الجراد الصحراوي Schistocerca gregaria
هو أحد أفراد مجموعة النطاطات والجراد قصيرة القرون والتي تندرج تحت رتبة مستقيمة الأجنحة Orthoptera فوق العائلية Acridoidae ثم عائلة Acrididae (الجراديات) التي يتميز أفرادها البالغة بجناحان أماميان جلديان يحميان تحتهما جناحان غشائيان, وبالرأس فم قارض وزوج من قرون الإستشعارالقصيرة وبالصدر رجلان صدريتان خلفيتان متحورتان للقفز والأجنحة أطول من الجسم - وعلي ذلك, فهذا التكوين يساعده علي تحمل ظروف البيئة القاسية التي يعيش فيها والتي تتميز بدرجات الحرارة العالية وانخفاض الرطوبة وجفاف الأعشاب.
التطور ودورة الحياة:
تطور الجراد الصحراوي وجميع مستقيمات الأجنحة تطور ناقص (بيض - حورية - حشرة كاملة) ناقص أي يتطور من طور البيض إلي طور الحورية ثم إلي الحشرة الكاملة مباشرة دون المرور علي طور العذراء بين طور الحورية (اليرقة) والحشرة الكاملة مثل التطور الكامل (بيضة - يرقة-عذراء-حشرة كاملة), وعلي ذلك فدورة حياته كما يلي:
(1) طور البيضة Egg stage
الحشرة الكاملة الناضجة جنسياً والملقح بيضها تضع ذلك البيض في كتل في الأراضي المككة والتي تحتوي علي 10-%15 رطوبة والكتلة الواحدة تشمل حوالي من 80 - 120بيضة حسب المظهر أو الشكل كما سيأتي شرحه (تجمعي- أنفرادي ويفقس البيض بعد أسبوعين تحت درجة حرارة بين 25 - 30 درجة مئوية والفترة بين وضع البيض حتي الفقس تسمي فترة حضانة البيض وتطول أو تقصر حسب ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة والبيضة صغيرة صفراء اللون لامعة وبيض الشكل التجميعي أكبر حجماً من الشكل الإنفرادي لكثرة عدد بيض الشكل الأخير.
(2) طور Hopper stage
ينقسم طور الحورية إلي خمسة أعمار وهو الطور الذي يأتي بعد طور البيضة مباشرة وهذه الأعمار هي
العمر الحوري الأول: First-instar hopper
عد الفقس مباشر تخرج حوريات العمر الأول بيضاء متسخة سريعاً ما تكتسب اللون الأسود ويتصلب جلدها خلال 24 ساعة وطولها حوالي 7مليمترا.
ووزنها بين 30-40 مليجرام وتستغرق حوالي من 6 - 7أيام حسب درجة الحرارة ثم تتسلخ إلي الالعمر الحوري الثاني: Second -instar hopper
بعد إكتمال نمو العمر الأول تنسلخ الحورية إنسلاخها الأول كي يخرج منه .
العمر الحوري الثاني وهو صعب تميزه عن الأول إلا أن اللون الأبيض به أكثر وضوحاً وحجمه أكبر حيث يصل طول الحورية إلي 15 مليمتراً ووزنها من 50 - 80مليجرام وبيستغرق حوالي سبعة أيام ثم ينسلخ إلي العمر التاليعمر التالي
العمر الحوري الثالث:Third-instar hopper
بعد إكتمال نمو حورية العمر الثاني تنسلخ الأنسلاخ الثاني وتظهر حورية العمر الثالث والتي يمكن تميزها بظهور براعم للأجنحة عند الحافة النهائية للبرونوتم من الجهة الظهرية ويصل طولها إلي 20 مليمتراً ووزنها من 120 - 200 مليجرام وطول هذا العمر من 6 - 7 يوم في المتوسط تحت الظروف الملائمة ثم ينسلخ إلي العمر التالي.
العمر الحوري الرابع Fourth-instar hopper
بعد إكتمال نمو حورية العمر الثالث تنسلخ حورية العمر الرابع التي تتميز بوجود اللون الأصفر في أرضية الجلد وبها بقع سوداء وتظهر بقع حمراء داكنه خلف العين المركبة وتظهر براعم الجناح أكثر ويكبر الي حوالي %25 من حجمه. كما تزداد الحوريه في الطول حيث يصل طولها الي حوالي 33 مليمترا ويتراوح متوسط وزنها بين 500 - 700مليجرام- وعمرها يتراوح ما بين 5 - 6 أيام في المتوسط ثم تنسلخ الي العمر الخامس والأخير.
العمر الحوري الخامس: Fifth-instar hopper
بعد إكتمال حورية العمر الرابع في النمو تتسلخ الأنسلاخ الرابع
وتخرج حورية العمر الخامس الخامس والتي يمكن تمييزها بازدياد اللون الأصفر وزيادة البقع السوداء ونمو الجناح إلي حوالي%50 من حجمه ويصل طولها إلي 50 مليمترا ويتراوح وزنها بين 1000إلي 1200 مليجرام ويستغرق هذا العمر حوالي 8 إلي 9 أيام ثم ينسلخ إلي الحشرة الكاملة.
(3) طور الحشرة الكاملة: Adult stage
بعد اكتمال نمو حورية العمر الخامس تنسلخ الانسلاخ الخامس والأخير وتظهر الحشرات الكاملة بلونها الأحمر القرنفلي إذا كانت تجميعه المظهر أو باللون البيج وبخطوط وبقع رمادية إذا كانت من المظهر الانفرادي وتنقسم حياتها إلي مرحلتين الأولي تبدأ بعد الانسلاخ مباشرة حتي النضج الجنسي وتسمي بمرحلة ما قبل النضوج الجنسي - تأكل فيها الحشرات المبيضية بالأس أستقر السرب ويبدأ في التزاوج ويتحول اللون الأحمر القرنفلي إلي اللون الأصفر المميز لهذه المرحلة (النضوج الجنسي) وقد تعيش الحشرات الكاملة حوالي 30 - 35 يوم حتي انتهاء وضع البيض وتموت بعد ذلك بفترة وجيزة ومع بداية فقس البيض الذي وضعته يبدأ جيل جديد من الجراد الصحراوي.
الإختلافات بين المظهرين (التجمعي - الإنفرادي)
الجراد الصحراوي ما هو إلا نطاط كبير يتغير سلوكه بتغير كثافته وتعداده بالنسبة لوحدة المساحة (كيلو متر - متر - هكتار - فدان) فإذا زاد هذا التعداد يتجمع في مجموعات كثيفة تجمعة المظهر ويتغير في طبعه وسلوكه من السلوك الانفرادي المنعزل في وحدات منفصلة متباعدة إلي المظهر التجميعي المتكاثف.
ففي طور الحورية (الدبي):
تري حورية الجراد الإنفرادي الإنعزالي خضراء اللون إذا كانت إنفرادية نقية وتظهر بها بقع صفراء ثم سوداء إذا زادت كثافتها وتعدادها وتسمي في هذه الحالة بالمظهر الإنتقالي أو التحولي ثم إذا زادت الألوان الصفراء بالجلد يتخللها بقع سوداء وظهرت بقعة حمراء خلف العين وأختفت شرائط العين المركبة وتلونت العين باللون العسلي الداكن يقال أن هذه الحورية في الشكل أو المظهر التجمعي.
وفي طور الحشرة الكاملة:
كما سبق توضيحة بالصور نري الحشرة الكاملة الإنفرادية لها أرجل خلفية قوية للقفز ولون جناحها الأمامي بيج به بقع وشرائط رمادية اللون وشرائط العين ظاهرة جلية ولايظهر علي جناحيها الأماميين أو الصفيحة الظهرية (البرونوتم) أي ألوان حمراء, أما الحشرة الكاملة التجمعية فيمكن تمييزها باللون الأحمر القرنفلي علي الجناحين الأماميين والبرونوتم والعينين المركبتين تختفي منهما الشرائط ويسودها اللون العسلي الداكن وهي أصغر في الحجم من الحشرة الكاملة الإنفرادية.
كما أن الذكر في كلا المظهرين أصغر حجماً من الأنثي كما يميز الأنثي عن الذكر في كلا المظهرين وجود آلة وضع البيض في مؤخرة الأنثي يحدها من الجهتين قرنان شرجيان تساعدها في عمل فتحة في الأرض المفككة المبللة بنسبة 10 - %15 رطوبة لوضع البيض بها ولا يوجد هذين القرنين الشرجيين بآلة السفاد بالذكر.
سلوك وطباع كلا المظهرين:
الشكل والمظهر التجمعي في طور الحورية
يتميز بالنشاط الزائد والسير في مجموعات متكاثفة إذا كانت في الأعمار الأولي (الأول حتي الثالث)أما ف] العمرين الأخيرين الرابع والخامس فتزداد المجموعات في الحجم وتشغل مساحة أكبر وتسير بعد شروق الشمس وسخونة أجسادها وتأكل كل ما يقابلها من الأعشاب الخضراء أثناء هذا السير في إتجاه واحد لعدة أيام وهو غالباً ما يكون في إتجاه الريح.
حجم مجموعات الحوريات التجمعية
عند الإبلاغ عن الإصابات بالحوريات لابد من تحديد أعدادها وأحجامها, فهي بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة وكبيرة جداً:
الصغيرة: يتراوح حجمها بين 5×5 ياردة إلي 50×50 ياردة .
المتوسطة: يتراوح حجمها بين 50× 50 ياردة إلي 200 ×200 ياردة .
الكبيرة: يتراوح حجمها بين 200×400 ياردة إلي 400 ×800 ياردة .
الكبيرة جداً: حجمها أكبر من ذلك.
أما الحورية في شكلها أو مظهرها الإنفرادي:
فتعيش منزوية تحت الأعشاب الخضراء دائماً لاتقوي علي مواجهة الضوء وأشعة الشمس لذلك تختفي منها طوال النهار تحت هذه الأعشاب وأيضاً كي تتفادي حرارة الجو وسخونة الرمال والهواء المحيط بها فيقل البخر من أجسادها لوجودها تحت الأعشاب في ظروف رطوبة عالية ناتجة من الأوراق والظل الذي تصنعه هذه الأعشاب وهذا أمر هام بالنسبة للحوريات الإنفرادية لأن محتوي أجسادها من الماء أكثر من الشكل أو المظهر التجمعي لذلك تجد الحورية الإنفرادية دائماً أكبر في الحجم والوزن من نظيرتها في نفس العمر من الحوريات التجمعية
أما الحشرة الكاملة التجمعية:
فتعيش متجمعة في أسرراب دائمة الحركة والهجرة والترحال وذلك بعد تصلب أجنحتها الأمامية وإذا تجمعت ف] أعداد كبيرة تطير وهي غير مكتملة النضج الجنسي وتأكل أكبر قدر من الأعشاب أو النباتات أو المحاصيل الخضراء وتخزن أكبر قدر من الدهون كي تستهلكه أثناء الهجرة والطيران وتتراوح سرعة السرب ما بين 16 - 19كم/ساعة وهذا بالطبع يتوقف علي سرعة الريح.
ويختلف حجم أسراب الجراد الصحراوي من كيلو متر واحد فأقل إلي عدة مئات من الكيلو مترات ويتكون السرب المتوسط الكثافة من 50 مليون جرادة في الكيلو متر المربع الواحد ويتراوح تعداد الحشرات الكاملة في السرب الواحد ما بين عدة مئات من ملايين الحشرات الكاملة إلي بضع مليارات منها وتختلف كثافة الحشرات الكاملة في السرب الطائر ما بين جرادة إلي واحد علي عشرة من الجرادة في المتر المربع الواحد.
الأشكال المختلفة للأسراب
للجراد الصحراوي شكلين مميزين لأسرابه يتوقف ذلك علي الظروف الجوية السائدة - فإذا كانت الظروف السائدة أثناء هجرة السرب ملبدة بالغيوم أو في ساعة متأخرة بعد الظهر حيث تقل تيارات الحمل الهوائي الصاعدة فالسرب في هذه الحالة يأخذ الشكل المنبسط (الطبقي) Flated ولايزيد ارتفاعه عن سطح الأرض عن 100 متر أما إذا كان الجو صحواً مشمساً وتيارات الحمل الهوائي الصاعدة قوية فيأخذ السرب في هذه الحالة الشكل التراكمي Accumlative ويصل ارتفاع الجراد في هذه الحالة إلي حوالي 1000 متر في بعض الأحيان.
التمييز بين الحشرة الكاملة التجمعية والإنفرادية بخلاف اللون والسلوك
مما سبق يتضح أن تحول الجراد بين أشكاله المتعددة يتوقف علي كثافته في وحدة المساحة فقد يتحول الجراد من الشكل الإنفرادي النقي إلي إنتقالي قريب من الإنفرادي إلي إنتقالي قريب من التجمعي إلي تجمعي أما الشكلين الإنفرادي أو التجمعي فهما الطرفين النقيين لتشكل وتحول الجراد الصحراوي لذلك وضعت بعض القياسات المورفومترية (قياسات بعض أعضاء جسم الحشرة الكاملة) للتمييز كما يلي:
الفروق الأخري بين المظهرين المتطرفين للجراد الصحراوي
هناك أيضاً بعض الفروق الهامة فيما يختص بعدد البيض الذي تضعه كل أنثي فأنثي الجراد التجمعية تضع ما بين 60 - 80 بيضة في الكتلة الواحدة وهذا يتوقف علي قوتها ومدي توفر الغذاء ودرجة الحرارة لها أما الحشرة الكاملة الإنفرادية فعدد البيض في الكتلة الواحدة يصل إلي 120 بيضة في المتوسط كما أن حجم البيضة التي تضعها الحشرة التجمعية أكبر من حجم البيضة التي تضعها الحشرة الإنفرادية وبذلك نري أن حجم الفقس (حوريات العمر الأول بعد الفقس مباشرة) للمظهر الإنفرادي أصغر منها في المظهر التجمعي إلا أن هذا الأمر ينعكس بعد الإنسلاخ الأول مباشرة ومن العمر الثاني.
كما أن الحشرات الكاملة الإنفرادية لايمكنها الطيران نهاراً إلا إذا طار فوقها سرب تجمعي وكانت هذه الحشرات تتواجد في منطقة تجميع هوائي تجبرها علي التجمع واللحاق والطيران مع السرب التجمعي. فكثيراً ما شاهدنا أسراباً بها حشرات كاملة ليست حمراء اللون وشرائط عيونها المركبة واضحة مما أدي إلي لبس شديد أثناء الإستكشاف ولكن ما يوضح وينهي هذا اللبس أن تكون الأسراب المهاجرة يتم بطريقتين. الأولي في بداية الوباء ومع نهاية فترة الركود (السكون) حيث تعمل مناطق الجذب الهوائي علي تجمع الحوريات الناتجة من المظهر الإنفرادي والمشتته هنا وهناك وأيضاً تتجمع هذه الحوريات بغريزة البحث عن الأعشاب الخضراء فتبدء الأسراب في التكون عند إنسلاخ هذه الحوريات إلي حشرات كاملة وتجمعها في مساحات واسعة فتبدأ هذه الأسراب في الهجرة بعد قضائها علي الأعشاب بالمنطقة وتأخذ في طريقها أي مجموعات من الحشرات الكاملة سواء إنتقالية المظهر أو إنفرادية.
أما النوع الثاني من الأسراب فيتكون من توالي أجيال الجراد أثناء الأوبئة وفترات الإنتشار حيث نري الأسرراب المهاجرة تجمعية نقية جميعها حمراء وبعضها صفراء تستقر للتغذية ثم تستأنف الهجرة حتي تنضج جنسياً ويبدأ الجناح الخلفي الشفاف في الأصفرار وتمليء الأنابيب المبيضية بالبيض وتبدأ الذكور في الأصفرار قبل الإناث ومن ثم تبدأ في التزاوج ووضع البيض ولاتقويعلي الهجرة بعد ذلك. أما علي الطرف الآخر فلا تتلون الأجنحة الأمامية للحشرات الكاملة الإنفرادية سواء الذكور أو الإناث باللون الأصفر المميز للنضج الجنسي ويظهر هذا اللون في الأجنحة الخلفية فقط وذلك مما يدل علي بداية تكون البيض بالأنابيب والمح بالدم.
مناطق تكاثر وإنتشار الجراد الصحراوي
ينتشر الجراد الصحراوي في مساحة كبيرة في قارتي آسيا وأفريقيا يغطي حوالي 64 دولة وأقليم شمالي خط الأستواء بداية من المغرب وموريتانيا حتي الهند والباكستان وتقدر هذه المساحة بحوالي %20. من اليابسة أغلبها صحراء متبانية في ظروفها الجوية تهطل الأمطار علي أغلب أنحائحا وبكميات مختلفة صيفاً من يونيه/حزيران حتي سبتمبر/أيلول.
وفي نهاية الخريف حتي الربيع حيث يحتاج الجراد إلي 25 - 50 مليمترا في العام وهذه النسبة غالباً ما توفرها هذه الأمطار بهذه المنطقة وبذلك يجد الجراد في هجرته صيفاً وشتاءً الرطوبة الكافية والتربة الصالحة لوضع البيض وتكاثره وإستمرار دورة حياته وخروج أسرابه التي تنتشر وتهاجر بين ثلاثة مناطق رئيسية للتكاثر والهجرة وهي:
منطقة التكاثر والإنتشار الصيفي:
تضم الهند والباكستان واليمن وأثيوبيا والسودان وتشاد والنيجر ونيجيريا وموروتانيا ومالي والسنغال. ويحدث التكاثر بهذه المناطق علي الأمطار الناتجة عن الرياح التجارية الجنوبية الغربية وتهاجر الأسراب الناتجة في الفترة من يونيه/حزيرران حتي أواخر أكتوبر/تشرين الأول إلي الشمال الشرقي والشمال الغربي لغزو مناطق التكاثر الشتوي والربيعي.
منطقة التكاثر والإنتشار الشتوي:
وتشمل شبه جزيرة الصومال وشواطيء البحر الأحمر للسعودية والسودان وجمهورية مصر العربية وساحل أيران علي الخليج العربي ويحدث التكاثر علي الأمطار الشتوية للبحر الأحمر أو الأمطار التي تصاحب منخفضات البحر المتوسط وتهاجر الأسراب الناتجة في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني حتي أواخر مارس/آزار إلي الشمال والشمال الشرقي لتغزو منطقة الإنتشاروالتكاثر الربيعي.
منطقة التكاثر والإنتشار الربيعي:
وتشمل دول شمال وشمال غرب أفريقيا وبلاد الشرق الأوسط وإيران وأفغانستان وغرب الباكستان, ويتم التكاثر علي أمطار ماء البحر المتوسط الشتوية التي تصاحب المنخفضات الجوية في الجزء الشمالي لهذه المنطقة وعلي أمطار البحر الأحمر في الجزء الجنوبي منها وتهاجر الأسراب الناتجة من أوائل أبريل/ نسيان حتي أوائل يوليو/تموز تجاه الشرق حتي الهند أو من بلاد الشرق الأوسط وشمال غرب أفريقيا تجاه الجنوب حتي تتجمع هذه الأسراب بمنطقة التكاثر والإنتشار الصيفي السابق ذكره وتستمر الدوره علي هذا المنوال.
فترات الركود {Recession)وفترات الوباء (Plague ) للجراد الصحراوي:
تتميز فترات الركود بعدم وجود أسراب من الجراد الصحراوي تهاجر بين مناطق التكاثر والإنتشارالسابق توضيحها وهذه الفترات تبدو هادئه ولاتوجد حاجة لتكوين حملات مكافحة نظراً لوجود وحدات إنفرادية فقط في هذه المناطق يصعب إستكشافها ولكن هذه الحالة تعتبر الأصل لتكون الأسراب وظهور الأوبئة فإذا سقطت الأمطار بعد فترة طويلة من الجفاف فإن الوحدات الإنفرادية تتكاثر وتتكاثف ويزداد تعدادها وتتحول من المظهر أو الشكل الإنفرادي إلي المظهر أو الشكل التجمعي وتبدء الأسراب في التحرك والهجرة بين مناطق التكاثر وفي هذه الحالة نقول أن منطقة الإنتشار تسودها فترة وباء بالجراد الصحراوي كما حدث في غارات الجراد الصحراوي في سنوات 1950 - 1960 -1961 - 1962 - 1968 - 1988 - 1989 - 1997 - 1998.
العوامل التي تؤدي إلي التحول من المظهر أو الشكل الإنفرادي إلي المظهر أو الشكل التجمعي
العوامل التي تؤدي إلي ذلك غير معروفة علي وجه التحديد ولكن الدراسات التي تمت حتي الآن توضح أن: [*]
الإتجاه من الشكل الإنفرادي إلي التجمعي تؤدي إليه عوامل بينية وعوامل جوية مثل قلة الأمطار وانخفاض المساحات الخضراء وشدة الرياح السطحية مما يؤدي إلي تجمع الحشرات الإنفرادية في مكان واحد حول المساحات التي تظل خضراء مما يؤدي إلي تحولها إلي الشكل أو المظهر التجمعي - والدراسات الحديثة توضح أن هناك فرومونات تجمع تفرزها الحوريات التجمعية والتحولية إذا زادت كثافتتها حول الأعشاب وزاد إلتصاقها وتكثفها حول بعضها.[*]
أما التحول من الشكل أو المظهر التجمعي إلي الإنفرادي فيتم نتيجة لعديد من العوامل أهمها شدة عمليات المكافحة ضد الأسراب المهاجرة مما يؤدي إلي تشتت بعض الحشرات في مساحات شاسعة وكذلك تؤدي المتطفلات والمفترسات (وإن كان دورها قليل إلي نسبة من الموت الطبيعي وخفض تعداد الحشرات بجانب عمليات المكافحة وقلة الأمطار مما يؤدي إلي موت الحشرات وانخفاض تعدادها وانتشارها في مساحات كبيرة فيظهر الشكل أو المظهر الإنفرادي.
التقدير العددي لإصابات الجراد الصحراوي؟[*]
يعتبر تقدير تعداد الجراد الصحراوي في شكله الإنفرادي أو الإنتقالي(التحولي) من أهم عمليات التحذير من إحتمال تكون الأسراب وتبادل أنبائه وهذا سهل يسير.[*]
أما في حالة الغزوات والأسراب فإن ذلك لايحتاج إلي تقدير عددي ولكن يحتاج إلي رصد لتحركات الأسراب وتحديد إتجاهها والمناطق المحتمل الوصول إليها.[*]
أما تقدير تعداد الحشرات في الجماعات ضئيلة الكثافة والتي تتكون من أفراد أو مجموعات منتشرة في مساحات كبيرة فيتم بطريقتين:
(1) طريقة التلوين:
تتم عند وجود جماعات مستقرة من الجراد لاتدخل ولاتخرج منها أفراد أو جماعات أخري وذلك بتلوين عينة منها معروفة العدد (1) ويتم إطلاقها في نفس الجماعة ثم إعادة جمع عينة أخري منها بعد 24 ساعة ويعرف عددها (ب) ثم تقدير عع الأفراد الملونة بالعينة الأخيرة (جـ) وتطبق المعادلة التالية:
عدد الجراد بالمنطقة = أ×ب / جـ
(2) طريقة الطرد:
وتعتمد هذه الطريقة علي إنارة الجراد وعدة في مساحة مستطيلة ذات طول وعرض معروفين في منطقة الإصابات الخفيفة وذلك سيراً علي الأقدام أو باستخدام سيارة وهذا يمكن تقديره بطريقة القياس العادية.
(أ) طريقة السير بالقدم:
يسير القائم بالتعداد طوال المسافة المحددة ولتكن 100م طولاً ويسير خلفه أحد الزملاء وبيده عداد ويقوم بعد الحشرات التي تقفز علي جانبيه يميناً وشمالاً في مسافة مترين بكلا الجانبين ويكرر ذلك بأكثر من زميل ثم تطبق المعادلة التالية:
عدد الجراد في الهكتار = العدد الكلي للجراد ×50 / عدد القائمين بالعد
(ب)طريقة العد باستخدام السيارة:
وتسير السيارة في هذه الحالة في رقعة مستطيلة ذات طول وعرض معروفين ويتم عد الجراد المتطاير حول جانبي السيارة في مساحة مترين علي كل جانب وتكرر العملية بأكثر من سيارة في مسافة طولية لاتقل عن كيلو متر حسب حجم الإصابة ويجمع عدد الجراد المتطاير وتطبق المعادلة التالية:
عدد الجراد في الكيلو متر المربع = مجموعة الجراد المتطاير ×250 / عدد القائمين بالحصر× المسافة التي قطعتها السيارة
مكافحة الجراد:
تعتمد إستراتيجية مكافحة الجراد الصحراوي علي منع خروج الأسراب المهاجرة من منابتها الأصلية - لذلك لابد من عمل إستكشاف قوي لمعرفة أماكن هذه المنابت وذلك يرتبط بمواسم التكاثر والهجرة وأماكن الإنتشار التي تم توضيحها فيما سبق حيث أنه ليس بالضرورة أن تكون مناطق الإنتشار هي مناطق تكاثر ولكن يتخللها مناطق التكاثر والتي تتغير عام بعد آخر فمنابت الجراد ليست ثابتة دائماً, وحيث أن هذه المناطق أغلبها صحراء تفتقر إلي الماء فلقد تمت اختبارات لكفاءة مبيدات عديدة ترش بالحجم المتناهي في الصغر (U.L.V Ultra Low Vol) لاتحتاج إلي الماء في عمليات رشها كما تم أيضاً اختبارات آلات رش لهذا النظام تحت نفس الظروف التي قد تحيط بالجراد في الوديان والصحراء البعيدة وأثبت العديد منها كفاءة عالية.
وبذلك فلقد أصبحت أغلب وحدات مكافحة الجراد في المنطقة الوسطي جميع الدول ومنها مصر مجهزة تجهيزات عالية بهذه المبيدات وهذه الآلآت والتي تمكنها من مواجهة غارات الجراد كما حدث في الغارتين الأخيرتين عام 1986 - 1989 - 1997 - 1998.
1 - مكافحة تجمعات الحوريات
بعد إكتشاف منابت الجراد الصحراوي يتم تقدير عدد البقع الكثيفة وأحجامها وعلي ذلك تقدر كمية المبيدات اللازمة والآلآت التي يمكنها تغطية هذه المساحة.
ويتم رش هذه الإصابات رشاً هدفياً إذا كانت البقع صغيرة ولا تسير ولا تزحف ألا إلي مسافات بعيدة وغالباً ما تكون هذه المجموعات من الأعمار الأول حتي الثالث.
أما إذا كانت هذه الإصابات تتكون من مجموعات لحوريات من العمرين الرابع والخامس والتي تتميز بنشاطها الكبير في السير والزحف إلي مسافات بعيدة فتكافح برش النباتات التي تقع في خط سيرها في حواجز تمتد من 1 - 2كم عل] أن يكون بين الحاجز والذي يليه مسافة لاتزيد عن 3كم حتي يكون هناك فرص للحوريات في التقاط الجرعات القاتلة.
2 - مواجهة الإسراب
يمكن مكافحة الإسراب في حالتين:
إذا كان خط سير هجرة الأسراب في صحراء لايوجد بها زراعات اقتصادية يخشي من تدمير هذه الأسراب لها فيتابع السرب بواسطة فرق الإستكشاف الأرضية والجوية حتي يستقر في أي منطقة خالية بالصحراء علي الأعشاب المتناثرة ويتم رشه بآلات الرش المناسبة للمبيدات ذات الحجم المتناهي في الصغر وذلك عند إستقرار السرب وقت الغروب أو قبل ظهور الشمس فجر اليوم التالي.
أما إذا كانت الأسراب المهاجرة تهدد بإمكانية وصولها إلي مناطق زراعية بها محاصيل اقتصادية يخشي عليها فيتم تحديد بداية السرب ونهايتة وتقدير حجمه بالإستكشاف الجوي أو بالسيارات ويتم معالجته برش المبيدات ذات الحجم المتنامي في الصغر أمام السرب بمسافة كافية وفوق مقدمته كي تصنع هالة من المبيدات أمامه فيدخل السرب في هذه الهالة وهو طائر ويمكن تكرار الرش أعلي السرب علي مسافات متباعدة فوقه حتي تسقط هالة المبيدات داخل السرب فيتمزق السرب قبل وصوله إلي المناطق الزراعية.
الإتجاهات الحديثة في مكافحة الجراد الصحراوي
إنطلاقاً من إستراتيجية مكافحة الجراد الخاصة بالوقاية قبل علاج إصابته فلقد اتجهت الأنظار إلي مركبات عديدة تمنع إنسلاخ الحوريات لمنعها من الوصول إلي طور الحشرة الكاملة ومنع تكوين الأسراب وهذه الإتجاهات هي:
إستخدام مانعات الإنسلاخ: وهي مواد تتداخل في تكوين كيتين الجلد بمنع إحدي خطوات سلسلة تكوينه خلال الأطوار الحورية فتفشل خلال الإنسلاخ التالي لتناولها الجرعة المؤثرة مع غذائها لأن هذه المواد لابد أن تؤكل وتمر من خلال الأمعاء إلي الدم فتنفجر الحورية وتموت, ويمكن استخدام هذه المركبات بالرش في حواجز في طريق سير وزحف حوريات الجراد وأجريت أبحاث عديدة معملية وحقلية ناجحة علي عدد من هذه المركبات منها الدايفلوبنزيورون والكلورفلوازورون والتفلوبنزيورون.
مشابهات هرمون الشباب: وتقوم هذه المركبات بأحداث خلل في التوازن الهرموني بالحوريات المعاملة بطريقة الملامسة حيث تعمل علي زيادة معدل هرمون الشباب بدم الحوريات عن مستوي هرمون الإنسلاخ فتفشل الحوريات في الإنسلاخ في العمر الحوري التالي - وتم عديد من الإختبارات علي عدد من هذه المركبات أهمها الفينوكسكارب والأدميرال.
مانعات التغذية: هناك محاولات عديدة لإستخدام مانعات التغذية وهي فعالة جداً ضد الجراد الصحراوي حيث تحدث نوع من الشلل في أجزاء فمه القارضة فيصوم ويضعف ويموت نتيجة لعدم التغذية أو يهاجر إلي منطقة أخري وهذه الطريقة يمكن استخدامها في أماكن الزراعات الاقتصادية عندما لاتفلح الجهود المبذولة لمنع الأسراب الطائرة من الوصول إليها, كذلك أمكن رش مانعات الإنسلاخ علي مناطق مصابة بالحوريات وتركها تأكل منها لمدة يومين كي تأخذ الجرعة المؤثرة ثم يتم رش نفس المحاصيل علي نفس الإصابات بمانع التغذية ففشلت جميعها في الإنسلاخ إلي العمر التالي وتم حماية المحاصيل من الدمار.
فرومونات التجمع: وهما نوعان: الأول تفرزه الحوريات التجمعية والثاني تفرزه الحشرات الكاملة الإناث عند وضع البيض - وهناك أبحاث عديدة جارية لتحديد تركيبهما الكيميائي لعمل مصائد مسممة بالمبيدات سواء للحوريات أو للحشرات الكاملة لقتلها في مساحات بسيطة مما يوفر المبيدات والتكاليف.
ومن أحدث الأبحاث الجارية بقسم بحوث الجراد بمصر هو الحصول علي مستخلصات من كتل بيض الجراد وتم رشها علي أماكن وضع البيض الخاصة به فأثرت تأثيراً واضحاً علي عدد الكتل الناتجة وعدد البيض بكل كتلة وعدد البيض الذي فقس من الكتلة الواحدة أي إجمالاً قد خفضت بشكل واضح في الكفأءة التناسلية للجراد الصحراوي وسيتم في المستقبل القريب تعريف هذه المركبات ومحاولة الحصول علي عينات نقية منها وتجريبها ضد الجراد بصورة مباشرة.
كما تم وضع معادلة حسابية يمكن بها تقدير الخسائر المتوقعة من أي سرب للجراد قد يستقر علي بعض المحاصيل الاقتصادية.
هو أحد أفراد مجموعة النطاطات والجراد قصيرة القرون والتي تندرج تحت رتبة مستقيمة الأجنحة Orthoptera فوق العائلية Acridoidae ثم عائلة Acrididae (الجراديات) التي يتميز أفرادها البالغة بجناحان أماميان جلديان يحميان تحتهما جناحان غشائيان, وبالرأس فم قارض وزوج من قرون الإستشعارالقصيرة وبالصدر رجلان صدريتان خلفيتان متحورتان للقفز والأجنحة أطول من الجسم - وعلي ذلك, فهذا التكوين يساعده علي تحمل ظروف البيئة القاسية التي يعيش فيها والتي تتميز بدرجات الحرارة العالية وانخفاض الرطوبة وجفاف الأعشاب.
التطور ودورة الحياة:
تطور الجراد الصحراوي وجميع مستقيمات الأجنحة تطور ناقص (بيض - حورية - حشرة كاملة) ناقص أي يتطور من طور البيض إلي طور الحورية ثم إلي الحشرة الكاملة مباشرة دون المرور علي طور العذراء بين طور الحورية (اليرقة) والحشرة الكاملة مثل التطور الكامل (بيضة - يرقة-عذراء-حشرة كاملة), وعلي ذلك فدورة حياته كما يلي:
(1) طور البيضة Egg stage
الحشرة الكاملة الناضجة جنسياً والملقح بيضها تضع ذلك البيض في كتل في الأراضي المككة والتي تحتوي علي 10-%15 رطوبة والكتلة الواحدة تشمل حوالي من 80 - 120بيضة حسب المظهر أو الشكل كما سيأتي شرحه (تجمعي- أنفرادي ويفقس البيض بعد أسبوعين تحت درجة حرارة بين 25 - 30 درجة مئوية والفترة بين وضع البيض حتي الفقس تسمي فترة حضانة البيض وتطول أو تقصر حسب ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة والبيضة صغيرة صفراء اللون لامعة وبيض الشكل التجميعي أكبر حجماً من الشكل الإنفرادي لكثرة عدد بيض الشكل الأخير.
(2) طور Hopper stage
ينقسم طور الحورية إلي خمسة أعمار وهو الطور الذي يأتي بعد طور البيضة مباشرة وهذه الأعمار هي
العمر الحوري الأول: First-instar hopper
عد الفقس مباشر تخرج حوريات العمر الأول بيضاء متسخة سريعاً ما تكتسب اللون الأسود ويتصلب جلدها خلال 24 ساعة وطولها حوالي 7مليمترا.
ووزنها بين 30-40 مليجرام وتستغرق حوالي من 6 - 7أيام حسب درجة الحرارة ثم تتسلخ إلي الالعمر الحوري الثاني: Second -instar hopper
بعد إكتمال نمو العمر الأول تنسلخ الحورية إنسلاخها الأول كي يخرج منه .
العمر الحوري الثاني وهو صعب تميزه عن الأول إلا أن اللون الأبيض به أكثر وضوحاً وحجمه أكبر حيث يصل طول الحورية إلي 15 مليمتراً ووزنها من 50 - 80مليجرام وبيستغرق حوالي سبعة أيام ثم ينسلخ إلي العمر التاليعمر التالي
العمر الحوري الثالث:Third-instar hopper
بعد إكتمال نمو حورية العمر الثاني تنسلخ الأنسلاخ الثاني وتظهر حورية العمر الثالث والتي يمكن تميزها بظهور براعم للأجنحة عند الحافة النهائية للبرونوتم من الجهة الظهرية ويصل طولها إلي 20 مليمتراً ووزنها من 120 - 200 مليجرام وطول هذا العمر من 6 - 7 يوم في المتوسط تحت الظروف الملائمة ثم ينسلخ إلي العمر التالي.
العمر الحوري الرابع Fourth-instar hopper
بعد إكتمال نمو حورية العمر الثالث تنسلخ حورية العمر الرابع التي تتميز بوجود اللون الأصفر في أرضية الجلد وبها بقع سوداء وتظهر بقع حمراء داكنه خلف العين المركبة وتظهر براعم الجناح أكثر ويكبر الي حوالي %25 من حجمه. كما تزداد الحوريه في الطول حيث يصل طولها الي حوالي 33 مليمترا ويتراوح متوسط وزنها بين 500 - 700مليجرام- وعمرها يتراوح ما بين 5 - 6 أيام في المتوسط ثم تنسلخ الي العمر الخامس والأخير.
العمر الحوري الخامس: Fifth-instar hopper
بعد إكتمال حورية العمر الرابع في النمو تتسلخ الأنسلاخ الرابع
وتخرج حورية العمر الخامس الخامس والتي يمكن تمييزها بازدياد اللون الأصفر وزيادة البقع السوداء ونمو الجناح إلي حوالي%50 من حجمه ويصل طولها إلي 50 مليمترا ويتراوح وزنها بين 1000إلي 1200 مليجرام ويستغرق هذا العمر حوالي 8 إلي 9 أيام ثم ينسلخ إلي الحشرة الكاملة.
(3) طور الحشرة الكاملة: Adult stage
بعد اكتمال نمو حورية العمر الخامس تنسلخ الانسلاخ الخامس والأخير وتظهر الحشرات الكاملة بلونها الأحمر القرنفلي إذا كانت تجميعه المظهر أو باللون البيج وبخطوط وبقع رمادية إذا كانت من المظهر الانفرادي وتنقسم حياتها إلي مرحلتين الأولي تبدأ بعد الانسلاخ مباشرة حتي النضج الجنسي وتسمي بمرحلة ما قبل النضوج الجنسي - تأكل فيها الحشرات المبيضية بالأس أستقر السرب ويبدأ في التزاوج ويتحول اللون الأحمر القرنفلي إلي اللون الأصفر المميز لهذه المرحلة (النضوج الجنسي) وقد تعيش الحشرات الكاملة حوالي 30 - 35 يوم حتي انتهاء وضع البيض وتموت بعد ذلك بفترة وجيزة ومع بداية فقس البيض الذي وضعته يبدأ جيل جديد من الجراد الصحراوي.
الإختلافات بين المظهرين (التجمعي - الإنفرادي)
الجراد الصحراوي ما هو إلا نطاط كبير يتغير سلوكه بتغير كثافته وتعداده بالنسبة لوحدة المساحة (كيلو متر - متر - هكتار - فدان) فإذا زاد هذا التعداد يتجمع في مجموعات كثيفة تجمعة المظهر ويتغير في طبعه وسلوكه من السلوك الانفرادي المنعزل في وحدات منفصلة متباعدة إلي المظهر التجميعي المتكاثف.
ففي طور الحورية (الدبي):
تري حورية الجراد الإنفرادي الإنعزالي خضراء اللون إذا كانت إنفرادية نقية وتظهر بها بقع صفراء ثم سوداء إذا زادت كثافتها وتعدادها وتسمي في هذه الحالة بالمظهر الإنتقالي أو التحولي ثم إذا زادت الألوان الصفراء بالجلد يتخللها بقع سوداء وظهرت بقعة حمراء خلف العين وأختفت شرائط العين المركبة وتلونت العين باللون العسلي الداكن يقال أن هذه الحورية في الشكل أو المظهر التجمعي.
وفي طور الحشرة الكاملة:
كما سبق توضيحة بالصور نري الحشرة الكاملة الإنفرادية لها أرجل خلفية قوية للقفز ولون جناحها الأمامي بيج به بقع وشرائط رمادية اللون وشرائط العين ظاهرة جلية ولايظهر علي جناحيها الأماميين أو الصفيحة الظهرية (البرونوتم) أي ألوان حمراء, أما الحشرة الكاملة التجمعية فيمكن تمييزها باللون الأحمر القرنفلي علي الجناحين الأماميين والبرونوتم والعينين المركبتين تختفي منهما الشرائط ويسودها اللون العسلي الداكن وهي أصغر في الحجم من الحشرة الكاملة الإنفرادية.
كما أن الذكر في كلا المظهرين أصغر حجماً من الأنثي كما يميز الأنثي عن الذكر في كلا المظهرين وجود آلة وضع البيض في مؤخرة الأنثي يحدها من الجهتين قرنان شرجيان تساعدها في عمل فتحة في الأرض المفككة المبللة بنسبة 10 - %15 رطوبة لوضع البيض بها ولا يوجد هذين القرنين الشرجيين بآلة السفاد بالذكر.
سلوك وطباع كلا المظهرين:
الشكل والمظهر التجمعي في طور الحورية
يتميز بالنشاط الزائد والسير في مجموعات متكاثفة إذا كانت في الأعمار الأولي (الأول حتي الثالث)أما ف] العمرين الأخيرين الرابع والخامس فتزداد المجموعات في الحجم وتشغل مساحة أكبر وتسير بعد شروق الشمس وسخونة أجسادها وتأكل كل ما يقابلها من الأعشاب الخضراء أثناء هذا السير في إتجاه واحد لعدة أيام وهو غالباً ما يكون في إتجاه الريح.
حجم مجموعات الحوريات التجمعية
عند الإبلاغ عن الإصابات بالحوريات لابد من تحديد أعدادها وأحجامها, فهي بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة وكبيرة جداً:
الصغيرة: يتراوح حجمها بين 5×5 ياردة إلي 50×50 ياردة .
المتوسطة: يتراوح حجمها بين 50× 50 ياردة إلي 200 ×200 ياردة .
الكبيرة: يتراوح حجمها بين 200×400 ياردة إلي 400 ×800 ياردة .
الكبيرة جداً: حجمها أكبر من ذلك.
أما الحورية في شكلها أو مظهرها الإنفرادي:
فتعيش منزوية تحت الأعشاب الخضراء دائماً لاتقوي علي مواجهة الضوء وأشعة الشمس لذلك تختفي منها طوال النهار تحت هذه الأعشاب وأيضاً كي تتفادي حرارة الجو وسخونة الرمال والهواء المحيط بها فيقل البخر من أجسادها لوجودها تحت الأعشاب في ظروف رطوبة عالية ناتجة من الأوراق والظل الذي تصنعه هذه الأعشاب وهذا أمر هام بالنسبة للحوريات الإنفرادية لأن محتوي أجسادها من الماء أكثر من الشكل أو المظهر التجمعي لذلك تجد الحورية الإنفرادية دائماً أكبر في الحجم والوزن من نظيرتها في نفس العمر من الحوريات التجمعية
أما الحشرة الكاملة التجمعية:
فتعيش متجمعة في أسرراب دائمة الحركة والهجرة والترحال وذلك بعد تصلب أجنحتها الأمامية وإذا تجمعت ف] أعداد كبيرة تطير وهي غير مكتملة النضج الجنسي وتأكل أكبر قدر من الأعشاب أو النباتات أو المحاصيل الخضراء وتخزن أكبر قدر من الدهون كي تستهلكه أثناء الهجرة والطيران وتتراوح سرعة السرب ما بين 16 - 19كم/ساعة وهذا بالطبع يتوقف علي سرعة الريح.
ويختلف حجم أسراب الجراد الصحراوي من كيلو متر واحد فأقل إلي عدة مئات من الكيلو مترات ويتكون السرب المتوسط الكثافة من 50 مليون جرادة في الكيلو متر المربع الواحد ويتراوح تعداد الحشرات الكاملة في السرب الواحد ما بين عدة مئات من ملايين الحشرات الكاملة إلي بضع مليارات منها وتختلف كثافة الحشرات الكاملة في السرب الطائر ما بين جرادة إلي واحد علي عشرة من الجرادة في المتر المربع الواحد.
الأشكال المختلفة للأسراب
للجراد الصحراوي شكلين مميزين لأسرابه يتوقف ذلك علي الظروف الجوية السائدة - فإذا كانت الظروف السائدة أثناء هجرة السرب ملبدة بالغيوم أو في ساعة متأخرة بعد الظهر حيث تقل تيارات الحمل الهوائي الصاعدة فالسرب في هذه الحالة يأخذ الشكل المنبسط (الطبقي) Flated ولايزيد ارتفاعه عن سطح الأرض عن 100 متر أما إذا كان الجو صحواً مشمساً وتيارات الحمل الهوائي الصاعدة قوية فيأخذ السرب في هذه الحالة الشكل التراكمي Accumlative ويصل ارتفاع الجراد في هذه الحالة إلي حوالي 1000 متر في بعض الأحيان.
التمييز بين الحشرة الكاملة التجمعية والإنفرادية بخلاف اللون والسلوك
مما سبق يتضح أن تحول الجراد بين أشكاله المتعددة يتوقف علي كثافته في وحدة المساحة فقد يتحول الجراد من الشكل الإنفرادي النقي إلي إنتقالي قريب من الإنفرادي إلي إنتقالي قريب من التجمعي إلي تجمعي أما الشكلين الإنفرادي أو التجمعي فهما الطرفين النقيين لتشكل وتحول الجراد الصحراوي لذلك وضعت بعض القياسات المورفومترية (قياسات بعض أعضاء جسم الحشرة الكاملة) للتمييز كما يلي:
الفروق الأخري بين المظهرين المتطرفين للجراد الصحراوي
هناك أيضاً بعض الفروق الهامة فيما يختص بعدد البيض الذي تضعه كل أنثي فأنثي الجراد التجمعية تضع ما بين 60 - 80 بيضة في الكتلة الواحدة وهذا يتوقف علي قوتها ومدي توفر الغذاء ودرجة الحرارة لها أما الحشرة الكاملة الإنفرادية فعدد البيض في الكتلة الواحدة يصل إلي 120 بيضة في المتوسط كما أن حجم البيضة التي تضعها الحشرة التجمعية أكبر من حجم البيضة التي تضعها الحشرة الإنفرادية وبذلك نري أن حجم الفقس (حوريات العمر الأول بعد الفقس مباشرة) للمظهر الإنفرادي أصغر منها في المظهر التجمعي إلا أن هذا الأمر ينعكس بعد الإنسلاخ الأول مباشرة ومن العمر الثاني.
كما أن الحشرات الكاملة الإنفرادية لايمكنها الطيران نهاراً إلا إذا طار فوقها سرب تجمعي وكانت هذه الحشرات تتواجد في منطقة تجميع هوائي تجبرها علي التجمع واللحاق والطيران مع السرب التجمعي. فكثيراً ما شاهدنا أسراباً بها حشرات كاملة ليست حمراء اللون وشرائط عيونها المركبة واضحة مما أدي إلي لبس شديد أثناء الإستكشاف ولكن ما يوضح وينهي هذا اللبس أن تكون الأسراب المهاجرة يتم بطريقتين. الأولي في بداية الوباء ومع نهاية فترة الركود (السكون) حيث تعمل مناطق الجذب الهوائي علي تجمع الحوريات الناتجة من المظهر الإنفرادي والمشتته هنا وهناك وأيضاً تتجمع هذه الحوريات بغريزة البحث عن الأعشاب الخضراء فتبدء الأسراب في التكون عند إنسلاخ هذه الحوريات إلي حشرات كاملة وتجمعها في مساحات واسعة فتبدأ هذه الأسراب في الهجرة بعد قضائها علي الأعشاب بالمنطقة وتأخذ في طريقها أي مجموعات من الحشرات الكاملة سواء إنتقالية المظهر أو إنفرادية.
أما النوع الثاني من الأسراب فيتكون من توالي أجيال الجراد أثناء الأوبئة وفترات الإنتشار حيث نري الأسرراب المهاجرة تجمعية نقية جميعها حمراء وبعضها صفراء تستقر للتغذية ثم تستأنف الهجرة حتي تنضج جنسياً ويبدأ الجناح الخلفي الشفاف في الأصفرار وتمليء الأنابيب المبيضية بالبيض وتبدأ الذكور في الأصفرار قبل الإناث ومن ثم تبدأ في التزاوج ووضع البيض ولاتقويعلي الهجرة بعد ذلك. أما علي الطرف الآخر فلا تتلون الأجنحة الأمامية للحشرات الكاملة الإنفرادية سواء الذكور أو الإناث باللون الأصفر المميز للنضج الجنسي ويظهر هذا اللون في الأجنحة الخلفية فقط وذلك مما يدل علي بداية تكون البيض بالأنابيب والمح بالدم.
مناطق تكاثر وإنتشار الجراد الصحراوي
ينتشر الجراد الصحراوي في مساحة كبيرة في قارتي آسيا وأفريقيا يغطي حوالي 64 دولة وأقليم شمالي خط الأستواء بداية من المغرب وموريتانيا حتي الهند والباكستان وتقدر هذه المساحة بحوالي %20. من اليابسة أغلبها صحراء متبانية في ظروفها الجوية تهطل الأمطار علي أغلب أنحائحا وبكميات مختلفة صيفاً من يونيه/حزيران حتي سبتمبر/أيلول.
وفي نهاية الخريف حتي الربيع حيث يحتاج الجراد إلي 25 - 50 مليمترا في العام وهذه النسبة غالباً ما توفرها هذه الأمطار بهذه المنطقة وبذلك يجد الجراد في هجرته صيفاً وشتاءً الرطوبة الكافية والتربة الصالحة لوضع البيض وتكاثره وإستمرار دورة حياته وخروج أسرابه التي تنتشر وتهاجر بين ثلاثة مناطق رئيسية للتكاثر والهجرة وهي:
منطقة التكاثر والإنتشار الصيفي:
تضم الهند والباكستان واليمن وأثيوبيا والسودان وتشاد والنيجر ونيجيريا وموروتانيا ومالي والسنغال. ويحدث التكاثر بهذه المناطق علي الأمطار الناتجة عن الرياح التجارية الجنوبية الغربية وتهاجر الأسراب الناتجة في الفترة من يونيه/حزيرران حتي أواخر أكتوبر/تشرين الأول إلي الشمال الشرقي والشمال الغربي لغزو مناطق التكاثر الشتوي والربيعي.
منطقة التكاثر والإنتشار الشتوي:
وتشمل شبه جزيرة الصومال وشواطيء البحر الأحمر للسعودية والسودان وجمهورية مصر العربية وساحل أيران علي الخليج العربي ويحدث التكاثر علي الأمطار الشتوية للبحر الأحمر أو الأمطار التي تصاحب منخفضات البحر المتوسط وتهاجر الأسراب الناتجة في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني حتي أواخر مارس/آزار إلي الشمال والشمال الشرقي لتغزو منطقة الإنتشاروالتكاثر الربيعي.
منطقة التكاثر والإنتشار الربيعي:
وتشمل دول شمال وشمال غرب أفريقيا وبلاد الشرق الأوسط وإيران وأفغانستان وغرب الباكستان, ويتم التكاثر علي أمطار ماء البحر المتوسط الشتوية التي تصاحب المنخفضات الجوية في الجزء الشمالي لهذه المنطقة وعلي أمطار البحر الأحمر في الجزء الجنوبي منها وتهاجر الأسراب الناتجة من أوائل أبريل/ نسيان حتي أوائل يوليو/تموز تجاه الشرق حتي الهند أو من بلاد الشرق الأوسط وشمال غرب أفريقيا تجاه الجنوب حتي تتجمع هذه الأسراب بمنطقة التكاثر والإنتشار الصيفي السابق ذكره وتستمر الدوره علي هذا المنوال.
فترات الركود {Recession)وفترات الوباء (Plague ) للجراد الصحراوي:
تتميز فترات الركود بعدم وجود أسراب من الجراد الصحراوي تهاجر بين مناطق التكاثر والإنتشارالسابق توضيحها وهذه الفترات تبدو هادئه ولاتوجد حاجة لتكوين حملات مكافحة نظراً لوجود وحدات إنفرادية فقط في هذه المناطق يصعب إستكشافها ولكن هذه الحالة تعتبر الأصل لتكون الأسراب وظهور الأوبئة فإذا سقطت الأمطار بعد فترة طويلة من الجفاف فإن الوحدات الإنفرادية تتكاثر وتتكاثف ويزداد تعدادها وتتحول من المظهر أو الشكل الإنفرادي إلي المظهر أو الشكل التجمعي وتبدء الأسراب في التحرك والهجرة بين مناطق التكاثر وفي هذه الحالة نقول أن منطقة الإنتشار تسودها فترة وباء بالجراد الصحراوي كما حدث في غارات الجراد الصحراوي في سنوات 1950 - 1960 -1961 - 1962 - 1968 - 1988 - 1989 - 1997 - 1998.
العوامل التي تؤدي إلي التحول من المظهر أو الشكل الإنفرادي إلي المظهر أو الشكل التجمعي
العوامل التي تؤدي إلي ذلك غير معروفة علي وجه التحديد ولكن الدراسات التي تمت حتي الآن توضح أن: [*]
الإتجاه من الشكل الإنفرادي إلي التجمعي تؤدي إليه عوامل بينية وعوامل جوية مثل قلة الأمطار وانخفاض المساحات الخضراء وشدة الرياح السطحية مما يؤدي إلي تجمع الحشرات الإنفرادية في مكان واحد حول المساحات التي تظل خضراء مما يؤدي إلي تحولها إلي الشكل أو المظهر التجمعي - والدراسات الحديثة توضح أن هناك فرومونات تجمع تفرزها الحوريات التجمعية والتحولية إذا زادت كثافتتها حول الأعشاب وزاد إلتصاقها وتكثفها حول بعضها.[*]
أما التحول من الشكل أو المظهر التجمعي إلي الإنفرادي فيتم نتيجة لعديد من العوامل أهمها شدة عمليات المكافحة ضد الأسراب المهاجرة مما يؤدي إلي تشتت بعض الحشرات في مساحات شاسعة وكذلك تؤدي المتطفلات والمفترسات (وإن كان دورها قليل إلي نسبة من الموت الطبيعي وخفض تعداد الحشرات بجانب عمليات المكافحة وقلة الأمطار مما يؤدي إلي موت الحشرات وانخفاض تعدادها وانتشارها في مساحات كبيرة فيظهر الشكل أو المظهر الإنفرادي.
التقدير العددي لإصابات الجراد الصحراوي؟[*]
يعتبر تقدير تعداد الجراد الصحراوي في شكله الإنفرادي أو الإنتقالي(التحولي) من أهم عمليات التحذير من إحتمال تكون الأسراب وتبادل أنبائه وهذا سهل يسير.[*]
أما في حالة الغزوات والأسراب فإن ذلك لايحتاج إلي تقدير عددي ولكن يحتاج إلي رصد لتحركات الأسراب وتحديد إتجاهها والمناطق المحتمل الوصول إليها.[*]
أما تقدير تعداد الحشرات في الجماعات ضئيلة الكثافة والتي تتكون من أفراد أو مجموعات منتشرة في مساحات كبيرة فيتم بطريقتين:
(1) طريقة التلوين:
تتم عند وجود جماعات مستقرة من الجراد لاتدخل ولاتخرج منها أفراد أو جماعات أخري وذلك بتلوين عينة منها معروفة العدد (1) ويتم إطلاقها في نفس الجماعة ثم إعادة جمع عينة أخري منها بعد 24 ساعة ويعرف عددها (ب) ثم تقدير عع الأفراد الملونة بالعينة الأخيرة (جـ) وتطبق المعادلة التالية:
عدد الجراد بالمنطقة = أ×ب / جـ
(2) طريقة الطرد:
وتعتمد هذه الطريقة علي إنارة الجراد وعدة في مساحة مستطيلة ذات طول وعرض معروفين في منطقة الإصابات الخفيفة وذلك سيراً علي الأقدام أو باستخدام سيارة وهذا يمكن تقديره بطريقة القياس العادية.
(أ) طريقة السير بالقدم:
يسير القائم بالتعداد طوال المسافة المحددة ولتكن 100م طولاً ويسير خلفه أحد الزملاء وبيده عداد ويقوم بعد الحشرات التي تقفز علي جانبيه يميناً وشمالاً في مسافة مترين بكلا الجانبين ويكرر ذلك بأكثر من زميل ثم تطبق المعادلة التالية:
عدد الجراد في الهكتار = العدد الكلي للجراد ×50 / عدد القائمين بالعد
(ب)طريقة العد باستخدام السيارة:
وتسير السيارة في هذه الحالة في رقعة مستطيلة ذات طول وعرض معروفين ويتم عد الجراد المتطاير حول جانبي السيارة في مساحة مترين علي كل جانب وتكرر العملية بأكثر من سيارة في مسافة طولية لاتقل عن كيلو متر حسب حجم الإصابة ويجمع عدد الجراد المتطاير وتطبق المعادلة التالية:
عدد الجراد في الكيلو متر المربع = مجموعة الجراد المتطاير ×250 / عدد القائمين بالحصر× المسافة التي قطعتها السيارة
مكافحة الجراد:
تعتمد إستراتيجية مكافحة الجراد الصحراوي علي منع خروج الأسراب المهاجرة من منابتها الأصلية - لذلك لابد من عمل إستكشاف قوي لمعرفة أماكن هذه المنابت وذلك يرتبط بمواسم التكاثر والهجرة وأماكن الإنتشار التي تم توضيحها فيما سبق حيث أنه ليس بالضرورة أن تكون مناطق الإنتشار هي مناطق تكاثر ولكن يتخللها مناطق التكاثر والتي تتغير عام بعد آخر فمنابت الجراد ليست ثابتة دائماً, وحيث أن هذه المناطق أغلبها صحراء تفتقر إلي الماء فلقد تمت اختبارات لكفاءة مبيدات عديدة ترش بالحجم المتناهي في الصغر (U.L.V Ultra Low Vol) لاتحتاج إلي الماء في عمليات رشها كما تم أيضاً اختبارات آلات رش لهذا النظام تحت نفس الظروف التي قد تحيط بالجراد في الوديان والصحراء البعيدة وأثبت العديد منها كفاءة عالية.
وبذلك فلقد أصبحت أغلب وحدات مكافحة الجراد في المنطقة الوسطي جميع الدول ومنها مصر مجهزة تجهيزات عالية بهذه المبيدات وهذه الآلآت والتي تمكنها من مواجهة غارات الجراد كما حدث في الغارتين الأخيرتين عام 1986 - 1989 - 1997 - 1998.
1 - مكافحة تجمعات الحوريات
بعد إكتشاف منابت الجراد الصحراوي يتم تقدير عدد البقع الكثيفة وأحجامها وعلي ذلك تقدر كمية المبيدات اللازمة والآلآت التي يمكنها تغطية هذه المساحة.
ويتم رش هذه الإصابات رشاً هدفياً إذا كانت البقع صغيرة ولا تسير ولا تزحف ألا إلي مسافات بعيدة وغالباً ما تكون هذه المجموعات من الأعمار الأول حتي الثالث.
أما إذا كانت هذه الإصابات تتكون من مجموعات لحوريات من العمرين الرابع والخامس والتي تتميز بنشاطها الكبير في السير والزحف إلي مسافات بعيدة فتكافح برش النباتات التي تقع في خط سيرها في حواجز تمتد من 1 - 2كم عل] أن يكون بين الحاجز والذي يليه مسافة لاتزيد عن 3كم حتي يكون هناك فرص للحوريات في التقاط الجرعات القاتلة.
2 - مواجهة الإسراب
يمكن مكافحة الإسراب في حالتين:
إذا كان خط سير هجرة الأسراب في صحراء لايوجد بها زراعات اقتصادية يخشي من تدمير هذه الأسراب لها فيتابع السرب بواسطة فرق الإستكشاف الأرضية والجوية حتي يستقر في أي منطقة خالية بالصحراء علي الأعشاب المتناثرة ويتم رشه بآلات الرش المناسبة للمبيدات ذات الحجم المتناهي في الصغر وذلك عند إستقرار السرب وقت الغروب أو قبل ظهور الشمس فجر اليوم التالي.
أما إذا كانت الأسراب المهاجرة تهدد بإمكانية وصولها إلي مناطق زراعية بها محاصيل اقتصادية يخشي عليها فيتم تحديد بداية السرب ونهايتة وتقدير حجمه بالإستكشاف الجوي أو بالسيارات ويتم معالجته برش المبيدات ذات الحجم المتنامي في الصغر أمام السرب بمسافة كافية وفوق مقدمته كي تصنع هالة من المبيدات أمامه فيدخل السرب في هذه الهالة وهو طائر ويمكن تكرار الرش أعلي السرب علي مسافات متباعدة فوقه حتي تسقط هالة المبيدات داخل السرب فيتمزق السرب قبل وصوله إلي المناطق الزراعية.
الإتجاهات الحديثة في مكافحة الجراد الصحراوي
إنطلاقاً من إستراتيجية مكافحة الجراد الخاصة بالوقاية قبل علاج إصابته فلقد اتجهت الأنظار إلي مركبات عديدة تمنع إنسلاخ الحوريات لمنعها من الوصول إلي طور الحشرة الكاملة ومنع تكوين الأسراب وهذه الإتجاهات هي:
إستخدام مانعات الإنسلاخ: وهي مواد تتداخل في تكوين كيتين الجلد بمنع إحدي خطوات سلسلة تكوينه خلال الأطوار الحورية فتفشل خلال الإنسلاخ التالي لتناولها الجرعة المؤثرة مع غذائها لأن هذه المواد لابد أن تؤكل وتمر من خلال الأمعاء إلي الدم فتنفجر الحورية وتموت, ويمكن استخدام هذه المركبات بالرش في حواجز في طريق سير وزحف حوريات الجراد وأجريت أبحاث عديدة معملية وحقلية ناجحة علي عدد من هذه المركبات منها الدايفلوبنزيورون والكلورفلوازورون والتفلوبنزيورون.
مشابهات هرمون الشباب: وتقوم هذه المركبات بأحداث خلل في التوازن الهرموني بالحوريات المعاملة بطريقة الملامسة حيث تعمل علي زيادة معدل هرمون الشباب بدم الحوريات عن مستوي هرمون الإنسلاخ فتفشل الحوريات في الإنسلاخ في العمر الحوري التالي - وتم عديد من الإختبارات علي عدد من هذه المركبات أهمها الفينوكسكارب والأدميرال.
مانعات التغذية: هناك محاولات عديدة لإستخدام مانعات التغذية وهي فعالة جداً ضد الجراد الصحراوي حيث تحدث نوع من الشلل في أجزاء فمه القارضة فيصوم ويضعف ويموت نتيجة لعدم التغذية أو يهاجر إلي منطقة أخري وهذه الطريقة يمكن استخدامها في أماكن الزراعات الاقتصادية عندما لاتفلح الجهود المبذولة لمنع الأسراب الطائرة من الوصول إليها, كذلك أمكن رش مانعات الإنسلاخ علي مناطق مصابة بالحوريات وتركها تأكل منها لمدة يومين كي تأخذ الجرعة المؤثرة ثم يتم رش نفس المحاصيل علي نفس الإصابات بمانع التغذية ففشلت جميعها في الإنسلاخ إلي العمر التالي وتم حماية المحاصيل من الدمار.
فرومونات التجمع: وهما نوعان: الأول تفرزه الحوريات التجمعية والثاني تفرزه الحشرات الكاملة الإناث عند وضع البيض - وهناك أبحاث عديدة جارية لتحديد تركيبهما الكيميائي لعمل مصائد مسممة بالمبيدات سواء للحوريات أو للحشرات الكاملة لقتلها في مساحات بسيطة مما يوفر المبيدات والتكاليف.
ومن أحدث الأبحاث الجارية بقسم بحوث الجراد بمصر هو الحصول علي مستخلصات من كتل بيض الجراد وتم رشها علي أماكن وضع البيض الخاصة به فأثرت تأثيراً واضحاً علي عدد الكتل الناتجة وعدد البيض بكل كتلة وعدد البيض الذي فقس من الكتلة الواحدة أي إجمالاً قد خفضت بشكل واضح في الكفأءة التناسلية للجراد الصحراوي وسيتم في المستقبل القريب تعريف هذه المركبات ومحاولة الحصول علي عينات نقية منها وتجريبها ضد الجراد بصورة مباشرة.
كما تم وضع معادلة حسابية يمكن بها تقدير الخسائر المتوقعة من أي سرب للجراد قد يستقر علي بعض المحاصيل الاقتصادية.