كل شى عن تربية الأبقار
الأبقار أكثر حيوانات المزرعة أهمية. ويستهلك الإنسان لحم الأبقار والعجول مسلوقًا أو مشويًا أو على هيئة هامبورجر أو سجق. ويشرب الكثيرون حليب الأبقار أو يستخدمونه في تصنيع الزبدة والجبن والآيسكريم. كما تستخدم جلود الأبقار في صناعة الأحذية. وتعتبر الأبقار مصدرًا للمواد التي تستخدم في صناعة الأدوية والصابون والغراء.
وتستخدم الأبقار في بعض الدول مصدرًا للطاقة حيث تستخدم في سحب المحاريث والعربات والحافلات.
وفي بعض مناطق العالم، تقدر ثروة الأسرة طبقًا لعدد الأبقار التي تملكها.
الأبقار لها أجسام كبيرة وذيول طويلة وأظلاف مشقوقة ، ولبعض الأبقار قرون. وتجترّ الأبقار طعامها لهضمه. فبعد أن تمضغ الطعام وتبلعه تسترجعه من معدتها التي يوجد بها أربعة أقسام، وتمضغه مرة أخرى. وهذا الطعام الذي يتم بلعه مرة واحدة يسمّى الجِرَّة ، ولذلك تسمى عملية إعادة المضغ اجترارًا .
وتتجول الأبقار وترعى في المراعي الخضراء وفي السهول. وخُوارها غالبًا ما يكسر صمت الريف.
وتربى الأبقار عادة لإنتاج اللحم أو الحليب، كما أن هناك أنواعًا تُربى للغرضين معًا.
وتربى الأبقار في جميع قارات العالم، وتعيش في المناطق الباردة مثل آيسلندا، وفي البلدان الحارة مثل الهند.
ويعتقد الهندوس في الهند أن الأبقار حيوانات مقدسة يعبدونها ولا يذبحونها ولا يأكلون لحومها.
تعدُّ الأبقار أقل الحيوانات المستأنسة ذكاء. وفي بعض الأحيان يطلق الناس أسماء معينة على الأبقار ولكن نادرًا ما تستجيب الأبقار لهذه الأسماء، كما هو الحال مع بعض الحيوانات الأخرى مثل:
الخيول والكلاب. وتعني كلمة الأبقار عادة: البقر والثيران والعجول. والبقرة هي الأنثى والثور هو الذكر.
والخصي هو ثور أزيلت خصاه. وتسمى صغار البقر عجولاً ؛ والذكر عِجْل والأنثى عِجْلة وتعرف مجموعة الأبقار بالقطيع .
وأبقار اللحم وأبقار الحليب التي يمكن تتبع أسلافها وأصولها حتى سلالة المنشأ، يُطلق عليها اسم سلالة نقية معروفة النسب .
والحيوان المسجل هو الذي دوّن تاريخ نشأته ونشأة سلالته بالإضافة إلى توثيق ذلك وراثيًا (سلاليًا) عن طريق سجلات التربية . وليست كل أبقار السلالة النقية مسجلة، فبعض المزارعين لا يقومون بتسجيل أبقارهم.
أجسام الأبقار
للأبقار أجسام قوية خاصة عند النمو الكامل. ومعظم الأبقار يصل ارتفاعها إلى حوالي 1,5م. وتزن الأبقار ما بين 400 و 900 كجم. وقد تزن الثيران 900 كجم أو أكثر. والكثير من الأبقار له طبقة من الشعر يتراوح لونها بين الأسود والأبيض أو الأحمر، والبعض الآخر له وبر بدرجات متفاوتة من هذه الألوان. ولمعظم الأبقار إهاب ذو شعر قصير يصبح أكثر كثافة وطولاً إلى حد ما خلال الشتاء. وقليل من السلالات لها شعر طويل.
وشعر أبقار جالوي الطويل الخشن يُمكِّنُها من تحمل الطقس الشديد البرودة في أسكتلندا، حيث نشأت هذه السلالة وحيث يُربى معظمها الآن. وللأبقار أيضًا ذيول طويلة تستخدمها لطرد الحشرات.
الأسنان. للأبقار البالغة 32 سنًا، 8 في مقدمة الفك السفلي و 12 في مؤخرته و 12 في مؤخرة الفك العلوي. ولا تستطيع البقرة قضم العشب؛ لأنها لا تملك أسنانًا قاطعة في مقدمة فكها العلوي. ويتعين عليها تقطيع العشب عن طريق تحريك رأسها وتجترّ الأبقار غذاءها بوساطة أضراسها.
القرون. قرون الأبقار جوفاء وغير متفرعة، كما هو الحال في بعض الحيوانات ذات القرون الأخرى مثل الغزلان. والأبقار التي تولد بدون قرون تسمى جمّاء أو جَلْحَاء (العديمة القرون). وقد زاد ملاك الأبقار من عدد الأبقار الجماء عن طريق عملية الانتخاب.
ويقوم المزارعون بإزالة القرون من معظم الأبقار حتى يمنعوها من إيذاء الأبقار الأخرى أو الناس. وتتم إزالة القرون عن طريق المواد الكيميائية أو عن طريق قضيب ساخن أو آلة قطع. وفي معظم الحالات تتم الإزالة عندما يكون عمر العجل أقل من ثلاثة أسابيع.
معدة البقرة تتألف من أربعة تجاويف. يدخل الطعام أولا إلى الجزءين المؤشرين بالخط الأحمر، ثم تعيد البقرة مضغ الطعام الذي يعود من خلال الممر المبين بالخط الأزرق.
وقد كبّرت معدة الحيوان بحجم أكبر من شكلها الحقيقي لبيان كيفية حركة الطعام داخلها.
المعدة. تتكون معدة الأبقار من أربعة أقسام. وهذا التكوين يمكنها من إرجاع الطعام المبلوع إلى أفواهها ليُمضغ ويبلع مرة أخرى. والحيوانات التي لها مثل هذه المعدة تسمى المجترات.
انظر: المجتر، الحيوان. وهذه الأقسام الأربعة هي المعدة الأولى (الكرش)، المعدة الثانية (القلنسوة)، المعدة الثالثة (أم التلافيف) والمعدة الرابعة (الأنفحة) وهي المعدة الحقيقية.
وعندما تأكل الأبقار، تمضغ طعامها أولاً بدرجة تمكنها من بلعه فقط. ويمر الطعام من خلال المريء إلى داخل المعدة الأولى. وتمثل المعدة الأولى والمعدة الثانية منطقة تخزينية كبيرة. وفي هذه المنطقة يُخلط الطعام ويُرقَّق، وفي الوقت نفسه تقوم الكائنات الدقيقة بتكسير المواد الكربوهيدراتية المركبة، وتحويلها إلى مواد كربوهيدراتية بسيطة، مثل السكريات والنشويات، وهذه تُعدّ المصدر الرئيسي للطاقة عند الحيوان. كذلك تُكوِّن الكائنات الدقيقة البروتين والعديد من فيتامينات (ب) المركبة.
وبعد أن يتم خلط الطعام الصلب وترقيقه، ترجعه عضلات المعدة إلى فم الحيوان. ويمضغ الحيوان هذه الجرة مرة أخرى ويـبلعها. وترجع الجرة المبلوعة إلى المعدة الأولى والمعدة الثانية حيث يمر الطعام بعملية تكسير كيميائية أخرى. ومن ثم ينتقل الطعام والسوائل إلى أسفل، داخل المعدة الثالثة حيث يتم امتصاص معظم الماء، وبعد ذلك يدخل الطعام إلى المعدة الرابعة.
وتفرز جدران المعدة الرابعة عصارات هضمية، وهذه العصارات تهضم الطعام مرة أخرى. وتوصف المعدة الرابعة بأنها المعدة الحقيقية؛ لأنها تعمل إلى حد كبير بالطريقة نفسها التي تعمل بها معدات الحيوانات غير المجترة. وبعد ذلك ينتقل الطعام من المعدة إلى الأمعاء حيث يتم استكمال الهضم والامتصاص.
الضرع. للبقرة ضرع يحفظ حليبها وهو عضو معلق يتدلى من جسم البقرة بين الأرجل الخلفية وأمامها. وللضرع أربعة أقسام تحوي الحليب. وعندما تُحلب البقرة باليد يتسبب الضغط في انبجاس الحليب إلى خارج الضرع من خلال حلمات كبيرة. وفي الكثير من البلدان يستخدم المزارعون اليوم آلات حلب كهربائية تمتص الحليب من ضرع البقرة وتنقله إلى وعاء. انظر: الحلابة. وأبقار اللحم التي تدر الحليب لعجولها فقط، لها ضرع أصغر من ضرع أبقار الحليب.
أبقار اللحم
ترعى معظم أبقار اللحم في مساحات كبيرة من الأراضي العشبية المفتوحة، غير الصالحة لزراعة المحاصيل. وتمكن هذه الطريقة المزارعين من تزويد مزارعهم بالماشية دون استخدام أعداد كبيرة من العمال أو أعلاف ومعدات مكلفة. ويتم استيلاد أبقار اللحم في ظل مثل هذه الظروف، وهذه السلالات من أبقار اللحم سريعة النمو مقارنة بأبقار الحليب إلا أن إنتاجها من الحليب أقل،
ومع ذلك فإن الثيران والعجول التي في مزارع الألبان تقدِّم أيضًا نوعًا ممتازًا من اللحم وقد تساعد في توفير اللحم الذي يتم استخدامه في كثير من الدول. ولحم العجول التي يقل عمرها عن ثلاثة أشهر يسمى لحم العجل، أما لحم الحيوانات الأكبر سنًا فإنه يسمى لحم البقر. ويصنف القصابون اللحم إلى عدة أقسام، مثل الشرائح وقطع الشواء. ويأكل الناس أيضًا القلب والكلى والكبد وبنكرياس العجل (البنكرياس والغدة الصعترية) واللسان والكرش.
ومن أهم سلالات أبقار اللحم الرئيسية السلالات الست الآتية: الأبردين ـ أنجس والبراهمان والشارلاي والهيرفورد والهيرفورد الجماء (عديمة القرون) والسمنتال.
أبردين - أنجس
الأبردين أنجس. وغالبًا ما يُطلق عليها اسم أنجس، وهي حيوانات عديمة القرون ولونها أسود. وقد نشأت هذه السلالة في المناطق المرتفعة من شمالي أسكتلندا. وتنمو هذه الأبقار وتكتمل (تصبح جاهزة للتسويق) عند أوزان أقل من معظم السلالات الأخرى. ويبدو شحمها شبيهًا بالرخام (مختلطًا باللحم)
وهي ميزة يفضلها الكثير من الناس في اللحم البقري. ويعتبر الكثير من مربي الماشية أن سلالة الأنجس هي السلالة النموذجية لسلالات أبقار اللحم. لكن آخرين يعتقدون أن هذه الأبقار ليست كبيرة بدرجة كافية وخاصة عند اكتمال نموها. ويقوم عدد من مربي الماشية بتهجين سلالة الأنجس بسلالات معينة كبيرة لإنتاج نسل أكبر. ويمكن للأنجس التأقلم مع أنواع متعددة من الظروف البيئية.
والأنجس الأحمر يعدُّ سلالة مختلفة، تم تطويرها من عجول حمراء، أُنتجت من أبقار من سلالة الأبردين ـ أنْجس. وهي لا تختلف عن سلالة الأبردين ـ أنجس إلا في لونها الأحمر فقط.
براهمان
البراهمان. وهي أبقار تعيش في المناخات الحارة الرطبة. ولهذه الأبقار شعر قصير مسطح وجسم مسطح كبير يساعدها في التخلص من قدر كبير من الحرارة، وهذا يجعلها أكثر ملاءمة لظروف المناطق الحارة الرطبة. وللبراهمان سنام لحميّ فوق أكتافها.
ومعظم هذه الأبقار ذات لون رمادي فاتح أو قريب من الأسود، والقليل منها ذو لون أحمر. وقد أُنتج البراهمان بوساطة التهجين مع أصناف عديدة من الدَّرباني أي البقر الهندي ذي السنام. وتوجد سلالات عديدة ومختلفة من البراهمان في الهند.
شارلاي
الشارلاي. سلالة بيضاء كبيرة الحجم جدًا، نشأت في فرنسا. ويلجأ منتجو الأبقار التجاريون إلى الشارلاي للتهجين بينها وبين السلالات الأخرى بسبب أحجامها الهائلة، ولتكوينها القوي الثقيل الوزن ولسرعة نمو عجولها.
هيرفورد
الهيرفورد. الأبقار التي تطور نسلها في منطقة هيرفورد بإنجلترا. ولها أجسام حمراء ووجوه بيضاء. ويُطلق عليها غالبًا الأبقار ذات الوجوه البيضاء. وأبقار هيرفورد لها أيضًا مساحات بيضاء في صدرها وخاصرتها وأسفل أرجلها وفي نهاية طرف ذيلها.
وتعيش أبقار الهيرفورد في الأراضي العشبية؛ لأنها تستطيع تحمل ارتفاع درجات الحرارة. وهي تحتاج إلى عناية أقل كثيرًا من تلك التي تحتاجها السلالات الأخرى الكبيرة الحجم.
هيرفورد أجم ( عديم القرون )
الهيرفورد الجماء. هي شبيهة بأبقار هيرفورد إلى حد كبير لكنها بغير قرون. وهذه السلالة (النوع) من أبقار الهيرفورد أصبحت معروفة بأنها سلالة مستقلة. وقد طورت هذه السلالة في ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1900م بوساطة وارن جَمُّن أوف ديس موينز عن طريق التهجين بين أبقار هيرفورد الجماء.
سمنتال
السمنتال. هذه الأبقار نشأت في سويسرا. وتوجد هذه السلالة في أنحاء كثيرة من أوروبا، حيث تربى لإنتاج اللحم والحليب ولاستخدامها في جر الأثقال. ويتفاوت لونها بين الأحمر أو البني الفاتح والأبيض.
ابقار اللحم الأخرى. توجد سلالات عديدة أخرى من الأبقار المستخدمة في إنتاج اللحم. فهناك سلالة الديفون المعروفة في إنجلترا وقد صدرت إلى أستراليا أول مرة عام 1826م. أما الجالوي والهايلاند فهي سلالات أسكتلندية، وتربى الجالوي في منطقة جالوي جنوب غربي أسكتلندا. ولها شعر مجعد أسود وهي جماء. وقد هجنت أبقار جالوي مع ثيران الشورتهورن البيضاء، لإنتاج هجين رمادي مزرق.
ويوجد لدى الفرنسيين العديد من سلالات الأبقار الخاصة لإنتاج اللحم. فسلالة الليموزين أصغر بدرجة طفيفة من الشارلاي، والليموزين حيوان قوي البنية ذو شحم قليل جدًا. والنورمندي سلالة من الأبقار الثنائية الغرض؛ فهي تستخدم لإنتاج الحليب واللحم معًا. وسلالة المين ـ أنجو أكبر سلالات الأبقار الفرنسية. وتوجد أيضًا سلالتان من سلالات الأبقار الفرنسية الشائعة هما السيلارز والتارنتيز.
والسلالات الأخرى تشمل الجلبفيه من ألمانيا، والفرزيان من أيرلندا والشيانينا والمارشجينا والروماجنولا من إيطاليا، والبُنسمارا والدريكنسبيرجر من جنوب إفريقيا.
ومُري جري سلالة أسترالية، وقد ظهرت أول مرة نتيجة تهجين ثور من سلالة أبردين ـ أنجس مع بقرة من سلالة شورتهورن. وأبقار المُري جري ذات حجم متوسط.
وقد قام مربو الماشية الأمريكيون بتهجين أبقار من السلالات الرئيسية، للحصول على سلالات متعددة جديدة، وقد طورت سلالة البيفماستر في تكساس عام 1908م، وهي هجين من البراهمان والهيرفورد والشورتهورن. وتكون عادة ذات لون أحمر مع بقع بيضاء. وأبقار البرانجس هجين من البراهمان والأنجس، وهي ضخمة سوداء وجماء. ومن السلالات الأمريكية الأخرى الشاربري وهي هجين من الشارلاي والبراهمان. وقد صدرت سلالة أبقار السانتا جيرترودس إلى كوبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا، وهي هجين من بقرة الشورتهورن وثور البراهمان وذات لون أحمر داكن. وتستطيع أبقار السانتا جيرتروس التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى المرعى والماء، وتستطيع أيضًا تحمل المناخ الحار. وأبقار الدراوت ماستر سلالة أسترالية معروفة، وقد نشأت هذه السلالة من هجين من البراهمان والشورتهورن. وتعدُّ هذه السلالة مقاومة للقُراد وقد بدأ إنتاجها في الثلاثينيات من القرن العشرين.
أبقار الحليب
تعتبر سلالات أبقار الهولستاين ـ فرزيان والجيرسي والغيرنزي والآيرشاير والسويسرية البنية من أهم سلالات أبقار الحليب. إلا أن سلالة الهولستاين ـ فرزيان تنتج كميات من الحليب أكثر من السلالات الأخرى. وتدر الأبقار عادة الحليب فترة تمتد إلى حوالي خمس أو ست سنوات. لكن بعضها قد يستمر في الإدرار حتى سن العشرين أو أكثر. وعندما تتوقف الأبقار عن الإدرار تُرسل عادة إلى سوق الماشية ليستفاد من لحمها.
هولستاين فرزيان
الهولستاين ـ فرزيان. هي الأبقار التي تسمى الهولستاينز، وتتميز بإهابها الأسود والأبيض، وبعضها يكون أسود أو أبيض فقط، والقليل منها أحمر أو أبيض وهي أكبر أبقار الحليب حجمًا. ولها أفخاذ وجذوع أو أبدان عريضة. وتمتد قرونها إلى الأمام لكنها تتقوس إلى الداخل. وتنتج بقرة الهولستاين حليبًا أكثر من السلالات الأخرى. لكن نسبة الدهن في الحليب أقل من السلالات الأخرى.
وربما تكون سلالة الهولستاين قد طورت من سلالات الأبقار السوداء والبيضاء الموجودة في منطقة فريزلاند في هولندا. وقد ساعد مربو الأبقار في شلزويغ ـ هولستاين بألمانيا على تطوير هذه السلالة أيضًا.
جيرسي
الجيرسي. يتفاوت لون هذه الأبقار بين الرمادي والبني الفاتح الضارب إلى الصُّفرة، أو البني الضارب إلى الحمرة وقد يكون لون بعضها أسود تقريبًا. وتعتبر أبقار الجيرسي من أصغر سلالات أبقار الحليب في الحجم، ووجهها العريض قصير بدرجة غير عادية ما بين الجبهة وفتحتي الأنف، والقرون قصيرة ومعقوفة إلى الداخل.
وتنتج أبقار الجيرسي كمية من الحليب أقل من السلالات الرئيسية الأربع الأخرى، لكن حليبها يحتوي على أعلى نسبة دهن. وترتفع طبقة كثيفة من القشدة إلى سطح إناء حليب بقرة الجيرسي، وتعد جزيرة جيرسي الصغيرة البريطانية في القنال الإنجليزي الموطن الأصلي لهذه السلالة من الأبقار.
غيرنزي
الغيرنزي. هي أبقار أكبر قليلاً من الجيرسي. وإهابها برتقالي بني فاتح ضارب إلى الصفرة، وبها بقع بيضاء. والغيرنزي لها رأس طويل. ويظهر عادة حجاب أبيض على جبهتها العريضة. وتتقوس قرونها إلى أعلى وإلى الأمام.
وتنتج أبقار الغيرنزي كمية من الحليب أكثر قليلاً من أبقار الجيرسي إلا أن حليبها يحتوي على نسبة أقل من الدهن مقارنة بحليب أبقار الجيرسي.
ومن المحتمل أن يكون منشأ هذه السلالة في جزيرة غيرنزي، وهي جزيرة في القنال الإنجليزي ـ كما مر ـ وقد قام مربو الأبقار بتهجين أبقار النورمندي الرمادية اللون بأبقار البريتاني الصغيرة ذات اللون البني ـ الأبيض التي أُدخلت إلى الولايات المتحدة من فرنسا.
الآيرشاير
الآيرشاير. أبقار لونها أحمر وأبيض أو بُنّي وأبيض. والآيرشاير بعضها أحمر أو أبيض اللون تقريبًا. وتعطي القرون الطويلة المعقوفة البقرة مظهرًا مثيرًا للإعجاب وجسمها قوي، لكنه رقيق نوعًا ما. ويأتي إنتاج الآيرشاير من الحليب في مرتبة متوسطة بين إنتاج الأبقار السويسرية البنية والغيرنزي.
وتنحدر الآيرشاير من ريف آير الكثير التلال في الجنوب الغربي من أسكتلندا. وهي ذات بنية أقوى من السلالات الأخرى، وتعيش في المناطق ذات الهضاب.
السويسرية البنية
السويسرية البنية. سلالة من أبقار الحليب لونها بني فاتح أو بنيِّ داكن أو رمادي مشوب باللون البني. وقد تظهر بعض الخطوط الرمادية الفاتحة على امتداد الظهر. لون الأنف أسود وكذلك أطراف القرون ونهاية الذيل. والأبقار السويسرية البنية أكبر حجمًا من معظم أبقار الحليب الأخرى وتمتد القرون إلى الأمام وإلى أعلى.
ويأتي إنتاجها من الحليب في المرتبة الثانية بعد الهولستاين مباشرة. وحليبها أبيض نقي، وهو غني بالمواد الصلبة الخالية من الدهن، ويشتمل على البروتينات والمعادن واللاكتوز، أي سكر اللبن. وهذه الخواص تجعل حليبها ممتازًا لصناعة الجبن. والسويسرية البنية مثل الهولستاين تعتبر من أقدم سلالات أبقار الحليب. وقد تم تطويرها أول مرة في ولاية شويز في سويسرا.
أبقار الحليب الأخرى. تشمل عدة سلالات من الأبقار منها سلالة ذات الحزام الهولندي. وهي أبقار ذات لون أسود مع حزام عريض أبيض اللون حول الوسط. ويحتوي حليبها على كمية من الدهن تعادل ما يحتويه حليب أبقار سلالتي السويسرية البنية والآيرشاير. ومنها أيضًا سلالة الأبقار الكندية الفرنسية، وهي سلالة صغيرة الحجم ذات لون بني داكن، تشبه إلى حد كبير أبقار الجيرسي والغيرنزي وتربى غالبًا في مقاطعة كويبك، وحليبها غني في نسبة الدهن.
وأبقار الكِرِي سلالة سوداء اللون منشؤها أيرلندا. وهي ذات صلة وثيقة بأبقار دكستر، الصغيرة ذات الأرجل القصيرة. وتلد أبقار دكستر حوالي نصف إنتاج نسلها شبيهًا بأبقار الدكستر، وربع نسلها يكون مشابهًا لأبقار كري، والربع الأخير أبقار شاذة من نوع بلدوج الشبيه بالكلب، العجول الشاذة لهذه الأبقار تموت حال ولادتها.
والسندي الأحمر أبقار ذات لون أحمر، من نوع البراهمان، وقد نشأت في مقاطعة السند في باكستان. وتنتج حليبًا أكثر من البراهمان، وقد هجنت بسلالات أخرى للحصول على أبقار أكثر احتمالاً لدرجات الحرارة العالية.
أبقار ثنائية الغرض
يمكن تربية بعض الأبقار لإنتاج اللحم أو الاحتفاظ بها لإنتاج الحليب، وتسمى الأبقار ثنائية الغرض. ولهذه الحيوانات الكثير من خصائص أبقار اللحم، بيد أنها منتجة جيدة للحليب.
وأهم السلالات الثنائية الغرض، هي الشورتهورن الحلوب والحمراء الجماء. ويربي الكثير من المزارعين السلالات ثنائية الغرض لإنتاج اللحم فقط. وتنتج هذه السلالات عجولاً سريعة النمو، يمكن تصنيع لحومها أو الاستفادة منها في إنتاج اللحم في وقت أسرع من لحوم بعض سلالات أبقار اللحم الأخرى.
الشورتهورن الحلوب
الشورتهورن الحلوب. تنتج كميات كبيرة من الحليب واللحم. وهي مفضلة لدى المزارعين غير المختصين في تسويق أبقار اللحم أو إنتاج الحليب للمدن الكبيرة. وأبقار الشورتهورن الحلوب حمراء، أو بيضاء أو غبراء أو حمراء وبيضاء مرقطة.
الحمراء الجماء
الحمراء الجماء. هي أبقار حمراء لا قرون لها. وقد هجنت النورفوك ذات القرون بأبقار سفولك الجماء لإنتاج هذه السلالة. وهي أصغر حجمًا من الشورتهورن وتوجد بأعداد أقل من الشورتهورن الحلوب. وقد نشأت في أرياف نورفوك وسفولك بإنجلترا.
استيلاد الأبقار والعناية بها
عجل من سلالة الهايلاند ترضعه أمه. والهايلاند أبقار لحم بدأت تربيتها أولا في أسكتلندا.
الاستيلاد. يقوم مربو الأبقار بانتخاب أفضل السلالات وتهجينها، للوصول إلى أهداف محددة مثل، إنتاج كميات كبيرة من الحليب، أو إنتاج لحوم ذات نوعية جيدة، ومن ثم يقومون بتهجين أفضل النسل الناتج بعضه ببعض حتى يتوصلوا إلى السلالة ذات الصفات المرغوبة. وبهذه الطريقة فإن أبقار اللحم تربى لتكتمل في وقت مبكر. وبذلك يمكن بيعها بربح أكبر مما قد تجلبه عند تركها لتنمو وتعلف فترة أطول من الوقت. كما أدت عملية الاستيلاد الانتخابي والتربية إلى زيادة في إنتاج الحليب ورفع نسبة الدهن.
وتلقح الأبقار الصغيرة عادة عندما يكون عمرها حوالي خمسة عشر شهرًا. وتستغرق فترة الحمل لدى الأبقار تسعة أشهر. وتلد الأبقار عادة عجلاً واحدًا كل سنة. وعند الولادة قد يزن العجل عادة ما بين 23 و 45كجم. وفي بعض الأحيان تلد الأبقار توأمًا. وتبدأ الثيران في التزاوج عندما تبلغ من العمر سنة. ومع ذلك، فإنها تكون في ذروة نشاطها ما بين عمر سنتين وست سنوات. ولا يمكن للبقرة أن تنتج حليبًا إلا بعد أن تلد. وتسمى مثل هذه البقرة النشطة. وبعد ولادة العجل تعطي البقرة حليبًا لمدة تقارب عشرة أشهر. والبقرة التي لا تعطي حليبًا تسمى البقرة الجافة.
حظيرة للحليب في مزرعة للألبان بها معدات صحية تحلب الأبقار،مثل أبقار الهولستين التي تبدو في الصورة. يتم حفظ الحليب في ثلاجة صهريج حتى يتم نقله إلى مصنع للمعالجة.
التغذية. أدى تحسين طرق تغذية الأبقار إلى زيادة كبيرة في إنتاج اللحم والحليب. والأبقار حيوانات مُستهلكة للطعام بكثرة. وفيما يلي نظام غذائي يومي موصى به، لاستكمال نمو ثور صغير لإنتاج اللحم، عمره سنة واحدة: 11 كجم من الذرة أو سيلاج الذرة الرفيعة، 6 كجم من الذرة أو حبوب الذرة الرفيعة المطحونة، 0,2 كجم من جريش فول الصويا مع إضافة الفيتامينات والمعادن. ويستخدم المتخصصون في تغذية الأبقار أحدث الطرق العلمية لزيادة وزن الأبقار بسرعة وكفاءة عاليتين وبأقل تكاليف. ويمكن إضافة بعض المواد الكيميائية إلى عليق (وجبات) الأبقار بغرض حفزها إلى أن تأكل أكثر وبالتالي تنمو بسرعة أكبر. وتضاف أيضًا المضادات الحيوية للعليق لزيادة وزن الأبقار.
ويمكن زيادة كمية الحليب والدهن الذي تنتجه الأبقار عن طريق اتباع نظام غذائي صحيح. وتأكل بقرة الحليب في المتوسط 1,4 كجم من السيلاج و 0,45 كجم من التبن في اليوم مقابل كل 45 كجم من وزنها. وإضافة لذلك فإنها تتناول 0,5 كجم من الحبوب أو من علف مُركَّز آخر مقابل كل 1,5 كجم من حليبها. وتأكل كل من أبقار الحليب وأبقار اللحم كميات كبيرة من العلف، مثل سيلاج الذرة والبرسيم، ويتحول هذا الغذاء إلى لحم يأكله الناس وحليب يشربونه.
ولقد أُصيب الكثير من الأبقار بالتسمم بسبب أكلها أنواعًا معينة من النباتات والأعشاب الضارة التي تشمل نبتة الجنون وكماسية الموت وبعض نباتات الترمس والعائق (الدلفينيون). وفي بعض الأحيان يقوم ملاك الأبقار بمكافحة هذه النباتات باستخدام الكيميائيات. انظر: نبتة الجنون.
الأبقار أكثر حيوانات المزرعة أهمية. ويستهلك الإنسان لحم الأبقار والعجول مسلوقًا أو مشويًا أو على هيئة هامبورجر أو سجق. ويشرب الكثيرون حليب الأبقار أو يستخدمونه في تصنيع الزبدة والجبن والآيسكريم. كما تستخدم جلود الأبقار في صناعة الأحذية. وتعتبر الأبقار مصدرًا للمواد التي تستخدم في صناعة الأدوية والصابون والغراء.
وتستخدم الأبقار في بعض الدول مصدرًا للطاقة حيث تستخدم في سحب المحاريث والعربات والحافلات.
وفي بعض مناطق العالم، تقدر ثروة الأسرة طبقًا لعدد الأبقار التي تملكها.
الأبقار لها أجسام كبيرة وذيول طويلة وأظلاف مشقوقة ، ولبعض الأبقار قرون. وتجترّ الأبقار طعامها لهضمه. فبعد أن تمضغ الطعام وتبلعه تسترجعه من معدتها التي يوجد بها أربعة أقسام، وتمضغه مرة أخرى. وهذا الطعام الذي يتم بلعه مرة واحدة يسمّى الجِرَّة ، ولذلك تسمى عملية إعادة المضغ اجترارًا .
وتتجول الأبقار وترعى في المراعي الخضراء وفي السهول. وخُوارها غالبًا ما يكسر صمت الريف.
وتربى الأبقار عادة لإنتاج اللحم أو الحليب، كما أن هناك أنواعًا تُربى للغرضين معًا.
وتربى الأبقار في جميع قارات العالم، وتعيش في المناطق الباردة مثل آيسلندا، وفي البلدان الحارة مثل الهند.
ويعتقد الهندوس في الهند أن الأبقار حيوانات مقدسة يعبدونها ولا يذبحونها ولا يأكلون لحومها.
تعدُّ الأبقار أقل الحيوانات المستأنسة ذكاء. وفي بعض الأحيان يطلق الناس أسماء معينة على الأبقار ولكن نادرًا ما تستجيب الأبقار لهذه الأسماء، كما هو الحال مع بعض الحيوانات الأخرى مثل:
الخيول والكلاب. وتعني كلمة الأبقار عادة: البقر والثيران والعجول. والبقرة هي الأنثى والثور هو الذكر.
والخصي هو ثور أزيلت خصاه. وتسمى صغار البقر عجولاً ؛ والذكر عِجْل والأنثى عِجْلة وتعرف مجموعة الأبقار بالقطيع .
وأبقار اللحم وأبقار الحليب التي يمكن تتبع أسلافها وأصولها حتى سلالة المنشأ، يُطلق عليها اسم سلالة نقية معروفة النسب .
والحيوان المسجل هو الذي دوّن تاريخ نشأته ونشأة سلالته بالإضافة إلى توثيق ذلك وراثيًا (سلاليًا) عن طريق سجلات التربية . وليست كل أبقار السلالة النقية مسجلة، فبعض المزارعين لا يقومون بتسجيل أبقارهم.
أجسام الأبقار
للأبقار أجسام قوية خاصة عند النمو الكامل. ومعظم الأبقار يصل ارتفاعها إلى حوالي 1,5م. وتزن الأبقار ما بين 400 و 900 كجم. وقد تزن الثيران 900 كجم أو أكثر. والكثير من الأبقار له طبقة من الشعر يتراوح لونها بين الأسود والأبيض أو الأحمر، والبعض الآخر له وبر بدرجات متفاوتة من هذه الألوان. ولمعظم الأبقار إهاب ذو شعر قصير يصبح أكثر كثافة وطولاً إلى حد ما خلال الشتاء. وقليل من السلالات لها شعر طويل.
وشعر أبقار جالوي الطويل الخشن يُمكِّنُها من تحمل الطقس الشديد البرودة في أسكتلندا، حيث نشأت هذه السلالة وحيث يُربى معظمها الآن. وللأبقار أيضًا ذيول طويلة تستخدمها لطرد الحشرات.
الأسنان. للأبقار البالغة 32 سنًا، 8 في مقدمة الفك السفلي و 12 في مؤخرته و 12 في مؤخرة الفك العلوي. ولا تستطيع البقرة قضم العشب؛ لأنها لا تملك أسنانًا قاطعة في مقدمة فكها العلوي. ويتعين عليها تقطيع العشب عن طريق تحريك رأسها وتجترّ الأبقار غذاءها بوساطة أضراسها.
القرون. قرون الأبقار جوفاء وغير متفرعة، كما هو الحال في بعض الحيوانات ذات القرون الأخرى مثل الغزلان. والأبقار التي تولد بدون قرون تسمى جمّاء أو جَلْحَاء (العديمة القرون). وقد زاد ملاك الأبقار من عدد الأبقار الجماء عن طريق عملية الانتخاب.
ويقوم المزارعون بإزالة القرون من معظم الأبقار حتى يمنعوها من إيذاء الأبقار الأخرى أو الناس. وتتم إزالة القرون عن طريق المواد الكيميائية أو عن طريق قضيب ساخن أو آلة قطع. وفي معظم الحالات تتم الإزالة عندما يكون عمر العجل أقل من ثلاثة أسابيع.
معدة البقرة تتألف من أربعة تجاويف. يدخل الطعام أولا إلى الجزءين المؤشرين بالخط الأحمر، ثم تعيد البقرة مضغ الطعام الذي يعود من خلال الممر المبين بالخط الأزرق.
وقد كبّرت معدة الحيوان بحجم أكبر من شكلها الحقيقي لبيان كيفية حركة الطعام داخلها.
المعدة. تتكون معدة الأبقار من أربعة أقسام. وهذا التكوين يمكنها من إرجاع الطعام المبلوع إلى أفواهها ليُمضغ ويبلع مرة أخرى. والحيوانات التي لها مثل هذه المعدة تسمى المجترات.
انظر: المجتر، الحيوان. وهذه الأقسام الأربعة هي المعدة الأولى (الكرش)، المعدة الثانية (القلنسوة)، المعدة الثالثة (أم التلافيف) والمعدة الرابعة (الأنفحة) وهي المعدة الحقيقية.
وعندما تأكل الأبقار، تمضغ طعامها أولاً بدرجة تمكنها من بلعه فقط. ويمر الطعام من خلال المريء إلى داخل المعدة الأولى. وتمثل المعدة الأولى والمعدة الثانية منطقة تخزينية كبيرة. وفي هذه المنطقة يُخلط الطعام ويُرقَّق، وفي الوقت نفسه تقوم الكائنات الدقيقة بتكسير المواد الكربوهيدراتية المركبة، وتحويلها إلى مواد كربوهيدراتية بسيطة، مثل السكريات والنشويات، وهذه تُعدّ المصدر الرئيسي للطاقة عند الحيوان. كذلك تُكوِّن الكائنات الدقيقة البروتين والعديد من فيتامينات (ب) المركبة.
وبعد أن يتم خلط الطعام الصلب وترقيقه، ترجعه عضلات المعدة إلى فم الحيوان. ويمضغ الحيوان هذه الجرة مرة أخرى ويـبلعها. وترجع الجرة المبلوعة إلى المعدة الأولى والمعدة الثانية حيث يمر الطعام بعملية تكسير كيميائية أخرى. ومن ثم ينتقل الطعام والسوائل إلى أسفل، داخل المعدة الثالثة حيث يتم امتصاص معظم الماء، وبعد ذلك يدخل الطعام إلى المعدة الرابعة.
وتفرز جدران المعدة الرابعة عصارات هضمية، وهذه العصارات تهضم الطعام مرة أخرى. وتوصف المعدة الرابعة بأنها المعدة الحقيقية؛ لأنها تعمل إلى حد كبير بالطريقة نفسها التي تعمل بها معدات الحيوانات غير المجترة. وبعد ذلك ينتقل الطعام من المعدة إلى الأمعاء حيث يتم استكمال الهضم والامتصاص.
الضرع. للبقرة ضرع يحفظ حليبها وهو عضو معلق يتدلى من جسم البقرة بين الأرجل الخلفية وأمامها. وللضرع أربعة أقسام تحوي الحليب. وعندما تُحلب البقرة باليد يتسبب الضغط في انبجاس الحليب إلى خارج الضرع من خلال حلمات كبيرة. وفي الكثير من البلدان يستخدم المزارعون اليوم آلات حلب كهربائية تمتص الحليب من ضرع البقرة وتنقله إلى وعاء. انظر: الحلابة. وأبقار اللحم التي تدر الحليب لعجولها فقط، لها ضرع أصغر من ضرع أبقار الحليب.
أبقار اللحم
ترعى معظم أبقار اللحم في مساحات كبيرة من الأراضي العشبية المفتوحة، غير الصالحة لزراعة المحاصيل. وتمكن هذه الطريقة المزارعين من تزويد مزارعهم بالماشية دون استخدام أعداد كبيرة من العمال أو أعلاف ومعدات مكلفة. ويتم استيلاد أبقار اللحم في ظل مثل هذه الظروف، وهذه السلالات من أبقار اللحم سريعة النمو مقارنة بأبقار الحليب إلا أن إنتاجها من الحليب أقل،
ومع ذلك فإن الثيران والعجول التي في مزارع الألبان تقدِّم أيضًا نوعًا ممتازًا من اللحم وقد تساعد في توفير اللحم الذي يتم استخدامه في كثير من الدول. ولحم العجول التي يقل عمرها عن ثلاثة أشهر يسمى لحم العجل، أما لحم الحيوانات الأكبر سنًا فإنه يسمى لحم البقر. ويصنف القصابون اللحم إلى عدة أقسام، مثل الشرائح وقطع الشواء. ويأكل الناس أيضًا القلب والكلى والكبد وبنكرياس العجل (البنكرياس والغدة الصعترية) واللسان والكرش.
ومن أهم سلالات أبقار اللحم الرئيسية السلالات الست الآتية: الأبردين ـ أنجس والبراهمان والشارلاي والهيرفورد والهيرفورد الجماء (عديمة القرون) والسمنتال.
أبردين - أنجس
الأبردين أنجس. وغالبًا ما يُطلق عليها اسم أنجس، وهي حيوانات عديمة القرون ولونها أسود. وقد نشأت هذه السلالة في المناطق المرتفعة من شمالي أسكتلندا. وتنمو هذه الأبقار وتكتمل (تصبح جاهزة للتسويق) عند أوزان أقل من معظم السلالات الأخرى. ويبدو شحمها شبيهًا بالرخام (مختلطًا باللحم)
وهي ميزة يفضلها الكثير من الناس في اللحم البقري. ويعتبر الكثير من مربي الماشية أن سلالة الأنجس هي السلالة النموذجية لسلالات أبقار اللحم. لكن آخرين يعتقدون أن هذه الأبقار ليست كبيرة بدرجة كافية وخاصة عند اكتمال نموها. ويقوم عدد من مربي الماشية بتهجين سلالة الأنجس بسلالات معينة كبيرة لإنتاج نسل أكبر. ويمكن للأنجس التأقلم مع أنواع متعددة من الظروف البيئية.
والأنجس الأحمر يعدُّ سلالة مختلفة، تم تطويرها من عجول حمراء، أُنتجت من أبقار من سلالة الأبردين ـ أنْجس. وهي لا تختلف عن سلالة الأبردين ـ أنجس إلا في لونها الأحمر فقط.
براهمان
البراهمان. وهي أبقار تعيش في المناخات الحارة الرطبة. ولهذه الأبقار شعر قصير مسطح وجسم مسطح كبير يساعدها في التخلص من قدر كبير من الحرارة، وهذا يجعلها أكثر ملاءمة لظروف المناطق الحارة الرطبة. وللبراهمان سنام لحميّ فوق أكتافها.
ومعظم هذه الأبقار ذات لون رمادي فاتح أو قريب من الأسود، والقليل منها ذو لون أحمر. وقد أُنتج البراهمان بوساطة التهجين مع أصناف عديدة من الدَّرباني أي البقر الهندي ذي السنام. وتوجد سلالات عديدة ومختلفة من البراهمان في الهند.
شارلاي
الشارلاي. سلالة بيضاء كبيرة الحجم جدًا، نشأت في فرنسا. ويلجأ منتجو الأبقار التجاريون إلى الشارلاي للتهجين بينها وبين السلالات الأخرى بسبب أحجامها الهائلة، ولتكوينها القوي الثقيل الوزن ولسرعة نمو عجولها.
هيرفورد
الهيرفورد. الأبقار التي تطور نسلها في منطقة هيرفورد بإنجلترا. ولها أجسام حمراء ووجوه بيضاء. ويُطلق عليها غالبًا الأبقار ذات الوجوه البيضاء. وأبقار هيرفورد لها أيضًا مساحات بيضاء في صدرها وخاصرتها وأسفل أرجلها وفي نهاية طرف ذيلها.
وتعيش أبقار الهيرفورد في الأراضي العشبية؛ لأنها تستطيع تحمل ارتفاع درجات الحرارة. وهي تحتاج إلى عناية أقل كثيرًا من تلك التي تحتاجها السلالات الأخرى الكبيرة الحجم.
هيرفورد أجم ( عديم القرون )
الهيرفورد الجماء. هي شبيهة بأبقار هيرفورد إلى حد كبير لكنها بغير قرون. وهذه السلالة (النوع) من أبقار الهيرفورد أصبحت معروفة بأنها سلالة مستقلة. وقد طورت هذه السلالة في ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1900م بوساطة وارن جَمُّن أوف ديس موينز عن طريق التهجين بين أبقار هيرفورد الجماء.
سمنتال
السمنتال. هذه الأبقار نشأت في سويسرا. وتوجد هذه السلالة في أنحاء كثيرة من أوروبا، حيث تربى لإنتاج اللحم والحليب ولاستخدامها في جر الأثقال. ويتفاوت لونها بين الأحمر أو البني الفاتح والأبيض.
ابقار اللحم الأخرى. توجد سلالات عديدة أخرى من الأبقار المستخدمة في إنتاج اللحم. فهناك سلالة الديفون المعروفة في إنجلترا وقد صدرت إلى أستراليا أول مرة عام 1826م. أما الجالوي والهايلاند فهي سلالات أسكتلندية، وتربى الجالوي في منطقة جالوي جنوب غربي أسكتلندا. ولها شعر مجعد أسود وهي جماء. وقد هجنت أبقار جالوي مع ثيران الشورتهورن البيضاء، لإنتاج هجين رمادي مزرق.
ويوجد لدى الفرنسيين العديد من سلالات الأبقار الخاصة لإنتاج اللحم. فسلالة الليموزين أصغر بدرجة طفيفة من الشارلاي، والليموزين حيوان قوي البنية ذو شحم قليل جدًا. والنورمندي سلالة من الأبقار الثنائية الغرض؛ فهي تستخدم لإنتاج الحليب واللحم معًا. وسلالة المين ـ أنجو أكبر سلالات الأبقار الفرنسية. وتوجد أيضًا سلالتان من سلالات الأبقار الفرنسية الشائعة هما السيلارز والتارنتيز.
والسلالات الأخرى تشمل الجلبفيه من ألمانيا، والفرزيان من أيرلندا والشيانينا والمارشجينا والروماجنولا من إيطاليا، والبُنسمارا والدريكنسبيرجر من جنوب إفريقيا.
ومُري جري سلالة أسترالية، وقد ظهرت أول مرة نتيجة تهجين ثور من سلالة أبردين ـ أنجس مع بقرة من سلالة شورتهورن. وأبقار المُري جري ذات حجم متوسط.
وقد قام مربو الماشية الأمريكيون بتهجين أبقار من السلالات الرئيسية، للحصول على سلالات متعددة جديدة، وقد طورت سلالة البيفماستر في تكساس عام 1908م، وهي هجين من البراهمان والهيرفورد والشورتهورن. وتكون عادة ذات لون أحمر مع بقع بيضاء. وأبقار البرانجس هجين من البراهمان والأنجس، وهي ضخمة سوداء وجماء. ومن السلالات الأمريكية الأخرى الشاربري وهي هجين من الشارلاي والبراهمان. وقد صدرت سلالة أبقار السانتا جيرترودس إلى كوبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا، وهي هجين من بقرة الشورتهورن وثور البراهمان وذات لون أحمر داكن. وتستطيع أبقار السانتا جيرتروس التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى المرعى والماء، وتستطيع أيضًا تحمل المناخ الحار. وأبقار الدراوت ماستر سلالة أسترالية معروفة، وقد نشأت هذه السلالة من هجين من البراهمان والشورتهورن. وتعدُّ هذه السلالة مقاومة للقُراد وقد بدأ إنتاجها في الثلاثينيات من القرن العشرين.
أبقار الحليب
تعتبر سلالات أبقار الهولستاين ـ فرزيان والجيرسي والغيرنزي والآيرشاير والسويسرية البنية من أهم سلالات أبقار الحليب. إلا أن سلالة الهولستاين ـ فرزيان تنتج كميات من الحليب أكثر من السلالات الأخرى. وتدر الأبقار عادة الحليب فترة تمتد إلى حوالي خمس أو ست سنوات. لكن بعضها قد يستمر في الإدرار حتى سن العشرين أو أكثر. وعندما تتوقف الأبقار عن الإدرار تُرسل عادة إلى سوق الماشية ليستفاد من لحمها.
هولستاين فرزيان
الهولستاين ـ فرزيان. هي الأبقار التي تسمى الهولستاينز، وتتميز بإهابها الأسود والأبيض، وبعضها يكون أسود أو أبيض فقط، والقليل منها أحمر أو أبيض وهي أكبر أبقار الحليب حجمًا. ولها أفخاذ وجذوع أو أبدان عريضة. وتمتد قرونها إلى الأمام لكنها تتقوس إلى الداخل. وتنتج بقرة الهولستاين حليبًا أكثر من السلالات الأخرى. لكن نسبة الدهن في الحليب أقل من السلالات الأخرى.
وربما تكون سلالة الهولستاين قد طورت من سلالات الأبقار السوداء والبيضاء الموجودة في منطقة فريزلاند في هولندا. وقد ساعد مربو الأبقار في شلزويغ ـ هولستاين بألمانيا على تطوير هذه السلالة أيضًا.
جيرسي
الجيرسي. يتفاوت لون هذه الأبقار بين الرمادي والبني الفاتح الضارب إلى الصُّفرة، أو البني الضارب إلى الحمرة وقد يكون لون بعضها أسود تقريبًا. وتعتبر أبقار الجيرسي من أصغر سلالات أبقار الحليب في الحجم، ووجهها العريض قصير بدرجة غير عادية ما بين الجبهة وفتحتي الأنف، والقرون قصيرة ومعقوفة إلى الداخل.
وتنتج أبقار الجيرسي كمية من الحليب أقل من السلالات الرئيسية الأربع الأخرى، لكن حليبها يحتوي على أعلى نسبة دهن. وترتفع طبقة كثيفة من القشدة إلى سطح إناء حليب بقرة الجيرسي، وتعد جزيرة جيرسي الصغيرة البريطانية في القنال الإنجليزي الموطن الأصلي لهذه السلالة من الأبقار.
غيرنزي
الغيرنزي. هي أبقار أكبر قليلاً من الجيرسي. وإهابها برتقالي بني فاتح ضارب إلى الصفرة، وبها بقع بيضاء. والغيرنزي لها رأس طويل. ويظهر عادة حجاب أبيض على جبهتها العريضة. وتتقوس قرونها إلى أعلى وإلى الأمام.
وتنتج أبقار الغيرنزي كمية من الحليب أكثر قليلاً من أبقار الجيرسي إلا أن حليبها يحتوي على نسبة أقل من الدهن مقارنة بحليب أبقار الجيرسي.
ومن المحتمل أن يكون منشأ هذه السلالة في جزيرة غيرنزي، وهي جزيرة في القنال الإنجليزي ـ كما مر ـ وقد قام مربو الأبقار بتهجين أبقار النورمندي الرمادية اللون بأبقار البريتاني الصغيرة ذات اللون البني ـ الأبيض التي أُدخلت إلى الولايات المتحدة من فرنسا.
الآيرشاير
الآيرشاير. أبقار لونها أحمر وأبيض أو بُنّي وأبيض. والآيرشاير بعضها أحمر أو أبيض اللون تقريبًا. وتعطي القرون الطويلة المعقوفة البقرة مظهرًا مثيرًا للإعجاب وجسمها قوي، لكنه رقيق نوعًا ما. ويأتي إنتاج الآيرشاير من الحليب في مرتبة متوسطة بين إنتاج الأبقار السويسرية البنية والغيرنزي.
وتنحدر الآيرشاير من ريف آير الكثير التلال في الجنوب الغربي من أسكتلندا. وهي ذات بنية أقوى من السلالات الأخرى، وتعيش في المناطق ذات الهضاب.
السويسرية البنية
السويسرية البنية. سلالة من أبقار الحليب لونها بني فاتح أو بنيِّ داكن أو رمادي مشوب باللون البني. وقد تظهر بعض الخطوط الرمادية الفاتحة على امتداد الظهر. لون الأنف أسود وكذلك أطراف القرون ونهاية الذيل. والأبقار السويسرية البنية أكبر حجمًا من معظم أبقار الحليب الأخرى وتمتد القرون إلى الأمام وإلى أعلى.
ويأتي إنتاجها من الحليب في المرتبة الثانية بعد الهولستاين مباشرة. وحليبها أبيض نقي، وهو غني بالمواد الصلبة الخالية من الدهن، ويشتمل على البروتينات والمعادن واللاكتوز، أي سكر اللبن. وهذه الخواص تجعل حليبها ممتازًا لصناعة الجبن. والسويسرية البنية مثل الهولستاين تعتبر من أقدم سلالات أبقار الحليب. وقد تم تطويرها أول مرة في ولاية شويز في سويسرا.
أبقار الحليب الأخرى. تشمل عدة سلالات من الأبقار منها سلالة ذات الحزام الهولندي. وهي أبقار ذات لون أسود مع حزام عريض أبيض اللون حول الوسط. ويحتوي حليبها على كمية من الدهن تعادل ما يحتويه حليب أبقار سلالتي السويسرية البنية والآيرشاير. ومنها أيضًا سلالة الأبقار الكندية الفرنسية، وهي سلالة صغيرة الحجم ذات لون بني داكن، تشبه إلى حد كبير أبقار الجيرسي والغيرنزي وتربى غالبًا في مقاطعة كويبك، وحليبها غني في نسبة الدهن.
وأبقار الكِرِي سلالة سوداء اللون منشؤها أيرلندا. وهي ذات صلة وثيقة بأبقار دكستر، الصغيرة ذات الأرجل القصيرة. وتلد أبقار دكستر حوالي نصف إنتاج نسلها شبيهًا بأبقار الدكستر، وربع نسلها يكون مشابهًا لأبقار كري، والربع الأخير أبقار شاذة من نوع بلدوج الشبيه بالكلب، العجول الشاذة لهذه الأبقار تموت حال ولادتها.
والسندي الأحمر أبقار ذات لون أحمر، من نوع البراهمان، وقد نشأت في مقاطعة السند في باكستان. وتنتج حليبًا أكثر من البراهمان، وقد هجنت بسلالات أخرى للحصول على أبقار أكثر احتمالاً لدرجات الحرارة العالية.
أبقار ثنائية الغرض
يمكن تربية بعض الأبقار لإنتاج اللحم أو الاحتفاظ بها لإنتاج الحليب، وتسمى الأبقار ثنائية الغرض. ولهذه الحيوانات الكثير من خصائص أبقار اللحم، بيد أنها منتجة جيدة للحليب.
وأهم السلالات الثنائية الغرض، هي الشورتهورن الحلوب والحمراء الجماء. ويربي الكثير من المزارعين السلالات ثنائية الغرض لإنتاج اللحم فقط. وتنتج هذه السلالات عجولاً سريعة النمو، يمكن تصنيع لحومها أو الاستفادة منها في إنتاج اللحم في وقت أسرع من لحوم بعض سلالات أبقار اللحم الأخرى.
الشورتهورن الحلوب
الشورتهورن الحلوب. تنتج كميات كبيرة من الحليب واللحم. وهي مفضلة لدى المزارعين غير المختصين في تسويق أبقار اللحم أو إنتاج الحليب للمدن الكبيرة. وأبقار الشورتهورن الحلوب حمراء، أو بيضاء أو غبراء أو حمراء وبيضاء مرقطة.
الحمراء الجماء
الحمراء الجماء. هي أبقار حمراء لا قرون لها. وقد هجنت النورفوك ذات القرون بأبقار سفولك الجماء لإنتاج هذه السلالة. وهي أصغر حجمًا من الشورتهورن وتوجد بأعداد أقل من الشورتهورن الحلوب. وقد نشأت في أرياف نورفوك وسفولك بإنجلترا.
استيلاد الأبقار والعناية بها
عجل من سلالة الهايلاند ترضعه أمه. والهايلاند أبقار لحم بدأت تربيتها أولا في أسكتلندا.
الاستيلاد. يقوم مربو الأبقار بانتخاب أفضل السلالات وتهجينها، للوصول إلى أهداف محددة مثل، إنتاج كميات كبيرة من الحليب، أو إنتاج لحوم ذات نوعية جيدة، ومن ثم يقومون بتهجين أفضل النسل الناتج بعضه ببعض حتى يتوصلوا إلى السلالة ذات الصفات المرغوبة. وبهذه الطريقة فإن أبقار اللحم تربى لتكتمل في وقت مبكر. وبذلك يمكن بيعها بربح أكبر مما قد تجلبه عند تركها لتنمو وتعلف فترة أطول من الوقت. كما أدت عملية الاستيلاد الانتخابي والتربية إلى زيادة في إنتاج الحليب ورفع نسبة الدهن.
وتلقح الأبقار الصغيرة عادة عندما يكون عمرها حوالي خمسة عشر شهرًا. وتستغرق فترة الحمل لدى الأبقار تسعة أشهر. وتلد الأبقار عادة عجلاً واحدًا كل سنة. وعند الولادة قد يزن العجل عادة ما بين 23 و 45كجم. وفي بعض الأحيان تلد الأبقار توأمًا. وتبدأ الثيران في التزاوج عندما تبلغ من العمر سنة. ومع ذلك، فإنها تكون في ذروة نشاطها ما بين عمر سنتين وست سنوات. ولا يمكن للبقرة أن تنتج حليبًا إلا بعد أن تلد. وتسمى مثل هذه البقرة النشطة. وبعد ولادة العجل تعطي البقرة حليبًا لمدة تقارب عشرة أشهر. والبقرة التي لا تعطي حليبًا تسمى البقرة الجافة.
حظيرة للحليب في مزرعة للألبان بها معدات صحية تحلب الأبقار،مثل أبقار الهولستين التي تبدو في الصورة. يتم حفظ الحليب في ثلاجة صهريج حتى يتم نقله إلى مصنع للمعالجة.
التغذية. أدى تحسين طرق تغذية الأبقار إلى زيادة كبيرة في إنتاج اللحم والحليب. والأبقار حيوانات مُستهلكة للطعام بكثرة. وفيما يلي نظام غذائي يومي موصى به، لاستكمال نمو ثور صغير لإنتاج اللحم، عمره سنة واحدة: 11 كجم من الذرة أو سيلاج الذرة الرفيعة، 6 كجم من الذرة أو حبوب الذرة الرفيعة المطحونة، 0,2 كجم من جريش فول الصويا مع إضافة الفيتامينات والمعادن. ويستخدم المتخصصون في تغذية الأبقار أحدث الطرق العلمية لزيادة وزن الأبقار بسرعة وكفاءة عاليتين وبأقل تكاليف. ويمكن إضافة بعض المواد الكيميائية إلى عليق (وجبات) الأبقار بغرض حفزها إلى أن تأكل أكثر وبالتالي تنمو بسرعة أكبر. وتضاف أيضًا المضادات الحيوية للعليق لزيادة وزن الأبقار.
ويمكن زيادة كمية الحليب والدهن الذي تنتجه الأبقار عن طريق اتباع نظام غذائي صحيح. وتأكل بقرة الحليب في المتوسط 1,4 كجم من السيلاج و 0,45 كجم من التبن في اليوم مقابل كل 45 كجم من وزنها. وإضافة لذلك فإنها تتناول 0,5 كجم من الحبوب أو من علف مُركَّز آخر مقابل كل 1,5 كجم من حليبها. وتأكل كل من أبقار الحليب وأبقار اللحم كميات كبيرة من العلف، مثل سيلاج الذرة والبرسيم، ويتحول هذا الغذاء إلى لحم يأكله الناس وحليب يشربونه.
ولقد أُصيب الكثير من الأبقار بالتسمم بسبب أكلها أنواعًا معينة من النباتات والأعشاب الضارة التي تشمل نبتة الجنون وكماسية الموت وبعض نباتات الترمس والعائق (الدلفينيون). وفي بعض الأحيان يقوم ملاك الأبقار بمكافحة هذه النباتات باستخدام الكيميائيات. انظر: نبتة الجنون.