أسرار الزراعة المستدامة
الزراعة المستدامة permaculture باختصار هى أحد أنواع الزراعة العضوية organic وتهدف إلى بناء نظام نباتى متكامل يساعد على زيادة خصوبة التربة وترشيد استهلاك المياه وعدم الاحتياج إلى الأسمدة أو المبيدات الكيماوية.
تعتمد الزراعة المستدامة على بعض المفاهيم المستخدمة بالفعل فى الزراعة العضوية بل بعضها حتى يستخدم فى الزراعة التقليدية (الكيماوية) ولكنها تضيف عليها مفاهيم أخرى كما تأخذ المفاهيم المعروفة بالفعل إلى أقصى مدى لها.
فعلى سبيل المثال، من المفاهيم المعروفة بالفعل والتى تعتمد عليها الزراعة المستدامة وتأخذها لأقصى مدى استخدام:
1- الكومبوست
2- التسميد الأخضر (زراعة محاصيل بقولية مثل الترمس والفول أو البرسيم لإمدام التربة بالنايتروجين)
3- المالش
وتلك الممارسات الثلاث موجودة بالفعل ومعروفة فى الزراعة التقليدية (الكيماوية) ولكن الزراعة المستدامة تعتمد عليها اعتماداً أساسياً ولا تستغنى عنها.
وبالإضافة إلى الممارسات السابقة، فإن الزراعة المستدامة تستخدم أساليب إضافية مثل زراعة النباتات الصديقة companion planting كى تساهم فى مقاومة الآفات والحفاظ على خصوبة التربة بل وتحسين جودة ونوعية الإنتاج من حيث الطعم والصفات بشكل عام. ويتم زراعة النباتات الصديقة جنباً إلى جنب وليس كل على حدى كما حو متبع فى أغلب الزراعات التقليدية.
هدفى من ذكر كل ما سبق هو إيضاح أن الزراعة المستدامة ليست فى كوكب معزول بل تستخدم أساليب معظمها نعرفه بالفعل، ولكنها تأخذ تلك الأساليب وتعتمد عليها وتستخدمها مع بعضها البعض فى نظام متكامل يغنينا تماماً عن استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية بل ويرشد من استخدام المياه ويحسن من جودة المحصول كما يحافظ بل يزيد من خصوبة التربة بشكل مستمر.
أما ما يميز الزراعة المستدامة عن غيرها من أنواع الزراعة العضوية الأخرى فهى أنها تقوم بزراعة النباتات فى نظام متكامل بحيث يتم زراعة مثلاً 7 أنواع أو أكثر من النباتات جنباً إلى جنب! وهذه الطريقة مستوحاه من الطبيعة حيث أن الله قد خلق الغابات بحيث تعيش فيها النباتات على مختلف أنواعها جنباً إلى جنب فى شكل تكافلى وتكاملى يغنيها تماماً عن الاحتياج إلى أى أسمدة كيمايوة أو مبيدات كيماوية بل يغنيها حتى عن الاحتياج إلى عزيق الأرض!
وهنا يمكننى التحدث بخوف أقل عن ممارسة تبدو غريبة جداً من ممارستات الزراعة المستدامة وهى منع العزيق منعاً باتاً بشكل نهائى! أعلم أن الكثيرين سوف يهاجمون هذه الفكره خاصة وأنها قديمة جداً وتعتمد عليها الزراعة منذ آلاف السنين. ولا أكذبكم القول، فأول ما سمعت عن منع العزيق فى الزراعة المستدامة ارتبت لهذا الأمر خاصة وأن العزيق ليس شئ مستحدث مثل الكيماويات (والتى بدأت تستخدم بعد الحرب العالمية) بل كان القدماء منذ آلاف السنين يعزقون الأرض ولدينا نماذج لأدوات عزيق الأرض التى كان يستخدمها قدماء المصريون على سبيل المثال منذ آلاف السنين. ولكننى وبعد أن تبينت فوائد وأضرار عملية العزيق وتأمل ما يحدث فى الطبيعة (مثل نموذج الغابات) من عدم الحاجة إلى العزيق فقد بدأت أقتنع به وأفهم مغزاه بل وأؤمن بجدواه بشكل تام.
ولكى أوضح هذا الأمر، فسوف أبداً فى البدياة بمميزات العزيق والتى تجعله أحد الممارسات الرئيسية فى الزراعة الحديثة والقديمة. من فوائد عزيق الأرض:
1- تهوية الأرض والمساعدة على تخلخلها وعدم تيبسها compaction
2- مقاومة الحشائش الضارة عن طريق قتلها
3- أطلاق بعض العناصر المغذية من داخل التربة كى يسهل على النبات التغذية عليها والاستفادة بها
هذه بعض مميزات عزيق الأرض، بالإضافة إلى مميزات أخرى بالطبع ولكن لم أذكرها كلها هنا. أما عن عيوب العزيق فمنها:
1- قتل الكائنات الدقيقة النافعة الموجودة تحت سطح التربة عن طريق تعريضها لكمية من الأوكسوجين أعلى بكثير من التى تحتاجها لكى تعيش وتعريضها للشمس ودرجات حرارة مختلفة عن التى تحتاج إلهيا ناهيك عن الجفاف وانعدام درجة الرطوبة التى تحتاج إليها. وبذا يتم قتل كميات هائلة من تلك الكائنات الدقيقة على اختلاف أنواعها (ومنها البكتيريا النافعة ودودة الأرض المفيدة جداً للتربة وللنباتات).
2- إهدار رطوبة التربة والاحتياج إلى كمية أكبر من المياه فى الرى.
3- تعريض بذور الحشائش الغير مرغوب فيها (الحشائش الضارة) إلى السطح وبذا إعطائها فرصة إضافية للنمو!
4- إهدار العناصر الغذائة المحفوظة فى التربة عن طريق إطلاقها بشكل مفاجئ على دفعة واحدة وضياع جزء منها فى الجو.
ولذا، فإن الزراعة المستدامة ورغم علمها ببعض مميزات عزيق الأرض إلا أنها تمنعه تماماً بسبب الأضرار الرهيبة التى يتسبب فيها للأرض. والامتناع عن العزيق يؤدى إلى المحافظة على رطوبة التربة وعلى الكائنات الدقيقة النافعة التى تعيش بداخلها فى نظام متكامل ومتكافل يساعد على استمرار وزيادة خصوبة التربة وانتعاش فى حياة النبات من فوقها ناهيك عن عدم إعطاء فرصة لبذور الحشائي الغير مرغوبة (الضارة) فى النمو بتركها حبيسة تحت سطح التربة بسمافة كبيرة.
ومفهوم عدم استخدام العزيق ليس قاصراً على الزراعة المستدامة بل لقد ذكره أحد أقطاب ثورة زراعية فى اليابان وكان يسمى بالزراعة بدون عزيق zero-tillage. ومما سبق، يتضح أن الزراعة المستدامة قد أخذت مفاهيم نعرفها بالفعل واستخدمتها مع بعضها البعض وأضافت إليها لتخرج بنظام متكامل للزراعة الطبيعية العضوية يحاكى الطبيعة ويتشابه ويستوحى ممارساته مما يحدث فى الطبيعة كما خلقها الله فى البيئة الطبيعية مثل الغابات بل وحتى الواحات الموجودة فى الصحراء.
وقد بدأ مفهوم الزراعة المستدامة permaculture فى استراليا منذ حوالى 30 عاماً والآن وبعد مرور أكثر من 30 عام على بدء استخدام هذا المفهوم فإنه بدأن ينتشر من استراليا إلى جميع أنحاء العالم بما فيها أمريكا ودول أخرى كثيرة بل وصل إلى الأردن. وهناك أمثلة بديعة فى الأردن على الزراعة المستدامة قام بوضع أول بذرة لها العالم الأسترالى جيف لاوتون بالاشتراك مع خبراء أردنيين. ويوضح هذا الفيديو آخر دورة تدريبية قام بإعطائها جيف فى الأردن فى شهر أكتوبر (2009) السابق،
الزراعة المستدامة permaculture باختصار هى أحد أنواع الزراعة العضوية organic وتهدف إلى بناء نظام نباتى متكامل يساعد على زيادة خصوبة التربة وترشيد استهلاك المياه وعدم الاحتياج إلى الأسمدة أو المبيدات الكيماوية.
تعتمد الزراعة المستدامة على بعض المفاهيم المستخدمة بالفعل فى الزراعة العضوية بل بعضها حتى يستخدم فى الزراعة التقليدية (الكيماوية) ولكنها تضيف عليها مفاهيم أخرى كما تأخذ المفاهيم المعروفة بالفعل إلى أقصى مدى لها.
فعلى سبيل المثال، من المفاهيم المعروفة بالفعل والتى تعتمد عليها الزراعة المستدامة وتأخذها لأقصى مدى استخدام:
1- الكومبوست
2- التسميد الأخضر (زراعة محاصيل بقولية مثل الترمس والفول أو البرسيم لإمدام التربة بالنايتروجين)
3- المالش
وتلك الممارسات الثلاث موجودة بالفعل ومعروفة فى الزراعة التقليدية (الكيماوية) ولكن الزراعة المستدامة تعتمد عليها اعتماداً أساسياً ولا تستغنى عنها.
وبالإضافة إلى الممارسات السابقة، فإن الزراعة المستدامة تستخدم أساليب إضافية مثل زراعة النباتات الصديقة companion planting كى تساهم فى مقاومة الآفات والحفاظ على خصوبة التربة بل وتحسين جودة ونوعية الإنتاج من حيث الطعم والصفات بشكل عام. ويتم زراعة النباتات الصديقة جنباً إلى جنب وليس كل على حدى كما حو متبع فى أغلب الزراعات التقليدية.
هدفى من ذكر كل ما سبق هو إيضاح أن الزراعة المستدامة ليست فى كوكب معزول بل تستخدم أساليب معظمها نعرفه بالفعل، ولكنها تأخذ تلك الأساليب وتعتمد عليها وتستخدمها مع بعضها البعض فى نظام متكامل يغنينا تماماً عن استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية بل ويرشد من استخدام المياه ويحسن من جودة المحصول كما يحافظ بل يزيد من خصوبة التربة بشكل مستمر.
أما ما يميز الزراعة المستدامة عن غيرها من أنواع الزراعة العضوية الأخرى فهى أنها تقوم بزراعة النباتات فى نظام متكامل بحيث يتم زراعة مثلاً 7 أنواع أو أكثر من النباتات جنباً إلى جنب! وهذه الطريقة مستوحاه من الطبيعة حيث أن الله قد خلق الغابات بحيث تعيش فيها النباتات على مختلف أنواعها جنباً إلى جنب فى شكل تكافلى وتكاملى يغنيها تماماً عن الاحتياج إلى أى أسمدة كيمايوة أو مبيدات كيماوية بل يغنيها حتى عن الاحتياج إلى عزيق الأرض!
وهنا يمكننى التحدث بخوف أقل عن ممارسة تبدو غريبة جداً من ممارستات الزراعة المستدامة وهى منع العزيق منعاً باتاً بشكل نهائى! أعلم أن الكثيرين سوف يهاجمون هذه الفكره خاصة وأنها قديمة جداً وتعتمد عليها الزراعة منذ آلاف السنين. ولا أكذبكم القول، فأول ما سمعت عن منع العزيق فى الزراعة المستدامة ارتبت لهذا الأمر خاصة وأن العزيق ليس شئ مستحدث مثل الكيماويات (والتى بدأت تستخدم بعد الحرب العالمية) بل كان القدماء منذ آلاف السنين يعزقون الأرض ولدينا نماذج لأدوات عزيق الأرض التى كان يستخدمها قدماء المصريون على سبيل المثال منذ آلاف السنين. ولكننى وبعد أن تبينت فوائد وأضرار عملية العزيق وتأمل ما يحدث فى الطبيعة (مثل نموذج الغابات) من عدم الحاجة إلى العزيق فقد بدأت أقتنع به وأفهم مغزاه بل وأؤمن بجدواه بشكل تام.
ولكى أوضح هذا الأمر، فسوف أبداً فى البدياة بمميزات العزيق والتى تجعله أحد الممارسات الرئيسية فى الزراعة الحديثة والقديمة. من فوائد عزيق الأرض:
1- تهوية الأرض والمساعدة على تخلخلها وعدم تيبسها compaction
2- مقاومة الحشائش الضارة عن طريق قتلها
3- أطلاق بعض العناصر المغذية من داخل التربة كى يسهل على النبات التغذية عليها والاستفادة بها
هذه بعض مميزات عزيق الأرض، بالإضافة إلى مميزات أخرى بالطبع ولكن لم أذكرها كلها هنا. أما عن عيوب العزيق فمنها:
1- قتل الكائنات الدقيقة النافعة الموجودة تحت سطح التربة عن طريق تعريضها لكمية من الأوكسوجين أعلى بكثير من التى تحتاجها لكى تعيش وتعريضها للشمس ودرجات حرارة مختلفة عن التى تحتاج إلهيا ناهيك عن الجفاف وانعدام درجة الرطوبة التى تحتاج إليها. وبذا يتم قتل كميات هائلة من تلك الكائنات الدقيقة على اختلاف أنواعها (ومنها البكتيريا النافعة ودودة الأرض المفيدة جداً للتربة وللنباتات).
2- إهدار رطوبة التربة والاحتياج إلى كمية أكبر من المياه فى الرى.
3- تعريض بذور الحشائش الغير مرغوب فيها (الحشائش الضارة) إلى السطح وبذا إعطائها فرصة إضافية للنمو!
4- إهدار العناصر الغذائة المحفوظة فى التربة عن طريق إطلاقها بشكل مفاجئ على دفعة واحدة وضياع جزء منها فى الجو.
ولذا، فإن الزراعة المستدامة ورغم علمها ببعض مميزات عزيق الأرض إلا أنها تمنعه تماماً بسبب الأضرار الرهيبة التى يتسبب فيها للأرض. والامتناع عن العزيق يؤدى إلى المحافظة على رطوبة التربة وعلى الكائنات الدقيقة النافعة التى تعيش بداخلها فى نظام متكامل ومتكافل يساعد على استمرار وزيادة خصوبة التربة وانتعاش فى حياة النبات من فوقها ناهيك عن عدم إعطاء فرصة لبذور الحشائي الغير مرغوبة (الضارة) فى النمو بتركها حبيسة تحت سطح التربة بسمافة كبيرة.
ومفهوم عدم استخدام العزيق ليس قاصراً على الزراعة المستدامة بل لقد ذكره أحد أقطاب ثورة زراعية فى اليابان وكان يسمى بالزراعة بدون عزيق zero-tillage. ومما سبق، يتضح أن الزراعة المستدامة قد أخذت مفاهيم نعرفها بالفعل واستخدمتها مع بعضها البعض وأضافت إليها لتخرج بنظام متكامل للزراعة الطبيعية العضوية يحاكى الطبيعة ويتشابه ويستوحى ممارساته مما يحدث فى الطبيعة كما خلقها الله فى البيئة الطبيعية مثل الغابات بل وحتى الواحات الموجودة فى الصحراء.
وقد بدأ مفهوم الزراعة المستدامة permaculture فى استراليا منذ حوالى 30 عاماً والآن وبعد مرور أكثر من 30 عام على بدء استخدام هذا المفهوم فإنه بدأن ينتشر من استراليا إلى جميع أنحاء العالم بما فيها أمريكا ودول أخرى كثيرة بل وصل إلى الأردن. وهناك أمثلة بديعة فى الأردن على الزراعة المستدامة قام بوضع أول بذرة لها العالم الأسترالى جيف لاوتون بالاشتراك مع خبراء أردنيين. ويوضح هذا الفيديو آخر دورة تدريبية قام بإعطائها جيف فى الأردن فى شهر أكتوبر (2009) السابق،