في علم السلوك.....
هل هناك حب بين الدجاج والديوك ؟
طبعاً هناك حب بين الدجاج والديوك، بل يجب أن يحب أو أن يعشق بعضهم بعضاً وإلا فنحن الخاسرين من انخفاض نسبة الإخصاب والفقس وما ينتج عنها من خسائر مالية كبيرة لمربي أمات الدجاج.....( صورة رقم 1).
وعلينا نحن مربوا الدواجن أن نوفر لهم البيئة والأجواء المناسبة للحب وأن نشجعهم على أن يحب بعضهم بعضاً كما نوفر لهم الأغذية المناسبة لمثل هذا الحب؟!!
إن العامل الأكثر أهمية في تحقيق نسبة الفقس الجيدة هو ارتفاع عدد مرات التلقيح/ التزاوج/ الناجحة. ولتحقيق التلقيح الناجح فليس فقط الحالة البدنية الجيدة لكل من الإناث والذكور يجب أن تكون جيدة ولكن يجب عليهم أن يكونوا راغبين بالتزاوج. وحيث أن التزاوج هو النتيجة لتفاعلات اجتماعية كثيرة معقدة فإن علينا أن ننظر ونفهم سلوك الذكور والإناث جيداً إذا أردنا أن نصل إلى عدد كبير من الزيجات/ التلقيحات/ الناجحة. وبعبارة أخرى، علينا أن نتأكد أن الدجاج والديوك يحب بعضهم بعضا(صورة رقم 2) ً.
تفاعل الديوك تجاه الدجاج:
إن من أهم الخصائص في سلوك الدجاج هو الهيمنة والسيطرة والنقر. فيجب أن يكون الديك مسيطراً على الدجاجة حتى يقدر على تلقيحها. وبنفس الوقت يجب أن تكون الدجاجة ليست خائفة من الديك ولا تتجنب تلقيحه أو الهروب منه. وفي القطيع حسن الإدارة، تكون الديوك مهيمنة على الدجاجات قبل بدأ الإنتاج مباشرة(صورة رقم3).
إذا تطورت الهيمنة (القدرة على التزاوج أو التلقيح) بوقت مبكر فإن الديوك تصبح نشيطة وقادرة على التلقيح قبل أن يصل عدد كاف من الدجاج (الإناث) إلى النضج الجنسي، والنتيجة هي بدأ مطاردة الديوك للدجاج ومحاولة تلقيحها بالقوة، كما أن الديوك تتصارع فيما بينها مما يؤدي إلى خوف وأذى الإناث والنتيجة النهائية لذلك هي انخفاض الإخصاب بدرجة كبيرة.
أما إذا تأخرت الهيمنة ( النضج الجنسي أو البلوغ) فإن الذكور لن تتمكن من الهيمنة على الإناث وسوف تخاف من تلقيحهم. يمكن أن تكون الذكور حسنة البنية الجسمية ولكنها لن تلقح الدجاج لأنها تظن أنها غير قادرة على فعل ذلك. والنتيجة أيضاً هي انخفاض الإخصاب كثيراً.
تفاعل الديوك تجاه الديوك:
نعرف أن هناك ترتيب وتعايش اجتماعي هرمي بين الديوك والدجاج في العنبر وأن هذا التسلسل الهرمي موجود أيضاً بين الديوك وبعضها. فالديوك ليست متساوية في الهيمنة والسطوة وبعضها أقوى من الأخر ويتزعمه وهذا في الغالب نتيجة اختلاف أوزان أجسامها ولكن ليس بشكل مطلق.
إذا تفحصنا القطيع بدقة يمكننا تقسيم الذكور فيه إلى ثلاث فئات مختلفة:
ذكور (أ): الذكور المسيطرة والمهيمنة، الأعلى في التسلسل الهرمي والراغبة في التلقيح والقادرة عليه وسوف تقوم به.
ذكور (ب): الذكور غير مهيمنة وتسلسلها الهرمي ليس مرتفع كفاية ولكنها تحب أن تتزوج وتحاول التلقيح إذا سنحت لها الفرصة.
ذكور (ج): ذكور غير مهيمنة وفي أدنى السلم الهرمي وضعيفة جداً وغير قادرة على التلقيح او التفكير به.
وطبعاً هذا قد يكون تصنيفاً استبدادياً ولكنه يساعدنا على فهم ما يحدث في قطيع الذكور. في القطيع الحقيقي، توجد جميع هذه الفئات دائماً ولكن هذا يعتمد على حالة الذكور التي تحدد نسب التوزيع لهذه المجموعات؟
فمن الواضح أن فئة ديوك (ب) تكون مهيمنة على (ج) وديوك (أ) مهيمنة على كل من ديوك (ب) و(ج). وهذا يعني أن الديك (أ) يجب أن يلقح. ومشكلة نقص الإخصاب يمكن أن تكون بسبب عدم كفاية ديوك (أ) لتقوم بجميع عمليات التلقيح المطلوبة. أو أن عددها (ديوك (أ)) كافياً ولكنها مشغولة بأشياء أخرى غير التلقيح. وخصوصاً إذا كان عدد الديوك في القطيع زائداً (عن المعدل)وتكون الديوك أحياناً مشغولة بإبعاد كل منها للآخر (صراع الديوك) مما يقلل عدد التلقيحات الناجحة؟؟
وفي القطيع، ليس فقط ديوك الفئة (أ) هي التي تلقح، نجد معظم الإناث ترتبط (عاطفياً) لفترة محدودة من الوقت بديك واحد وذلك من الفئة (أ)، ولكن بعض الإناث سوف تتحرك من ديك إلى آخر وأخريات سوف تحاول تجنب التلقيح فتبتعد عن الديوك. ويمكننا معرفة هذا عندما نحضن بيضات كل دجاجة على انفراد ومن ثم نجد أن بعض هذه الدجاجات تضع بيضاً غير مخصب دائماً وتتجنب السفاد. ونسمي هذه الدجاجات (الدجاجات الحرة أو السائبة Loose Hens) وطبيعياً أن نرى زيادة عدد مثل هذه الدجاجات مع تقدم عمر القطيع. وإذا وجدت ديوك الفئة (ب) فرصة سانحة فإنها سوف تحاول أن تتزوج هذه الدجاجات. والديوك الأكثر شجاعة وقسوة من هذه الفئة (ب) هي الأكثر نجاحاً في تحقيق هذا التلقيح.
الديوك المهيمنة التي يمكنها تلقيح من تريد من الدجاج، تعدل عدد الحيوانات المنوية التي تقذفها في الدجاجات حسب توفر (عدد) الدجاجات. فعندما يوجد ديك مع دجاجتين فقط فإنه يقذف سائل منوي أكثر للدجاجة الأجود، أما عندما تتوفر دجاجات كثيرة له فإن السفاد فقط هو الذي يتحكم بعدد الحيوانات المنوية المقذوفة.
على عكس الديوك الأقل هيمنة (فئة ب) التي يتقيد تلقيحها من قبل الديوك المهيمنة، فإنها تضع أو تقذف أكبر عدد من الحيوانات المنوية في أول تلقيح تقوم به بغض النظر عن توفر الدجاج.
الدجاجات يفضلن دائماً الديوك المهيمنة اجتماعياً قبل وبعد التلقيح. برغم أن الديوك المهيمنة قد تضع حيوانات منوية أقل إخصاباً من الديوك الأقل هيمنة.
تناضل الدجاجات كثيراً خلال التلقيح في قطعان أمهات دجاج اللحم وتتدخل مراراً عندما تحاول هذه الديوك تلقيح دجاجات أخرى محاولة عرقلتها (داء الغيرة).
تختار الدجاجات أو تفضل الديوك حسب سلوكها وتصرفاتها وليس حسب شكلها- المورفولوجي- وتفضل من الديوك الذي يخفق جناحاه كثيراً ويزداد التفضيل مع زيادة خفقان الأجنحة التي تختلف كثيراً بين الديوك (3- 82 خفقة أو رفرفة/ ساعة).
زيادة الإخصاب:
في النظرة الأولى، المفتاح لإخصاب مرتفع هو ارتفاع عدد ديوك الفئة (أ) في القطيع. وما يجب علينا تحقيقه هو فقط إخراج، أو استبعاد، الديوك السيئة (الفئة (ج)) ولكن هذا لن يحل دائماً مشكلة نقص الإخصاب بشكل نهائي وكاف لأننا عندما نقوم بذلك فإننا لن نزيد عدد ديوك الفئة (أ)، ولكننا ننقص فقط عدد الديوك من الفئة (ج) (العاجزة أصلاً) والتي هي ليست السبب الحقيقي لسوء الإخصاب لأنها لا تستطيع التلقيح أصلاً. وهذا لا يعني أننا لا نريد عزل هذه الديوك (ج) وإخراجها من القطيع ولكننا يجب أن نتأكد أن هذه الديوك ليست دائماً من أكبر مشكلاتنا.
إننا نحب التركيز على شيئين مختلفين تماماً:
أولاً: نريد أن نحافظ على عدد ديوك الفئة (أ) مرتفعاً وليس فقط أن يكون العدد كافياً ولكنها يجب أن تكون نشيطة فاعلة وغير مشغولة بقتال بعضها البعض.
ثانياً: نريد أن نجعل ديوك الفئة (ب) فاعلة ونستطيع بذلك أن نزيد عدد الدجاجات السائبات المتزوجات (هذه الديوك تلقحهم).
كيف ندير سلوك الديوك في الحقل؟
هناك عدة وسائل إدارية يجب أخذها في الاعتبار لتحقيق الهدفين السابقين منها:
• يجب أولاً أن ننظر إلى سلوك كل من الذكور والإناث تجاه بعضهم البعض وخصوصاً في بداية الإنتاج(صورة رقم 4). وأحسن وقت لدراسة هذا السلوك هو آخر النهار وقبل حلول الظلام حيث أن الديوك أكثر نشاطاً في هذه الفترة.
• إذا نظرنا إلى القطيع فإننا سوف نرى الديوك تتجمع وتكون مع الدجاجات مثل (أزهار التيوليب في المرج) وهذا يعني أن الديوك تشعر بالقوة والهيمنة وتقف مرفوعة الرأس وظهورها على شكل زاوية قائمة (مع رقبتها). إذا كانت الديوك لا تزيد ب 10- 15 سم أعلى من الإناث(صورة رقم 5) وارتفاع رؤوسها مثل الإناث( بنفس الارتفاع) فهذا يعني أنها لا تشعر بالهيمنة الكاملة ومن المحتمل أن يكون نشاطها الجنسي منخفضاً.
• إذا وقفنا في العنبر دقيقتان (خصوصاً إذا كنا زائرين)، فإن الديوك سوف تنتبه لنا وتأتي إلينا. و بعد دقيقتين سوف نرى الإناث تتحرك بعيداً عنا تدريجيا على عكس الديوك التي تتحرك باتجاهنا وبذلك نرى أن ثلث أو نصف الطيور التي قربنا هي من الذكور(صورة رقم 6). وهذا يعني أن الديوك ترى أننا دخلنا حماها وهي تتفاعل مع هذا الوضع ضدنا وتدافع عن منطقتها. إذا لم تكترث الديوك بأي شخص يدخل منطقتها ويتعدى على حماها ويتحرش بإناثها فيحتمل أن يكونوا غير مهيمنين.
• يجب أن تتفاعل الإناث والذكور "اجتماعيا"، كل نحو الآخر إيجابياً. إذا حاولت الإناث تجنب الذكور والابتعاد أو الهرب منها وأحاطت الذكور بالإناث وحاولت مطاردتها، فإن من المحتمل أنهم لا يحبون بعضهم البعض كثيراً. وإذا رأينا ذلك، يجب أن نتفاعل (نتصرف) فوراً بإنقاص عدد الديوك وذلك لتخفيف الضغط. وفي الإنتاج المبكر، غالباً ما يعني هذا أننا يجب أن نستبعد (نخرج) بعض الذكور الممتازة لأنهم قد نضجوا بوقت مبكر جداً.
• إذا ربينا الذكور في كثافة عالية (أكثر من 4 طيور في المتر المربع الواحد) فإنهم سوف يضيقون ببعضهم ويتقاتلون. والنتيجة هي أن عدداً منهم سوف يفقد هيمنته (رجولته) ويصبح من الفئة (ج) حتى أثناء فترة الرعاية، لأن كثير من الديوك سوف يخسر المعارك والقتال. فإذا ربيناهم بكثافة قليلة(صورة رقم 7)، فإن الديوك تتقاتل أقل وبالتالي تصبح سائدة مهيمنة ولن تخسر المعركة وتحبط وتصاب باليأس.
• يجب أن نتأكد أن الذكور تنمو بشكل كاف قبل الإنتاج وذلك لبناء قوتها وتحقيق هيمنتها. وإذا لم نسمح لهم بالنمو أو نجعلهم أقل وزناً فإنهم لن يكونوا قادرين على اكتساب صفة الهيمنة والمحافظة عليها وبالتالي سيكونون عاجزين عن التلقيح. وغالباً ما نرى أن الديوك أصبحت فوق الوزن الطبيعي (سمينة) لأنها غير فاعلة ولا نشيطة (لا تلقح) وليس أنها كسلت أو عجزت بسبب زيادة وزنها.
• عندما نختار ونعزل، يجب علينا أن ننتبه أيضاً على الديوك التي تبدوا كمهيمنة ولكنها لا تستطيع التلقيح الآن أو فيما بعد. ويمكن عمل ذلك بالنظر إلى لون وحالة فتحة المجمع. ويجب أن نفحص خصوصاً الديوك التي تبدوا مهيمنة ولكنها في نفس الوقت سمينة زائدة الوزن.
• عندما نضيف ديوك شابة إلى القطيع، يجب أن نتأكد أن هذه الديوك الشابة لديها الفرصة لتنتصر على الديوك من الفئة (أ). وهذا يعني أن الديوك اليافعة يجب أن تنضج بدرجة كافية قبل إضافتها للقطيع مع أننا يجب أن نضيف منها عدداً كافياً ويفضل أن نسحب أو نستبعد بعض الديوك من الفئة (أ). للاختيار الصحيح للديوك المستبعدة فإننا يجب أن نبحث عن الديوك المهيمنة من الفئة (أ) التي تبدوا زائدة الأوزان وفتحات مجمعاتها جافة. وبالطبع فإننا أيضاً نريد أن نستبعد الديوك العاجزة من الفئة (ج) لأنهم مفقود فيهم الأمل. إذا لم نعط الديوك الشابة فرصة ملائمة سانحة فإننا سوف نجدهم أصبحوا في فئة الديوك (ج) (العاجزة) سريعاً.
• عندما تعمل تبادل الديوك بين العنابر في المزرعة الواحدة أو القطيع الواحد، تأكد أنه كلما زاد العدد المتبادل بين العنابر كلما كسرت السلطة الهرمية الموجودة.
• إذا أجبرت الديوك على الحركة الزائدة في العنبر، فإن عدداً أكبر من الفئة (ب) سوف تلقح الدجاجات السائبة مما ينتج مزيداً من التلقيح. وهذا يعني أننا يجب أن نركز معالف الذكور في الوسط قدر المستطاع (خط واحد متقارب) لإجبار الديوك على الحركة للوصول إلى المعالف (من أطراف العنبر إلى وسطه) بدلاً من نشر معالف الديوك على مساحة العنبر كله.
• عند استخدام نظام التغذية أو التعليف المنفصل فإننا لا نضبط أوزان الديوك فقط (ومن ثم نمنع زيادة أوزانها) ولكننا أيضاً نجعل الديوك من فئة (ب) أكثر شجاعة وأقل خوفاً/ وهذا لأننا نجبرهم على الأكل مع الديوك من فئة (أ) يومياً/ ولذلك فإننا في التغذية المنفصلة لا يجب أن نتحرى على ضبط أوزان الجسم فقط ولكن أن نهتم أيضاً بمواقع المعالف. وثانياً فإن من المهم أن تجلب عدداً كبيراً قدر الإمكان إلى نفس المنطقة من العنبر.
و بالنظر، ليس فقط إلى الحالة البدنية (الفيزيائية) والشكلية للديوك، ولكن أيضاً إلى الطريقة التي تعمل بها مع الإناث وتفاعل كل منهما مع الآخر فإننا نستطيع أن نتعلم الكثير حول أنشطة التزاوج والتلقيح.
وبعد كل ذلك، إذا لم تحب الديوك والدجاج بعضهم البعض فإن التلقيح لن يتم مهما كانت حالتهم البدنية جيدة، فالحب هو الأساس المهم للقاء.
ونذكر أيضاً بأهمية دراسة كل العوامل ذات العلاقة بالإخصاب لاستبيان أيهم هو المسبب لمشكلة الإخصاب في قطيعنا والتي منها:
• جودة السائل المنوي.
• ضبط وزن الجسم.
• الحالة الفيزيائية للجسم.
• جودة أقدام الأرجل.
• قوة عظام الأرجل.
• عدم وجود تشوهات في ظهر أو هيكل الديك.
• غيرها.
وقد نجد عاملا أو أكثر هو سبب المشكلة فنعالجه بعلم وحكمة وصبر.
والله الموفق
المصادر
تربية أمهات اللحم لSolomon
تم بحمد الله
أعداد / محمد عيد
هل هناك حب بين الدجاج والديوك ؟
طبعاً هناك حب بين الدجاج والديوك، بل يجب أن يحب أو أن يعشق بعضهم بعضاً وإلا فنحن الخاسرين من انخفاض نسبة الإخصاب والفقس وما ينتج عنها من خسائر مالية كبيرة لمربي أمات الدجاج.....( صورة رقم 1).
وعلينا نحن مربوا الدواجن أن نوفر لهم البيئة والأجواء المناسبة للحب وأن نشجعهم على أن يحب بعضهم بعضاً كما نوفر لهم الأغذية المناسبة لمثل هذا الحب؟!!
إن العامل الأكثر أهمية في تحقيق نسبة الفقس الجيدة هو ارتفاع عدد مرات التلقيح/ التزاوج/ الناجحة. ولتحقيق التلقيح الناجح فليس فقط الحالة البدنية الجيدة لكل من الإناث والذكور يجب أن تكون جيدة ولكن يجب عليهم أن يكونوا راغبين بالتزاوج. وحيث أن التزاوج هو النتيجة لتفاعلات اجتماعية كثيرة معقدة فإن علينا أن ننظر ونفهم سلوك الذكور والإناث جيداً إذا أردنا أن نصل إلى عدد كبير من الزيجات/ التلقيحات/ الناجحة. وبعبارة أخرى، علينا أن نتأكد أن الدجاج والديوك يحب بعضهم بعضا(صورة رقم 2) ً.
تفاعل الديوك تجاه الدجاج:
إن من أهم الخصائص في سلوك الدجاج هو الهيمنة والسيطرة والنقر. فيجب أن يكون الديك مسيطراً على الدجاجة حتى يقدر على تلقيحها. وبنفس الوقت يجب أن تكون الدجاجة ليست خائفة من الديك ولا تتجنب تلقيحه أو الهروب منه. وفي القطيع حسن الإدارة، تكون الديوك مهيمنة على الدجاجات قبل بدأ الإنتاج مباشرة(صورة رقم3).
إذا تطورت الهيمنة (القدرة على التزاوج أو التلقيح) بوقت مبكر فإن الديوك تصبح نشيطة وقادرة على التلقيح قبل أن يصل عدد كاف من الدجاج (الإناث) إلى النضج الجنسي، والنتيجة هي بدأ مطاردة الديوك للدجاج ومحاولة تلقيحها بالقوة، كما أن الديوك تتصارع فيما بينها مما يؤدي إلى خوف وأذى الإناث والنتيجة النهائية لذلك هي انخفاض الإخصاب بدرجة كبيرة.
أما إذا تأخرت الهيمنة ( النضج الجنسي أو البلوغ) فإن الذكور لن تتمكن من الهيمنة على الإناث وسوف تخاف من تلقيحهم. يمكن أن تكون الذكور حسنة البنية الجسمية ولكنها لن تلقح الدجاج لأنها تظن أنها غير قادرة على فعل ذلك. والنتيجة أيضاً هي انخفاض الإخصاب كثيراً.
تفاعل الديوك تجاه الديوك:
نعرف أن هناك ترتيب وتعايش اجتماعي هرمي بين الديوك والدجاج في العنبر وأن هذا التسلسل الهرمي موجود أيضاً بين الديوك وبعضها. فالديوك ليست متساوية في الهيمنة والسطوة وبعضها أقوى من الأخر ويتزعمه وهذا في الغالب نتيجة اختلاف أوزان أجسامها ولكن ليس بشكل مطلق.
إذا تفحصنا القطيع بدقة يمكننا تقسيم الذكور فيه إلى ثلاث فئات مختلفة:
ذكور (أ): الذكور المسيطرة والمهيمنة، الأعلى في التسلسل الهرمي والراغبة في التلقيح والقادرة عليه وسوف تقوم به.
ذكور (ب): الذكور غير مهيمنة وتسلسلها الهرمي ليس مرتفع كفاية ولكنها تحب أن تتزوج وتحاول التلقيح إذا سنحت لها الفرصة.
ذكور (ج): ذكور غير مهيمنة وفي أدنى السلم الهرمي وضعيفة جداً وغير قادرة على التلقيح او التفكير به.
وطبعاً هذا قد يكون تصنيفاً استبدادياً ولكنه يساعدنا على فهم ما يحدث في قطيع الذكور. في القطيع الحقيقي، توجد جميع هذه الفئات دائماً ولكن هذا يعتمد على حالة الذكور التي تحدد نسب التوزيع لهذه المجموعات؟
فمن الواضح أن فئة ديوك (ب) تكون مهيمنة على (ج) وديوك (أ) مهيمنة على كل من ديوك (ب) و(ج). وهذا يعني أن الديك (أ) يجب أن يلقح. ومشكلة نقص الإخصاب يمكن أن تكون بسبب عدم كفاية ديوك (أ) لتقوم بجميع عمليات التلقيح المطلوبة. أو أن عددها (ديوك (أ)) كافياً ولكنها مشغولة بأشياء أخرى غير التلقيح. وخصوصاً إذا كان عدد الديوك في القطيع زائداً (عن المعدل)وتكون الديوك أحياناً مشغولة بإبعاد كل منها للآخر (صراع الديوك) مما يقلل عدد التلقيحات الناجحة؟؟
وفي القطيع، ليس فقط ديوك الفئة (أ) هي التي تلقح، نجد معظم الإناث ترتبط (عاطفياً) لفترة محدودة من الوقت بديك واحد وذلك من الفئة (أ)، ولكن بعض الإناث سوف تتحرك من ديك إلى آخر وأخريات سوف تحاول تجنب التلقيح فتبتعد عن الديوك. ويمكننا معرفة هذا عندما نحضن بيضات كل دجاجة على انفراد ومن ثم نجد أن بعض هذه الدجاجات تضع بيضاً غير مخصب دائماً وتتجنب السفاد. ونسمي هذه الدجاجات (الدجاجات الحرة أو السائبة Loose Hens) وطبيعياً أن نرى زيادة عدد مثل هذه الدجاجات مع تقدم عمر القطيع. وإذا وجدت ديوك الفئة (ب) فرصة سانحة فإنها سوف تحاول أن تتزوج هذه الدجاجات. والديوك الأكثر شجاعة وقسوة من هذه الفئة (ب) هي الأكثر نجاحاً في تحقيق هذا التلقيح.
الديوك المهيمنة التي يمكنها تلقيح من تريد من الدجاج، تعدل عدد الحيوانات المنوية التي تقذفها في الدجاجات حسب توفر (عدد) الدجاجات. فعندما يوجد ديك مع دجاجتين فقط فإنه يقذف سائل منوي أكثر للدجاجة الأجود، أما عندما تتوفر دجاجات كثيرة له فإن السفاد فقط هو الذي يتحكم بعدد الحيوانات المنوية المقذوفة.
على عكس الديوك الأقل هيمنة (فئة ب) التي يتقيد تلقيحها من قبل الديوك المهيمنة، فإنها تضع أو تقذف أكبر عدد من الحيوانات المنوية في أول تلقيح تقوم به بغض النظر عن توفر الدجاج.
الدجاجات يفضلن دائماً الديوك المهيمنة اجتماعياً قبل وبعد التلقيح. برغم أن الديوك المهيمنة قد تضع حيوانات منوية أقل إخصاباً من الديوك الأقل هيمنة.
تناضل الدجاجات كثيراً خلال التلقيح في قطعان أمهات دجاج اللحم وتتدخل مراراً عندما تحاول هذه الديوك تلقيح دجاجات أخرى محاولة عرقلتها (داء الغيرة).
تختار الدجاجات أو تفضل الديوك حسب سلوكها وتصرفاتها وليس حسب شكلها- المورفولوجي- وتفضل من الديوك الذي يخفق جناحاه كثيراً ويزداد التفضيل مع زيادة خفقان الأجنحة التي تختلف كثيراً بين الديوك (3- 82 خفقة أو رفرفة/ ساعة).
زيادة الإخصاب:
في النظرة الأولى، المفتاح لإخصاب مرتفع هو ارتفاع عدد ديوك الفئة (أ) في القطيع. وما يجب علينا تحقيقه هو فقط إخراج، أو استبعاد، الديوك السيئة (الفئة (ج)) ولكن هذا لن يحل دائماً مشكلة نقص الإخصاب بشكل نهائي وكاف لأننا عندما نقوم بذلك فإننا لن نزيد عدد ديوك الفئة (أ)، ولكننا ننقص فقط عدد الديوك من الفئة (ج) (العاجزة أصلاً) والتي هي ليست السبب الحقيقي لسوء الإخصاب لأنها لا تستطيع التلقيح أصلاً. وهذا لا يعني أننا لا نريد عزل هذه الديوك (ج) وإخراجها من القطيع ولكننا يجب أن نتأكد أن هذه الديوك ليست دائماً من أكبر مشكلاتنا.
إننا نحب التركيز على شيئين مختلفين تماماً:
أولاً: نريد أن نحافظ على عدد ديوك الفئة (أ) مرتفعاً وليس فقط أن يكون العدد كافياً ولكنها يجب أن تكون نشيطة فاعلة وغير مشغولة بقتال بعضها البعض.
ثانياً: نريد أن نجعل ديوك الفئة (ب) فاعلة ونستطيع بذلك أن نزيد عدد الدجاجات السائبات المتزوجات (هذه الديوك تلقحهم).
كيف ندير سلوك الديوك في الحقل؟
هناك عدة وسائل إدارية يجب أخذها في الاعتبار لتحقيق الهدفين السابقين منها:
• يجب أولاً أن ننظر إلى سلوك كل من الذكور والإناث تجاه بعضهم البعض وخصوصاً في بداية الإنتاج(صورة رقم 4). وأحسن وقت لدراسة هذا السلوك هو آخر النهار وقبل حلول الظلام حيث أن الديوك أكثر نشاطاً في هذه الفترة.
• إذا نظرنا إلى القطيع فإننا سوف نرى الديوك تتجمع وتكون مع الدجاجات مثل (أزهار التيوليب في المرج) وهذا يعني أن الديوك تشعر بالقوة والهيمنة وتقف مرفوعة الرأس وظهورها على شكل زاوية قائمة (مع رقبتها). إذا كانت الديوك لا تزيد ب 10- 15 سم أعلى من الإناث(صورة رقم 5) وارتفاع رؤوسها مثل الإناث( بنفس الارتفاع) فهذا يعني أنها لا تشعر بالهيمنة الكاملة ومن المحتمل أن يكون نشاطها الجنسي منخفضاً.
• إذا وقفنا في العنبر دقيقتان (خصوصاً إذا كنا زائرين)، فإن الديوك سوف تنتبه لنا وتأتي إلينا. و بعد دقيقتين سوف نرى الإناث تتحرك بعيداً عنا تدريجيا على عكس الديوك التي تتحرك باتجاهنا وبذلك نرى أن ثلث أو نصف الطيور التي قربنا هي من الذكور(صورة رقم 6). وهذا يعني أن الديوك ترى أننا دخلنا حماها وهي تتفاعل مع هذا الوضع ضدنا وتدافع عن منطقتها. إذا لم تكترث الديوك بأي شخص يدخل منطقتها ويتعدى على حماها ويتحرش بإناثها فيحتمل أن يكونوا غير مهيمنين.
• يجب أن تتفاعل الإناث والذكور "اجتماعيا"، كل نحو الآخر إيجابياً. إذا حاولت الإناث تجنب الذكور والابتعاد أو الهرب منها وأحاطت الذكور بالإناث وحاولت مطاردتها، فإن من المحتمل أنهم لا يحبون بعضهم البعض كثيراً. وإذا رأينا ذلك، يجب أن نتفاعل (نتصرف) فوراً بإنقاص عدد الديوك وذلك لتخفيف الضغط. وفي الإنتاج المبكر، غالباً ما يعني هذا أننا يجب أن نستبعد (نخرج) بعض الذكور الممتازة لأنهم قد نضجوا بوقت مبكر جداً.
• إذا ربينا الذكور في كثافة عالية (أكثر من 4 طيور في المتر المربع الواحد) فإنهم سوف يضيقون ببعضهم ويتقاتلون. والنتيجة هي أن عدداً منهم سوف يفقد هيمنته (رجولته) ويصبح من الفئة (ج) حتى أثناء فترة الرعاية، لأن كثير من الديوك سوف يخسر المعارك والقتال. فإذا ربيناهم بكثافة قليلة(صورة رقم 7)، فإن الديوك تتقاتل أقل وبالتالي تصبح سائدة مهيمنة ولن تخسر المعركة وتحبط وتصاب باليأس.
• يجب أن نتأكد أن الذكور تنمو بشكل كاف قبل الإنتاج وذلك لبناء قوتها وتحقيق هيمنتها. وإذا لم نسمح لهم بالنمو أو نجعلهم أقل وزناً فإنهم لن يكونوا قادرين على اكتساب صفة الهيمنة والمحافظة عليها وبالتالي سيكونون عاجزين عن التلقيح. وغالباً ما نرى أن الديوك أصبحت فوق الوزن الطبيعي (سمينة) لأنها غير فاعلة ولا نشيطة (لا تلقح) وليس أنها كسلت أو عجزت بسبب زيادة وزنها.
• عندما نختار ونعزل، يجب علينا أن ننتبه أيضاً على الديوك التي تبدوا كمهيمنة ولكنها لا تستطيع التلقيح الآن أو فيما بعد. ويمكن عمل ذلك بالنظر إلى لون وحالة فتحة المجمع. ويجب أن نفحص خصوصاً الديوك التي تبدوا مهيمنة ولكنها في نفس الوقت سمينة زائدة الوزن.
• عندما نضيف ديوك شابة إلى القطيع، يجب أن نتأكد أن هذه الديوك الشابة لديها الفرصة لتنتصر على الديوك من الفئة (أ). وهذا يعني أن الديوك اليافعة يجب أن تنضج بدرجة كافية قبل إضافتها للقطيع مع أننا يجب أن نضيف منها عدداً كافياً ويفضل أن نسحب أو نستبعد بعض الديوك من الفئة (أ). للاختيار الصحيح للديوك المستبعدة فإننا يجب أن نبحث عن الديوك المهيمنة من الفئة (أ) التي تبدوا زائدة الأوزان وفتحات مجمعاتها جافة. وبالطبع فإننا أيضاً نريد أن نستبعد الديوك العاجزة من الفئة (ج) لأنهم مفقود فيهم الأمل. إذا لم نعط الديوك الشابة فرصة ملائمة سانحة فإننا سوف نجدهم أصبحوا في فئة الديوك (ج) (العاجزة) سريعاً.
• عندما تعمل تبادل الديوك بين العنابر في المزرعة الواحدة أو القطيع الواحد، تأكد أنه كلما زاد العدد المتبادل بين العنابر كلما كسرت السلطة الهرمية الموجودة.
• إذا أجبرت الديوك على الحركة الزائدة في العنبر، فإن عدداً أكبر من الفئة (ب) سوف تلقح الدجاجات السائبة مما ينتج مزيداً من التلقيح. وهذا يعني أننا يجب أن نركز معالف الذكور في الوسط قدر المستطاع (خط واحد متقارب) لإجبار الديوك على الحركة للوصول إلى المعالف (من أطراف العنبر إلى وسطه) بدلاً من نشر معالف الديوك على مساحة العنبر كله.
• عند استخدام نظام التغذية أو التعليف المنفصل فإننا لا نضبط أوزان الديوك فقط (ومن ثم نمنع زيادة أوزانها) ولكننا أيضاً نجعل الديوك من فئة (ب) أكثر شجاعة وأقل خوفاً/ وهذا لأننا نجبرهم على الأكل مع الديوك من فئة (أ) يومياً/ ولذلك فإننا في التغذية المنفصلة لا يجب أن نتحرى على ضبط أوزان الجسم فقط ولكن أن نهتم أيضاً بمواقع المعالف. وثانياً فإن من المهم أن تجلب عدداً كبيراً قدر الإمكان إلى نفس المنطقة من العنبر.
و بالنظر، ليس فقط إلى الحالة البدنية (الفيزيائية) والشكلية للديوك، ولكن أيضاً إلى الطريقة التي تعمل بها مع الإناث وتفاعل كل منهما مع الآخر فإننا نستطيع أن نتعلم الكثير حول أنشطة التزاوج والتلقيح.
وبعد كل ذلك، إذا لم تحب الديوك والدجاج بعضهم البعض فإن التلقيح لن يتم مهما كانت حالتهم البدنية جيدة، فالحب هو الأساس المهم للقاء.
ونذكر أيضاً بأهمية دراسة كل العوامل ذات العلاقة بالإخصاب لاستبيان أيهم هو المسبب لمشكلة الإخصاب في قطيعنا والتي منها:
• جودة السائل المنوي.
• ضبط وزن الجسم.
• الحالة الفيزيائية للجسم.
• جودة أقدام الأرجل.
• قوة عظام الأرجل.
• عدم وجود تشوهات في ظهر أو هيكل الديك.
• غيرها.
وقد نجد عاملا أو أكثر هو سبب المشكلة فنعالجه بعلم وحكمة وصبر.
والله الموفق
المصادر
تربية أمهات اللحم لSolomon
تم بحمد الله
أعداد / محمد عيد