مقدمة
تعتبر المانجو ملكة ثمار الفواكة المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية. وثمرة المانجو ذات قيمة غذائية عالية فهى غنية بالعناصر الغذائية وهى تحتوى على فيتامين أ، ج والبروتينات، الدهون، أحماض الماليك، والستريك والكاروتين. المانجو من الفواكه الاستوائية وقد أدخلت مصر فى عهد محمد على عام 1825 وازدادت المساحة المزروعة بها حتى وصلت إلى 109018 فدان عام 2003 وتنتج حوالى 287317 طن بمتوسط إنتاج 4.19 طن / فدان.
والمانجو ذات أهمية اقتصادية كبيرة وتحتل المرتبة الثالثة فى التجارة بعد الموالح والعنب. وتتركز زراعة المانجو فى مصر فى محافظات الإسماعيلية 33904 فدان والشرقية 17004 والجيزة 7665 والفيوم 4342 فدان وغريب النوبارية 11221 فدان.
ويلاحظ أن هناك زيادة سنوية فى المساحات المزروعة من المانجو ويرجع ذلك إلى عديد من العوامل مثل مناسبة الظروف المناخية لإنتاج المانجو فى أغلب محافظات الجمهورية كذلك نجاح زراعة المانجو فى أنواع متباينة من الأراضى وارتفاع مردود الدخل للمزارع نتيجة زراعة المانجو إذا قورن بكثير من الفواكه الأخرى.
التقسيم النباتى للمانجو
الاسم العلمى للمانجوMangifera indice L .
يتبع المانجو العائلة Anacardiceae التى ينتسب إليها الفستق والكاشو وأشجار الفلفل الأفرنجى.. إلخ ويتبع المانجو جنس Mangifera ويضم هذا الجنس 11 نوعاً نباتياً معظم ثمارها غير صالحة للاستهلاك، ويعتبر أهمها النوع Indica الذى يتبعه جميع أصناف المانجو الشائعة والمعروفة.
الوصف النباتى
شجرة المانجو شجرة مستديمة الخضرة تتباين فى شكلها وارتفاعها وذلك باختلاف الأصناف والتربة المزروعة فيها وطريقة الإكثار فقد تكون الأشجار قائمة أو منتشرة أو متهدلة أو زاحفة وقد تكون قصيرة أو مرتفعة وقد يصل نمو الأشجار إلى درجة كبيرة جداً إذا مازرعت فى أرض عميقة وخصبة وكذلك إذا ماستخدمت البذور كوسيلة للإكثار وقد يصل ارتفاع الأشجار إلى 30 متراً. أما الأشجار المطعومة وكذلك النامية فى تربة فقيرة فإنها لاتصل إلى مثل هذا الارتفاع.
الأوراق رمحية لونها الأخضر يتدرج من الفاتح إلى الداكن - سميكة جلدية مختلفة الأطوال وقد يصل طولها إلى 40 سم - وفى معظم الأصناف يكون لون الأوراق الصغيرة السن أرجوانياً إلى الأحمر أو تأخذ اللون السمنى ثم لايلبث أن يتحول اللون إلى الأخضر الفاتح ثم إلى الأخضر المميز للصنف وذلك باكتمال نمو الورقة - وتبلغ الورقة حجمها الكامل بعد شهرين تقريباً - ويختلف عمر الورقة من 4 - 5 سنوات حسب الصنف والورقة كاملة الحافة ذات عنق يختلف طوله باختلاف الأصناف وكذلك شكل التعريق وعند فرك الورقة باليد تعطى رائحة التربنتين والتى تختلف قوتها باختلاف الأصناف أو رائحة الجذر فى بعض الأصناف مثل الهندى سنارة، قلب الثور هذا وتختلف قدرة الأوراق على القيام بعملية التمثيل الضوئى حسب عمر الورقة فالأوراق ذات اللون الأرجوانى عادة ماتكون أقل مقدرة بالقيام بعملية التمثيل الضوئى إلا أنه باكتمال نموها وتلونها باللون الأخضر الفاتح ثم الداكن يزداد نشاطها ويصل إلى قمته ثم يتضاءل هذا النشاط مرة أخرى بتقدم عمر الورقة فى السن.
دورات النمو
ولوحظ أن النمو فى أشجار المانجو يحدث فى موجات أو دورات نمو خضرى متتابعة عددها من 2 - 3 دورات إحداهما فى الربيع ( مارس - أبريل ) والثانية فى الصيف ( يونيه - يولية - أغسطس ) والثالثة فى الخريف ( سبتمبر - أكتوبر ) ولاتظهر هذه الدورات على جميع الأفرع فى وقت واحد.
هذا ويختلف عدد دورات النمو تبعاً للعديد من العوامل مثلالصنف - عمر الشجرة- حالة الحمل - منشأ الشجرة بذرى أو طعم - ففى حالة الحمل الغزير تعطى الأشجار دورة نمو واحدة أما فى سنة الحمل الخفيف تعطى 2 - 3 دورات وعادة مايعقب كل دورة من دورات النمو فترة سكون - وعموماً يبدأ النمو الخضرى لأشجار المانجو فى شهر مارس ويستمر حتى شهر سبتمبر أى يأخذ حوالى سبعة أشهر ثم يتوقف النمو بعد ذلك حتى شهر فبراير - أى حوالى خمسة أشهر.
ويلاحظ أن أشجار المانجو بها ظاهرة السيادة القمية للبرعم الطرفى للفرع أى أن وجود هذا البرعم ونموه بحالة طبيعية يمنع نمو البراعم الجانبية على نفس الفرع - وإذا ماتم قصف هذا البرعم الطرفى أو مات لأى سبب أو تعرض لظروف غير عادية مثل العطش الشديد أو الرياح الساخنة أو انخفاض شديد أو ارتفاع شديد لدرجة الحرارة أو عوامل أخرى مثل الإصابة بالحشرات أو الأمراض فإن ظاهرة السيادة القمية يتم كسرها وتنمو براعم جانبية بجوار البرعم الطرفى أو أسفل منه على طول الفرع ويختلف عددها فقد تصل من 2 - 8 براعم وهذه البراعم تعطى أزهاراً إذا كان الوقت مناسباً.
التكـشف
يشير التكشف إلى عملية بزوغ البراعم لتكوين أفرع خضرية أو زهرية أو مختلطة والعامل المحدد هو الفترة الضوئية أو التغيير فى الظروف الحرارية أو كلاهما يحفز من إنتاج وتكوين البراعم ويتسبب التحول من ظروف إلى أخرى فى الخلايا الأم للقمم المرستيمية فى إنتاج المحفزات المسئولة عن التحول من الحالة الساكنة إلى النمو وإنتاج البراعم ونموها.
يحدث التكشف فى البراعم الزهرية فى المانجو قبل التكشف بالنسبة للبراعم الخضرية.
ويرى أن التغيير فى الظروف المحيطة قد يحول البراعم من الحالة الزهرية إلى الخضرية والعكس. ووجد أن الخلايا الموجودة فى البرعم الطرفى عند حثها تتحول إلى التكشف الزهرى عن طريق بادئ ناتج من التحفيز وهذا البادى يتكون عند العقد ويستجيب للمحفز وتفع هذه الخلايا فى إبط مبادئ الأوراق أو المريستسم الجانبى والتى تصبح فى هذه الحالة نشطة. وعند التنشيط فإنها تنمو لتعطى أوراق فى الحالة الزهرية ووجد أن نقل النبات أثناء التكشف من درجة حرارة إلى أخرى يتسبب فى تكوين نسبة عالية من النموات الخضرية مقارنة بالزهرية أو العكس معتمدا على التغير فى درجات الحرارة فعلى سبيل المثال الإنتقال من حرارة مرتفعة إلى حرارة منخفضة مع بداية تكشف البراعم يتسبب فى تكوين عدد أو نسبة مرتفعة من النموات الزهرية إلى الخضرية والعكس صحيح.
ولقد أوضح Nunez سنة 92 أن الإنتقال للبراعم من درجة حرارة إلى أخرى ربما يؤدى إلى إنعكاس نوع البراعم من زهرى إلى خضرى ويحدث هذا التأثير فى الأصناف المنزرعة تحت ظروف تحت الإستوائية حيث تكون الحرارة المنخفضة هى العامل المحدد فى التكشف ووجد أن العديد من أصناف المانجو تزهر عند زراعتها على إرتفاعات منخفضة فى الظروف الإستوائية حيث تكون الحرارة أعلى من 25 ْم مع رطوبة مرتفعة ويصبح فى هذه الظروف عمر الفرع هو العامل المحدد للتكشف.
العلاقة المائية وأثرها على التكشف
المانجو النامية تحت ظروف إرتفاعات منخفضة تميل تحت درجات الحرارة المنخفضة إلى التكشف الزهرى مقارنة بالأشجار المنزرعة على إرتفاعات عالية فى المناطق الإستوائية ويعمل نقص الماء كحافز للتزهير .
ووجد أن التعطيش لفترة من 6 - 8 أسابيع تحت ظروف الحرارة المرتفعة لم تؤدى إلى تكوين نورات من البراعم الطرفية ولكنها أدت إلى سرعة معدل التكشف بعد إعادة الرى وذلك تحت ظروف الحرارة المنخفضة ومع حرارة 18، 15 نهارا وليلا (ظروف مناسبة للتزهير).
أمكن تأخير التكشف عن طريق التعطيش وعند إرتفاع الحرارة إلى 29، 25 وإعادة الرى أعطت أفرع خضرية فقط.
ووجد أن المانجو تحت ظروف الإرتفاعات المنخفضة تميل تحت ظروف الحرارة المنخفضة إلى التكشف الزهرى مقارنة بالأشجار المنزرعة على إرتفاعات عالية فى المناطق الإستوائية ويعمل نقص الماء كحافز للتزهير.
وبدراسة علاقة الضوء بالتكشف وجد أن التكشف الزهرى يتسبب عن الحرارة المنخفضة وليس نقص الفترة الضوئية وتعمل الحرارة المرتعة على تثبط التكشف وليس طول الفترة الضوئية.
وجد أن بعض الأفرع التى تتكشف أثناء ظروف غير مناسبة تنمو وتعطى أوراق وكذلك نورات زهرية وفى هذه الحالة كل من مبادئ الأوراق والبراعم الزهرية تنمو بالتبادل.
ولوحظ أن إزالة البرعم الطرفى عن طريق التقليم يحفز من نمو البراعم الجانبية كذلك إسقاط الأوراق من 5 - 10 ورقات يحفز التحول للبراعم الساكنة الطرفية ووجد أن التقليم الخفيف خلال الفصل الدافئ (أشهر الصيف) يؤدى إلى تكوين براعم زهرية بينما التقليم فى الشتاء غالبا يؤدى إلى نورات زهرية جانبية.
وتخرج الأزهار من البرعم الطرفى على الأفرع التى عمرها 6 أشهر على الأقل وقد تخرج من البراعم الجانبية على نفس الفرع أو على خشب أكبر سناً - وتتكشف البراعم الزهرية قبل تفتح البراعم فى الربيع ببضع أسابيع - هذا ويختلف ميعاد تكشف البراعم الزهرية تبعاً لاختلاف الأصناف والموسم وأيضاً تبعاً لكمية المحصول - فقد وجد أن التكشف يبدأ فى البراعم فى خلال شهرى نوفمبر وديسمبر باختلاف الأصناف والمناطق ووجد أنه فى سنة الحمل الغزير يتأخرعن سنة الحمل الخفيف بحوالى أسبوعين - ويتوقف النمو فى الخريف بسبب البرد أو جفاف الجو وهذا الجو يناسب عملية التزهير.
التزهـير
ويبدأ عادة فى أواخر فبراير ويكون مبكراً عن ذلك بالوجه القبلى ويبلغ الإزهار أوجه فى مارس وينتهى موسم الإزهار غالباً فى أواخر مارس أو فى الأسبوع الأول من أبريل هذا فى الظروف المناخية العادية وأما إذا امتد موسم الشتاء وانخفضت درجة الحرارة فيمتد الموسم وقد يستمر التزهير حتى شهر مايو وتختلف مدة الإزهار باختلاف الأصناف وقد تمكث بعض الأشجار أكثر من شهرين وهى مزهرة وكثيراً ماتبدأ الفروع الجنوبية للشجرة وهى الأكثر مواجهة لأشعة الشمس فى الإزهار قبل غيرها أما الفروع الشمالية فتكون آخرها إزهاراً وكلما طالت فترة الإزهار بالشجرة كان ذلك أدعى إلى تلقيح أزهارها وإخصابها وإنتاج محصول وافر منها وعلى العموم يتوقف موعد الإزهار وطبيعته على حالة الجو وعلى الصنف والحالة الغذائية للشجرة. وقد يتعرض التزهير المبكر إلى ظروف غير طبيعية كانخفاض درجة الحرارة أو الإصابة بالبياض فيؤدى ذلك إلى موته فتخرج الأشجار دفعة جديدة من التزهير.
وقد تزهر الأشجار فى غير موسمها العادى وقد وجد أن هناك أربعة أنواع أخرى من الإزهار فضلاً عن الإزهار العادى السابق ذكره وهى
1- الإزهار الصيفى
قد يحدث أن تزهر الشجرة مرة ثانية فى الصيف زيادة على إزهارها العادى الطبيعى - وفى العادة يكون عدد العناقيد الزهرية قليلاً - وفى الغالب تكون مشوهة ذات أحجام مختلفة لايتفتح معظم أزهارها وأحياناً تعقد بها ثمار تجف أو تتساقط فى أدوار نموها الأولى ويجب المبادرة بإزالته أولاً بأول وحرقه.
2 - إزهار الترجيع
يحدث هذا النوع من الإزهار غالباً فى الصيف فى ( يولية وأغسطس ) ولايكون فى الأشجار التى تزهر أزهاراً صيفياً وقد يكون عدد الشماريخ كبيراً، والشماريخ الزهرية تكون سليمة وتحمل بعض الثمار التى تنضج فى فبراير من العام التالى وتكون الثمار أقل حجماً وحلاوة ونكهةمن ثمار المحصول الرئيسى والترجيع نادر الحدوث ويقتصر على أشجار فردية وخاصة فى الوجه القبلى.
3- الإزهار الكاذب
يحدث أن تظهر عناقيد زهرية فى غير مكانها الطبيعى بالشجرة فتخرج على جوانب الفروع الرفيعة التى عمرها نحو سنة أو على الفروع الرئيسية أو حتى على خشب الجذع ويحدث ذلك فى الأماكن التى يتم قطعها لأخذ الطعوم منها - وتعقد مثل هذه العناقيد ثمار صغيرة غالباً ماتتساقط فى أدوار نموها المختلفة وقد يبقى عدد قليل منها حتى النضج وينصح بإزالة مثل هذه العناقيد الزهرية مباشرة حتى تخرج بالقرب من مكان قطعها فروع جديدة تحمل محصول بعد ذلك.
4- الإزهار الشتوى أو الإزهار المبكر
يحدث أن تزهر بعض الأشجار فى شهور الشتاء أى قبل الموعد الطبيعى للإزهار وقد يصل التبكير أن تزهر الأشجار فى شهر نوفمبر أى قبل موعد التزهير الطبيعى بشهرين ونصف، وقد وجد أن الأصناف التى تنضج ثمارها مبكراً أزهرت أشجارها مبكراً ولاتوجد علاقة بين نسبة الإزهار المبكر وموسم النضج للأصناف وتختلف نسبة الإزهار الشتوى بين الأصناف فأكثرها إزهار الهندى سنارة، البايرى، التيمور، الأورمانس، الدبشة ولوحظ أن الإزهار المبكر يشمل جميع جهات الشجرة إلا أنه وجد أن أكثر الجهات إزهاراً أكثرها تعرضاً للشمس والعكس بالعكس وعموماً وجد أن التزهير المبكر يحدث نتيجةالحالة الغذائية للشجرة فالأشجار التى فى سنة الحمل الغزير أكثرهاإزهاراً ويساعد على حدوث الإزهار المبكر دفء الشتاء وجفاف الجو والرى والعناقيد المبكرة تعقد عليها ثمار كثيرة العدد فى بادئ الأمر ثم تتساقط معظم تلك الثمار فى أدوار نموها الأولى وماتبقى يكون صغير الحجم مشوه قليل القيمة التجارية - والإزهار المبكر يكون عرضة للإصابة الشديدة بالبياض الدقيقى - ومعرض لبرد الشتاء مما يؤدى إلى جفافه أو موته ثم سقوطه.
ولوحظ أن الأشجار التى جفت شماريخها أو جف عقدها أخرجت شماريخ زهرية من براعم جانبية على نفس الأفرع التى حملت التزهير المبكر وقد حملت محصولاً لابأس به ولعلاج ظاهرة الإزهار المبكر ينصح بإزالة الشماريخ الزهرية المبكرة وذلك بالقصف باليد بهذه المعاملة يخرج حوالى 80 % عناقيد زهرية جديدة بعد حوالى 21 يوم من عملية القصف والـ 20% الباقية خرجت عليها أغصان خضرية ونجد أن 50 % من هذه العناقيد الزهرية مساوية فى الحجم للعناقيد الزهرية العادية أما الباقى فكان حجمه ربع الحجم الطبيعى ووجد أن نسبة العقد فى العناقيد الزهرية الجديدة تزيد 50 % عن العقد فى المبكرة ونسبة الثمار الكبيرة فى الجديد ضعف المبكرة وتتساوى مع التزهير العادى وقد وجد أن إزالة الشمراخ الزهرى المبكر بالقص وإزالة نمو 5 سم من أطراف الفروع الحاملة بدلاً من القصف كانت نسبة العناقيد الزهرية الخارجية لاتتعدى 10 % من مجموع الفروع المعاملة أما الباقى ( نسبة 90 % ) خرجت عليها أغصان خضرية.
وكذلك وجد أن التأخير فى عملية القصف فى المراحل المختلفة - مرحلة انتفاخ البرعم - بداية خروج الشمراخ - تفتح الأزهار على الشمراخ، العقد ففى كل مرحلة تقل نسبة خروج أزهار عن سابقتها حتى نصل إلى مرحلة تفتح الأزهار والعقد، قد تفشل الأفرع فى إعطاء دور ثانى من الإزهار ولذلك تكون التوصية بإزالة التزهير المبكر عن طريق القصف وفى المراحل المبكرة انتفاخ البراعم أو بداية خروج الشمراخ.
شجرة مانجو فى حالة التزهير الكامل (2
وصف العنقود الزهرى والزهرة
تحمل أشجار المانجو أزهارها فى نورات عنقودية هرمية الشكل قد يصل طولها فى بعض الأحيان إلى أكثر من 60 سم تحمل على أفرع عمرها لايقل عن 6 شهور وقد تصل إلى السنة وتحمل الشجرة العديد من النورات وتحمل النورة عدد كبير من الأزهار قد يصل إلى 6000 زهرة أو أكثر والأزهار على نوعين أزهار كاملة ( خنثى ) وأزهار مذكرة وعدد الأزهار المذكرة يفوق عدد الأزهار الخنثى فى أغلب الأصناف وتوجد الأزهار الخنثى على التفريعات العلوية من العنقود الزهرى ( الثلث العلوى ) أما التفريعات السفلية فيكاد يكون أكثر ما عليها من الأزهار مذكراً وتتفتح معظم الأزهار الخنثى قبل كثير من المذكرة وفى الأغلب يتفتح نحو ثلثا مجموع الأزهار التى بالعنقود، والأزهار صغير بيضاء اللون تميل إلى الاحمرار فى بعض الأصناف وإلى الاصفرار فى البعض الآخر كما أن لون شماريخ العناقيد الزهرية يختلف باختلاف الأصناف فقد تكون حمراء أو خضراء أو صفراء مخضرة وفى بعض الأصناف تخرج أوراق على الضلع الوسطى للحامل الزهرى
( العرجون ) وفى بعض الأصناف أيضاً يخرج من طرف الحامل الزهرى غصن صغير يحمل عدداً قليلاً من الأوراق قد يخرج من طرفه حامل زهرى آخر بعد شهرين أو ثلاثة من خروج الحامل الأصلى.
والزهرة فى المانجو جالسة تتكون من 5 سبلات خضراء أو صفراء ومشوبة بالحمرة وتويج ذى خمس بتلات بها حمرة أو بيضاء عليها خطوط ملونة وتنتهى بتخت مستدير الشكل يعلو التخت مبيض كروى الشكل يخرج منه قلم جانبى يعلوه ميسم دقيق ويخرج من التخت بجانب المبيض سداه واحد خصب يتكون من خيط ينتهى بمتك بيضى الشكل ذو لون أحمر أو أرجوانى يتفتح طولياً عند نضجه وفى بعض الأحوال تحتوي الزهرة الخنثى على كربلتين وفى النادر على ثلاثة وقد تحتوى على متكين أو ثلاثة ولكن هذا قليل الحدوث والزهرة المذكرة خالية من المبيض ويوجد وسطها سداه واحد خصب قائم فوق التخت.
وتختلف نسبة الأزهار الخنثى باختلاف الأصناف فهى تتراوح بين 1 % فى الصنف دبشة، 13 % فى الهندى سنارة، 52 % فى قلب الثور، و67 % فى اللانجرا إلى 78 % فى الصنف دوسيرى. وتتراوح النسبة بين 9 % إلى 37 % أو تزيد فى الأصناف البذرية.
ووجد أن هذه النسبة تختلف من شجرة لأخرى فى الصنف الواحد وتكون هذه النسبة مرتفعة فى سنة الحمل الغزير وأقل فى سنة الحمل الخفيف وتختلف هذه النسبة من عقود زهرى لآخر فى الشجرة الواحدة للصنف الواحد. كذلك تختلف باختلاف الجهات الأصلية للشجرة الواحدة كذلك تختلف باختلاف سن الأشجار فتزداد فى الأشجار الكبيرة السن ووجد أن هناك علاقة طردية بين نسبة الأزهار الخنثى والمحصول فى الصنف الواحد.
وصف الثمرة
وثمرة المانجو حسلة Drupe ومن الناحية النباتية تتكون من الجلد الخارجى ( الإكسوكارب ) وجزء لحمى حلو ( الميزوكارب ) وجزء داخلى
( الإندوكارب ) الذى يحوى بداخله بذرة واحدة. وتخرج الثمار إما مفردة أو فى عناقيد وتجدر ملاحظة أنه يخرج على الغلاف الخشبى ألياف كثيرة أو قليلة تمتد إلى الجزء اللحمى وقد تكون هذه الألياف طويلة أو قصيرة وذلك باختلاف الأصناف. هذا وتختلف ثمار المانجو فى الشكل والحجم واللون والعديد من الصفات الأخرى فمن ناحية الشكل نجد أنه يتباين من بيضى، قلبى، كلوى، كروى أو مستطيل، كما يختلف حجم الثمرة من صغيرة إلى كبيرة جداً كما يتراوح الوزن بين 0.15 إلى 2.5 كجم. أما لون الجلد فيختلف أيضاً باختلاف الأصناف فهناك ثمار لون جلدها أخضر، وأخرى أصفر أو مشمشى أو أصفر ليمونى أو برتقالى وقد يصاحب ذلك وجود خد أحمر جميل يعطى للثمرة منظراً جذاباً. واللب عادة ما يكون لونه أصفر أو برتقالى، خالياً من الألياف، أو قد تتخلله الألياف القليلة أو الكثيرة حسب الصنف، عادة مايكون اللب متماسك أو عصيرى، طعمه جميل جداً مع وجود حموضة قليلة تعطى له مذاقاً مستساغاً، كما قد تشوبه رائحة التربنتين قليلة أو كثيرة تجعل طعمه غير مرغوب.
البـذرة
البذرة قد تكون صغيرة أو كبيرة الحجم، ذات شكل مستطيل، مستدير أو بيضى مفلطح، خشبية، هذا ويختلف حجم البذرة باختلاف الأصناف، وقد يوجد على الغلاف الخشبى المحيط بالبذرة ألياف قليلة وكثيرة تخرج عادة على حافة هذا الغلاف الخشبى، أو قد ينعدم وجود الألياف بالمرة وذلك تبعاً لاختلاف الأصناف أيضاً. وقد تحتوى البذرة على جنين واحد وهو الجنين الجنسى الناتج من اتحاد الأنوية الذكرية مع نواة البيضة، أو قد تحتوى البذرة على أكثر من جنين واحد ( 2 - 8 أو أكثر ) إحداهما هو الجنين الجنسى والأخرى تطورت من نسيج النيوسيلة والأصناف التى تحتوى بذورها على جنين واحد تسمى وحيدة الجنين Monoembryonic، أما تلك التى تحتوى بذرتها على أكثر من جنين واحد فيطلق عليها بذور متعددة الأجنة Polyembryonic.
الجـذر
وتحمل شجرة المانجو جذر وتدى لايتعمق كثيراً فى التربة حيث أنه نادراً مايتعمق لأكثر من 150 سم - وذلك فى حالة الزراعة بالبذرة - ثم لايلبث أن يتفرع بعد ذلك وينتشر المجموع الجذرى أفقياً فى دائرة قطرها حوالى ستة أمتار وذلك فى حالة الأشجار الكبيرة السن وتجدر ملاحظة أن أكبر نسبة من جذور الامتصاص تتواجد فى دائرة اتساعها 1.5 م على بعد حوالى 1 م من جذع الشجرة ذاتها، كذلك تتواجد نسبة كبيرة من الجذور المغذية ( حوالى 58.5 % ) فى طبقة من التربة سمكها حوالى 50سم وعلى عمق يتباين باختلاف الأصناف حيث تبعد فى الصنف زبده بحوالى 20 - 70 سم وفى الصنف بايرى بعمق 40 - 90 سم من سطح الأرض، مع ملاحظة أن هذه الأصناف كانت مطعومة على أصول بذرية. وفى حالة الشتلات المطعومة نادراً مايتعمق الجذر الوتدى لأكثر من 40 سم.
وفى حالة إتباع أسلوب الرى بالتنقيط نجد أن جذور المانجو أصبحت سطحية غير متعمقة حيث توجد على بعد سنتيمترات قليلة من سطح التربة كنتيجة للرى المتكرر على فترات متقاربة مما لايعطى فرصة معه للجذور للتعمق والإنتشار بحثا عن الرطوبة - وهذا يسبب بعض المشاكل مثل-
1- تعرض الجذور للتقطيع عند إجراء العزيق.
2- تعريض الأشجار للعطش كنتيجة لفقد الرطوبة من الطبقة السطحية للتربة بفعل العوامل الجوية.
3- إنتقال التأثير الحرارى لأشعة الشمس إلى التربة وبالتالى إلى جذور الشجرة مما يؤدى إلى إختلال كبير فى العمليات الفسيولوجية وخاصة عمليات النمو والإمتصاص فيؤدى إلى حدوث تساقط العقد الصغير أو الثمار الكبيرة وخاصة إذا كانت منطقة أسفل الشجرة غير مظللة.
4- إقتلاع الأشجار عند هبوب رياح شديدة.
ويمكن تفادى ذلك عن طريق-
1- إطالة الفترة بين الريات وبذلك تعطى فرصة للجذور للتعمق للبحث عن الرطوبة التى تكون متوفرة بعيدة ومتعمقة عن المنطقة السطحية.
2- يمكن عند الزراعة جعل مستوى الجور منخفض عن مستوى سطح التربة بحوالى 30 سم - ثم تردم هذه المسافة فى السنوات التى تلى الزراعة تدريجيا.
3- تغطية منطقة أسفل الشجرة بقش الأرز ولوحظ أن هذه العملية لها تأثير جيد من حيث تقليل فقد الماء وكذلك حماية الجذور السطحية من المؤثرات الخارجية.
4- عدم زراعة شتلات ذات منطقة تطعيم مرتفعة (طعم عالى) لأن ذلك يؤدى إلى عدم تظليل منطقة أسفل الشجرة.
التلقيح والعقد
أزهار المانجو مهيئة للتلقيح بواسطة الحشرات وذلك لقلة عدد حبوب اللقاح التى تنتج من المتوك ووجود الغدد التى تفرز الرحيق بأسفل المبيض وكذلك الرائحة التى تنبعث من التويج هذا علاوة على أن حبوب اللقاح لزجة والتى تلتصق ببعضها مما يسهل التصاقها بجسم الحشرة وهناك أنواع عديدة من الحشرات تقوم بعملية التلقيح منها حشرات زوجية الأجنحة والغشائية الأجنحة والفراشية والخنافس والذباب والذبابة المنزلية والتربس وتجدر الإشارة بأن النحل لاينجذب بأعداد كبيرة لأزهار المانجو ولايلقحها والتلقيح فى المانجو خلطى ونادراً ماتتلقح الأزهار ذاتياً وذلك لأن عضو التأنيث بالزهرة ينضج ويلقح من حبوب لقاح زهرة أخرى قبل أن ينضج لقاح نفس الزهرة ( تفاوت ميعاد نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة ) Dichogamy وتتفتح الأزهار بعد الظهر وتحتفظ بنضارتها إلى اليوم التالى حيث يحدث التلقيح فى الصباح إذ تكون الحشرات فى قمة نشاطها كما تكون الزهرة على استعداد تام لقبول عملية التلقيح. ووجد أن مايتم تلقيحه حوالى 40 % من مجموع الأزهار الخنثى ويتم التلقيح بعد 8 ساعات من تفتح الأزهار وتنبت حبوب اللقاح بعد 1.5 ساعة من تواجدها على المياسم وتحدث عملية الإخصاب بعد فترة 12 - 24 ساعة ومع ذلك لاينضج من هذه النسبة سوى نسبة 6 % من الأزهار العاقدة.
وتسقط باقى الأزهار العاقدة وذلك بسبب عوامل التساقط العديدة كما سيأتى ذكره وقد وجد أن هناك اختلاف بين الأصناف فى درجة التلقيح فالأصناف التى بها نسبة عالية من الأزهار الخنثى والتى تنخفض فيها النسبة بين طول عضو التأنيث وطول نمو التذكير يحدث عقد الثمار فيها بنسبة عالية - أما من حيث طبيعة العقد واختلافها فى الأصناف ومن شجرة إلى أخرى فى الصنف الواحد ومن عنقود زهرى إلى آخر ومن سنة إلى أخرى فتتمشى تماماً مع نسبة الأزهار الخنثى فى العنقود الزهرى ونسبتها فى الأصناف المختلفة ونقص كفاءة عوامل التلقيح قد يكون المسئول جزئياً عن انخفاض المحصول فى بعض الأصناف وقد تلعب عوامل المناخ مثل الرياح والأمطار دوراً مؤثراً سواء كان الدور مباشراً أو غير المباشر على تلقيح الأزهار فقد يتأثر نشاط الحشرات بمثل هذه العوامل ومن ناحية أخرى تؤثر درجات حرارة الجو على حيوية حبوب اللقاح ونمو الأنبوبة اللقاحية وعقد الثمار حيث وجد أن التعرض لحراة منخفضة يقلل من حيوية حبوب اللقاح ويقل عقد الثمار عند التعرض لحرارة 44ْ م أو أزيد أثناء التزهير. كما وجد أن الجفاف يقلل من عقد الثمار بنسبة 50 % وأن حدوثه خلال 4 - 6 الأسابيع الأولى من العقد يقلل من حجم ونمو الثمار.
ووجد أن انخفاض درجة الحراة أثناء فترة التزهير والعقد والإخصاب يؤدى إلى تساقط الأزهار والعقد الصغير أو يؤدى إلى تكوين ثمار صغيرة الحجم مجهضة الجنين تظل معلقة على الشجرة وتنمو ببطء حتى تصل إلى النضج وهذه مايطلق عليها الثمار الفص وتكون أصغر من الثمار العادية وأشد منها حلاوة وتتقارب فى موعد النضج مع الثمار العادية وتظهر هذه الظاهرة فى أصناف العويس - السكرى - قلب الثور - نيلم.
تفسير ظاهرة التفصيص فى المانجو
وتفسير ظاهرة التفصيص فى المانجو بأن إنخفاض درجة الحرارة أثناء التزهير وبعد حدوث التلقيح يؤدى إلى تكوين العديد من الثمار الصغيرة الحجم ذات الأجنة المجهضة. نتيجة للضرر الذى أصيب النواة الذكرية وجهاز البيضة وبالتالى لم يكتمل الإخصاب وكان نمو الأنبوبة اللقاحية كاف لتنشيط نمو المبيض الذى أدى إلى تكوين الثمرة الخالية من البذرة وهناك تفسيرا آخر يقول أن تكوين الثمار العديمة البذور (الفص) يكون نتيجة حدوث التلقيح والإخصاب وتكوين الزيجوت ثم تكوين الجنين فى المراحل الأولى ثم حدوث إجهاض للجنين بسبب إنخفاض وإرتفاع درجة الحرارة أثناء الأيام القليلة التى تلى عقد الثمار وتظل الثمرة تنمو ببطئ حتى تصل إلى درجة النضج ولكنها فى النهاية تكون أصغر بكثير من مثيلتها العادية التى تحوى أجنة حيث وزن الثمرة الفص 20 - 30 % من وزن الثمرة العادية أما نواة الثمرة الفص فتكون رقيقة جدا ووزنها من 10 - 20 % من وزن النواة للثمرة العادية وتزداد نسبة المواد الصلبة الزائدة مع حموضة معتدلة ولذلك تظهر أحلى.
عقد الثمار
العقد فى المانجو غالباً مايكون بنسبة جيدة ولكن المشكلة هى تساقط العقد ونسبة التساقط المرتفعة للعقد وخاصة فى سنة الحمل الثقيل ففى بعض الأصناف نجد أن زهرة واحدة من كل 150 زهرة مخصبة تعقد وتنمو وتصل إلى مرحلة اكتمال النمو ويرجع تساقط الثمار للعديد من الأسباب
* التعطيش فى مرحلة العقد الصغير.
* الإصابة بالأمراض ( مثل البياض - عفن الثميرات - لفحة الثمار ).
* هبوب الرياح محملة بالأتربة والرمال.
* هبوب رياح جافة.
* فقر التربة ( نقص خصوبة التربة ).
* انخفاض درجة الحرارة أثناء فترة التزهير.
* عدم كفاية التلقيح ( خروج الأزهار عند انخفاض الحرارة ).
* حدوث العقد ثم حدوث إجهاض للجنين.
البيئة وزراعة المانجو
التربـة
تنجح زراعة المانجو على مدى واسع من أنواع التربة فأنسب الأراضى لزراعتها الصفراء الخفيفة أو الطميية العميقة جيدة الصرف ذات مستوى ماء أرضى لايقل عن 1.5 م معتدلة الحموضة أو ذات رقم pH متعادل وكذلك الأراضى الرملية الخفيفة الفقيرة الخصوبة ( صفات المحصول فى الأراضى الرملية تكون أفضل ) والأراضى البركانية والأراضى التى ترتفع بها نسبة الجير وذات مستوى الماء الأرضى المرتفع لحد ما وتنجح فى مدى واسع من درجة pH التربة من الأراضى الحامضية pH ( 4.5 - 7 ) إلى الأراضى القاعدية pH ( 7 - 8.5 ) كذلك تنجح فى الأراضى التى بها حصى دقيق ( حصوية ) والذى يعمل على زيادة التهوية فى التربة ومثل هذه الأراضى لاتحتفظ بمياه الرى.
ولذلك يجب توسيع جورة الزراعة وتعميقها لتصل إلى 1 * 1 * 1 م مع إضافة السماد العضوى والطمى وذلك لتقليل فقد الماء، أما الأراضى الطينية الثقيلة فتعتبر غير ملائمة لزراعة المانجو نظراً لاحتفاظها بكميات كبيرة من الرطوبة ودقة حبيباتها وشدة التصاقها ببعض مما يعيق أو يقلل من انتشار الجذور كذلك تشقق التربة عند الجفاف مما يؤدى إلى تقطيع الجذور مما يؤثر على نمو الأشجار خاصة فى سنوات عمرها الأولى.
أما الأراضى الملحية والطفلية فلاتصلح لزراعة المانجو إلا عن طريق إزالة تراب الجورة تماماً والتى تكون بأبعاد 1 * 1 * 1 م وملؤها بتراب جديد نظيف مع خلطه بالأسمدة العضوية المتحللة وإجراء الخدمة السنوية لإضافة السماد العضوى عن طريق خندق حول الشجرة مع محيط المسقط الرأسى للأفرع بعرض 40 سم وبعمق 50 - 60 سم وبذلك يتم تغيير جزء من التربة سنوياً يتمشى مع نمو الشجرة ونفس أسلوب الخدمة يتبع فى حالة الأراضى الحصوية والأراضى الرملية الناعمة ويجب ألا تتعدى نسبة الملوحة فى محلول التربة أكثر من 1000 جزء فى المليون حتى تعطى إنتاج تجارى جيد وقد تنجح زراعة المانجو فى أراضى تزيد نسبة الأملاح بها عن هذا الحد ( خاصة فى الأشجار البذرية ) ولكنها لاتعطى محصول تجارى وتتدهور إنتاجية الأشجار بتقدمها فى العمر.
مستوى الماء الأرضى
ويجب ألايقل مستوى الماء الأرضى عن 1.5 م وعدم وجود طبقات صماء قريبة من سطح التربة حيث تعمل هذه الطبقات على إعاقة نمو وانتشار الجذور وتراكم مياه الرى الزائدة حتى تصل إلى مستوى الجذور فيؤدى إلى إصابتها بالعفن وموتها فى النهاية وموت النباتات وكذلك تؤدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة فى المياه المحيطة بالجذور.
وفى حالة تواجد هذه الطبقة الصماء يجب تفتيتها ويمكن علاجها فى الأراضى التى تم زراعتها فعلاً باستخدام محراث تحت التربة على أن تحرث الأرض مرتين متعامدتين ويكرر سنوياً حتى تمام التأكد من تكسيرها مما يزيد من تهوية التربة والمساعدة على صرف المياه المتراكمة وبالتالى تحسين نمو وانتشار الجذور وفى جميع الأحوال يجب عند إنشاء المزارع إنشاء مصارف فرعية ورئيسية حتى لاتحدث مشاكل بسبب ارتفاع مستوى الماء الأرضى.
الظروف المناخية
تزرع المانجو فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية خط عرض 25، 35 شمالاً وجنوباً وفى المناطق الدافئة إلى الشبة الاستوائية مثل مصر - كاليفورنيا - والمناطق المثلى لإنتاج المانجو هى المناطق التى يكون فيها المناخ بارد أو جاف أو بارد وجاف قبل التزهير ( وقت التحول والتكشف الزهرى للبرعم ) ومتبوعاً بوفرة رطوبة التربة ودرجة حرارة متوسطة الدفء ( 30 - 35ْ م ) - ووجد أن انخفاض درجة الحرارة فى المناطق شبه الاستوائية ( 12ْ م ) خلال فترة التزهير عادة ماتحد أو تقلل الإنتاج عن طريق تقليل نمو اللقاح ودرجة حرارة بداية النمو فى المانجو 95 ف ( 35ْ م ) والثابت الحرارى للمانجو 3000 وحدة حرارية. كما أن سقوط الأمطار أثناء إزهار الأشجار يعوق عملية التلقيح بواسطة الحشرات التى لاتنشط أثناء المطر والرياح الشديدة كما أن المطر يزيل حبوب اللقاح من مياسم الأزهار فلا تتم عملية الإخصاب ويقل المحصول فضلاً عن ذلك فإن الأمراض الفطرية وبخاصة مرض البياض الدقيقى يكثر ظهوره بعد المطر ويسبب أضراراً كبيرة.
درجـة الحـرارة
تعد الحرارة أحد المتغيرات ذات التأثير الواضح على كفاءة عملية البناء الضوئى بالنبات - فهناك تداخل جوهرى بين درجة حرارة الهواء والتربة وصافى عملية البناء الضوئى - فقد لوحظ أنه عندما تثبت درجة حرارة التربة عند 25 ْم إزداد ناتج عملية البناء الضوئى وكذلك كفاءة الثغور على الإمتصاص وعندما إنخفضت درجة حرارة التزبة إلى 12 ْم نقص ناتج عملية التخليق الضوئى وإنخفضت كفاءة الثغور على الإمتصاص عند نفس درجة حرارة النهار والليل.
وعندما تتعرض الأشجار لإنخفاض فى درجة الحرارة أو لدرجات الصقيع ( أقل من 10 ْم ) يكون نتيجة ذلك تثبيط عملية البناء الضوئى وعمليات الأيض المختلفة وتصفر الأوراق عقب موجة الصقيع هذه
( أكسدة ضوئية للكلوروفيل ) وذلك لأن إنخفاض درجات الحرارة عن 10 ْم يقلل من التشبع الضوئى الخاص بعملية البناء الضوئى.
( أ ) درجة الحرارة العالية
تنمو شجرة المانجو بحالة جيدة فى درجات الحرارة العالية إذا توفرت معها الرطوبة الجوية ودرجة الحرارة المثلى لإنتاج المانجو من 24 - 30ْ م أما إذا كان الجو جاف كما هو الحال فى مصر فإن النمو يبطء لحد ما فضلاً عن أن الأوراق تحترق احتراقاً كثيراً أو قليلاً حسب درجتى الحرارة والجفاف. علاوة على ذلك فإن ارتفاع الحرارة فى شهرى يونيه ويولية وتعرض جذوع الأشجار لأشعة الشمس المباشرة أو انعكاس الحرارة من الأرض الرملية يؤدى إلى تشقق وتلف الجذع وللوقاية من ذلك يتم دهان جذع الشجرة بعجينة بوردو أو محلول الجير أو اللف بقش الأرز. كذلك تصاب الثمار بأضرار عند درجة حرارة أعلى من 35ْ م وتتحمل شجرة المانجو ارتفاع الحرارة حتى 48ْ م وتؤثر الحرارة المرتفعة تأثيراً سيئاً على النموات فى الأشجار الصغيرة مما يسبب موتها ولذلك يجب تغطية الشتلات فى المشتل وعمل تزاريب حول الأشجار الصغيرة مع عمل فتحات للتهوية فى الجهة البحرية وذلك فى السنوات الأولى من غرسها.
تأثير إرتفاع درجة الملوجة على ثمار الموالح (3
( ب ) درجة الحرارة المنخفضة
المانجو من أشجار المناطق الاستوائية ولذلك لاتحتمل البرد الشديد وهى فى ذلك أشد حساسية من جميع أنواع الفاكهة ذات الأوراق المستديمة ويتفاوت احتمالها لدرجات الحرارة المنخفضة تبعاً لسنها وحالة نموها وكون الأشجار مطعومة أو بذرية وفترة ووقت التعرض فالأشجار التى من الأصناف المنتجة محلياً مثل التيمور والزبدة وهى أكثر مقاومة من المستوردة مثل الهندى سنارة والجولك والأورمانس والصغيرة أكثر تأثراً من الكبيرة وقد تموت إذا انخفضت الحرارة إلى درجة الصفر لعدة ساعات بينما تموت الأشجار الكبيرة إذا بلغت درجة الحرارة إلى ( -4ْ م ) - ( -6ْ م ) والأشجار البذرية أكثر تحملاً من الأشجار المطعومة. ووجد أن درجة التحمل تتناسب طردياً مع نسبة المواد الصلبة الذائبة فى العصارة فى خلايا الأوراق. وأهم أعراض الإصابة بالبرد تغير لون الأفرع إلى اللون الرمادى وتجعدها وجفافها وكذلك جفاف الأوراق وتحولها إلى اللون النحاسى وتجعدها وتتدلى على جانبى الفرع وتظل عالقة به وأحياناً يصحب انخفاض درجة الحرارة حدوث تصمغ فى الأفرع ويحدث جفاف الأفرع من أعلى إلى أسفل كذلك تجف العناقيد الزهرية إذا كان التعرض للبرد أثناء التزهير كما أن الأشجار أكثر تأثيراً بانخفاض درجة الحرارة أثناء فترة النشاط عن الأشجار أثناء فترة السكون ويمكن تقليل الأثر الضار لانخفاض درجة الحرارة على الأشجار بزراعة مصدات الرياح حول حدائق المانجو كذلك فإن رى الأشجار فى فترات البرودة يساعد على تحمل الأشجار لموجات البرودة الشديدة ووجد أن زراعة المانجو تحت أشجار النخيل والزراعات الكثيفة يقلل من تأثير انخفاض درجة الحرارة.
لمعالجة الأشجار التى أصابها البرد نوصى بالآتى
تقليم الأشجار التى أصابها البرد والصقيع تقليماً جائراً وذلك بإزالة جميع الأفرع الجافة أما التى بها قليل أو كثير من الجفاف فتقطع إلى مابعد آخر الأجزاء الجافة بحيث يكون معها أجزاء خضراء وإلا سرى الجفاف إلى بقية الفروع الخضراء ويفضل إزالة أدوار النمو الطرفية التى حصل بها الجفاف كلها أما الأشجار التى جفت رؤوسها فتقطع على ارتفاع 1.5 - 2.00 متر من سطح التربة وذلك عند ابتداء النمو وتحرك العصارة فتخرج من الجذع فروع كثيرة قوية النمو يختار منها الأفرع التى تربى منها الأشجار الجديدة. وفى جميع الحالات بعد إجراء التقليم أو القطع تدهن الأفرع المقطوعة بعجينة بوردو وترش الأشجار بمحلول أوكسى كلورو النحاس بتركيز 400 جم / 100 لتر ماء.
الرطوبة الجوية والأمطار
تنمو أشجار المانجو نمواً جيداً عند توفر الرطوبة الجوية والأرضية، وتوفر الرطوبة الجوية يمنع أو يقلل احتراق الأوراق نتيجة ارتفاع درجة الحراة ويمنع حدوث عدم التوازن المائى للأشجار إلا أن زيادة الرطوبة الجوية لفترة طويلة خاصة أثناء التزهير يؤدى إلى تلف الأزهار وإصابتها بالأمراض المختلفة وخاصة مرض البياض الدقيقى كذلك فإن سقوط الأمطار خلال فترة التزهير يعمل على غسيل حبوب اللقاح علاوة على قلة نشاط الحشرات الملقحة مما ينعكس أثره على قلة كمية المحصول ولذلك يلزم لشجرة المانجو جو حار تسوده فترة الجفاف خصوصاً أثناء تكشف البراعم الزهرية وأثناء التزهير ونضج الثمار للحصول على نمو وإثمار جيد.
الريـاح
تؤثر الرياح تأثيراً سيئاً على أشجار المانجو وهذا الضرر إما أن يكون ميكانيكى يتمثل فى كسر الفروع الثانوية الرئيسية أو اقتلاع الأشجار من جذورها وتساقط الأزهار والثمار وتشوه الثمار نتيجة اصطدامها بالأفرع أو ضرر فسيولوجى خاصة إذا كانت الرياح جافة ومحملة بالرمال حيث تسبب جفاف فسيولوجى للأشجار نظراً لتقطيع الجذور وعدم قدرتها على امتصاص المياه بالإضافة إلى زيادة عملية النتح عن الامتصاص ويزداد الضرر الفسيولوجى إذا كانت التربة غير مروية.
وتظهر هذه الأضرار فى صورة ذبول وجفاف النموات الحديثة وتساقط الثمار الصغيرة وتشوه الثمار بفعل حبيبات الرمال المحملة بها الرياح وجفاف حواف الأوراق وتلونها باللون البرونزى.
لذا ينصح بالاهتمام بزراعة مصدات الرياح حول الحوش قبل الزراعة لتوفير الحماية من أضرار الرياح.
الضـوء
معروف أهمية الضوء بالنسبة للأشجار حيث أنه أساس إتمام عملية التمثيل أو البناء الضوئى والتى يكون ناتجها تكوين المواد الغذائية التى تحتاجها الأشجار للنمو وللمحصول وبذلك يكون للضوء تأثير مباشر على النمو والمحصول للأشجار - وعلى قدر كمية الضوء الساقطة والتى تتلقاها الأوراق يكون الناتج النهائى من عملية البناء - وكمية الضوء عبارة عن محصلة تشمل مسافات الزراعة - كثافة قمة الشجرة - طريقة التربية - حيث وجد أن شجرة المانجو ( الأوراق ) تحتاج إلى 54% من ضوء الشمس حتى يمكنها القيام بعملية البناء الضوئى.
وأوراق المانجو تختلف كفاءتها حسب العمر فالورقة عمرها من 4 - 5 سنوات تبدأ فى النشاط بمجرد تلونها باللون الأخضر المميز للصنف
( بعد شهرين تقريبا ) ثم يزداد النشاط حتى يصل إلى قمته ثم يقل النشاط أو يتضاءل بتقدم عمر الورقة فى السن.
وحيث أن النمو الخضرى يحدث فى دورات مما يؤدى إلى وجود مجموع خضرى للشجرة يحمل أوراق متباينة الأعمار مع وجود الغالبية العظمى من الأوراق التى تعدى عمرها العام الواحد - ومع وجود كثافة للنمو فى قمة الشجرة ذات أوراق داخلية ( الأكبر عمرا ) تتلقى مستويات منخفضة من الضوء نتيجة تظليل الأوراق على بعضها، فقد وجد أن نسبة الأوراق المظللة أعلى كثيرا من المعرضة للضوء وهذا يجعل أقصى مغدل للتخليق الضوئى خلال الصيف فى الأوراق المعرضة يصل إلى 60 % مقارنة بالأوراق الكاملة التعريض ولذلك أصبح ضروريا إختيار نظام تقليم يسمح بتلقى الأوراق للضوء بنسبة تزيد عن 60 % لأن ذلك سيرفع كفاءة المجموع الخضرى ( الأوراق ) على القيام بعملية البناء الضوئى والذى سينعكس أثره فى زيادة المحصول.
فقد وجد أن الأفرع الغير معرضة لضوء الشمس والمظللة يندر تكوين أزهار عليها وبالتالى عدم قدرتها على حمل ثمار كذلك يقل معدل نمو الأوراق النامية فى الظل عن النامية فى ضوء الشمس - وقلة الإضاءة تؤدى إلى ضعف تكوين الأشجار وإتجاهها للنمو إلى أعلى مع عدم تكوين نمو خضرى جيد وعند سيادة الظل تتكون الأفرع الباحثة عن الضوء العارية من الأوراق والتى يندر أن تثمر ويؤدى ذلك إلى إرتفاع الرطوبة النسبية حول الأشجار وبالتالى إنتشار الأمراض الفطرية والأشنة ومن ذلك يتضح أهمية زراعة الأشجار على مسافات غرس منتظمة تسمح بتعرض الأشجار لإضاءة مناسبة ونظرا لما ذكر من أهمية الضوء يراعى فى عملية التربية والتقليم فتح قلب الشجرة وتعريض الأفرع لإضاءة كافية تسمح بإثمار جيد وتلوين للثمار مما يزيد من القيمة التسويقية للثمار حيث أن تعريض الثمار للضوء يؤدى إلى تكوين صبغة الأنثوسيانين ( المسئولة عن اللون الأحمر ) التى تتكون عند تعرض الأنسجة للضوء.
إلا أن تعرض الثمار لأشعة الشمس المباشرة الشديدة خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة فى الصيف قد يؤدى إلى لسعة الشمس التى تظهر فى صورة بقع بنية كبيرة منخفضة وتؤدى فى النهاية إلى تساقط الثمار أو انخفاض قيمتها التسويقية خاصة تلك المعرضة للجهة القبلية من الشجرة وتعرض الأشجار للحرارة المرتفعة مع جفاف الجو وخاصة فى أشهر الصيف مما يؤدى إلى إصابة سوق الأشجار وفروعها الرئيسية المعرضة لها بتشقق فى القلف يسبب ضعفاً لها وللأشجار بوجه عام ويظهر أثر الحرارة الشديدة فى فروع الأشجار فتجف بعض الأوراق وتموت بعض البراعم الطرفية منها.
صورة (4)
الجفاف والعطش
تعتبر المانجو من الفواكه التى تتحمل أشجارها الجفاف ويمكن أن تحيا بدون أمطار أو مياه رى لمدة ثمانية أشهر أو أكثر إلا أن نقص الرطوبة الأرضية خلال مرحلة الإثمار يحدث تأثيرات شديدة على بقاء الثمار فى المراحل الأولى من تطورها فيؤدى إلى تساقطها وتعتبر فترة 4 - 6 أسابيع التى تعقب عقد الثمار فترة حرجة من تطور الثمرة حيث يحدث خلالها الإنقسام الخلوى بسرعة كما يتم فيها تطور جدار الخلية فيحدث فيها زيادة فى حجم الثمرة وتجدر الملاحظة أن أى نقص ولو طفيف فى الحالة
المائية للشجرة خلال تلك الفترة قد يؤدى إلى حدوث تأثيرات عكسية على نمو الثمرة وبقائها على الشجرة.
أما بالنسبة لمستوى الماء الأرضى فإن شجرة المانجو من أكثر الأشجار التى يمكن أن تنمو فى الأراضى الغير عميقة والغير منفذة للماء أو القريبة من مستوى الماء الأرضى.
وقد تتأذى الأشجار الصغيرة بعض الشئ فى السنين الأولى من زراعتها فى مثل تلك الأراضى فى حين لاتتأذى الأشجار الكبيرة وأنسب مايكون مستوى الماء الأرضى على عمق 1.5 - 2 متر من سطح التربة - وإتضح أن جذور المانجو تنمو فى مستوى الماء الأرضى العالى وأن الأشجار لاتتأذى بذلك خصوصا إذا كانت تلك الأراضى مسامية حسنة التهوية أما إذا زادت الرطوبة عن الحد المناسب أو كان مستوى الماء الأرضى مرتفعا والأرض خالية من المصارف غير مهواه فإن نسبة كبيرة من الجذور الماصة تموت فتضعف الأشجار ويقل المحصول تبعا لذلك أو ينعدم.
ووجد أن أشجار المانجو تتحمل غمرها بالمياه مدة طويلة ( مياه الفيضانات ) لمدة شهرين ثم تستعيد حيويتهابعد انحصار مياه الفيضان
( فيضان 1946 ).
إكثار المانجو
تتكاثر المانجو بطريقتينالتكاثر الجنسى - التكاثر الخضرى.
( أولاً ) التكاثر الجنسى ( الإكثار بالبذرة )
تتكاثر المانجو سواء كانت بذور عديدة الأجنة وذلك لإنتاج أصناف تشابه آبائها فى الصفات أو للحصول على نباتات تصلح أصولاً للتطعيم عليها من أصناف جديدة معلومة الصفات.
وتنقسم أصناف المانج من حيث عدد الأجنة بالبذور إلى قسمين
( أ) أصناف ذات بذور وحيدة الجنين
هى التى تحتوى على جنين واحد نتيجة للإخصاب الناتج عن التلقيح الذاتى من نفس الشجرة أو الإخصاب الناتج عن التلقيح الخلطى من أشجار أخرى سواء من نفس الصنف أو أصناف أخرى فإذا زرعت مثل تلك البذرة نتج عنها نبات واحد فقط يكون مشابههاً فى صفاته لأصله تماماً فى حالة الإخصاب الذاتى ومختلفاً كثيراً وقليلاً عنه فى حالة الإخصاب الخلطى وكثيراً مايكون مخالفاً لأصله فى الصفات وقل مايتفوق عليه وعلى ذلك فإن هذه الأصناف لايجوز إكثارها إلا بالطرق الخضرية ومن أهم الأصناف.
( بيرى، مبروكة، دبشة، لانجرا، فجرى كلان،
المصدر: وزارة الزراعة
تعتبر المانجو ملكة ثمار الفواكة المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية. وثمرة المانجو ذات قيمة غذائية عالية فهى غنية بالعناصر الغذائية وهى تحتوى على فيتامين أ، ج والبروتينات، الدهون، أحماض الماليك، والستريك والكاروتين. المانجو من الفواكه الاستوائية وقد أدخلت مصر فى عهد محمد على عام 1825 وازدادت المساحة المزروعة بها حتى وصلت إلى 109018 فدان عام 2003 وتنتج حوالى 287317 طن بمتوسط إنتاج 4.19 طن / فدان.
والمانجو ذات أهمية اقتصادية كبيرة وتحتل المرتبة الثالثة فى التجارة بعد الموالح والعنب. وتتركز زراعة المانجو فى مصر فى محافظات الإسماعيلية 33904 فدان والشرقية 17004 والجيزة 7665 والفيوم 4342 فدان وغريب النوبارية 11221 فدان.
ويلاحظ أن هناك زيادة سنوية فى المساحات المزروعة من المانجو ويرجع ذلك إلى عديد من العوامل مثل مناسبة الظروف المناخية لإنتاج المانجو فى أغلب محافظات الجمهورية كذلك نجاح زراعة المانجو فى أنواع متباينة من الأراضى وارتفاع مردود الدخل للمزارع نتيجة زراعة المانجو إذا قورن بكثير من الفواكه الأخرى.
التقسيم النباتى للمانجو
الاسم العلمى للمانجوMangifera indice L .
يتبع المانجو العائلة Anacardiceae التى ينتسب إليها الفستق والكاشو وأشجار الفلفل الأفرنجى.. إلخ ويتبع المانجو جنس Mangifera ويضم هذا الجنس 11 نوعاً نباتياً معظم ثمارها غير صالحة للاستهلاك، ويعتبر أهمها النوع Indica الذى يتبعه جميع أصناف المانجو الشائعة والمعروفة.
الوصف النباتى
شجرة المانجو شجرة مستديمة الخضرة تتباين فى شكلها وارتفاعها وذلك باختلاف الأصناف والتربة المزروعة فيها وطريقة الإكثار فقد تكون الأشجار قائمة أو منتشرة أو متهدلة أو زاحفة وقد تكون قصيرة أو مرتفعة وقد يصل نمو الأشجار إلى درجة كبيرة جداً إذا مازرعت فى أرض عميقة وخصبة وكذلك إذا ماستخدمت البذور كوسيلة للإكثار وقد يصل ارتفاع الأشجار إلى 30 متراً. أما الأشجار المطعومة وكذلك النامية فى تربة فقيرة فإنها لاتصل إلى مثل هذا الارتفاع.
الأوراق رمحية لونها الأخضر يتدرج من الفاتح إلى الداكن - سميكة جلدية مختلفة الأطوال وقد يصل طولها إلى 40 سم - وفى معظم الأصناف يكون لون الأوراق الصغيرة السن أرجوانياً إلى الأحمر أو تأخذ اللون السمنى ثم لايلبث أن يتحول اللون إلى الأخضر الفاتح ثم إلى الأخضر المميز للصنف وذلك باكتمال نمو الورقة - وتبلغ الورقة حجمها الكامل بعد شهرين تقريباً - ويختلف عمر الورقة من 4 - 5 سنوات حسب الصنف والورقة كاملة الحافة ذات عنق يختلف طوله باختلاف الأصناف وكذلك شكل التعريق وعند فرك الورقة باليد تعطى رائحة التربنتين والتى تختلف قوتها باختلاف الأصناف أو رائحة الجذر فى بعض الأصناف مثل الهندى سنارة، قلب الثور هذا وتختلف قدرة الأوراق على القيام بعملية التمثيل الضوئى حسب عمر الورقة فالأوراق ذات اللون الأرجوانى عادة ماتكون أقل مقدرة بالقيام بعملية التمثيل الضوئى إلا أنه باكتمال نموها وتلونها باللون الأخضر الفاتح ثم الداكن يزداد نشاطها ويصل إلى قمته ثم يتضاءل هذا النشاط مرة أخرى بتقدم عمر الورقة فى السن.
دورات النمو
ولوحظ أن النمو فى أشجار المانجو يحدث فى موجات أو دورات نمو خضرى متتابعة عددها من 2 - 3 دورات إحداهما فى الربيع ( مارس - أبريل ) والثانية فى الصيف ( يونيه - يولية - أغسطس ) والثالثة فى الخريف ( سبتمبر - أكتوبر ) ولاتظهر هذه الدورات على جميع الأفرع فى وقت واحد.
هذا ويختلف عدد دورات النمو تبعاً للعديد من العوامل مثلالصنف - عمر الشجرة- حالة الحمل - منشأ الشجرة بذرى أو طعم - ففى حالة الحمل الغزير تعطى الأشجار دورة نمو واحدة أما فى سنة الحمل الخفيف تعطى 2 - 3 دورات وعادة مايعقب كل دورة من دورات النمو فترة سكون - وعموماً يبدأ النمو الخضرى لأشجار المانجو فى شهر مارس ويستمر حتى شهر سبتمبر أى يأخذ حوالى سبعة أشهر ثم يتوقف النمو بعد ذلك حتى شهر فبراير - أى حوالى خمسة أشهر.
ويلاحظ أن أشجار المانجو بها ظاهرة السيادة القمية للبرعم الطرفى للفرع أى أن وجود هذا البرعم ونموه بحالة طبيعية يمنع نمو البراعم الجانبية على نفس الفرع - وإذا ماتم قصف هذا البرعم الطرفى أو مات لأى سبب أو تعرض لظروف غير عادية مثل العطش الشديد أو الرياح الساخنة أو انخفاض شديد أو ارتفاع شديد لدرجة الحرارة أو عوامل أخرى مثل الإصابة بالحشرات أو الأمراض فإن ظاهرة السيادة القمية يتم كسرها وتنمو براعم جانبية بجوار البرعم الطرفى أو أسفل منه على طول الفرع ويختلف عددها فقد تصل من 2 - 8 براعم وهذه البراعم تعطى أزهاراً إذا كان الوقت مناسباً.
التكـشف
يشير التكشف إلى عملية بزوغ البراعم لتكوين أفرع خضرية أو زهرية أو مختلطة والعامل المحدد هو الفترة الضوئية أو التغيير فى الظروف الحرارية أو كلاهما يحفز من إنتاج وتكوين البراعم ويتسبب التحول من ظروف إلى أخرى فى الخلايا الأم للقمم المرستيمية فى إنتاج المحفزات المسئولة عن التحول من الحالة الساكنة إلى النمو وإنتاج البراعم ونموها.
يحدث التكشف فى البراعم الزهرية فى المانجو قبل التكشف بالنسبة للبراعم الخضرية.
ويرى أن التغيير فى الظروف المحيطة قد يحول البراعم من الحالة الزهرية إلى الخضرية والعكس. ووجد أن الخلايا الموجودة فى البرعم الطرفى عند حثها تتحول إلى التكشف الزهرى عن طريق بادئ ناتج من التحفيز وهذا البادى يتكون عند العقد ويستجيب للمحفز وتفع هذه الخلايا فى إبط مبادئ الأوراق أو المريستسم الجانبى والتى تصبح فى هذه الحالة نشطة. وعند التنشيط فإنها تنمو لتعطى أوراق فى الحالة الزهرية ووجد أن نقل النبات أثناء التكشف من درجة حرارة إلى أخرى يتسبب فى تكوين نسبة عالية من النموات الخضرية مقارنة بالزهرية أو العكس معتمدا على التغير فى درجات الحرارة فعلى سبيل المثال الإنتقال من حرارة مرتفعة إلى حرارة منخفضة مع بداية تكشف البراعم يتسبب فى تكوين عدد أو نسبة مرتفعة من النموات الزهرية إلى الخضرية والعكس صحيح.
ولقد أوضح Nunez سنة 92 أن الإنتقال للبراعم من درجة حرارة إلى أخرى ربما يؤدى إلى إنعكاس نوع البراعم من زهرى إلى خضرى ويحدث هذا التأثير فى الأصناف المنزرعة تحت ظروف تحت الإستوائية حيث تكون الحرارة المنخفضة هى العامل المحدد فى التكشف ووجد أن العديد من أصناف المانجو تزهر عند زراعتها على إرتفاعات منخفضة فى الظروف الإستوائية حيث تكون الحرارة أعلى من 25 ْم مع رطوبة مرتفعة ويصبح فى هذه الظروف عمر الفرع هو العامل المحدد للتكشف.
العلاقة المائية وأثرها على التكشف
المانجو النامية تحت ظروف إرتفاعات منخفضة تميل تحت درجات الحرارة المنخفضة إلى التكشف الزهرى مقارنة بالأشجار المنزرعة على إرتفاعات عالية فى المناطق الإستوائية ويعمل نقص الماء كحافز للتزهير .
ووجد أن التعطيش لفترة من 6 - 8 أسابيع تحت ظروف الحرارة المرتفعة لم تؤدى إلى تكوين نورات من البراعم الطرفية ولكنها أدت إلى سرعة معدل التكشف بعد إعادة الرى وذلك تحت ظروف الحرارة المنخفضة ومع حرارة 18، 15 نهارا وليلا (ظروف مناسبة للتزهير).
أمكن تأخير التكشف عن طريق التعطيش وعند إرتفاع الحرارة إلى 29، 25 وإعادة الرى أعطت أفرع خضرية فقط.
ووجد أن المانجو تحت ظروف الإرتفاعات المنخفضة تميل تحت ظروف الحرارة المنخفضة إلى التكشف الزهرى مقارنة بالأشجار المنزرعة على إرتفاعات عالية فى المناطق الإستوائية ويعمل نقص الماء كحافز للتزهير.
وبدراسة علاقة الضوء بالتكشف وجد أن التكشف الزهرى يتسبب عن الحرارة المنخفضة وليس نقص الفترة الضوئية وتعمل الحرارة المرتعة على تثبط التكشف وليس طول الفترة الضوئية.
وجد أن بعض الأفرع التى تتكشف أثناء ظروف غير مناسبة تنمو وتعطى أوراق وكذلك نورات زهرية وفى هذه الحالة كل من مبادئ الأوراق والبراعم الزهرية تنمو بالتبادل.
ولوحظ أن إزالة البرعم الطرفى عن طريق التقليم يحفز من نمو البراعم الجانبية كذلك إسقاط الأوراق من 5 - 10 ورقات يحفز التحول للبراعم الساكنة الطرفية ووجد أن التقليم الخفيف خلال الفصل الدافئ (أشهر الصيف) يؤدى إلى تكوين براعم زهرية بينما التقليم فى الشتاء غالبا يؤدى إلى نورات زهرية جانبية.
وتخرج الأزهار من البرعم الطرفى على الأفرع التى عمرها 6 أشهر على الأقل وقد تخرج من البراعم الجانبية على نفس الفرع أو على خشب أكبر سناً - وتتكشف البراعم الزهرية قبل تفتح البراعم فى الربيع ببضع أسابيع - هذا ويختلف ميعاد تكشف البراعم الزهرية تبعاً لاختلاف الأصناف والموسم وأيضاً تبعاً لكمية المحصول - فقد وجد أن التكشف يبدأ فى البراعم فى خلال شهرى نوفمبر وديسمبر باختلاف الأصناف والمناطق ووجد أنه فى سنة الحمل الغزير يتأخرعن سنة الحمل الخفيف بحوالى أسبوعين - ويتوقف النمو فى الخريف بسبب البرد أو جفاف الجو وهذا الجو يناسب عملية التزهير.
التزهـير
ويبدأ عادة فى أواخر فبراير ويكون مبكراً عن ذلك بالوجه القبلى ويبلغ الإزهار أوجه فى مارس وينتهى موسم الإزهار غالباً فى أواخر مارس أو فى الأسبوع الأول من أبريل هذا فى الظروف المناخية العادية وأما إذا امتد موسم الشتاء وانخفضت درجة الحرارة فيمتد الموسم وقد يستمر التزهير حتى شهر مايو وتختلف مدة الإزهار باختلاف الأصناف وقد تمكث بعض الأشجار أكثر من شهرين وهى مزهرة وكثيراً ماتبدأ الفروع الجنوبية للشجرة وهى الأكثر مواجهة لأشعة الشمس فى الإزهار قبل غيرها أما الفروع الشمالية فتكون آخرها إزهاراً وكلما طالت فترة الإزهار بالشجرة كان ذلك أدعى إلى تلقيح أزهارها وإخصابها وإنتاج محصول وافر منها وعلى العموم يتوقف موعد الإزهار وطبيعته على حالة الجو وعلى الصنف والحالة الغذائية للشجرة. وقد يتعرض التزهير المبكر إلى ظروف غير طبيعية كانخفاض درجة الحرارة أو الإصابة بالبياض فيؤدى ذلك إلى موته فتخرج الأشجار دفعة جديدة من التزهير.
وقد تزهر الأشجار فى غير موسمها العادى وقد وجد أن هناك أربعة أنواع أخرى من الإزهار فضلاً عن الإزهار العادى السابق ذكره وهى
1- الإزهار الصيفى
قد يحدث أن تزهر الشجرة مرة ثانية فى الصيف زيادة على إزهارها العادى الطبيعى - وفى العادة يكون عدد العناقيد الزهرية قليلاً - وفى الغالب تكون مشوهة ذات أحجام مختلفة لايتفتح معظم أزهارها وأحياناً تعقد بها ثمار تجف أو تتساقط فى أدوار نموها الأولى ويجب المبادرة بإزالته أولاً بأول وحرقه.
2 - إزهار الترجيع
يحدث هذا النوع من الإزهار غالباً فى الصيف فى ( يولية وأغسطس ) ولايكون فى الأشجار التى تزهر أزهاراً صيفياً وقد يكون عدد الشماريخ كبيراً، والشماريخ الزهرية تكون سليمة وتحمل بعض الثمار التى تنضج فى فبراير من العام التالى وتكون الثمار أقل حجماً وحلاوة ونكهةمن ثمار المحصول الرئيسى والترجيع نادر الحدوث ويقتصر على أشجار فردية وخاصة فى الوجه القبلى.
3- الإزهار الكاذب
يحدث أن تظهر عناقيد زهرية فى غير مكانها الطبيعى بالشجرة فتخرج على جوانب الفروع الرفيعة التى عمرها نحو سنة أو على الفروع الرئيسية أو حتى على خشب الجذع ويحدث ذلك فى الأماكن التى يتم قطعها لأخذ الطعوم منها - وتعقد مثل هذه العناقيد ثمار صغيرة غالباً ماتتساقط فى أدوار نموها المختلفة وقد يبقى عدد قليل منها حتى النضج وينصح بإزالة مثل هذه العناقيد الزهرية مباشرة حتى تخرج بالقرب من مكان قطعها فروع جديدة تحمل محصول بعد ذلك.
4- الإزهار الشتوى أو الإزهار المبكر
يحدث أن تزهر بعض الأشجار فى شهور الشتاء أى قبل الموعد الطبيعى للإزهار وقد يصل التبكير أن تزهر الأشجار فى شهر نوفمبر أى قبل موعد التزهير الطبيعى بشهرين ونصف، وقد وجد أن الأصناف التى تنضج ثمارها مبكراً أزهرت أشجارها مبكراً ولاتوجد علاقة بين نسبة الإزهار المبكر وموسم النضج للأصناف وتختلف نسبة الإزهار الشتوى بين الأصناف فأكثرها إزهار الهندى سنارة، البايرى، التيمور، الأورمانس، الدبشة ولوحظ أن الإزهار المبكر يشمل جميع جهات الشجرة إلا أنه وجد أن أكثر الجهات إزهاراً أكثرها تعرضاً للشمس والعكس بالعكس وعموماً وجد أن التزهير المبكر يحدث نتيجةالحالة الغذائية للشجرة فالأشجار التى فى سنة الحمل الغزير أكثرهاإزهاراً ويساعد على حدوث الإزهار المبكر دفء الشتاء وجفاف الجو والرى والعناقيد المبكرة تعقد عليها ثمار كثيرة العدد فى بادئ الأمر ثم تتساقط معظم تلك الثمار فى أدوار نموها الأولى وماتبقى يكون صغير الحجم مشوه قليل القيمة التجارية - والإزهار المبكر يكون عرضة للإصابة الشديدة بالبياض الدقيقى - ومعرض لبرد الشتاء مما يؤدى إلى جفافه أو موته ثم سقوطه.
ولوحظ أن الأشجار التى جفت شماريخها أو جف عقدها أخرجت شماريخ زهرية من براعم جانبية على نفس الأفرع التى حملت التزهير المبكر وقد حملت محصولاً لابأس به ولعلاج ظاهرة الإزهار المبكر ينصح بإزالة الشماريخ الزهرية المبكرة وذلك بالقصف باليد بهذه المعاملة يخرج حوالى 80 % عناقيد زهرية جديدة بعد حوالى 21 يوم من عملية القصف والـ 20% الباقية خرجت عليها أغصان خضرية ونجد أن 50 % من هذه العناقيد الزهرية مساوية فى الحجم للعناقيد الزهرية العادية أما الباقى فكان حجمه ربع الحجم الطبيعى ووجد أن نسبة العقد فى العناقيد الزهرية الجديدة تزيد 50 % عن العقد فى المبكرة ونسبة الثمار الكبيرة فى الجديد ضعف المبكرة وتتساوى مع التزهير العادى وقد وجد أن إزالة الشمراخ الزهرى المبكر بالقص وإزالة نمو 5 سم من أطراف الفروع الحاملة بدلاً من القصف كانت نسبة العناقيد الزهرية الخارجية لاتتعدى 10 % من مجموع الفروع المعاملة أما الباقى ( نسبة 90 % ) خرجت عليها أغصان خضرية.
وكذلك وجد أن التأخير فى عملية القصف فى المراحل المختلفة - مرحلة انتفاخ البرعم - بداية خروج الشمراخ - تفتح الأزهار على الشمراخ، العقد ففى كل مرحلة تقل نسبة خروج أزهار عن سابقتها حتى نصل إلى مرحلة تفتح الأزهار والعقد، قد تفشل الأفرع فى إعطاء دور ثانى من الإزهار ولذلك تكون التوصية بإزالة التزهير المبكر عن طريق القصف وفى المراحل المبكرة انتفاخ البراعم أو بداية خروج الشمراخ.
شجرة مانجو فى حالة التزهير الكامل (2
وصف العنقود الزهرى والزهرة
تحمل أشجار المانجو أزهارها فى نورات عنقودية هرمية الشكل قد يصل طولها فى بعض الأحيان إلى أكثر من 60 سم تحمل على أفرع عمرها لايقل عن 6 شهور وقد تصل إلى السنة وتحمل الشجرة العديد من النورات وتحمل النورة عدد كبير من الأزهار قد يصل إلى 6000 زهرة أو أكثر والأزهار على نوعين أزهار كاملة ( خنثى ) وأزهار مذكرة وعدد الأزهار المذكرة يفوق عدد الأزهار الخنثى فى أغلب الأصناف وتوجد الأزهار الخنثى على التفريعات العلوية من العنقود الزهرى ( الثلث العلوى ) أما التفريعات السفلية فيكاد يكون أكثر ما عليها من الأزهار مذكراً وتتفتح معظم الأزهار الخنثى قبل كثير من المذكرة وفى الأغلب يتفتح نحو ثلثا مجموع الأزهار التى بالعنقود، والأزهار صغير بيضاء اللون تميل إلى الاحمرار فى بعض الأصناف وإلى الاصفرار فى البعض الآخر كما أن لون شماريخ العناقيد الزهرية يختلف باختلاف الأصناف فقد تكون حمراء أو خضراء أو صفراء مخضرة وفى بعض الأصناف تخرج أوراق على الضلع الوسطى للحامل الزهرى
( العرجون ) وفى بعض الأصناف أيضاً يخرج من طرف الحامل الزهرى غصن صغير يحمل عدداً قليلاً من الأوراق قد يخرج من طرفه حامل زهرى آخر بعد شهرين أو ثلاثة من خروج الحامل الأصلى.
والزهرة فى المانجو جالسة تتكون من 5 سبلات خضراء أو صفراء ومشوبة بالحمرة وتويج ذى خمس بتلات بها حمرة أو بيضاء عليها خطوط ملونة وتنتهى بتخت مستدير الشكل يعلو التخت مبيض كروى الشكل يخرج منه قلم جانبى يعلوه ميسم دقيق ويخرج من التخت بجانب المبيض سداه واحد خصب يتكون من خيط ينتهى بمتك بيضى الشكل ذو لون أحمر أو أرجوانى يتفتح طولياً عند نضجه وفى بعض الأحوال تحتوي الزهرة الخنثى على كربلتين وفى النادر على ثلاثة وقد تحتوى على متكين أو ثلاثة ولكن هذا قليل الحدوث والزهرة المذكرة خالية من المبيض ويوجد وسطها سداه واحد خصب قائم فوق التخت.
وتختلف نسبة الأزهار الخنثى باختلاف الأصناف فهى تتراوح بين 1 % فى الصنف دبشة، 13 % فى الهندى سنارة، 52 % فى قلب الثور، و67 % فى اللانجرا إلى 78 % فى الصنف دوسيرى. وتتراوح النسبة بين 9 % إلى 37 % أو تزيد فى الأصناف البذرية.
ووجد أن هذه النسبة تختلف من شجرة لأخرى فى الصنف الواحد وتكون هذه النسبة مرتفعة فى سنة الحمل الغزير وأقل فى سنة الحمل الخفيف وتختلف هذه النسبة من عقود زهرى لآخر فى الشجرة الواحدة للصنف الواحد. كذلك تختلف باختلاف الجهات الأصلية للشجرة الواحدة كذلك تختلف باختلاف سن الأشجار فتزداد فى الأشجار الكبيرة السن ووجد أن هناك علاقة طردية بين نسبة الأزهار الخنثى والمحصول فى الصنف الواحد.
وصف الثمرة
وثمرة المانجو حسلة Drupe ومن الناحية النباتية تتكون من الجلد الخارجى ( الإكسوكارب ) وجزء لحمى حلو ( الميزوكارب ) وجزء داخلى
( الإندوكارب ) الذى يحوى بداخله بذرة واحدة. وتخرج الثمار إما مفردة أو فى عناقيد وتجدر ملاحظة أنه يخرج على الغلاف الخشبى ألياف كثيرة أو قليلة تمتد إلى الجزء اللحمى وقد تكون هذه الألياف طويلة أو قصيرة وذلك باختلاف الأصناف. هذا وتختلف ثمار المانجو فى الشكل والحجم واللون والعديد من الصفات الأخرى فمن ناحية الشكل نجد أنه يتباين من بيضى، قلبى، كلوى، كروى أو مستطيل، كما يختلف حجم الثمرة من صغيرة إلى كبيرة جداً كما يتراوح الوزن بين 0.15 إلى 2.5 كجم. أما لون الجلد فيختلف أيضاً باختلاف الأصناف فهناك ثمار لون جلدها أخضر، وأخرى أصفر أو مشمشى أو أصفر ليمونى أو برتقالى وقد يصاحب ذلك وجود خد أحمر جميل يعطى للثمرة منظراً جذاباً. واللب عادة ما يكون لونه أصفر أو برتقالى، خالياً من الألياف، أو قد تتخلله الألياف القليلة أو الكثيرة حسب الصنف، عادة مايكون اللب متماسك أو عصيرى، طعمه جميل جداً مع وجود حموضة قليلة تعطى له مذاقاً مستساغاً، كما قد تشوبه رائحة التربنتين قليلة أو كثيرة تجعل طعمه غير مرغوب.
البـذرة
البذرة قد تكون صغيرة أو كبيرة الحجم، ذات شكل مستطيل، مستدير أو بيضى مفلطح، خشبية، هذا ويختلف حجم البذرة باختلاف الأصناف، وقد يوجد على الغلاف الخشبى المحيط بالبذرة ألياف قليلة وكثيرة تخرج عادة على حافة هذا الغلاف الخشبى، أو قد ينعدم وجود الألياف بالمرة وذلك تبعاً لاختلاف الأصناف أيضاً. وقد تحتوى البذرة على جنين واحد وهو الجنين الجنسى الناتج من اتحاد الأنوية الذكرية مع نواة البيضة، أو قد تحتوى البذرة على أكثر من جنين واحد ( 2 - 8 أو أكثر ) إحداهما هو الجنين الجنسى والأخرى تطورت من نسيج النيوسيلة والأصناف التى تحتوى بذورها على جنين واحد تسمى وحيدة الجنين Monoembryonic، أما تلك التى تحتوى بذرتها على أكثر من جنين واحد فيطلق عليها بذور متعددة الأجنة Polyembryonic.
الجـذر
وتحمل شجرة المانجو جذر وتدى لايتعمق كثيراً فى التربة حيث أنه نادراً مايتعمق لأكثر من 150 سم - وذلك فى حالة الزراعة بالبذرة - ثم لايلبث أن يتفرع بعد ذلك وينتشر المجموع الجذرى أفقياً فى دائرة قطرها حوالى ستة أمتار وذلك فى حالة الأشجار الكبيرة السن وتجدر ملاحظة أن أكبر نسبة من جذور الامتصاص تتواجد فى دائرة اتساعها 1.5 م على بعد حوالى 1 م من جذع الشجرة ذاتها، كذلك تتواجد نسبة كبيرة من الجذور المغذية ( حوالى 58.5 % ) فى طبقة من التربة سمكها حوالى 50سم وعلى عمق يتباين باختلاف الأصناف حيث تبعد فى الصنف زبده بحوالى 20 - 70 سم وفى الصنف بايرى بعمق 40 - 90 سم من سطح الأرض، مع ملاحظة أن هذه الأصناف كانت مطعومة على أصول بذرية. وفى حالة الشتلات المطعومة نادراً مايتعمق الجذر الوتدى لأكثر من 40 سم.
وفى حالة إتباع أسلوب الرى بالتنقيط نجد أن جذور المانجو أصبحت سطحية غير متعمقة حيث توجد على بعد سنتيمترات قليلة من سطح التربة كنتيجة للرى المتكرر على فترات متقاربة مما لايعطى فرصة معه للجذور للتعمق والإنتشار بحثا عن الرطوبة - وهذا يسبب بعض المشاكل مثل-
1- تعرض الجذور للتقطيع عند إجراء العزيق.
2- تعريض الأشجار للعطش كنتيجة لفقد الرطوبة من الطبقة السطحية للتربة بفعل العوامل الجوية.
3- إنتقال التأثير الحرارى لأشعة الشمس إلى التربة وبالتالى إلى جذور الشجرة مما يؤدى إلى إختلال كبير فى العمليات الفسيولوجية وخاصة عمليات النمو والإمتصاص فيؤدى إلى حدوث تساقط العقد الصغير أو الثمار الكبيرة وخاصة إذا كانت منطقة أسفل الشجرة غير مظللة.
4- إقتلاع الأشجار عند هبوب رياح شديدة.
ويمكن تفادى ذلك عن طريق-
1- إطالة الفترة بين الريات وبذلك تعطى فرصة للجذور للتعمق للبحث عن الرطوبة التى تكون متوفرة بعيدة ومتعمقة عن المنطقة السطحية.
2- يمكن عند الزراعة جعل مستوى الجور منخفض عن مستوى سطح التربة بحوالى 30 سم - ثم تردم هذه المسافة فى السنوات التى تلى الزراعة تدريجيا.
3- تغطية منطقة أسفل الشجرة بقش الأرز ولوحظ أن هذه العملية لها تأثير جيد من حيث تقليل فقد الماء وكذلك حماية الجذور السطحية من المؤثرات الخارجية.
4- عدم زراعة شتلات ذات منطقة تطعيم مرتفعة (طعم عالى) لأن ذلك يؤدى إلى عدم تظليل منطقة أسفل الشجرة.
التلقيح والعقد
أزهار المانجو مهيئة للتلقيح بواسطة الحشرات وذلك لقلة عدد حبوب اللقاح التى تنتج من المتوك ووجود الغدد التى تفرز الرحيق بأسفل المبيض وكذلك الرائحة التى تنبعث من التويج هذا علاوة على أن حبوب اللقاح لزجة والتى تلتصق ببعضها مما يسهل التصاقها بجسم الحشرة وهناك أنواع عديدة من الحشرات تقوم بعملية التلقيح منها حشرات زوجية الأجنحة والغشائية الأجنحة والفراشية والخنافس والذباب والذبابة المنزلية والتربس وتجدر الإشارة بأن النحل لاينجذب بأعداد كبيرة لأزهار المانجو ولايلقحها والتلقيح فى المانجو خلطى ونادراً ماتتلقح الأزهار ذاتياً وذلك لأن عضو التأنيث بالزهرة ينضج ويلقح من حبوب لقاح زهرة أخرى قبل أن ينضج لقاح نفس الزهرة ( تفاوت ميعاد نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة ) Dichogamy وتتفتح الأزهار بعد الظهر وتحتفظ بنضارتها إلى اليوم التالى حيث يحدث التلقيح فى الصباح إذ تكون الحشرات فى قمة نشاطها كما تكون الزهرة على استعداد تام لقبول عملية التلقيح. ووجد أن مايتم تلقيحه حوالى 40 % من مجموع الأزهار الخنثى ويتم التلقيح بعد 8 ساعات من تفتح الأزهار وتنبت حبوب اللقاح بعد 1.5 ساعة من تواجدها على المياسم وتحدث عملية الإخصاب بعد فترة 12 - 24 ساعة ومع ذلك لاينضج من هذه النسبة سوى نسبة 6 % من الأزهار العاقدة.
وتسقط باقى الأزهار العاقدة وذلك بسبب عوامل التساقط العديدة كما سيأتى ذكره وقد وجد أن هناك اختلاف بين الأصناف فى درجة التلقيح فالأصناف التى بها نسبة عالية من الأزهار الخنثى والتى تنخفض فيها النسبة بين طول عضو التأنيث وطول نمو التذكير يحدث عقد الثمار فيها بنسبة عالية - أما من حيث طبيعة العقد واختلافها فى الأصناف ومن شجرة إلى أخرى فى الصنف الواحد ومن عنقود زهرى إلى آخر ومن سنة إلى أخرى فتتمشى تماماً مع نسبة الأزهار الخنثى فى العنقود الزهرى ونسبتها فى الأصناف المختلفة ونقص كفاءة عوامل التلقيح قد يكون المسئول جزئياً عن انخفاض المحصول فى بعض الأصناف وقد تلعب عوامل المناخ مثل الرياح والأمطار دوراً مؤثراً سواء كان الدور مباشراً أو غير المباشر على تلقيح الأزهار فقد يتأثر نشاط الحشرات بمثل هذه العوامل ومن ناحية أخرى تؤثر درجات حرارة الجو على حيوية حبوب اللقاح ونمو الأنبوبة اللقاحية وعقد الثمار حيث وجد أن التعرض لحراة منخفضة يقلل من حيوية حبوب اللقاح ويقل عقد الثمار عند التعرض لحرارة 44ْ م أو أزيد أثناء التزهير. كما وجد أن الجفاف يقلل من عقد الثمار بنسبة 50 % وأن حدوثه خلال 4 - 6 الأسابيع الأولى من العقد يقلل من حجم ونمو الثمار.
ووجد أن انخفاض درجة الحراة أثناء فترة التزهير والعقد والإخصاب يؤدى إلى تساقط الأزهار والعقد الصغير أو يؤدى إلى تكوين ثمار صغيرة الحجم مجهضة الجنين تظل معلقة على الشجرة وتنمو ببطء حتى تصل إلى النضج وهذه مايطلق عليها الثمار الفص وتكون أصغر من الثمار العادية وأشد منها حلاوة وتتقارب فى موعد النضج مع الثمار العادية وتظهر هذه الظاهرة فى أصناف العويس - السكرى - قلب الثور - نيلم.
تفسير ظاهرة التفصيص فى المانجو
وتفسير ظاهرة التفصيص فى المانجو بأن إنخفاض درجة الحرارة أثناء التزهير وبعد حدوث التلقيح يؤدى إلى تكوين العديد من الثمار الصغيرة الحجم ذات الأجنة المجهضة. نتيجة للضرر الذى أصيب النواة الذكرية وجهاز البيضة وبالتالى لم يكتمل الإخصاب وكان نمو الأنبوبة اللقاحية كاف لتنشيط نمو المبيض الذى أدى إلى تكوين الثمرة الخالية من البذرة وهناك تفسيرا آخر يقول أن تكوين الثمار العديمة البذور (الفص) يكون نتيجة حدوث التلقيح والإخصاب وتكوين الزيجوت ثم تكوين الجنين فى المراحل الأولى ثم حدوث إجهاض للجنين بسبب إنخفاض وإرتفاع درجة الحرارة أثناء الأيام القليلة التى تلى عقد الثمار وتظل الثمرة تنمو ببطئ حتى تصل إلى درجة النضج ولكنها فى النهاية تكون أصغر بكثير من مثيلتها العادية التى تحوى أجنة حيث وزن الثمرة الفص 20 - 30 % من وزن الثمرة العادية أما نواة الثمرة الفص فتكون رقيقة جدا ووزنها من 10 - 20 % من وزن النواة للثمرة العادية وتزداد نسبة المواد الصلبة الزائدة مع حموضة معتدلة ولذلك تظهر أحلى.
عقد الثمار
العقد فى المانجو غالباً مايكون بنسبة جيدة ولكن المشكلة هى تساقط العقد ونسبة التساقط المرتفعة للعقد وخاصة فى سنة الحمل الثقيل ففى بعض الأصناف نجد أن زهرة واحدة من كل 150 زهرة مخصبة تعقد وتنمو وتصل إلى مرحلة اكتمال النمو ويرجع تساقط الثمار للعديد من الأسباب
* التعطيش فى مرحلة العقد الصغير.
* الإصابة بالأمراض ( مثل البياض - عفن الثميرات - لفحة الثمار ).
* هبوب الرياح محملة بالأتربة والرمال.
* هبوب رياح جافة.
* فقر التربة ( نقص خصوبة التربة ).
* انخفاض درجة الحرارة أثناء فترة التزهير.
* عدم كفاية التلقيح ( خروج الأزهار عند انخفاض الحرارة ).
* حدوث العقد ثم حدوث إجهاض للجنين.
البيئة وزراعة المانجو
التربـة
تنجح زراعة المانجو على مدى واسع من أنواع التربة فأنسب الأراضى لزراعتها الصفراء الخفيفة أو الطميية العميقة جيدة الصرف ذات مستوى ماء أرضى لايقل عن 1.5 م معتدلة الحموضة أو ذات رقم pH متعادل وكذلك الأراضى الرملية الخفيفة الفقيرة الخصوبة ( صفات المحصول فى الأراضى الرملية تكون أفضل ) والأراضى البركانية والأراضى التى ترتفع بها نسبة الجير وذات مستوى الماء الأرضى المرتفع لحد ما وتنجح فى مدى واسع من درجة pH التربة من الأراضى الحامضية pH ( 4.5 - 7 ) إلى الأراضى القاعدية pH ( 7 - 8.5 ) كذلك تنجح فى الأراضى التى بها حصى دقيق ( حصوية ) والذى يعمل على زيادة التهوية فى التربة ومثل هذه الأراضى لاتحتفظ بمياه الرى.
ولذلك يجب توسيع جورة الزراعة وتعميقها لتصل إلى 1 * 1 * 1 م مع إضافة السماد العضوى والطمى وذلك لتقليل فقد الماء، أما الأراضى الطينية الثقيلة فتعتبر غير ملائمة لزراعة المانجو نظراً لاحتفاظها بكميات كبيرة من الرطوبة ودقة حبيباتها وشدة التصاقها ببعض مما يعيق أو يقلل من انتشار الجذور كذلك تشقق التربة عند الجفاف مما يؤدى إلى تقطيع الجذور مما يؤثر على نمو الأشجار خاصة فى سنوات عمرها الأولى.
أما الأراضى الملحية والطفلية فلاتصلح لزراعة المانجو إلا عن طريق إزالة تراب الجورة تماماً والتى تكون بأبعاد 1 * 1 * 1 م وملؤها بتراب جديد نظيف مع خلطه بالأسمدة العضوية المتحللة وإجراء الخدمة السنوية لإضافة السماد العضوى عن طريق خندق حول الشجرة مع محيط المسقط الرأسى للأفرع بعرض 40 سم وبعمق 50 - 60 سم وبذلك يتم تغيير جزء من التربة سنوياً يتمشى مع نمو الشجرة ونفس أسلوب الخدمة يتبع فى حالة الأراضى الحصوية والأراضى الرملية الناعمة ويجب ألا تتعدى نسبة الملوحة فى محلول التربة أكثر من 1000 جزء فى المليون حتى تعطى إنتاج تجارى جيد وقد تنجح زراعة المانجو فى أراضى تزيد نسبة الأملاح بها عن هذا الحد ( خاصة فى الأشجار البذرية ) ولكنها لاتعطى محصول تجارى وتتدهور إنتاجية الأشجار بتقدمها فى العمر.
مستوى الماء الأرضى
ويجب ألايقل مستوى الماء الأرضى عن 1.5 م وعدم وجود طبقات صماء قريبة من سطح التربة حيث تعمل هذه الطبقات على إعاقة نمو وانتشار الجذور وتراكم مياه الرى الزائدة حتى تصل إلى مستوى الجذور فيؤدى إلى إصابتها بالعفن وموتها فى النهاية وموت النباتات وكذلك تؤدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة فى المياه المحيطة بالجذور.
وفى حالة تواجد هذه الطبقة الصماء يجب تفتيتها ويمكن علاجها فى الأراضى التى تم زراعتها فعلاً باستخدام محراث تحت التربة على أن تحرث الأرض مرتين متعامدتين ويكرر سنوياً حتى تمام التأكد من تكسيرها مما يزيد من تهوية التربة والمساعدة على صرف المياه المتراكمة وبالتالى تحسين نمو وانتشار الجذور وفى جميع الأحوال يجب عند إنشاء المزارع إنشاء مصارف فرعية ورئيسية حتى لاتحدث مشاكل بسبب ارتفاع مستوى الماء الأرضى.
الظروف المناخية
تزرع المانجو فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية خط عرض 25، 35 شمالاً وجنوباً وفى المناطق الدافئة إلى الشبة الاستوائية مثل مصر - كاليفورنيا - والمناطق المثلى لإنتاج المانجو هى المناطق التى يكون فيها المناخ بارد أو جاف أو بارد وجاف قبل التزهير ( وقت التحول والتكشف الزهرى للبرعم ) ومتبوعاً بوفرة رطوبة التربة ودرجة حرارة متوسطة الدفء ( 30 - 35ْ م ) - ووجد أن انخفاض درجة الحرارة فى المناطق شبه الاستوائية ( 12ْ م ) خلال فترة التزهير عادة ماتحد أو تقلل الإنتاج عن طريق تقليل نمو اللقاح ودرجة حرارة بداية النمو فى المانجو 95 ف ( 35ْ م ) والثابت الحرارى للمانجو 3000 وحدة حرارية. كما أن سقوط الأمطار أثناء إزهار الأشجار يعوق عملية التلقيح بواسطة الحشرات التى لاتنشط أثناء المطر والرياح الشديدة كما أن المطر يزيل حبوب اللقاح من مياسم الأزهار فلا تتم عملية الإخصاب ويقل المحصول فضلاً عن ذلك فإن الأمراض الفطرية وبخاصة مرض البياض الدقيقى يكثر ظهوره بعد المطر ويسبب أضراراً كبيرة.
درجـة الحـرارة
تعد الحرارة أحد المتغيرات ذات التأثير الواضح على كفاءة عملية البناء الضوئى بالنبات - فهناك تداخل جوهرى بين درجة حرارة الهواء والتربة وصافى عملية البناء الضوئى - فقد لوحظ أنه عندما تثبت درجة حرارة التربة عند 25 ْم إزداد ناتج عملية البناء الضوئى وكذلك كفاءة الثغور على الإمتصاص وعندما إنخفضت درجة حرارة التزبة إلى 12 ْم نقص ناتج عملية التخليق الضوئى وإنخفضت كفاءة الثغور على الإمتصاص عند نفس درجة حرارة النهار والليل.
وعندما تتعرض الأشجار لإنخفاض فى درجة الحرارة أو لدرجات الصقيع ( أقل من 10 ْم ) يكون نتيجة ذلك تثبيط عملية البناء الضوئى وعمليات الأيض المختلفة وتصفر الأوراق عقب موجة الصقيع هذه
( أكسدة ضوئية للكلوروفيل ) وذلك لأن إنخفاض درجات الحرارة عن 10 ْم يقلل من التشبع الضوئى الخاص بعملية البناء الضوئى.
( أ ) درجة الحرارة العالية
تنمو شجرة المانجو بحالة جيدة فى درجات الحرارة العالية إذا توفرت معها الرطوبة الجوية ودرجة الحرارة المثلى لإنتاج المانجو من 24 - 30ْ م أما إذا كان الجو جاف كما هو الحال فى مصر فإن النمو يبطء لحد ما فضلاً عن أن الأوراق تحترق احتراقاً كثيراً أو قليلاً حسب درجتى الحرارة والجفاف. علاوة على ذلك فإن ارتفاع الحرارة فى شهرى يونيه ويولية وتعرض جذوع الأشجار لأشعة الشمس المباشرة أو انعكاس الحرارة من الأرض الرملية يؤدى إلى تشقق وتلف الجذع وللوقاية من ذلك يتم دهان جذع الشجرة بعجينة بوردو أو محلول الجير أو اللف بقش الأرز. كذلك تصاب الثمار بأضرار عند درجة حرارة أعلى من 35ْ م وتتحمل شجرة المانجو ارتفاع الحرارة حتى 48ْ م وتؤثر الحرارة المرتفعة تأثيراً سيئاً على النموات فى الأشجار الصغيرة مما يسبب موتها ولذلك يجب تغطية الشتلات فى المشتل وعمل تزاريب حول الأشجار الصغيرة مع عمل فتحات للتهوية فى الجهة البحرية وذلك فى السنوات الأولى من غرسها.
تأثير إرتفاع درجة الملوجة على ثمار الموالح (3
( ب ) درجة الحرارة المنخفضة
المانجو من أشجار المناطق الاستوائية ولذلك لاتحتمل البرد الشديد وهى فى ذلك أشد حساسية من جميع أنواع الفاكهة ذات الأوراق المستديمة ويتفاوت احتمالها لدرجات الحرارة المنخفضة تبعاً لسنها وحالة نموها وكون الأشجار مطعومة أو بذرية وفترة ووقت التعرض فالأشجار التى من الأصناف المنتجة محلياً مثل التيمور والزبدة وهى أكثر مقاومة من المستوردة مثل الهندى سنارة والجولك والأورمانس والصغيرة أكثر تأثراً من الكبيرة وقد تموت إذا انخفضت الحرارة إلى درجة الصفر لعدة ساعات بينما تموت الأشجار الكبيرة إذا بلغت درجة الحرارة إلى ( -4ْ م ) - ( -6ْ م ) والأشجار البذرية أكثر تحملاً من الأشجار المطعومة. ووجد أن درجة التحمل تتناسب طردياً مع نسبة المواد الصلبة الذائبة فى العصارة فى خلايا الأوراق. وأهم أعراض الإصابة بالبرد تغير لون الأفرع إلى اللون الرمادى وتجعدها وجفافها وكذلك جفاف الأوراق وتحولها إلى اللون النحاسى وتجعدها وتتدلى على جانبى الفرع وتظل عالقة به وأحياناً يصحب انخفاض درجة الحرارة حدوث تصمغ فى الأفرع ويحدث جفاف الأفرع من أعلى إلى أسفل كذلك تجف العناقيد الزهرية إذا كان التعرض للبرد أثناء التزهير كما أن الأشجار أكثر تأثيراً بانخفاض درجة الحرارة أثناء فترة النشاط عن الأشجار أثناء فترة السكون ويمكن تقليل الأثر الضار لانخفاض درجة الحرارة على الأشجار بزراعة مصدات الرياح حول حدائق المانجو كذلك فإن رى الأشجار فى فترات البرودة يساعد على تحمل الأشجار لموجات البرودة الشديدة ووجد أن زراعة المانجو تحت أشجار النخيل والزراعات الكثيفة يقلل من تأثير انخفاض درجة الحرارة.
لمعالجة الأشجار التى أصابها البرد نوصى بالآتى
تقليم الأشجار التى أصابها البرد والصقيع تقليماً جائراً وذلك بإزالة جميع الأفرع الجافة أما التى بها قليل أو كثير من الجفاف فتقطع إلى مابعد آخر الأجزاء الجافة بحيث يكون معها أجزاء خضراء وإلا سرى الجفاف إلى بقية الفروع الخضراء ويفضل إزالة أدوار النمو الطرفية التى حصل بها الجفاف كلها أما الأشجار التى جفت رؤوسها فتقطع على ارتفاع 1.5 - 2.00 متر من سطح التربة وذلك عند ابتداء النمو وتحرك العصارة فتخرج من الجذع فروع كثيرة قوية النمو يختار منها الأفرع التى تربى منها الأشجار الجديدة. وفى جميع الحالات بعد إجراء التقليم أو القطع تدهن الأفرع المقطوعة بعجينة بوردو وترش الأشجار بمحلول أوكسى كلورو النحاس بتركيز 400 جم / 100 لتر ماء.
الرطوبة الجوية والأمطار
تنمو أشجار المانجو نمواً جيداً عند توفر الرطوبة الجوية والأرضية، وتوفر الرطوبة الجوية يمنع أو يقلل احتراق الأوراق نتيجة ارتفاع درجة الحراة ويمنع حدوث عدم التوازن المائى للأشجار إلا أن زيادة الرطوبة الجوية لفترة طويلة خاصة أثناء التزهير يؤدى إلى تلف الأزهار وإصابتها بالأمراض المختلفة وخاصة مرض البياض الدقيقى كذلك فإن سقوط الأمطار خلال فترة التزهير يعمل على غسيل حبوب اللقاح علاوة على قلة نشاط الحشرات الملقحة مما ينعكس أثره على قلة كمية المحصول ولذلك يلزم لشجرة المانجو جو حار تسوده فترة الجفاف خصوصاً أثناء تكشف البراعم الزهرية وأثناء التزهير ونضج الثمار للحصول على نمو وإثمار جيد.
الريـاح
تؤثر الرياح تأثيراً سيئاً على أشجار المانجو وهذا الضرر إما أن يكون ميكانيكى يتمثل فى كسر الفروع الثانوية الرئيسية أو اقتلاع الأشجار من جذورها وتساقط الأزهار والثمار وتشوه الثمار نتيجة اصطدامها بالأفرع أو ضرر فسيولوجى خاصة إذا كانت الرياح جافة ومحملة بالرمال حيث تسبب جفاف فسيولوجى للأشجار نظراً لتقطيع الجذور وعدم قدرتها على امتصاص المياه بالإضافة إلى زيادة عملية النتح عن الامتصاص ويزداد الضرر الفسيولوجى إذا كانت التربة غير مروية.
وتظهر هذه الأضرار فى صورة ذبول وجفاف النموات الحديثة وتساقط الثمار الصغيرة وتشوه الثمار بفعل حبيبات الرمال المحملة بها الرياح وجفاف حواف الأوراق وتلونها باللون البرونزى.
لذا ينصح بالاهتمام بزراعة مصدات الرياح حول الحوش قبل الزراعة لتوفير الحماية من أضرار الرياح.
الضـوء
معروف أهمية الضوء بالنسبة للأشجار حيث أنه أساس إتمام عملية التمثيل أو البناء الضوئى والتى يكون ناتجها تكوين المواد الغذائية التى تحتاجها الأشجار للنمو وللمحصول وبذلك يكون للضوء تأثير مباشر على النمو والمحصول للأشجار - وعلى قدر كمية الضوء الساقطة والتى تتلقاها الأوراق يكون الناتج النهائى من عملية البناء - وكمية الضوء عبارة عن محصلة تشمل مسافات الزراعة - كثافة قمة الشجرة - طريقة التربية - حيث وجد أن شجرة المانجو ( الأوراق ) تحتاج إلى 54% من ضوء الشمس حتى يمكنها القيام بعملية البناء الضوئى.
وأوراق المانجو تختلف كفاءتها حسب العمر فالورقة عمرها من 4 - 5 سنوات تبدأ فى النشاط بمجرد تلونها باللون الأخضر المميز للصنف
( بعد شهرين تقريبا ) ثم يزداد النشاط حتى يصل إلى قمته ثم يقل النشاط أو يتضاءل بتقدم عمر الورقة فى السن.
وحيث أن النمو الخضرى يحدث فى دورات مما يؤدى إلى وجود مجموع خضرى للشجرة يحمل أوراق متباينة الأعمار مع وجود الغالبية العظمى من الأوراق التى تعدى عمرها العام الواحد - ومع وجود كثافة للنمو فى قمة الشجرة ذات أوراق داخلية ( الأكبر عمرا ) تتلقى مستويات منخفضة من الضوء نتيجة تظليل الأوراق على بعضها، فقد وجد أن نسبة الأوراق المظللة أعلى كثيرا من المعرضة للضوء وهذا يجعل أقصى مغدل للتخليق الضوئى خلال الصيف فى الأوراق المعرضة يصل إلى 60 % مقارنة بالأوراق الكاملة التعريض ولذلك أصبح ضروريا إختيار نظام تقليم يسمح بتلقى الأوراق للضوء بنسبة تزيد عن 60 % لأن ذلك سيرفع كفاءة المجموع الخضرى ( الأوراق ) على القيام بعملية البناء الضوئى والذى سينعكس أثره فى زيادة المحصول.
فقد وجد أن الأفرع الغير معرضة لضوء الشمس والمظللة يندر تكوين أزهار عليها وبالتالى عدم قدرتها على حمل ثمار كذلك يقل معدل نمو الأوراق النامية فى الظل عن النامية فى ضوء الشمس - وقلة الإضاءة تؤدى إلى ضعف تكوين الأشجار وإتجاهها للنمو إلى أعلى مع عدم تكوين نمو خضرى جيد وعند سيادة الظل تتكون الأفرع الباحثة عن الضوء العارية من الأوراق والتى يندر أن تثمر ويؤدى ذلك إلى إرتفاع الرطوبة النسبية حول الأشجار وبالتالى إنتشار الأمراض الفطرية والأشنة ومن ذلك يتضح أهمية زراعة الأشجار على مسافات غرس منتظمة تسمح بتعرض الأشجار لإضاءة مناسبة ونظرا لما ذكر من أهمية الضوء يراعى فى عملية التربية والتقليم فتح قلب الشجرة وتعريض الأفرع لإضاءة كافية تسمح بإثمار جيد وتلوين للثمار مما يزيد من القيمة التسويقية للثمار حيث أن تعريض الثمار للضوء يؤدى إلى تكوين صبغة الأنثوسيانين ( المسئولة عن اللون الأحمر ) التى تتكون عند تعرض الأنسجة للضوء.
إلا أن تعرض الثمار لأشعة الشمس المباشرة الشديدة خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة فى الصيف قد يؤدى إلى لسعة الشمس التى تظهر فى صورة بقع بنية كبيرة منخفضة وتؤدى فى النهاية إلى تساقط الثمار أو انخفاض قيمتها التسويقية خاصة تلك المعرضة للجهة القبلية من الشجرة وتعرض الأشجار للحرارة المرتفعة مع جفاف الجو وخاصة فى أشهر الصيف مما يؤدى إلى إصابة سوق الأشجار وفروعها الرئيسية المعرضة لها بتشقق فى القلف يسبب ضعفاً لها وللأشجار بوجه عام ويظهر أثر الحرارة الشديدة فى فروع الأشجار فتجف بعض الأوراق وتموت بعض البراعم الطرفية منها.
صورة (4)
الجفاف والعطش
تعتبر المانجو من الفواكه التى تتحمل أشجارها الجفاف ويمكن أن تحيا بدون أمطار أو مياه رى لمدة ثمانية أشهر أو أكثر إلا أن نقص الرطوبة الأرضية خلال مرحلة الإثمار يحدث تأثيرات شديدة على بقاء الثمار فى المراحل الأولى من تطورها فيؤدى إلى تساقطها وتعتبر فترة 4 - 6 أسابيع التى تعقب عقد الثمار فترة حرجة من تطور الثمرة حيث يحدث خلالها الإنقسام الخلوى بسرعة كما يتم فيها تطور جدار الخلية فيحدث فيها زيادة فى حجم الثمرة وتجدر الملاحظة أن أى نقص ولو طفيف فى الحالة
المائية للشجرة خلال تلك الفترة قد يؤدى إلى حدوث تأثيرات عكسية على نمو الثمرة وبقائها على الشجرة.
أما بالنسبة لمستوى الماء الأرضى فإن شجرة المانجو من أكثر الأشجار التى يمكن أن تنمو فى الأراضى الغير عميقة والغير منفذة للماء أو القريبة من مستوى الماء الأرضى.
وقد تتأذى الأشجار الصغيرة بعض الشئ فى السنين الأولى من زراعتها فى مثل تلك الأراضى فى حين لاتتأذى الأشجار الكبيرة وأنسب مايكون مستوى الماء الأرضى على عمق 1.5 - 2 متر من سطح التربة - وإتضح أن جذور المانجو تنمو فى مستوى الماء الأرضى العالى وأن الأشجار لاتتأذى بذلك خصوصا إذا كانت تلك الأراضى مسامية حسنة التهوية أما إذا زادت الرطوبة عن الحد المناسب أو كان مستوى الماء الأرضى مرتفعا والأرض خالية من المصارف غير مهواه فإن نسبة كبيرة من الجذور الماصة تموت فتضعف الأشجار ويقل المحصول تبعا لذلك أو ينعدم.
ووجد أن أشجار المانجو تتحمل غمرها بالمياه مدة طويلة ( مياه الفيضانات ) لمدة شهرين ثم تستعيد حيويتهابعد انحصار مياه الفيضان
( فيضان 1946 ).
إكثار المانجو
تتكاثر المانجو بطريقتينالتكاثر الجنسى - التكاثر الخضرى.
( أولاً ) التكاثر الجنسى ( الإكثار بالبذرة )
تتكاثر المانجو سواء كانت بذور عديدة الأجنة وذلك لإنتاج أصناف تشابه آبائها فى الصفات أو للحصول على نباتات تصلح أصولاً للتطعيم عليها من أصناف جديدة معلومة الصفات.
وتنقسم أصناف المانج من حيث عدد الأجنة بالبذور إلى قسمين
( أ) أصناف ذات بذور وحيدة الجنين
هى التى تحتوى على جنين واحد نتيجة للإخصاب الناتج عن التلقيح الذاتى من نفس الشجرة أو الإخصاب الناتج عن التلقيح الخلطى من أشجار أخرى سواء من نفس الصنف أو أصناف أخرى فإذا زرعت مثل تلك البذرة نتج عنها نبات واحد فقط يكون مشابههاً فى صفاته لأصله تماماً فى حالة الإخصاب الذاتى ومختلفاً كثيراً وقليلاً عنه فى حالة الإخصاب الخلطى وكثيراً مايكون مخالفاً لأصله فى الصفات وقل مايتفوق عليه وعلى ذلك فإن هذه الأصناف لايجوز إكثارها إلا بالطرق الخضرية ومن أهم الأصناف.
( بيرى، مبروكة، دبشة، لانجرا، فجرى كلان،
المصدر: وزارة الزراعة