العوامل البيئية وتأثيراتها على انتشار نخيل التمر
العوامل البيئية وتأثيراتها على انتشار نخيل التمر
المناخ: مميزاته وتأثيراته:
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة بين خطي عرض 22 و 26 درجة شمالا وبين خطي طول 52 و 56 شرقا، ولذلك فان مناخها يمكن اعتباره بصورة عامة شبه صحراوي يتميز بارتفاع درجات الحرارة صيفا واعتداله شتاءً، ولأن الدولة تقع في المنطقة المدارية فإن معدلات الإشعاع الحراري ترتفع أثناء النهار ارتفاعا شديدا خاصة في فصل الصيف، ويتراوح المعدل السنوي لدرجات الحرارة من 25.8 إلى 27.6 درجة مئوية (جدول رقم 1).
من المعروف بان نخلة التمر تبدأ بالإزهار عندما تزيد درجة حرارة الظل عن 18 درجة مئوية هذا ما تؤكده المصادر العلمية، ويحصل عقد الإزهار عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 25 درجة مئوية، بينما تتوقف النخلة عن النمو عندما تنخفض عن (10) درجات مئوية. وعموما فلكي تنمو نخلة التمر وتعطي حاصلاً اقتصادياً فإن التراكم الحراري يجب أن لا يقل عن 1500 وحدة. ويحسب التراكم الحراري كالآتي (المعدل اليومي لدرجة الحرارة - 18) × عدد الأيام مـن الإزهار إلى النضج، وغالبا من منتصف آذار (مارس) وحتى بداية أيلول (سبتمبر).
هذا ويلعب تفاوت الأصناف في احتياجاتها الحرارية دوراً في اختلاف موعد النضج وعلى سبيل المثال فإن الصنف نغال يقل في احتياجاته الحرارية عن الصنف خصاب لذا فهو يبكر في النضج عن الصنف الأخير.
وحيث أن فصل الشتاء في الدولة يتميز باعتدال درجات الحرارة فان ذلك يعني استمرار النخلة في النمو طيلة أيام السنة، الأمر الذي يسمح بأن تصل الصرمة (الفسيلة) إلى مرحلة الإثمار خلال السنة الثالثة من زراعتها غالبا، (لاحظ الشكل رقم 3).
الشكل رقم (3) نخلة فتية عمرها ثلاث سنوات وقد بدأت بالإثمار
ونظـراً لموقع الدولة على ساحل الخليج العربي وخليج عمان، فان مناخها يتسم بارتفاع معدلات الرطوبة النسبية طوال السنة تقريباً حيث تتراوح معدلات الرطوبة السنوية. بين 15 - 95%، (لاحظ الجدول رقم 2).
إن ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية يقلل من تأثير ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي يقل النتح وفقدان الماء من أشجار النخيل لاسيما في فصل الصيف، الأمر الذي يتسبب في إطالة عمر المجموع الخضري (الخوص) مقارنة بعمره في المناطق الأخرى التي يتسم مناخها بانخفاض الرطوبة النسبية، ولذا فمن الملاحظ بأن عدداً كبيراً من الخوص يبقى مخضراً على النخلة ولفترة طويلة تزيد عن مثيلاتها في المناطق التي تنتشر فيها زراعة النخيل كالعراق وليبيا وتونس وغيرها، إلا أنه من جهة أخرى فإن ارتفاع الرطوبة النسبية لاسيما في المناطق الساحلية، إذ تصل الى 95% أحياناً، قد يؤدي إلى إصابة الثمار بمسببات التعفن والتحمض.
وعليه فإن مناخ الدولة يمكن اعتباره مثالياً لنمو نخيل التمر، حيث يوفر الاحتياجات الحرارية الملائمة مما يسرع في نمو النخلة وإثمارها المبكر وزيادة إنتاجيتها، وبنفس الوقت فانه يتسم بشح الأمطار في فترة نضج الثمار مما له آثار إيجابية على نموها وتطورها خلال مراحلها المختلفة، (لاحظ جدول رقم 3).
جدول رقم (1) معدل درجات الحرارة المئوية العظمى والصغرى والمعدل العام لأشهر السنة خلال الفترة من 1967م ولغاية 1997م لبعض المناطق في دولة الإمارات العربية المتحدة
جدول رقم (2) معدل الرطوبة النسبية العظمى والصغرى والمعدل العام لأشهر السنة خلال الفترة من 1967م ولغاية 1997م لبعض المناطق في دولة الإمارات العربية المتحدة
جدول رقم (3) معدل سقوط الأمطار الشهري للفترة من 1979/1980 إلى 1997/1998 في بعض محطات الأرصاد الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة
التربة: مميزاتها وتأثيراتها:
تتسم غالبية الترب في دولة الإمارات العربية المتحدة بكونها خفيفة القوام، إذ يسود الرمل وتطغى نسبته على نسبة كل من الغرين والطين، وأحيانا لا نجد أثراً للطين، بل يسودها الرمل الخشن إضافة إلى ارتفاع نسبة الحصى في بعضها.
وعموما يمكن تقسيم الترب الزراعية في الدولة إلى الأنواع التالية:
1. الترب الحصوية: وهي الترب التي تحتوي على نسبة عالية من الحصى والحجارة تصل إلى حوالي 50% وقد تزيد، إلا أنها تحتوي على نسبة لا بأس بها من الغرين والطين، وتغطي هذه الترب المناطق الواقعة على خليج عمان والجزء الشرقي من السهل الحصوي مثل مصفوت وحويلات والمنيعي وحتا.
2. الترب الرملية: وهي الترب التي تسود في معظم إمارات الدولة، وتمتاز بارتفاع نسبة الرمل فيها حيث تصل أحيانا الى 100% وعموماً تكون نسبة الحصى قليلة جداً وغالباً ما تكون بعيدة عن السطح، كما أنها تفتقر أو تخلو تقريباً من الطين أو الغرين، ولذا فان قابليتها للاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية قليلة أيضا. أن نسبة أملاح كربونات الكالسيوم في هذه الترب هي التي تحدد صلاحيتها للزراعة ونسبة نجاحها فيها.
3. الترب الرملية الصفراء: تعتبر هذه الترب من أجود أنواع الترب في إمارات الدولة، وتتميز باعتدال نسبة الرمل فيها ووجود الغرين والطين مما يجعلها وسطاً ملائماً لنمو الجذور، إذ لها القدرة على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية بما يضمن للنخيل نمواً ممتازاً. ومن أهم المناطق التي تسود فيها هذه الترب، الحمرانية وخت والدقداقة بإمارة رأس الخيمة ومناطق أخرى في إمارة أبوظبي والفجيرة ودبي.
ونظراً لتميز مناخ الدولة بارتفاع درجات الحرارة فإن نسبة المادة العضوية في التربة عموماً هي منخفضة جدا وفي معظم الترب تقل عن 1% وذلك بسبب التحلل السريع بفعل الحرارة. ونظراً لأهمية المادة العضوية باعتبارها مؤشراً من مؤشرات خصوبة التربة، فإن إضافة الأسمدة العضوية تحسن من خواص التربة الفيزيائية والكيميائية بجانب أهميتها الغذائية لما تحتويه من عناصر مهمة لنمو النخيل.
أما بالنسبة للسعة التبادلية الأيونية الموجبة ولأنها ترتبط ارتباطا مباشرا بنسبة الطين في التربة والتي غالباً ما تكون منخفضة جداً فإنها هي الأخرى تكون منخفضة وتتراوح بين 6 - 21 مل مكافئ / 100 غرام تربة وتختلف من موقع لآخر تبعاً لنسبة الطين كما اشرنا في أعلاه, وإن ارتفاع السعة التبادلية الأيونية الموجبة للتربة يعتبر أحد مقومات خصوبة التربة وقدرتها على إمداد النبات بالعناصر الغذائية.
المياه: مصادرها ونوعيتها:
تعتمد دولة الإمارات العربية المتحدة في ري أشجار النخيل على المصادر الآتية:
أولا: مياه العيون:
تنتشر العيون بين سفوح الجبال وفي بطون الأودية والواحات الجبلية حيث تنسـاب مياهها لتسقي أشجار النخيل واشهرها عين خت ومسافي.
ثانيا: مياه الأفلاج:
تنتشر الأفلاج في مختلف أنحاء الدولة، وغالبا ما ينبع الفلج من تحت سفوح الجبال، وقد تجري الأفلاج في قنوات تحت الأرض لمسافات طويلة ثم تظهر فوق سطح التربة, وقد قسمت الأفلاج قديما الى قسمين الأول هو الفلج الداوودي وهو الذي تجري مياهه باستمرار ولا يتأثر بشدة بسقوط الأمطار ويتميز بكمية المياه الكبيرة المتدفقة منه. أما النوع الآخر فيسمى الأفلاج الغيلية وهي التي يجري فيها الماء بعد سقوط الأمطار وغالبا تكون هذه الأفلاج في جوانب الأودية وهي تتأثر كثيراً بهطول الأمطار وغالبا ما يستفاد منها في بعض الزراعات الحولية أو المؤقتة.
وهناك أفلاج مشهورة مثل فلج الصاروج في العين وفلج الشريعة في حتا وفلج الذيد بإمارة الشارقة وفلج مصفوت بإمارة عجمان وفلج المعلا بإمارة أم القيوين وفلج السيلي بإمارة رأس الخيمة وغيرها.
ثالثاً: مياه الآبار الجوفية (الطوى):
لقد كانت الآبار الجوفية قليلة العمق تحفر باليد وتستخرج المياه منها إما باليازرة أو الدلو والرشا وهي شائعة في محاضر ليوا، وقد تستعمل المنزفة (الغرافة) في استخراج المياه من الآبار ذات الأعماق البسيطة.
أما الآن فقد استخدمت المكننة المتقدمة في حفر الآبار نظراً لانخفاض مستوى المياه عن سطح الأرض سنة بعد أخرى، وتستخدم المضخات بأنواعها لاستخراج المياه وري أشجار النخيل بها.
هذا وتتفاوت ملوحة المياه بين منطقة وأخرى فبعضها تكون عذبة قليلة الأملاح إلا ان معظمها تتراوح نسبة الملوحة فيها بين 500 و 4000 جزء بالمليون.
رابعا: مياه الصرف الصحي المعالجة:
وهذه دخلت كأحد مصادر ري أشجار النخيل بعد تنفيذ مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي للمدن وإعادة ضخها للمزارع كما هو الحال في مدينة أبوظبي ودبي والعين والشارقة.
خامسا: مياه البحر المحلاة:
وهي أيضا من المصادر التي استغلت مؤخراً في ري النخيل بعد إنشاء معامل تحلية مياه البحر وقد بلغت كمية المياه المحلاة في عام 1995 (108) مليون متر مكعب ولازالت الكمية بازدياد مستمر.
العوامل البيئية وتأثيراتها على انتشار نخيل التمر
المناخ: مميزاته وتأثيراته:
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة بين خطي عرض 22 و 26 درجة شمالا وبين خطي طول 52 و 56 شرقا، ولذلك فان مناخها يمكن اعتباره بصورة عامة شبه صحراوي يتميز بارتفاع درجات الحرارة صيفا واعتداله شتاءً، ولأن الدولة تقع في المنطقة المدارية فإن معدلات الإشعاع الحراري ترتفع أثناء النهار ارتفاعا شديدا خاصة في فصل الصيف، ويتراوح المعدل السنوي لدرجات الحرارة من 25.8 إلى 27.6 درجة مئوية (جدول رقم 1).
من المعروف بان نخلة التمر تبدأ بالإزهار عندما تزيد درجة حرارة الظل عن 18 درجة مئوية هذا ما تؤكده المصادر العلمية، ويحصل عقد الإزهار عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 25 درجة مئوية، بينما تتوقف النخلة عن النمو عندما تنخفض عن (10) درجات مئوية. وعموما فلكي تنمو نخلة التمر وتعطي حاصلاً اقتصادياً فإن التراكم الحراري يجب أن لا يقل عن 1500 وحدة. ويحسب التراكم الحراري كالآتي (المعدل اليومي لدرجة الحرارة - 18) × عدد الأيام مـن الإزهار إلى النضج، وغالبا من منتصف آذار (مارس) وحتى بداية أيلول (سبتمبر).
هذا ويلعب تفاوت الأصناف في احتياجاتها الحرارية دوراً في اختلاف موعد النضج وعلى سبيل المثال فإن الصنف نغال يقل في احتياجاته الحرارية عن الصنف خصاب لذا فهو يبكر في النضج عن الصنف الأخير.
وحيث أن فصل الشتاء في الدولة يتميز باعتدال درجات الحرارة فان ذلك يعني استمرار النخلة في النمو طيلة أيام السنة، الأمر الذي يسمح بأن تصل الصرمة (الفسيلة) إلى مرحلة الإثمار خلال السنة الثالثة من زراعتها غالبا، (لاحظ الشكل رقم 3).
الشكل رقم (3) نخلة فتية عمرها ثلاث سنوات وقد بدأت بالإثمار
ونظـراً لموقع الدولة على ساحل الخليج العربي وخليج عمان، فان مناخها يتسم بارتفاع معدلات الرطوبة النسبية طوال السنة تقريباً حيث تتراوح معدلات الرطوبة السنوية. بين 15 - 95%، (لاحظ الجدول رقم 2).
إن ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية يقلل من تأثير ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي يقل النتح وفقدان الماء من أشجار النخيل لاسيما في فصل الصيف، الأمر الذي يتسبب في إطالة عمر المجموع الخضري (الخوص) مقارنة بعمره في المناطق الأخرى التي يتسم مناخها بانخفاض الرطوبة النسبية، ولذا فمن الملاحظ بأن عدداً كبيراً من الخوص يبقى مخضراً على النخلة ولفترة طويلة تزيد عن مثيلاتها في المناطق التي تنتشر فيها زراعة النخيل كالعراق وليبيا وتونس وغيرها، إلا أنه من جهة أخرى فإن ارتفاع الرطوبة النسبية لاسيما في المناطق الساحلية، إذ تصل الى 95% أحياناً، قد يؤدي إلى إصابة الثمار بمسببات التعفن والتحمض.
وعليه فإن مناخ الدولة يمكن اعتباره مثالياً لنمو نخيل التمر، حيث يوفر الاحتياجات الحرارية الملائمة مما يسرع في نمو النخلة وإثمارها المبكر وزيادة إنتاجيتها، وبنفس الوقت فانه يتسم بشح الأمطار في فترة نضج الثمار مما له آثار إيجابية على نموها وتطورها خلال مراحلها المختلفة، (لاحظ جدول رقم 3).
جدول رقم (1) معدل درجات الحرارة المئوية العظمى والصغرى والمعدل العام لأشهر السنة خلال الفترة من 1967م ولغاية 1997م لبعض المناطق في دولة الإمارات العربية المتحدة
جدول رقم (2) معدل الرطوبة النسبية العظمى والصغرى والمعدل العام لأشهر السنة خلال الفترة من 1967م ولغاية 1997م لبعض المناطق في دولة الإمارات العربية المتحدة
جدول رقم (3) معدل سقوط الأمطار الشهري للفترة من 1979/1980 إلى 1997/1998 في بعض محطات الأرصاد الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة
التربة: مميزاتها وتأثيراتها:
تتسم غالبية الترب في دولة الإمارات العربية المتحدة بكونها خفيفة القوام، إذ يسود الرمل وتطغى نسبته على نسبة كل من الغرين والطين، وأحيانا لا نجد أثراً للطين، بل يسودها الرمل الخشن إضافة إلى ارتفاع نسبة الحصى في بعضها.
وعموما يمكن تقسيم الترب الزراعية في الدولة إلى الأنواع التالية:
1. الترب الحصوية: وهي الترب التي تحتوي على نسبة عالية من الحصى والحجارة تصل إلى حوالي 50% وقد تزيد، إلا أنها تحتوي على نسبة لا بأس بها من الغرين والطين، وتغطي هذه الترب المناطق الواقعة على خليج عمان والجزء الشرقي من السهل الحصوي مثل مصفوت وحويلات والمنيعي وحتا.
2. الترب الرملية: وهي الترب التي تسود في معظم إمارات الدولة، وتمتاز بارتفاع نسبة الرمل فيها حيث تصل أحيانا الى 100% وعموماً تكون نسبة الحصى قليلة جداً وغالباً ما تكون بعيدة عن السطح، كما أنها تفتقر أو تخلو تقريباً من الطين أو الغرين، ولذا فان قابليتها للاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية قليلة أيضا. أن نسبة أملاح كربونات الكالسيوم في هذه الترب هي التي تحدد صلاحيتها للزراعة ونسبة نجاحها فيها.
3. الترب الرملية الصفراء: تعتبر هذه الترب من أجود أنواع الترب في إمارات الدولة، وتتميز باعتدال نسبة الرمل فيها ووجود الغرين والطين مما يجعلها وسطاً ملائماً لنمو الجذور، إذ لها القدرة على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية بما يضمن للنخيل نمواً ممتازاً. ومن أهم المناطق التي تسود فيها هذه الترب، الحمرانية وخت والدقداقة بإمارة رأس الخيمة ومناطق أخرى في إمارة أبوظبي والفجيرة ودبي.
ونظراً لتميز مناخ الدولة بارتفاع درجات الحرارة فإن نسبة المادة العضوية في التربة عموماً هي منخفضة جدا وفي معظم الترب تقل عن 1% وذلك بسبب التحلل السريع بفعل الحرارة. ونظراً لأهمية المادة العضوية باعتبارها مؤشراً من مؤشرات خصوبة التربة، فإن إضافة الأسمدة العضوية تحسن من خواص التربة الفيزيائية والكيميائية بجانب أهميتها الغذائية لما تحتويه من عناصر مهمة لنمو النخيل.
أما بالنسبة للسعة التبادلية الأيونية الموجبة ولأنها ترتبط ارتباطا مباشرا بنسبة الطين في التربة والتي غالباً ما تكون منخفضة جداً فإنها هي الأخرى تكون منخفضة وتتراوح بين 6 - 21 مل مكافئ / 100 غرام تربة وتختلف من موقع لآخر تبعاً لنسبة الطين كما اشرنا في أعلاه, وإن ارتفاع السعة التبادلية الأيونية الموجبة للتربة يعتبر أحد مقومات خصوبة التربة وقدرتها على إمداد النبات بالعناصر الغذائية.
المياه: مصادرها ونوعيتها:
تعتمد دولة الإمارات العربية المتحدة في ري أشجار النخيل على المصادر الآتية:
أولا: مياه العيون:
تنتشر العيون بين سفوح الجبال وفي بطون الأودية والواحات الجبلية حيث تنسـاب مياهها لتسقي أشجار النخيل واشهرها عين خت ومسافي.
ثانيا: مياه الأفلاج:
تنتشر الأفلاج في مختلف أنحاء الدولة، وغالبا ما ينبع الفلج من تحت سفوح الجبال، وقد تجري الأفلاج في قنوات تحت الأرض لمسافات طويلة ثم تظهر فوق سطح التربة, وقد قسمت الأفلاج قديما الى قسمين الأول هو الفلج الداوودي وهو الذي تجري مياهه باستمرار ولا يتأثر بشدة بسقوط الأمطار ويتميز بكمية المياه الكبيرة المتدفقة منه. أما النوع الآخر فيسمى الأفلاج الغيلية وهي التي يجري فيها الماء بعد سقوط الأمطار وغالبا تكون هذه الأفلاج في جوانب الأودية وهي تتأثر كثيراً بهطول الأمطار وغالبا ما يستفاد منها في بعض الزراعات الحولية أو المؤقتة.
وهناك أفلاج مشهورة مثل فلج الصاروج في العين وفلج الشريعة في حتا وفلج الذيد بإمارة الشارقة وفلج مصفوت بإمارة عجمان وفلج المعلا بإمارة أم القيوين وفلج السيلي بإمارة رأس الخيمة وغيرها.
ثالثاً: مياه الآبار الجوفية (الطوى):
لقد كانت الآبار الجوفية قليلة العمق تحفر باليد وتستخرج المياه منها إما باليازرة أو الدلو والرشا وهي شائعة في محاضر ليوا، وقد تستعمل المنزفة (الغرافة) في استخراج المياه من الآبار ذات الأعماق البسيطة.
أما الآن فقد استخدمت المكننة المتقدمة في حفر الآبار نظراً لانخفاض مستوى المياه عن سطح الأرض سنة بعد أخرى، وتستخدم المضخات بأنواعها لاستخراج المياه وري أشجار النخيل بها.
هذا وتتفاوت ملوحة المياه بين منطقة وأخرى فبعضها تكون عذبة قليلة الأملاح إلا ان معظمها تتراوح نسبة الملوحة فيها بين 500 و 4000 جزء بالمليون.
رابعا: مياه الصرف الصحي المعالجة:
وهذه دخلت كأحد مصادر ري أشجار النخيل بعد تنفيذ مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي للمدن وإعادة ضخها للمزارع كما هو الحال في مدينة أبوظبي ودبي والعين والشارقة.
خامسا: مياه البحر المحلاة:
وهي أيضا من المصادر التي استغلت مؤخراً في ري النخيل بعد إنشاء معامل تحلية مياه البحر وقد بلغت كمية المياه المحلاة في عام 1995 (108) مليون متر مكعب ولازالت الكمية بازدياد مستمر.