أساسيات تسميد الخضراوات:
تعتبر الخضراوات من المحاصيل الأكثر تطلباً للتغذية بسبب التتابع السريع لزراعة عدة محاصيل في نفس الأرض سنوياً مما يستنزف كميات معتبرة من العناصر الغذائية من التربة وتعادل تقريباً ضعف ما تستنزفه الزراعة الكثيفة حيث وجد أن زراعة الخضراوات في نفس التربة لمدة ثلاث سنوات استنزفت من التربة مايقارب 1500-1600 كغ من الآزوت والفوسفور والبوتاس في الهكتار. ويمكن في حال تحميل الخضار على بعضها / زراعة أربع مواسم في العام/ أن تصل الكمية المستهلكة من العناصر الغذائية الثلاثة إلى حوالي 3 طن في الهكتار خلال ثلاث سنوات. ويختلف استهلاك محاصيل الخضراوات من العناصر الغذائية الكبرى ( الآزوت ، الفوسفور، البوتاس) ولكن وجد بصورة عامة أن محاصيل الخضار متطلبة جداً للآزوت والبوتاس وتحتاج لوجود كمية كافية من الفوسفور وأن الاحتياج يكون حسب المعادلة التالية:
2.5-4 آزوت ، 1 فوسفور ، 2.8-4 بوتاس
ونظراً لفقر معظم أتربة القطر بالآزوت والفوسفور وغنى محتواها من البوتاس فإنه ينصح عموماً بالتركيز على التسميد الآزوتي والفوسفاتي وعدم إهمال التسميد البوتاسي لكي يتم الحصول على أعلى مردود اقتصادي ممكن.
أولاً: الدور الهام والأساسي للتسميد العضوي لمحاصيل الخضار:
تلعب المادة العضوية دوراً هاماً في تحسين صفات التربة عندما تتحول إلى دبال يقوم بالمهام التالية:
- تحسين الصفات الفيزيائية للتربة وقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء.
- تحسين الصفات الكيميائية للتربة
- زيادة النشاط الحيوي في التربة
- تحسين نمو النبات
- دفع الطاقة الإنتاجية للتربة
ولكن يجب التنبيه إلى أمر هام وهو أن استعمال كميات كبيرة نسبياً من المادة العضوية تزيد عن الاحتياج يشكل عبئاً مالياً كبيراً يمكن الاستغناء عن جزء منه سيما وأن أسعار الأسمدة العضوية في تصاعد مستمر.
ثانياً: التسميد المعدني يكمل التسميد العضوي
إن معظم الأتربة المخصصة لزراعة محاصيل الخضار تكون عادة خفيفة إلى متوسطة القوام مفلوحة جيداً ولها سعة تبادلية ضعيفة لذا يجب تحاشي إضافة كميات كبيرة من الأسمدة دفعة واحدة وخاصة الأسمدة الآزوتية والبوتاسية ليمكن تلافي تركيز إيوناتها في المحلول الأرضي وزيادة الضغط الأوزموزي حول الشعيرات الجذرية.
إن إضافة كمية كبيرة من الأسمدة الوفسفاتية يجب أن يترافق مع إضافة الكمية المناسبة من السماد البوتاسي وأن يوضع هذان السمادان على عمق يتناسب مع تعمق جذور المحصول في التربة ولكن هناك ضرورة كبيرة لتجزئة السماد الآزوتي على عدة دفعات.
إن الأسمدة المتاحة للاستعمال في الزراعة السورية هي السوبر فوسفات الثلاثي وسلفات البوتاس واليوريا والكالنترو ونترات الأمونيوم في حال نجاح إمكانية إنتاجه محلياً.
وبشكل عام يمكن اعتماد الأساس التالية:
1- إضافة كامل الاحتياج من الفوسفور والبوتاس قبل الزراعة بحيث تكون على عمق مناسب لانتشار جذور المحصول.
2- إضافة نصف الاحتياج من الآزوت على صورة يوريا قبل الزراعة بحيث يتم تأمين تغذية المحصول، من مرحلة الإنبات إلى مرحلة الإزهار وعقد الثمار الأولى في الخضراوات الثمرية أو الحصول على أول قطاف الخضراوات الورقية.
3- إضافة سمادة الكالنترو أو نترات الأمونيوم بعد كل قطاف للأوراق أو جني للثمار وسقاية الحقل مباشرة بعد نثر السماد.
4- إن تجزئة الآزوت ضرورية ليمكن الإقلال من فقد هذا العنصر بالتسرب مع الكميات الزائدة عن حاجة المحصول من مياه الري.
ثالثاً: ملاحظة أساسية في تسميد الخضراوات
نظراً لتتابع زراعة الخضراوات في نفس الأرض والاحتياجات الغذائية الضرورية لها خلال دورة النمو القصيرة جداً فإنه من الصعب عملياً حساب كميات الأسمدة الواجب إضافتها لمحصول واحد ولكن من المفضل حساب كميات الأسمدة اللازمة لكامل التركيب المحصولي وتأمين وسط غذائي كاف وقادر على تلبية احتياجات المحاصيل المتعاقبة وقد يكون ذلك سهلاً بالنسبة لعنصر الفوسفور وأقل سهولة بالنسبة لعنصر البوتاس ولكنه صعب جداً بالنسبة لعنصر الآزوت لأن تحرك هذا العنصر مع ماء التربة يتطلب إضافات متتالية يمكن تحقيقها عن طريقة تجزئة كمية الآزوت إلى عدة دفعات وتحديد مواعيد إضافة هذا الآزوت في الفترات الملائمة من مراحل نمو المحصول