة 20 دقيقة. وتتم الزراعة على أربعة خطوط لكل مصطبة يبعد كل منها عن الآخر بمسافة 30سم مع ترك مسافة 15سم بين كل خط من الخطين الجانبين وحافة المصطبة ويكون الشتل على مسافة 25-30سم بين النباتات فى الخط الواحد مع جعل جور الزراعة متبادلة (رجل غراب) فى الخطوط المتجاورة وتتحدد المسافة بين النباتات فى الخط 25 أو 30سم بالصنف المزروع ومدى قوة نموه الخضرى، وكذلك يمكن عند زراعة الأصناف ذات النمو الخضرى المحدود بتضييق المسافة بين خطوط الزراعة إلى 25 سم فقط، ويلزم فى هذه الحالة أن تكون المصاطب بعرض 1.5 سم فقط، مع إستمرار ترك مسافة 15سم بين كل خط من خطوط النباتات الجانبية وحافة المصطبة ويعنى ذلك أن كثافة الزراعة تتراوح بين 33 ألف و 43 ألف نبات للفدان، بمتوسط قدره حوالى 38 ألف نبات للفدان عندما تكون المسافة بين المصاطب المتجاورة 50سم وينخفض إلى 36 ألف نبات للفدان عندما تكون المسافة بين المصاطب المتجاورة 60سم. تؤدى زيادة كثافة الزراعة عما ينبغى إلى صعوبة مكافحة الآفات وعدم ظهور بعض الثمار للقائمين بالحصاد وإزدياد فرص الإصابة بأعفان الثمار بسبب زيادة الرطوبة النسبية حولها و بطء حركة الهواء خلال النموات الخضرية الكثيفة. يجب إجراء عملية الشتل على العمق المناسب بحيث لا يظهر من تاج النبات سوى قمته، علماً بأن تغطية قمة التاج بالتربة تؤدى غالباً إلى تعفنها وموتها كما أن النباتات التى تزرع سطحية لا يتكون بها مجموع جذرى جيد وتتعرض للجفاف ويجب فرد جذور الشتلة جيداً تحت سطح التربة علماً بأن ثنى المجموع الجذرى فى جورة الزراعة يضعف النمو النباتى ويؤدى إلى نقص المحصول ويجب ضغط التربة جيداً حول الشتلات بعد شلتها حيث وجد أن محصول الفراولة يتناسب طردياً مع زيادة كثافة النباتات حتى كثافة 25 نباتاً بالمتر المربع وهى الكثافة التى تعطى أبكر إزهار وأكبر عدد من الأزهار بالجورة، هذا إلا أن زيادة كثافة الزراعة عما ينبغى تؤدى إلى نقص عدد النورات / نبات ويرجع ذلك إلى أن الكثافة العالية تؤثر على النمو الخضرى، الذى يؤثر بدوره على عدد المواقع التى يمكن أن يحدث عندها التهيئ للإزهار ولذا فإن النمو الخضرى الجانبى وتكون التيجان الجانبية يعد عاملاً هاماً فى تحديد المحصول المتوقع وفى المقابل فإن الزيادة المفرطة فى النمو الخضرى يكون لها كذلك مردودها السلبى على المحصول، لأن تلك الزيادة تكون على حساب النمو الثمرى. وقد أوضحت دراساتHuman 1999 على ثلاث أصناف من الفراولة زيادة المحصول جوهرياً بزيادة كثافة الزراعة حتى ثلاث شتلات فى الجورة الواحدة أيا كان قطر تاج الشتلة المستعملة (5مم أو 5-10 مم – أو أكبرمن 10 مم)، ولكن ذلك كان مهماً بنقص واضح فى متوسط وزن الثمرة، ويعنى ذلك أنه ربما يكون المناسب زراعة الشتلات التى يقل قطرها عن 5 ملليمترات بمعدل 3 نباتات فى الجورة بدلاً من التخلص منها، كما قد يكون من المناسب أيضاً تخطيط المشاتل التجارية لإنتاج شتلات رفيعة بكثافة عالية ومنع بيعها بسعر أقل من سعر بيع الشتلات ذات التيجان. الرى بعد الشتل: نظراً لإرتفاع درجة الحرارة خلال فترة الشتل من منتصف سبتمبر إلى منتصف أكتوبر فإنه يتم رى النباتات بالرش بمجرد الإنتهاء من شتلها ويكرر الرش على فترات متقاربة، ولكن بما يلزم فقط لبلل المجموع الخضرى وتبريد النباتات، وذلك بهدف منع ذبول النباتات إلى أن ينجح الشتل ويعرف نجاح الشتلة بتكوين النباتات لنموات خضرية جديدة فى قمتها ويبدأ الرى بالتنقيط بعد نجاح الشتل ويكون ذلك بعد حوالى 7 – 14 يوم من الشتل، ويتعين خلال فترة الرى بالرش مراقبة الإصابات المرضية وإحتمالات غسيل الأسمدة المضافة. إنتاج الفراولة الفريش فى الصوب: يمكن إنتاج الفراولة الفريش تحت الصوب البلاستيكية بدلاً من إنتاجها تحت الأنفاق المنخفضة. تتسع كل صوبة إلى 4- 5 مصاطب وتكون ذات جوانب يمكن رفعها، تثبت جوانب الغطاء البلاستيكى فى هيكل معدنى بإرتفاع 1.3-1.5 م بينما يبلغ إرتفاع الصوبة 3 أمتار، تتراص تلك الوحدات بجانب بعضها البعض، وتكون غير مدفئة، ولكنها توفر حماية النبات من البرودة بدرجة أكبر من الأنفاق المنخفضة أثناء النهار بينما تفقد قدر أقل من حرارة التربة أثناء الليل نظراً لأنه لا توجد مسافات بين الصوبات كما هو الحال بين الأنفاق المنخفضة ويمكن الزراعة تحت الصوبات المنخفضة مع بدء الحصاد مبكراً بنحو أسبوع مقارنة بزراعات الأنفاق وتتبع هذه الطريقة فى إنتاج الفراولة الفريش فى بعض دول العالم مثل المغرب وإيطاليا وأسبانيا وكولومبيا ومن مزايا الزراعة فى الصوبات سهولة الحركة داخلها، وإحتياجها لقدر أقل من العمالة لخدمتها كما يسهل نقل هذه الصوبات من مكان لآخر عند الرغبة فى ذل