الملقحات الحشرية لمحصول البرسيم الحجازي
تُعدُّ عملية تلقيح النباتات واحدة من المعجزات الإلهية والتي بدونها لا يمكن تخليق بذرة نباتية واحدة ، وعملية التلقيح هي عملية نقل حبوب اللقاح من التركيبات المذكرة إلى التركيبات المؤنثة في زهرة النبات، وهى آلية مهمة للمحافظة على التنوع الحيوي.
وعملية التلقيح هي تجهيز النبات للإخصاب ، نتيجة اتحاد الخلايا الجنسية الذكرية والأنثوية والتي ينتج عنها عقد الثمار لإنتاج البذور والثمار والخضروات.
من الصعب أن نحدد القيمة الحقيقية لملقحات المحاصيل الاقتصادية المختلفة ، ولكن تقديرات عديدة تم استخلاصها توضح مدى أهمية النحل كملقح نباتي ، حيث بيَّنت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة أن مابين 1.6 بليون دولار إلى 40 بليون دولار سنويا يوفرها النحل نتيجة لتلقيح النبات ، ووصلت حجم التقديرات إلى 156 مليون دولار في استراليا بينما حددت التقديرات في كندا بحوالى 1.2 بليون دولار سنويا. وفي السوق الأوروبية المشتركة أشارت الدراسات إلى أن الملقحات الحشرية وفرت 5 بليون دولار خلال العام 1989 . منها حوالي 4.2 بليون يوفرها نحل العسل فقط . والأرقام توضح أن أكثر من 1/4 الغذاء البشرى يعتمد على تلقيح الحشرات للمحاصيل ، رغم العلاقة الأساسية والواضحة بين التلقيح وكمية الإنتاج فقد أوضح المتخصصون أن دراسة هذا الموضوع بعناية أوضحت أن حوالي 3000 نوع نباتي تزرع كمحاصيل زراعية تعتمد على تلقيح الحيوانات والحشرات وغيرها, ورغم ذلك فالكثير منا لا يرى حاجة ملحة للكثير من النباتات للتلقيح كما لا نري الدور الذي تقوم به تلك الكائنات في عمليات التلقيح. الآلاف من الأنواع الحيوانية مسؤلة عن هذه العملية وتشمل الدبابير والنحل والذباب والطيور والخفافيش والذي يشكل النحل أكثر من 70 % من مجملها .
والنحل المعروف بنحل العسل Apis mellifera هو أكثر الحشرات السائدة والتي لها الدور الكبير في تلقيح اغلب المحاصيل . واغلب المزراعين غير ملمين باى ملقح أخر أكثر من نحل العسل له القدرة على تلقيح المحاصيل الزراعية ولهذا فالقيمة الاقتصادية لعمليات التلقيح دائماً ماتسند لنحل العسل وعادة مايتخذ كمبرر لتقديم الدعم لمربى النحل .
كلمة نحل العسل honey bees تشمل النحل الذي يخزن سائل العسل ويعمل اطر الشمع حيث يمكن للإنسان أن يستغله في الحصول على العسل وإنتاج الشمع . هناك سبعه أنواع من نحل العسل كلها تتبع الجنس Apis وتشمل اثنان تم استئناسها أو استخدمت في تلقيح النباتات . مجتمعات نحل العسل تعتبر غير طبيعية من بين الحشرات الاجتماعية حيث لاتسطيع الملكة أن تعيش أو تبدأ في بناء خليه جديدة بدون مساعدة الشغالات .
نحل حبوب اللقاح ، يصنع العسل من الرحيق ولكنه قليل جداً حيث تخلطه أما بحبوب اللقاح أو بمواد أخرى مثل الزيوت النباتية لتصنع منه غذاءً لصغارها . ولهذا فهو غير ذو معنى بالنسبة للإنسان ، عشوش التربية الخاصة بها غالبا لا تصنع من الشمع ويمكن أن تستعين عن ذلك بتصنيعها بالطمي أو الأوراق أو بالشعيرات النباتية أو بغيرها من المواد .ويمكن أن تكون تحت الأرض أو حفر في الأخشاب واغلب النحل البرى ليس له ملكات أو شغالات لكنها تعيش منعزلة ، حيث الإناث تصنع خليتها أو عشها nest البسيط دون مساعده الغير من حوالي عشرة خلايا cells تزودهم باحتياجاتهم وتضع كل بيضها فيها . القليل من الأنواع مثل النحل الطنان هو نحل Eusocial حيث الأم تعيش مدة طويلة كافية لتصبح ملكه ولها مساعدات من الشغالات . في العادة النحل البرى له جيل واحد في السنة. الأنواع المختلفة منها تنشيط في أوقات مختلفة من العام كل واحده منها تطير في الحقل من4–6 أسابيع وموعد نشاطها يتوافق مع فترة تفتح الزهور لعوائلها المفضلة أما بقية العام فاغلب الوقت تقضية في التربية آو البقاء في خلاياها هذه الميزة جعلتها سهلة الإدارة " الاستخدام " في تلقيح النباتات حيث يمكن أن توضع في المحاصيل خلال مرحلة النشاط وتخزن بقية العام حيث لا يحتاج إليها هناك حوالي 20.00 نوع من نحل حبوب اللقاح في جميع أنحاء العالم بعض أنواعه متخصصة في زيارة أنواع محددة من النباتات بينما الآخر يزور عدد كبير جداً من الزهور بعض مجموعات النحل البرى له أجزاء فم طويلة اللسان مما يسمح لها بالوصول إلى الرحيق الموجود في الزهور الطويلة العنق والبعض الأخر قصير اللسان حيث يقتصر زيارتها للزهور ذات الرحيق السطحي . وهذا النحل له من التنوع ما يجعله يحتل كافة البيئيات ماعدا تحت الماء أو المناطق القطبية . ولأنها ملقحات ذات كفاءة عالية فان كافه التنوع الجميل في شكل وحجم ولون ورائحة الزهور تتعلق بجذب هذا النوع من النحل . يتنوع النحل البرى في الشكل والحجم واللون فمنها الكبير والصغير والأسود اللامع وغيرها من الألوان وتختلف في كثافتها من الصحراء إلى المناطق الطبيعية البعيدة عن الإنسان . ومنذ الخمسينات فقد استخدم نحل العسل بشكل اكبر كملقحات وطورت طرق لاستخدام النحل البرى في بعض النباتات الأخرى ورغم أن نحل حبوب اللقاح إنعزلي حيث تكون هناك أنثى فقط لكل عش فان هذه الإناث يمكن أن تتجمع وتفضل عمل عشوشها جنبا إلى جنب في نفس المساحة الأرضية وهذه التجمعات يسهل استخدامها على عدد اكبر من النحل في مساحات صغيرة كملحقات . ليس هناك مشكله في إستخدام كلا من نحل العسل والنحل البرى مع بعض ، فنحل العسل له مدى كبير في البحث عن الغذاء Foraging range وتزور شغالاته عدد كبير من الأنواع الزهرية بينما النحل البرى يميل إلى زيارة الزهور القريبة من عشوشها وبالتالي يعطى كفاءة تلقيح عالية .
الطريقة السهلة واقل التكاليف للبداية في استخدام النحل البرى هو في جذبه في مجموعات كبيرة وهذا يشبه جذب اى كائن أخر مثل الطيور ، فرغم انه لايمكن أن التعرف علي أنواع النحل البرى الذي يعيش في منطقة ما الا بواسطة المتخصصين ولكن يمكن أن جذبه خلال موسم نشاطه بزراعه بعض الزهور الجاذبة وتترك مساحات من الأرض ليستغلها في بناء عشوشه ، حيث يفضل الأماكن الجافة لأقامه عشوشه أيضا نجد أن النحل البرى قد تكيف على الظروف البيئية المحلية وتعود عليها فمثلا النحل الطنان bumble bees يخرج للبحث عن غذائها في الظروف الشديدة البرودة وحتى عند الأمطار حيث يمكنها أن تلقح الأنواع التي تتفتح زهورها في هذه الظروف أنواع الملقحات البرية الأخرى مناسبة لأنواع الزهور المختلفة .
استخدام الملقحات المختلفة في البرسيم الحجازي
يعتبر البرسيم الحجازي Alfalfa من أهم محاصيل العلف المستخدة لتغذية الحيوانات وتتم زراعته عن طريق البذور التي يمكن الحصول عليها بزراعة البرسيم لغرض البذور وهذه العملية تحتاج لعملية التلقيح لإتمام عملية العقد ومن المعروف أن البرسم الحجازي يتم تلقيحه إما بالتلقيح الذاتي Self Pollination أو عن طريق التلقيح الخلطي Cross Pollination ووجد أن التلقيح الخلطي يعطي ثلاثة اضعاف التلقيح الذاتي في محصول البذرة. كلا من التلقيح الذاتي والخلطي يحتاج إلي عملية هامة وهي إنتفاض الزهرة Flower Tripping والتي تحتاج لإتمامها بنجاح وبنسبة عالية إلي الملقحات التي تتمثل في النحل بانواعه.
أولآً نتناول نركيب الزهرة في البرسيم الحجازي:
وتختلف نباتات البرسيم الحجازي ما بين نباتات بها عقم ذاتي كامل Completely Self-sterility إلي نباتات كاملة الخصوبة الذاتية Completely self-fertility وتتركب الزهرة عموماً من عمود سدائي موجود تحت ضغط من الزورق Keel الذي تتشابك بروزاته مع بروزات البتلات الجناحية Wing Pelale وعند تحرير الزهرة من هذا الضغط يندفع العمود السدائي بصورة مفاجئة نحو الأمام وعكس بتلة العلم Standard Petale مسبباً إنتثار حبوب اللقاح. وتسمي العملية السابقة بظاهرة إنتفاض الزهرة Flower Tripping. هذا وتتم عملية انتفاض الزهرة تحت تأثير ثقل النحلة الزائرة علي الزورق.
وتتم عملية انتفاض الزهرة Tripping بثلاثة طرق:-
1- انتفاض ذاتي Automatic Tripping
ويكون سببها الصقيع والبرد والمطر الشديد وتتراوح نسبة حدوثها ما بين 0.9% (في الدنيمارك) إلي
13-60% (في السويد)
2- إنتفاض ميكانيكي Mechanical Tripping
ويتم ذلك يدوياً بواسطة الانسان بإستخدام مقشات أو ما شابه ولكن هذه الطريقة غير إقتصادية وغير عملية فضلاً عما تسببه من تلف للنباتات.
3- إنتفاض نتيجة التلقيح بالنحل Tripping when pollinating by Bees
ويكون ذلك ناتج عن ثقل جسم النحلة الزائرة كما سبق الاشارة إليه.
أهمية تلقيح البرسيم الحجازي بواسطة النحل
وجد أن إنتاج محصول البذرة يعتمد علي كثافة النحل ومدي قربه من زراعات البرسيم الحجازي فقد وجد Sovoleva 1962 أن المحصول الناتج عن حقل يبعد 500 م عن منحل كان 310 كجم/هكتار مقارنة مع حقل يبعد 1250م عن المنحل والذي كان ناتجه 81 كجم/هكتار. وأيدت نتائجه من العديد من الأبحاث التي اثبتت وجود علاقة تلازمية بين عدد طوائف النحل في الحقل وكمية محصول البذرة الناتج. والتي قدرت بـ 5 طوائف/فدان وهو العدد المناسب لأعلي محصول.
ومما هو جدير بالذكر ان نسبة لا يمكن إغفالها من النحل الزائر تفشل في عملية تلقيح الأزهار وذلك نتيجة عدم الضغط علي زورق الزهرة وبالتالي عدم حدوث عملية انتفاض الزهرة. لذا وجب علينا تقسيم فئات النحل إلي الفئات الثلاثة التالية:-
1- نحل جامع للرحيق (سارق الزهرة) Nectar gatherers
وهو نوع من النحل تدرب علي إدخال خرطومه في المنطقة بين الزورق والعلم عند القاعدة وجمع الرحيق دون تمثيل ضغط علي الزورق مما لا يؤدي إلي انتفاض الزهرة Tripping
2- نحل يعمل جانب الزهرة Side Operators
وهو النحل الذي يدخل راسه من جانب الزهرة مسبباً بذلك انتفاض الزهرة.
3- نحل جامع لحبوب اللقاح Pollen gatherers
ويحتاج لجمع حبوب اللقاح أن يحدث إنتفاض للزهرة.
النحل البري وتلقيح البرسيم الحجازي
Wild bees and Alfalfa pollination
يلعب النحل البري دور كبير في عملية تلقيح البرسيم الحجازي غير أن هناك علاقة عكسية ما بين تواجد نحل العسل وبعض انواع النحل البري في حين أنه في بعض الأنواع الأخرى لا يتأثر بوجود نحل العسل وقد قام Bohart 1967 بدراسة عن تأثير كل من نحل العسل والنحل البري علي بعضهما في حقول البرسيم الحجازي, ووجد الآتي:-
1) بزيادة نحل العسل في الحقل يقل تواجد نحل النوميا Nomia melanderi ما بين الثلث والنصف في حين أنه زاد بوضوح عندما أزيل نحل العسل من الحقل وعاود الانخفاض مرة أخري عندما أعيد النحل للمنطقة مرة أخري.
2) أن تعداد النحل القاطع للاوراق Megachil pacifica لم يتأثر بتواجد نحل العسل.
وقام العديد من العلماء بالعديد من التجارب المعملية والحقلية لبيان أهمية النحل البري في عملية تلقيح نباتات البرسيم الحجازي, كذا اتجهت الدراسات إلي التطبيقية إلي ناحية الإستخدام التجاري للنحل وخاصة النحل القاطع للأوراق Leafcutting في لاولايات المتحدة الأمريكية (Pitts-singer et al., 2005)
والنحل البري متعدد الأنواع نذكر منه:-
- النحل الحفار Digger bee
العديد من النحل الذي يعيش تحت سطح الأرض يعرف بالنحل الحفار أو نحل التربة لأنها حشرات تحفر عشوشها في التربة تاركة بعض الطمي فوق الأرض وهى غالباً ما تخفى مدخل عشوشها تحت بقايا الأوراق النباتية أو في الإعشاب, وكل النحل الحفار يعيش معيشة انعزالية ولكن بعض
عشوشها تكون ذات تجمعات كثيفة وهذا النوع من النحل يقوم بتلقيح العديد من النباتات وهى تعتبر من أنواع الملقحات تواجد في الحقل أهم أنواعها Andrena sp. و Collete sp.
- النحل الطنان Bumble bees
حشرات اجتماعية مثل نحل العسل ولكن خلاياها صغيرة وتحوى من واحد إلى خمسمائة نحلة سريعة الطيران تعمل بجد وخاصة في الظروف الباردة تفضل التعشيش تحت التربة في المناطق غير المأهولة مستعمرات النحل الطنان موسمية ، حيث تموت جميع المستعمرة كل عام وتترك الملكة الملقحة في طور السكون إثناء الشتاء ، حيث تبدأ الملكة خلية بناء جديدة في الربيع
تضع حوالي 20 بيضة في اليوم ، اغلب الشغالات تعيش لمدة شهر فقط ، الشغالات الكبيرة تجمع الغذاء والصغيرة تهتم بالخلية ، الإختلاف في حجم الشغالات يعتمد على كمية الغذاء أثناء فترة اليرقة أهم أنواعها Bumbus sp. .
- نحل العرق Sweat Bee
اغلبها صغيرة الحجم ، ذات لون اسود إلى بنى وبعضها لامعة جميعها تعشش في التربة ولها مدى واسع من أماكن المعيشة ، حيث تتواجد بشكل منتشر أيضا بشكل مكثف وهى من الملقحات المفيدة أهم أنواعها Halictus sp. .
- نحل Alkali bee
من بين أهم الملقحا ت التي لها دور كبير في تلقيح نباتات البرسيم حجمها تقريبا في حجم نحل العسل ، ورغم أنها انعزالية لكن أفرادها تعشعش إلى جنب بعضها لها العديد من الألوان تلقح البصل وبعض الخضروات الأخرى والنباتات البرية أهم أنواعها المعروفةNomia sp.
- نحل القرع Squash bee
وهى قريبة للنحل الحفار حيث تجمع حبوب لقاحها ورحيقها فقط من زهور القرعيات. تحفر في التربة تنشط في الفجر وتزور زهورها حتى منتصف النهار حيث تقفل الزهور ، وهو ما يسمح لها ببداية زيارتها قبل بداية نشاط نحل العسل ، دورة حياتها تستغرق شهرين .
- النحل قاطع الأوراق leaf cutter bee
نحل إنعزالي يتواجد في مناطق الغابات يعشش في سيقان الأشجار، تفضل أفراده تلقيح زهور الحمص ولكنها تزور العديد من الزهور الأخرى نشطة في منتصف الصيف عندما ترتفع درجة الحرارة وهى تعمل بشكل كفء في التلقيح. أوضحت الدراسات أن حوالي 150 نحلة منها تقوم بعمل 3000 نحلة عسل تعتبر نموذجية للتلقيح في البيوت الزجاجية أهم أنواعها Megachile sp.
- النحل النجار Carpenter bee
كبيرة الحجم تعمل عشوشها في أنفاق الخشب كما تستغل العشوش القديمة ، للعش مدخل قطره حوالي 0.5 أنش ، تصبح نشيطة في درجات الحرارة العالية تعيش أطول من أى نحل برى أخر أهم أنواعها Xylocopa Sp الذكور لا توجد لها آلة لسع رغم إزعاجها للبشر وللإناث آلة لسع ولكن من النادر أن تستخدمها .
- النحل البناء Mason bee
نحل يبنى عشوشه في مجموعات من الطمي ، يضع بيضه في عشوش أنبوبية الشكل تحتوى على 11 خلية يقوم بتلقيح العديد من أشجار الفاكهة كاللوز ، الخوخ ، التفاح ولذا فقد يسمى أحيانا بنحل أشجار الفاكهة وهى صغيرة الحجم ، غير عدوانية ونادراً ما تلسع بين نتائج حوالي من 250 – 400 نحلة تستطيع أن تلقح أشجار فاكهة تحتاج من 60.000 – 120.000 من نحل العسل لتغطية
نفس المساحة من أهم أنواعها Osmia cornifrons (ذات الوجه القرني ) تستعمل على نطاق تجارى في تلقيـح التفاح في اليابان وكذلك في المناطق ذات الرطوبة العالية في الولايات المتحدة وهى تعادل 80 مرة كفاءة
نحل العسل عند تلقيح التفاح فالنحلة الواحدة تزور 15 زهرة في الدقيقة تسبب في عقد ثمار 2450 تفاحة في اليوم بالمقارنة بخمسين زهرة تعقد ثمارها في اليوم عن طريق نحل العسل .
- نحل الانثوفورا
سريعة الطيران ، تعتمد على الاهتزاز ، نشطة في الأجواء الممطرة أهم أنواعها. Anthophora sp
والنحل البري له مميزات عديدة نذكر منها:-
1- سرعته في العمل.
2- نسبة الأزهار التي تتم زيارتها ... ويتضح ذلك من المقارنة التالية
نحل العسل 7-17 زهرة/دقيقة
النحل الطنان 10-30 زهرة/دقيقة
النحل القاطع للأوراق 9-40 زهرة/دقيقة
- وأنواع النحل البري تختلف من حيث كفائتها علي إحداث انتفاض الزهرة وبشكل عام وجد أن النحل البري الذي يبلغ طوله 9مم فأكثر يكون أكثر ملائمة من نحل العسل في عملية تلقيح البرسيم الحجازي. كما وجد ان هناك إختلافات بين أنواع النحل البري حتي داخل الجنس ذاته من حيث الكفاءة في إحداث انتفاض للزهرة مثال لذلك:-
- النحل الطنان Bombus borealis كفاءته 35%
- النحل الطنان Bombus americanorum كفاءته 80%
وعلي النقيض نجد أن بعض أنواع النحل ذات اللسان الطويل Long Slender Tongue مثل Antophora sp. وبعض أنواع نحل الـ Bombus sp. تستطيع الوصول إلي الرحيق من بلعوم الزهرة دون حدوث انتفاض لها.
وللإستفادة من النحل البري يجب مراعاة الآتي:-
1- أن تكون الحقول صغيرة الحجم.
2- أن يتوافق تزهير المحصول مع أقصي تعداد للنحل البري.
3- يجب أن تتوافر أزهار أخري بديلة مبكرة لتساعد النحل علي تكوين مجموع حشري عالي.
4- يجب في الوقت ذاته تجنب زراعة محاصيل مزهرة منافسة في نفس التوقيت.
5- يجب توفير مكان لإقامة عشوش النحل البري وكذا الإمداد بمواقع جديدة لها.
وينصح في المناطق التي بها نحل بري بكثافة بإستخدام بعض الوسائل الصناعية لتشجيع النحل البري لتلقيح النباتات ومن هذه الطرق :-
1- استخدام المراقد الصناعية Artificial beds لإكثار حشرات النحل البري مثل نحل النوميا Nomia melandera بالقرب من زراعات البرسيم الحجازي.
2- استخدام العشوش الصناعية Artificial nests لإكثار النحل القاطع للأوراق Megachile pacifica.
والطريقة السهلة والأقل في التكاليف للبداية في استخدام النحل البرى هو في جذبه في مجموعات كبيرة وهذا يشبه جذب اى كائن أخر مثل الطيور ، فرغم انه لايمكن أن تعرف نوع النحل البرى الذي يعيش في منطقتك ولكن يمكنك أن تجذبه خلال موسم نشاطه بزارعه بعض الزهور الجاذبة وتترك مساحات من الأرض ، حيث يفضل ألاماكن الجافة لأقامه عشوشه.
الكثير من التقارير تفيد بانخفاض أعداد الملقحات الحشرية من العديد من دول العالم . فهم العوامل التي تؤدى إلى هذا الانخفاض ستساعد في فهم طرق المحافظة على مجتمعات الملقحات . الخطر الأكبر الذي يهدد تنوع وزيادة أعداد الملقحات هو تدمير عشوشها .
هذا التدمير قد يكون مباشر من خلال أزاله الأشجار أو الغطاء الشجيرى أو كذلك النباتات الزهرية القريبة من أماكن معيشتها أو قد يكون هذا التدمير نتيجة استعمال الكيماويات من خلال المبيدات السامة لهذه الملقحات .
الكثير من المهتمين بموضوع التلقيح يشيروا بإستمرار إلي المشاكل العديدة التي تهدد الملقحات الهامة وعلى رأسها نحل العسل، حيث أنها تزيد من إنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة والتي تعتبر في حقيقتها المصدر الرئيسي لغذاء البشر وقد عقدت الكثير من الندوات واللقاءات لطرح الأفكار والرؤى والتي من شانها أن تضع أسس واضحة يتم خلالها تكاثف الجهود للوصول للطرق المناسبة لدفع الملقحات (النحل بأنواعه) لزيارة المحاصيل, كمراقبه أنواع النحل البرى التي تتواجد في مناطقة ما فاغلب النحل البرى موسمي ويوافق موعد خروجه مع بداية التزهير في منطقه تواجده . كما انه متنوع ومتوفر في المناطق الطبيعية غير الماهوله ولتشجيع هذا النوع الهام من النحل فيمكننا أن نقوم بالاتي :ـ
- فهم بيولوجية هذا النوع من النحل لمعرفه دورات حياته والعوامل المساعدة على إنجاح فرص تكاثره.
- حماية أماكن معيشته حماية أماكن معيشته من التدمير وذلك بتحديد موقعها وإيجاد السبل لحمايتها.
- التوقف عن استخدام المبيدات التي تؤدى إلى موت العديد من الأنواع الهامة.
- زراعه الأنواع النباتية الملائمة والتي تساهم في خلق مصدر غذائي ثابت لهذه الأنواع .
نحل العسل وتلقيح البرسيم الحجازي
بشكل عام يمكن القول بأن نحل العسل يكون ملقح هام في المناطق التي ليس بها نحل بري بكثرة مع أنه في حالة نحل العسل تكون نسبة الزهور المنتفضة أقل من نظيرتها في حالة النحل البري ولكن يعوض ذلك بأن نحل العسل يتواجد بكثافة عالية تزيد من فرص انتفاض الزهور في البرسيم الحجازي وخاصة في المناطق الفقيرة في النحل البري.
ولزيادة كفاءة نحل العسل في عملية تلقيح البرسيم الحجازي ينصح بإستخدام الآتي:
1- زيادة أعداد الطوائف في مناطق زراعة البرسيم الحجازي مما يزيد من تعداد الحشرات وعلية تزيد من فرص حدوث عملية انتفاض الزهرة.
2- من المعروف أن نحل العسل غالباً لايميل إلي جمع حبوب اللقاح من محصول البرسيم الحجازي ووجد أن عدم جمعه لحبوب اللقاح لا يؤثر في عملية تلقيح زهور البرسيم الحجازي لذلك يجب امداد الطوائف ببدائل ومكملات حبوب اللقاح.
3- وفي الوقت ذاته توجد بعض الطرز من سلالات نحل العسل تميل إلي جمع حبوب اللقاح من البرسيم الحجازي لذلك يجب علي المربين الاهتمام بالتربية والانتخاب للطوائف التي تكون اعلي قدرة علي إحداث انتفاض للزهرة في البرسيم الحجازي.
4- ويمكن توجيه نحل العسل للبرسيم الحجازي وذلك برشه وقت الإزهار بفرمونات غدة الرائحة Scent Gland Pheromones مثل السترال Citral والنيرول Nerol والجيرانيول Geraniol حيث وجد انه بهذه المعاملات زادت تعداد نحل العسل علي البرسم الحجازي.
وتوالت الأبحاث لمحاولة دفع نحل العسل لتلقيح البرسيم الحجازي وتوصلت لعدة طرق نذكر منها علي سبيل المثال:-
1- امداد النحل بمحلول سكري به رائحة المحصول المراد توجيه المحصول اليه (وليكن رائحة زهور البرسيم الحجازي) بواسطة غذاية يتم تحريكها تدريجياً إلي موقع المحصول.
2- رش المحصول بمحلول سكري يكون سبب في جذب النحل لهذا المحصول.
3- ونجح Gumakov 1955 في توجيه نحل العسل إلي البرسيم بواسطة رش كل من طوائف النحل والبرسيم بواسطة محلول سكري به رائحة إما الشمار Fennel أو زيت الينسون Anise Oil
تُعدُّ عملية تلقيح النباتات واحدة من المعجزات الإلهية والتي بدونها لا يمكن تخليق بذرة نباتية واحدة ، وعملية التلقيح هي عملية نقل حبوب اللقاح من التركيبات المذكرة إلى التركيبات المؤنثة في زهرة النبات، وهى آلية مهمة للمحافظة على التنوع الحيوي.
وعملية التلقيح هي تجهيز النبات للإخصاب ، نتيجة اتحاد الخلايا الجنسية الذكرية والأنثوية والتي ينتج عنها عقد الثمار لإنتاج البذور والثمار والخضروات.
من الصعب أن نحدد القيمة الحقيقية لملقحات المحاصيل الاقتصادية المختلفة ، ولكن تقديرات عديدة تم استخلاصها توضح مدى أهمية النحل كملقح نباتي ، حيث بيَّنت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة أن مابين 1.6 بليون دولار إلى 40 بليون دولار سنويا يوفرها النحل نتيجة لتلقيح النبات ، ووصلت حجم التقديرات إلى 156 مليون دولار في استراليا بينما حددت التقديرات في كندا بحوالى 1.2 بليون دولار سنويا. وفي السوق الأوروبية المشتركة أشارت الدراسات إلى أن الملقحات الحشرية وفرت 5 بليون دولار خلال العام 1989 . منها حوالي 4.2 بليون يوفرها نحل العسل فقط . والأرقام توضح أن أكثر من 1/4 الغذاء البشرى يعتمد على تلقيح الحشرات للمحاصيل ، رغم العلاقة الأساسية والواضحة بين التلقيح وكمية الإنتاج فقد أوضح المتخصصون أن دراسة هذا الموضوع بعناية أوضحت أن حوالي 3000 نوع نباتي تزرع كمحاصيل زراعية تعتمد على تلقيح الحيوانات والحشرات وغيرها, ورغم ذلك فالكثير منا لا يرى حاجة ملحة للكثير من النباتات للتلقيح كما لا نري الدور الذي تقوم به تلك الكائنات في عمليات التلقيح. الآلاف من الأنواع الحيوانية مسؤلة عن هذه العملية وتشمل الدبابير والنحل والذباب والطيور والخفافيش والذي يشكل النحل أكثر من 70 % من مجملها .
والنحل المعروف بنحل العسل Apis mellifera هو أكثر الحشرات السائدة والتي لها الدور الكبير في تلقيح اغلب المحاصيل . واغلب المزراعين غير ملمين باى ملقح أخر أكثر من نحل العسل له القدرة على تلقيح المحاصيل الزراعية ولهذا فالقيمة الاقتصادية لعمليات التلقيح دائماً ماتسند لنحل العسل وعادة مايتخذ كمبرر لتقديم الدعم لمربى النحل .
كلمة نحل العسل honey bees تشمل النحل الذي يخزن سائل العسل ويعمل اطر الشمع حيث يمكن للإنسان أن يستغله في الحصول على العسل وإنتاج الشمع . هناك سبعه أنواع من نحل العسل كلها تتبع الجنس Apis وتشمل اثنان تم استئناسها أو استخدمت في تلقيح النباتات . مجتمعات نحل العسل تعتبر غير طبيعية من بين الحشرات الاجتماعية حيث لاتسطيع الملكة أن تعيش أو تبدأ في بناء خليه جديدة بدون مساعدة الشغالات .
نحل حبوب اللقاح ، يصنع العسل من الرحيق ولكنه قليل جداً حيث تخلطه أما بحبوب اللقاح أو بمواد أخرى مثل الزيوت النباتية لتصنع منه غذاءً لصغارها . ولهذا فهو غير ذو معنى بالنسبة للإنسان ، عشوش التربية الخاصة بها غالبا لا تصنع من الشمع ويمكن أن تستعين عن ذلك بتصنيعها بالطمي أو الأوراق أو بالشعيرات النباتية أو بغيرها من المواد .ويمكن أن تكون تحت الأرض أو حفر في الأخشاب واغلب النحل البرى ليس له ملكات أو شغالات لكنها تعيش منعزلة ، حيث الإناث تصنع خليتها أو عشها nest البسيط دون مساعده الغير من حوالي عشرة خلايا cells تزودهم باحتياجاتهم وتضع كل بيضها فيها . القليل من الأنواع مثل النحل الطنان هو نحل Eusocial حيث الأم تعيش مدة طويلة كافية لتصبح ملكه ولها مساعدات من الشغالات . في العادة النحل البرى له جيل واحد في السنة. الأنواع المختلفة منها تنشيط في أوقات مختلفة من العام كل واحده منها تطير في الحقل من4–6 أسابيع وموعد نشاطها يتوافق مع فترة تفتح الزهور لعوائلها المفضلة أما بقية العام فاغلب الوقت تقضية في التربية آو البقاء في خلاياها هذه الميزة جعلتها سهلة الإدارة " الاستخدام " في تلقيح النباتات حيث يمكن أن توضع في المحاصيل خلال مرحلة النشاط وتخزن بقية العام حيث لا يحتاج إليها هناك حوالي 20.00 نوع من نحل حبوب اللقاح في جميع أنحاء العالم بعض أنواعه متخصصة في زيارة أنواع محددة من النباتات بينما الآخر يزور عدد كبير جداً من الزهور بعض مجموعات النحل البرى له أجزاء فم طويلة اللسان مما يسمح لها بالوصول إلى الرحيق الموجود في الزهور الطويلة العنق والبعض الأخر قصير اللسان حيث يقتصر زيارتها للزهور ذات الرحيق السطحي . وهذا النحل له من التنوع ما يجعله يحتل كافة البيئيات ماعدا تحت الماء أو المناطق القطبية . ولأنها ملقحات ذات كفاءة عالية فان كافه التنوع الجميل في شكل وحجم ولون ورائحة الزهور تتعلق بجذب هذا النوع من النحل . يتنوع النحل البرى في الشكل والحجم واللون فمنها الكبير والصغير والأسود اللامع وغيرها من الألوان وتختلف في كثافتها من الصحراء إلى المناطق الطبيعية البعيدة عن الإنسان . ومنذ الخمسينات فقد استخدم نحل العسل بشكل اكبر كملقحات وطورت طرق لاستخدام النحل البرى في بعض النباتات الأخرى ورغم أن نحل حبوب اللقاح إنعزلي حيث تكون هناك أنثى فقط لكل عش فان هذه الإناث يمكن أن تتجمع وتفضل عمل عشوشها جنبا إلى جنب في نفس المساحة الأرضية وهذه التجمعات يسهل استخدامها على عدد اكبر من النحل في مساحات صغيرة كملحقات . ليس هناك مشكله في إستخدام كلا من نحل العسل والنحل البرى مع بعض ، فنحل العسل له مدى كبير في البحث عن الغذاء Foraging range وتزور شغالاته عدد كبير من الأنواع الزهرية بينما النحل البرى يميل إلى زيارة الزهور القريبة من عشوشها وبالتالي يعطى كفاءة تلقيح عالية .
الطريقة السهلة واقل التكاليف للبداية في استخدام النحل البرى هو في جذبه في مجموعات كبيرة وهذا يشبه جذب اى كائن أخر مثل الطيور ، فرغم انه لايمكن أن التعرف علي أنواع النحل البرى الذي يعيش في منطقة ما الا بواسطة المتخصصين ولكن يمكن أن جذبه خلال موسم نشاطه بزراعه بعض الزهور الجاذبة وتترك مساحات من الأرض ليستغلها في بناء عشوشه ، حيث يفضل الأماكن الجافة لأقامه عشوشه أيضا نجد أن النحل البرى قد تكيف على الظروف البيئية المحلية وتعود عليها فمثلا النحل الطنان bumble bees يخرج للبحث عن غذائها في الظروف الشديدة البرودة وحتى عند الأمطار حيث يمكنها أن تلقح الأنواع التي تتفتح زهورها في هذه الظروف أنواع الملقحات البرية الأخرى مناسبة لأنواع الزهور المختلفة .
استخدام الملقحات المختلفة في البرسيم الحجازي
يعتبر البرسيم الحجازي Alfalfa من أهم محاصيل العلف المستخدة لتغذية الحيوانات وتتم زراعته عن طريق البذور التي يمكن الحصول عليها بزراعة البرسيم لغرض البذور وهذه العملية تحتاج لعملية التلقيح لإتمام عملية العقد ومن المعروف أن البرسم الحجازي يتم تلقيحه إما بالتلقيح الذاتي Self Pollination أو عن طريق التلقيح الخلطي Cross Pollination ووجد أن التلقيح الخلطي يعطي ثلاثة اضعاف التلقيح الذاتي في محصول البذرة. كلا من التلقيح الذاتي والخلطي يحتاج إلي عملية هامة وهي إنتفاض الزهرة Flower Tripping والتي تحتاج لإتمامها بنجاح وبنسبة عالية إلي الملقحات التي تتمثل في النحل بانواعه.
أولآً نتناول نركيب الزهرة في البرسيم الحجازي:
وتختلف نباتات البرسيم الحجازي ما بين نباتات بها عقم ذاتي كامل Completely Self-sterility إلي نباتات كاملة الخصوبة الذاتية Completely self-fertility وتتركب الزهرة عموماً من عمود سدائي موجود تحت ضغط من الزورق Keel الذي تتشابك بروزاته مع بروزات البتلات الجناحية Wing Pelale وعند تحرير الزهرة من هذا الضغط يندفع العمود السدائي بصورة مفاجئة نحو الأمام وعكس بتلة العلم Standard Petale مسبباً إنتثار حبوب اللقاح. وتسمي العملية السابقة بظاهرة إنتفاض الزهرة Flower Tripping. هذا وتتم عملية انتفاض الزهرة تحت تأثير ثقل النحلة الزائرة علي الزورق.
وتتم عملية انتفاض الزهرة Tripping بثلاثة طرق:-
1- انتفاض ذاتي Automatic Tripping
ويكون سببها الصقيع والبرد والمطر الشديد وتتراوح نسبة حدوثها ما بين 0.9% (في الدنيمارك) إلي
13-60% (في السويد)
2- إنتفاض ميكانيكي Mechanical Tripping
ويتم ذلك يدوياً بواسطة الانسان بإستخدام مقشات أو ما شابه ولكن هذه الطريقة غير إقتصادية وغير عملية فضلاً عما تسببه من تلف للنباتات.
3- إنتفاض نتيجة التلقيح بالنحل Tripping when pollinating by Bees
ويكون ذلك ناتج عن ثقل جسم النحلة الزائرة كما سبق الاشارة إليه.
أهمية تلقيح البرسيم الحجازي بواسطة النحل
وجد أن إنتاج محصول البذرة يعتمد علي كثافة النحل ومدي قربه من زراعات البرسيم الحجازي فقد وجد Sovoleva 1962 أن المحصول الناتج عن حقل يبعد 500 م عن منحل كان 310 كجم/هكتار مقارنة مع حقل يبعد 1250م عن المنحل والذي كان ناتجه 81 كجم/هكتار. وأيدت نتائجه من العديد من الأبحاث التي اثبتت وجود علاقة تلازمية بين عدد طوائف النحل في الحقل وكمية محصول البذرة الناتج. والتي قدرت بـ 5 طوائف/فدان وهو العدد المناسب لأعلي محصول.
ومما هو جدير بالذكر ان نسبة لا يمكن إغفالها من النحل الزائر تفشل في عملية تلقيح الأزهار وذلك نتيجة عدم الضغط علي زورق الزهرة وبالتالي عدم حدوث عملية انتفاض الزهرة. لذا وجب علينا تقسيم فئات النحل إلي الفئات الثلاثة التالية:-
1- نحل جامع للرحيق (سارق الزهرة) Nectar gatherers
وهو نوع من النحل تدرب علي إدخال خرطومه في المنطقة بين الزورق والعلم عند القاعدة وجمع الرحيق دون تمثيل ضغط علي الزورق مما لا يؤدي إلي انتفاض الزهرة Tripping
2- نحل يعمل جانب الزهرة Side Operators
وهو النحل الذي يدخل راسه من جانب الزهرة مسبباً بذلك انتفاض الزهرة.
3- نحل جامع لحبوب اللقاح Pollen gatherers
ويحتاج لجمع حبوب اللقاح أن يحدث إنتفاض للزهرة.
النحل البري وتلقيح البرسيم الحجازي
Wild bees and Alfalfa pollination
يلعب النحل البري دور كبير في عملية تلقيح البرسيم الحجازي غير أن هناك علاقة عكسية ما بين تواجد نحل العسل وبعض انواع النحل البري في حين أنه في بعض الأنواع الأخرى لا يتأثر بوجود نحل العسل وقد قام Bohart 1967 بدراسة عن تأثير كل من نحل العسل والنحل البري علي بعضهما في حقول البرسيم الحجازي, ووجد الآتي:-
1) بزيادة نحل العسل في الحقل يقل تواجد نحل النوميا Nomia melanderi ما بين الثلث والنصف في حين أنه زاد بوضوح عندما أزيل نحل العسل من الحقل وعاود الانخفاض مرة أخري عندما أعيد النحل للمنطقة مرة أخري.
2) أن تعداد النحل القاطع للاوراق Megachil pacifica لم يتأثر بتواجد نحل العسل.
وقام العديد من العلماء بالعديد من التجارب المعملية والحقلية لبيان أهمية النحل البري في عملية تلقيح نباتات البرسيم الحجازي, كذا اتجهت الدراسات إلي التطبيقية إلي ناحية الإستخدام التجاري للنحل وخاصة النحل القاطع للأوراق Leafcutting في لاولايات المتحدة الأمريكية (Pitts-singer et al., 2005)
والنحل البري متعدد الأنواع نذكر منه:-
- النحل الحفار Digger bee
العديد من النحل الذي يعيش تحت سطح الأرض يعرف بالنحل الحفار أو نحل التربة لأنها حشرات تحفر عشوشها في التربة تاركة بعض الطمي فوق الأرض وهى غالباً ما تخفى مدخل عشوشها تحت بقايا الأوراق النباتية أو في الإعشاب, وكل النحل الحفار يعيش معيشة انعزالية ولكن بعض
عشوشها تكون ذات تجمعات كثيفة وهذا النوع من النحل يقوم بتلقيح العديد من النباتات وهى تعتبر من أنواع الملقحات تواجد في الحقل أهم أنواعها Andrena sp. و Collete sp.
- النحل الطنان Bumble bees
حشرات اجتماعية مثل نحل العسل ولكن خلاياها صغيرة وتحوى من واحد إلى خمسمائة نحلة سريعة الطيران تعمل بجد وخاصة في الظروف الباردة تفضل التعشيش تحت التربة في المناطق غير المأهولة مستعمرات النحل الطنان موسمية ، حيث تموت جميع المستعمرة كل عام وتترك الملكة الملقحة في طور السكون إثناء الشتاء ، حيث تبدأ الملكة خلية بناء جديدة في الربيع
تضع حوالي 20 بيضة في اليوم ، اغلب الشغالات تعيش لمدة شهر فقط ، الشغالات الكبيرة تجمع الغذاء والصغيرة تهتم بالخلية ، الإختلاف في حجم الشغالات يعتمد على كمية الغذاء أثناء فترة اليرقة أهم أنواعها Bumbus sp. .
- نحل العرق Sweat Bee
اغلبها صغيرة الحجم ، ذات لون اسود إلى بنى وبعضها لامعة جميعها تعشش في التربة ولها مدى واسع من أماكن المعيشة ، حيث تتواجد بشكل منتشر أيضا بشكل مكثف وهى من الملقحات المفيدة أهم أنواعها Halictus sp. .
- نحل Alkali bee
من بين أهم الملقحا ت التي لها دور كبير في تلقيح نباتات البرسيم حجمها تقريبا في حجم نحل العسل ، ورغم أنها انعزالية لكن أفرادها تعشعش إلى جنب بعضها لها العديد من الألوان تلقح البصل وبعض الخضروات الأخرى والنباتات البرية أهم أنواعها المعروفةNomia sp.
- نحل القرع Squash bee
وهى قريبة للنحل الحفار حيث تجمع حبوب لقاحها ورحيقها فقط من زهور القرعيات. تحفر في التربة تنشط في الفجر وتزور زهورها حتى منتصف النهار حيث تقفل الزهور ، وهو ما يسمح لها ببداية زيارتها قبل بداية نشاط نحل العسل ، دورة حياتها تستغرق شهرين .
- النحل قاطع الأوراق leaf cutter bee
نحل إنعزالي يتواجد في مناطق الغابات يعشش في سيقان الأشجار، تفضل أفراده تلقيح زهور الحمص ولكنها تزور العديد من الزهور الأخرى نشطة في منتصف الصيف عندما ترتفع درجة الحرارة وهى تعمل بشكل كفء في التلقيح. أوضحت الدراسات أن حوالي 150 نحلة منها تقوم بعمل 3000 نحلة عسل تعتبر نموذجية للتلقيح في البيوت الزجاجية أهم أنواعها Megachile sp.
- النحل النجار Carpenter bee
كبيرة الحجم تعمل عشوشها في أنفاق الخشب كما تستغل العشوش القديمة ، للعش مدخل قطره حوالي 0.5 أنش ، تصبح نشيطة في درجات الحرارة العالية تعيش أطول من أى نحل برى أخر أهم أنواعها Xylocopa Sp الذكور لا توجد لها آلة لسع رغم إزعاجها للبشر وللإناث آلة لسع ولكن من النادر أن تستخدمها .
- النحل البناء Mason bee
نحل يبنى عشوشه في مجموعات من الطمي ، يضع بيضه في عشوش أنبوبية الشكل تحتوى على 11 خلية يقوم بتلقيح العديد من أشجار الفاكهة كاللوز ، الخوخ ، التفاح ولذا فقد يسمى أحيانا بنحل أشجار الفاكهة وهى صغيرة الحجم ، غير عدوانية ونادراً ما تلسع بين نتائج حوالي من 250 – 400 نحلة تستطيع أن تلقح أشجار فاكهة تحتاج من 60.000 – 120.000 من نحل العسل لتغطية
نفس المساحة من أهم أنواعها Osmia cornifrons (ذات الوجه القرني ) تستعمل على نطاق تجارى في تلقيـح التفاح في اليابان وكذلك في المناطق ذات الرطوبة العالية في الولايات المتحدة وهى تعادل 80 مرة كفاءة
نحل العسل عند تلقيح التفاح فالنحلة الواحدة تزور 15 زهرة في الدقيقة تسبب في عقد ثمار 2450 تفاحة في اليوم بالمقارنة بخمسين زهرة تعقد ثمارها في اليوم عن طريق نحل العسل .
- نحل الانثوفورا
سريعة الطيران ، تعتمد على الاهتزاز ، نشطة في الأجواء الممطرة أهم أنواعها. Anthophora sp
والنحل البري له مميزات عديدة نذكر منها:-
1- سرعته في العمل.
2- نسبة الأزهار التي تتم زيارتها ... ويتضح ذلك من المقارنة التالية
نحل العسل 7-17 زهرة/دقيقة
النحل الطنان 10-30 زهرة/دقيقة
النحل القاطع للأوراق 9-40 زهرة/دقيقة
- وأنواع النحل البري تختلف من حيث كفائتها علي إحداث انتفاض الزهرة وبشكل عام وجد أن النحل البري الذي يبلغ طوله 9مم فأكثر يكون أكثر ملائمة من نحل العسل في عملية تلقيح البرسيم الحجازي. كما وجد ان هناك إختلافات بين أنواع النحل البري حتي داخل الجنس ذاته من حيث الكفاءة في إحداث انتفاض للزهرة مثال لذلك:-
- النحل الطنان Bombus borealis كفاءته 35%
- النحل الطنان Bombus americanorum كفاءته 80%
وعلي النقيض نجد أن بعض أنواع النحل ذات اللسان الطويل Long Slender Tongue مثل Antophora sp. وبعض أنواع نحل الـ Bombus sp. تستطيع الوصول إلي الرحيق من بلعوم الزهرة دون حدوث انتفاض لها.
وللإستفادة من النحل البري يجب مراعاة الآتي:-
1- أن تكون الحقول صغيرة الحجم.
2- أن يتوافق تزهير المحصول مع أقصي تعداد للنحل البري.
3- يجب أن تتوافر أزهار أخري بديلة مبكرة لتساعد النحل علي تكوين مجموع حشري عالي.
4- يجب في الوقت ذاته تجنب زراعة محاصيل مزهرة منافسة في نفس التوقيت.
5- يجب توفير مكان لإقامة عشوش النحل البري وكذا الإمداد بمواقع جديدة لها.
وينصح في المناطق التي بها نحل بري بكثافة بإستخدام بعض الوسائل الصناعية لتشجيع النحل البري لتلقيح النباتات ومن هذه الطرق :-
1- استخدام المراقد الصناعية Artificial beds لإكثار حشرات النحل البري مثل نحل النوميا Nomia melandera بالقرب من زراعات البرسيم الحجازي.
2- استخدام العشوش الصناعية Artificial nests لإكثار النحل القاطع للأوراق Megachile pacifica.
والطريقة السهلة والأقل في التكاليف للبداية في استخدام النحل البرى هو في جذبه في مجموعات كبيرة وهذا يشبه جذب اى كائن أخر مثل الطيور ، فرغم انه لايمكن أن تعرف نوع النحل البرى الذي يعيش في منطقتك ولكن يمكنك أن تجذبه خلال موسم نشاطه بزارعه بعض الزهور الجاذبة وتترك مساحات من الأرض ، حيث يفضل ألاماكن الجافة لأقامه عشوشه.
الكثير من التقارير تفيد بانخفاض أعداد الملقحات الحشرية من العديد من دول العالم . فهم العوامل التي تؤدى إلى هذا الانخفاض ستساعد في فهم طرق المحافظة على مجتمعات الملقحات . الخطر الأكبر الذي يهدد تنوع وزيادة أعداد الملقحات هو تدمير عشوشها .
هذا التدمير قد يكون مباشر من خلال أزاله الأشجار أو الغطاء الشجيرى أو كذلك النباتات الزهرية القريبة من أماكن معيشتها أو قد يكون هذا التدمير نتيجة استعمال الكيماويات من خلال المبيدات السامة لهذه الملقحات .
الكثير من المهتمين بموضوع التلقيح يشيروا بإستمرار إلي المشاكل العديدة التي تهدد الملقحات الهامة وعلى رأسها نحل العسل، حيث أنها تزيد من إنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة والتي تعتبر في حقيقتها المصدر الرئيسي لغذاء البشر وقد عقدت الكثير من الندوات واللقاءات لطرح الأفكار والرؤى والتي من شانها أن تضع أسس واضحة يتم خلالها تكاثف الجهود للوصول للطرق المناسبة لدفع الملقحات (النحل بأنواعه) لزيارة المحاصيل, كمراقبه أنواع النحل البرى التي تتواجد في مناطقة ما فاغلب النحل البرى موسمي ويوافق موعد خروجه مع بداية التزهير في منطقه تواجده . كما انه متنوع ومتوفر في المناطق الطبيعية غير الماهوله ولتشجيع هذا النوع الهام من النحل فيمكننا أن نقوم بالاتي :ـ
- فهم بيولوجية هذا النوع من النحل لمعرفه دورات حياته والعوامل المساعدة على إنجاح فرص تكاثره.
- حماية أماكن معيشته حماية أماكن معيشته من التدمير وذلك بتحديد موقعها وإيجاد السبل لحمايتها.
- التوقف عن استخدام المبيدات التي تؤدى إلى موت العديد من الأنواع الهامة.
- زراعه الأنواع النباتية الملائمة والتي تساهم في خلق مصدر غذائي ثابت لهذه الأنواع .
نحل العسل وتلقيح البرسيم الحجازي
بشكل عام يمكن القول بأن نحل العسل يكون ملقح هام في المناطق التي ليس بها نحل بري بكثرة مع أنه في حالة نحل العسل تكون نسبة الزهور المنتفضة أقل من نظيرتها في حالة النحل البري ولكن يعوض ذلك بأن نحل العسل يتواجد بكثافة عالية تزيد من فرص انتفاض الزهور في البرسيم الحجازي وخاصة في المناطق الفقيرة في النحل البري.
ولزيادة كفاءة نحل العسل في عملية تلقيح البرسيم الحجازي ينصح بإستخدام الآتي:
1- زيادة أعداد الطوائف في مناطق زراعة البرسيم الحجازي مما يزيد من تعداد الحشرات وعلية تزيد من فرص حدوث عملية انتفاض الزهرة.
2- من المعروف أن نحل العسل غالباً لايميل إلي جمع حبوب اللقاح من محصول البرسيم الحجازي ووجد أن عدم جمعه لحبوب اللقاح لا يؤثر في عملية تلقيح زهور البرسيم الحجازي لذلك يجب امداد الطوائف ببدائل ومكملات حبوب اللقاح.
3- وفي الوقت ذاته توجد بعض الطرز من سلالات نحل العسل تميل إلي جمع حبوب اللقاح من البرسيم الحجازي لذلك يجب علي المربين الاهتمام بالتربية والانتخاب للطوائف التي تكون اعلي قدرة علي إحداث انتفاض للزهرة في البرسيم الحجازي.
4- ويمكن توجيه نحل العسل للبرسيم الحجازي وذلك برشه وقت الإزهار بفرمونات غدة الرائحة Scent Gland Pheromones مثل السترال Citral والنيرول Nerol والجيرانيول Geraniol حيث وجد انه بهذه المعاملات زادت تعداد نحل العسل علي البرسم الحجازي.
وتوالت الأبحاث لمحاولة دفع نحل العسل لتلقيح البرسيم الحجازي وتوصلت لعدة طرق نذكر منها علي سبيل المثال:-
1- امداد النحل بمحلول سكري به رائحة المحصول المراد توجيه المحصول اليه (وليكن رائحة زهور البرسيم الحجازي) بواسطة غذاية يتم تحريكها تدريجياً إلي موقع المحصول.
2- رش المحصول بمحلول سكري يكون سبب في جذب النحل لهذا المحصول.
3- ونجح Gumakov 1955 في توجيه نحل العسل إلي البرسيم بواسطة رش كل من طوائف النحل والبرسيم بواسطة محلول سكري به رائحة إما الشمار Fennel أو زيت الينسون Anise Oil