الدريــس
مقدمة: تعاني معظم دول العالم من نقص في الإنتاج الزراعي وصعوبة في تامين الاحتياجات الغذائية الضرورية وخاصة المحاصيل الحبية الاستراتيجية و المحاصيل العلفية والمنتجات الحيوانية. ويموت سنوياً الملايين من السكان تحت تأثير هذا النقص ويعاني من سوء التغذية, تعود أسباب هذا العجز الغذائي إلى انخفاض مردودية وحدة المساحة وضعف استخدام التقانات الزراعية الحديثة والمتطورة, إضافة إلى وجود مساحات كبيرة من الأراضي دون استثمار رغم صلاحيتها للزراعة.
وترجع أسباب سوء التغذية لدى نصف سكان العالم تقريباً إلى تأخر قطاع الإنتاج الحيواني وتدهور المراعي الطبيعية وسوء استثمار البوادي, مما يعني نقصاً كبيراً في البروتين الحيواني لا يتماشى مع التزايد السكاني والاحتياجات المتزايدة للسكان.
ومن هنا تبرز ً أهمية المحاصيل العلفية والأعلاف الخضراء والحفوظة(المصنعة) كمصدر أساسي لتغذية قطعان الحيوانات والماشية, وتحويل هذه الأعلاف غير المستساغة من الإنسان إلى منتجات حيوانية متنوعة ( لحم – بيض – حليب – صوف ) مفيد وضرورية لحياته إن وجود كميات فائضة من الأعلاف الخضراء في فصلي الربيع والصيف والحاجة الماسة إلى كميات إضافية من الأعلاف خلال فصل الشتاء وخاصة عند عدم توفر العلف الخضراء يحتم على المربين الاستفادة من الفائض وذلك بحفظ هذه الأعلاف وتخزينها لحين الحاجة إليها ويتم ذلك إما على شكل أعلاف جافة (دريس) أو بشكل رطب (سيلاج).
وهكذا فإن التجفيف أهم الطرق المناسبة لحفظ الأعلاف الخضراء في المناطق الجافة وهو من أنسب الطرق لحفظ الفائض من الأعلاف في القطر العربي السوري.
تعريف الدريس:
هو المادة العلفية الخشنة (مالئ) الناتجة عن حفظ الأعلاف الخضراء عن طريق التجفيف حيث يتم تحويل النباتات العلفية الفائضة عن حاجة الحيوانات الزراعية من أعلاف تزيد نسبة الرطوبة فيها عن 60% إلى مادة جافة تصبح نسبة الرطوبة فيها بحدود 15-20% بينما تصل نسبة المادة الجافة فيه إلى 80-85% وهي ذات قيمة غذائية عالية يمكن تخزينها لتقدم إلى الحيوانات في المواسم التي نفتقر فيها للأعلاف الخضراء.
يتميز الدريس عن التبن بأنه ينتج عن تجفيف النبات قبل أن تتكون الحبوب وقبل أن تصل نسبة الألياف في الساق إلى ذروتها( وفي التحديد في بداية الإزهار) وبالتالي يحتفظ النبات بكامل قيمته الغذائية.
أهمية الدريس في تغذية المجترات: يعتبر الدريس من أهم الأعلاف المالئة التي تدخل كجزء أساسي في العليقة اليومية للحيوان.
تختلف القيمة الغذائية للدريس حسب النبات المصنع منه فمثلاً دريس الفصة والبرسيم أفضل من دريس الشوفان والشعير ويقيم عالمياً الدريس الجيد أنه يحتوي على بروتين مهضوم حوالي(14%) .
وعلى العموم يحتوي الدريس على نسبة عالية من المواد والعناصر الغذائية بروتين سكريات عناصر معدنية فيتامينات وخاصة في أوراق النبات التي تحتوي على معظم القيمة الغذائية في الدريس ويعتبر الدريس المصنع من النباتات التي تحش في مرحلة الأزهار وحتى الطور اللنبي لنضج البذور دريساً جيداً وكلما تأخرت عملية الحش أكثر كلما أصبح الدريس الناتج أقل جودة.
يعتبر الدريس مصدراً غنياً بالفيتامينات وخاصة فيتامين A و D وK ومجموعة فيتامين B والريبوفلافين الثيامين وحامض الفوليك. والعناصر المعدنية وخاصة الكالسيوم والفوسفور.
يبين التركيب الكيماوي والقيمة الغذائية لأنواع مختلفة من الدريس في مراحل مختلفة من لنمو في القطر
اسم المادة العلفية غ/ كغ مادة طازجة
مادة جافة بروتين خام معادل نشا دهن خام ألياف خام كالسيوم فوسفور صوديوم ب.م
دريس فصة بداية الأزهار 855 168 298 21 229 20.3 2 0.79 114
دريس برسيم مصري متوسط الأزهار 903 44 352 16 300 0.9 0.45 2.43 33
دريس بيقية مجموع خضري 924 122 356 18 308 8.2 3.04 0.33 69
دريس شوفان بداية الأزهار 937 105 364 22 284 4.02 1.6 2.7 62
دريس شعير في الطور اللبني 944 56 407 37 303 3.1 1.03 4.3 38
دريس بيقية وشعير المجموع الخضري 866 81 376 33 236 2.8 2.8 4 55
المحاصيل العلفية التي يصنع منها الدريس:
• المحاصيل البقولية:الفصة_البرسيم_فول الصويا.
• المحاصيل النجيلية: الشعير_الشوفان.
• الخلائط العلفية المكونة من البقوليات والنجيليات: وأهمها البيقية المحملة على الشعير.
• الأعشاب الطبيعيةوالمزروعة:
* المحاصيل البقولية:
1- الفصة:
تعتبر الفصة غذاء مهم للحيوانات الزراعية حيث تحتوي على نسبة عالية من السكريات (الطاقة) والبروتين والعناصر المعدينة (خاصة الكالسيوم) والكاروتين والفيتامينات الأخرى لذلك فإن التغذية على دريس الفصة يخفض كثير من استهلاك المزرعة للأعلاف المركزة الغالية الثمن.
نسبة تحويل المادة الخضراء من الفصة إلى دريس تكون بنسبة 2:5.
إن دريس الفصة العالي الجودة ينتج من حش الفصة في مرحلة بداية الإزهار وإن التصنيع الجيد والتجفيف السريع يخفض الفقر بأوراق دريس الفصة وبالعناصر الغذائية الموجودة في مكونات النباتات إلى الحد الأدنى والتأخير في تصنيع دريس الفصة إلى ما بعد الإزهار يعطي دريس رديء النوعية.
- إن دريس الفصة يفوق دريس المحاصيل الأخرى(شوفان، /بيقية+شعير/، قمح) من حيث القيمة الغذائية.
- في سوريا تحش الفصة من 8-11 حشة سنوياً ومتوسط إنتاج الدونم 5-7 طن سنوياً.
تزرع في سوريا في الربيع والخريف عادة في السنة الخامسة من عمرها.
- جميع الحيوانات تقبل على دريس الفصة بشهية كبيرة ويفضل إعطاءه للأبقار الحلوب خاصة في حالات عدم توفر العلف الأخضر والسيلاج.
وفي حال توفر الأعلاف الأخرى يعطى بالدرجة الأولى للحيوانات الصغيرة عجول – جدايا رضيعة – أبقار حوامل – أبقار ولدت حديثاً .....وأخيراً إلى باقي الحيوانات بالمزرعة في حال توفره بكميات كبيرة.
2- البرسيم:
يزرع في مناطق زراعة الفصة وهو محصول حولي يحش في سوريا ثلاث مرات وإنتاجيته 3-4 طن /دونم نسبة البروتين فيه أقل من الفصة حيث أن نسبة البروتين الخام 2.8% في مرحلة الإزهار و10.8 % طاقة في البرسيم الأخضر. ويحل مكان دريس الفصة ولنفس الأغراض.
نسبة الدريس الناتج من المادة الخضراء (1:5) أيضاً.
3- البيقية:
تزرع في سوريا أما بمفردها كمحصول علفي حولي لإنتاج البذار أو مع الشعير في خلطات مناسبة (10كغ شعير +10 كغ بذار بيقية للدونم) أو 10: 15 و 12:5 ليصنع الدريس.
لذلك يجب المحافظة على الأوراق والإزهار لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين.
4- فول الصويا:
طوله 30-80 سم أصنافه عديدة موزعة على عدة زمر (الأصفر – الأخضر – البني – الأسود – الخليط).
تركيب النبات: الساق والفروع تشكل 25.45% من النبات، الأوراق تشكل 40.17%، القرون 34.37% هناك أصناف للحصول على العلف الأخضر أو القش أو الحبوب أو الزيت.
يزرع في سوريا في شهر نيسان.
إنتاجية الهكتار من المادة الخضراء 30-40 طن ومن دريس الصويا 7.5 -12.5 طن.
* المحاصيل النجيلية:
تشكل معظم الدريس المصنع في العالم وخاصة الشوفان والشعير حيث تزرع في خلائط مع المحاصيل البقولية لإنتاج دريس غني بالبروتين والطاقة معاً.
1- الشوفان: نبات حولي من المحاصيل النجيلية يستعمل كعلف أخضر ودريس للحيوانات الزراعية دريس الشوفان منخفض بنسبة البروتين، قيمته العلفية جيدة عندما يزرع كخلائط مع المحاصيل البقولية (بيقية ....) حيث يؤدي لزيادة البروتين في الدريس الناتج. الحش المبكر فيه يؤدي لزيادة نسبة الطاقة والبروتين فيه.
2- الشعير: يزرع عادة في المناطق ذات التربية القليلة الخصوبة والقليلة الرطوبة.
إنتاجية الشعير المروي 1.2 -1.4 طن /دونم. يمكن تصنيع الدريس من كافة أصناف الشعير (ذو ستة صفوف – ذو صفين) ويحش مبكراً من أجل الدريس في أوائل نيسان عند بدء الإزهار وحتى الطور اللبني حيث ينتج دريس جيد النوعية. وحشه في بدء الإزهار يعطي دريس أغنى ما يمكن بالطاقة والبروتين إنتاج الشعير + البيقية يعادل 30% من إنتاج الدونم من العلف الأخضر.
* الأعشاب:
هناك العديد من أنواع الأعشاب التي تنمو بصورة طبيعية أو استزرعت لإنتاج المادة الخضراء مزارع تربية الحيوان ومنها:
1- أعشاب العائلة النجيلية: النجيل – شيلم معمر – سنيسلة – سيبيلة - شعير بري- حنيطة.
ويمكن لجميع هذه الإعشاب أن تصنع إلى دريس جيد النوعية حيث نسبة الكربوهيدرات فيها عالية.
2- أعشاب العائلة البقولية: برسيم بري – فصة برية- جلبان بري – بيقية برية... وغيرها، إن هذه الأعشاب تعطي دريس جيد النوعية ويفضل على دريس أعشاب العائلة النجيلية كونه غني بالبروتين والطاقة.
إذا أردنا توزيع هذا النوع من العلف (الدريس) على الحيوانات وإن الأفضلية في التوزيع تكون حسب التسلسل التالي:
الأغنام- الأبقار- الخيول – الخنازير- الدواجن (مسحوق).
* مرحلة نمو النباتات المناسبة لصنع الدريس:
تعتبر مرحلة النمو النباتي التي تحش عندها المادة الخضراء من أجل صنع الدريس من العوامل الهامة في تحديد القيمة الغذائية للدريس الناتج فكلما تأخر موعد الحش كلما زادت كمية الدريس الناتجة من وحدة المساحة وكلما انخفضت قيمته الغذائية والهضمية والطاقة الصافية في نفس الوقت وبالتالي انخفض ما يستفيده الحيوان من وحدة الكمية كما أن الرطوبة المناسبة للمحصول الأخضر أثناء حشه لصناعة الدريس حيث يجب أن يحتوي على 70-80% رطوبة من وزنه.
إذ أن حش النباتات الخضراء وهي صغيرة النمو يؤدي لفقدان كميات كبيرة من المكونات الغذائية بسبب احتوائه على نسبة عالية من الرطوبة وعلى كثير من المواد الغذائية الذائبة إضافة إلى انخفاض الكمية الإجمالية الناتجة وعلى صعوبة حفظه ووقايته من التعفنات كما يؤدي الحش المبكر على انخفاض نسبة البروتين في درسي البقوليات لذلك فلا تحش إلا بعد تشكيل قرونها ولكن قبل تكوين البذور فيها.
* طرق صناعة الدريس: طرق تصنيع الدريس:
يمكن تصنيع الدريس بإحدى الطرق التالية:
- تجفيف طبيعي.
- تجفيف تحت غطاء.
- تجفيف اصطناعي.
إن نجاح عملية تصنيع الدريس يتوقف على الوقت المناسب للتجفيف في المناطق التي يم فيها التجفيف الطبيعي بأشعة الشمس مباشرة بلادنا باعتبار يتوفر فترة طويلة من العام يمكن الاستفادة فيها من أشعة الشمس والهدف الأساسي من صناعة الدريس هو تقليل كمية الرطوبة في المادة الخضراء بأقصر وقت ممكن في النبات وإيقاف العمليات الحيوية والكيميائية لذلك يجب أن تنخفض الرطوبة إلى نسبة تتوقف عندها الإنزيمات النباتية والمكروبات.
لذلك فإن نجاح عملية التجفيف يتوقف على سرعة تجفيف المادة الخضراء التي تعتمد على عوامل داخلية خاصة بالنبات (بنية النبات الداخلية – مرحلة نموها عن الحش – قدرة خلايا النبات على حفظ الماء) وعلى عوامل خارجية (حرارة – رطوبة – رياح).
1ً- الطريقة الطبيعية في التجفيف:
أ- طريقة التجفيف الحقلي: وتتم في المناطق التي يتوفر فيها أشعة الشمس فترة طويلة من العام حيث تحش المادة الخضراء في الوقت المناسب من النمو والنضج بواسطة الحش الآلي أو اليدوي ويسقط على الأرض على شكل طبقات رقيقة ثم يقلب آلياً إذا كانت المساحة كبيرة أو يدوياً إذا كانت المساحة صغيرة خلال (4- 5) أيام تذبل وتفقد جزءاً كبيراً من رطوبتها في الأجزاء المكشوفة والمغطاة منها وتتعرض جميع أجزائها لحرارة الشمس مباشرة حيث تفقد جزءاً من رطوبتها تصل إلى 40% في المعاملة الحقلية في اليومين الأولين وعند الاستمرار بالتجفيف الطبيعي تصنع بعد المدة المقررة عندها تصل الرطوبة في الدريس الجيد إلى
15-20% ثم تكبس بآلات كبس خاصة على شكل بالات من القش مكعبة الشكل أو على شكل متوازي مستطيلات وزنها (10-15)كغ وأبعاد حوالي (40+50+60) سم وهناك بالات على شكل بكرة قطرها 1.5 م يصل وزنها إلى 400كغ ويقوم عادة مكبس آلي خاص بهذا العمل (الحزامة) مقطور على جرار حيث تنقل الحركة منه بواسطة ناقل حركة (تراسميسيون).
يبدأ كبس بالات الدريس عادة منذ الصباح بعد وزوال الندى وحتى الظهيرة عندما تبدأ الأوراق بالتساقط عن ساق البنات وفي الأيام الغائمة يمكن أن يستمر العمل كوال النهار. بعد عملية الكبس تترك البالات الناتجة حوالي (5 أيام) بالحقل لتجف ثم نقليها وتستيفها جيداً لتخزن تحت مظلة خاصة لذلك.
من عيوب هذه الطريق:
- يتوقف نجاحها على الظروف الجوية (شمس ساطعة – عدم هطول الأمطار).
- تحتاج إلى وقت طويل ومراقبة مستمرة للدريس.
- ضياع قسم كبير من الأوراق والنورات الزهرية أثناء النقل.
- فقدان بعض المواد الغذائية والمكونات الهامة عن طريق الأمطار – الرياح –التعفن.
ب - التجفيف على الحوامل الخشبية :
التجفيف على الحوامل الخشبية: مثل سابقتها تعتمد على تجفيف العلف الأخضر بأشعة الشمس إلا أن استخدام الحوامل الخشبية يساعد على سرعة مرور الهواء متخللاً أكوام العلف الأخضر المحمولة على مساند خشبية بالإضافة إلى أن العلف الأخضر يكون بعيداً عن رطوبة الأرض وبالتالي تكون سرعة تجفيفها اكبر من الطريقة السابقة وهناك عدة أشكال للحوامل:
1- الحوامل السلكية والطبقية: يجب أن توضع الحوامل موازية لاتجاه الريح.
2- الحوامل الثلاثية أو الرباعية: تبنى من قوائم خشبية (3 أو4 قوائم) بشكل هرمي ارتفاع القاعدة حوالي متر عن سطح الأرض.
3- الحوامل الخيمية: تبنى من قوائم خشبية وهي أفضل أشكال الحوامل لتجفيف النباتات والتهوية فيها أكثر كفاءة مما هي عليه الحوامل الأخرى. ويجب أن تكون فتحها باتجاه الريح حتى يتخللها الهواء بشكل أفضل ويقل الفقد من العناصر الغذائية.
2ً- الطرق الصناعية في التجفيف:
الغرض من تجفيف الدريس صناعياً هو تجفيف المادة الخضراء في أقصر وقت ممكن بمساعدة التيارات الهوائية البادرة أو الساخنة لإيقاف العمليات الكيميائية والحيوية بالسرعة الممكنة وتقليل فقد المواد الغذائية بالمقارنة مع الطرق الأخرى.
وهذه الطريقة توفر الكثير من الهدر وتعطينا دريساً ذو نوعية ممتازة لونه أخضر ورائحته مقبولة وبدرجة عالية من سهولة الهضم في كرش الحيوان.
1- التجفيف بالتيارات الهوائية الباردة: بعد حش العلف الأخضر بـ 1-2 يوم رطوبة النباتات إلى 35-45% ولأسباب اقتصادية لا تنقل النباتات برطوبة أكثر من 45% يخزن الإنتاج في مستودعات خاصة لها فتحات للتهوية أو في العراء في أكوام كبيرة يمرر فيه تيار من الهواء تولده مراوح ولفترات قصيرة ومتقطعة وخاصة في بداية فترة التخزين وبذلك تضمن :
- الإسراع بالتجفيف وعدم ضياع النورات الزهرية والأوراق.
- إخلاء الحقل بعد حشه مباشرة لإجراء العمليات الزراعية الأخرى.
- مدة التجفيف تتراوح بين 1.5-3 أيام ونسبة الرطوبة نحو 18%.
- الدريس ذو نوعية ممتازة ويحتوي على كمية كبيرة من الكاروتينات والعناصر المعدنية ولا يختلف كثيراً من حيث النوعية مع النبات الأخضر.
- ومقارنة مع الدريس المجفف في الحقل طبيعياً فإنه يحتوي على 2.5-3 مرات أكثر من العناصر المعدنية وبمعدل 6-7 مرات أكثر بالكاروتين.
- إن زيادة نسبة الرطوبة للمادة العلفية (5.2%) لا ينصح يتجفيفها بهذه الطريقة وخاصة في المناطق الرطبة حيث أن ذلك يزيد من فترة التجفيف وبالتالي يؤدي إلى زيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية أو الوقود.
- يجب أن تكون الرطوبة النسبية للهواء الداخل أقل من 70%.
التجفيف بالهواء الساخن:
وتم هذه الطريقة في مستودعات خاصة لها فتحات للتهوية تملأ بالعلف الأخضر بعد حشه مباشرة أو في العراء في أكوام كبيرة ويمرر فيها تيارات من الهواء الساخن والجاف درجة حرارته 40-50م يسخن بواسطته مولد حراري يوضع أمام المروحة. توضع النباتات الخضراء المراد تجفيفها على شبكة أو منصب خشبي بشكل طبقات متتالية فوق بعضها بسماكة 1.5-2 م وممكن أن تصل نسبة الرطوبة إلى 20% وتستغرق فترة التجفيف بحدود 1-3 يوم.
يكون الدريس الناتج بهذه الطريقة من أحسن الأنواع ويبقى الدريس محتفظاً بلونه الأخضر وأكثر استساغة من قبل الحيوان ويحول هذا الدريس عادة إلى مسحوق يضاف إلى علائق الدواجن أو مكعبات وحبيبات لتغذية الماشية.
- ميزات الأعلاف المجفف صناعياً عن الأعلاف المجففة طبيعياً:
1- احتفاظها بمعظم إن لم يكن كل القيمة الغذائية للعلف الأخضر الأصلي بالنسبة للمادة الجافة.
2- صغر الحجم للتخزين.
- تخزين الدريس:
حفظ الدريس في المخزن:
تبنى مخازن الدريس أما كدور ثاني فوق الإسطبل أو في بناء مستقل بها والأولى لها خطورة اشتعال الدريس المفاجئ والذي قد يسبب فقد القطيع بأكمله ولذلك فمن المفضل إنشاء المخازن المستقلة وأرخص الأنواع هي المظلات لحماية الدريس من العوامل الجوية كالمطر أو أشعة الشمس.
- حفظ الدريس في العراء:
1- يجب انتقاء أرض مرتفعة قليلاً وجافة توضع طبقة من القش أو من أغصان الأشجار الصغيرة أو أرضية خشبية بارتفاع 50/سم لتجنب التماس مع التربية.
2- يوضع مع الدريس طبقات من القفش والتبن بسماكة 10-20 سم متناوب مع طبقات الدريس.
3- استعمال ملح الطعام بمعدل 5-7 كغ /طن دريس.
4- ترك فتحات تهوية بمساعدة قطع خشبية مختلفة الأشكال والتي من خلالها يتحرك الهواء ويتخلل ضمن طبقات الدريس.
5- تغطى الطبقة العليا من أكوام الدريس بطبقة من القش.
6- حول الأكوام يتم تنظيف وتمشيط التربة مع حف قناة بعمق 20-30 سم لجريان مياه الأمطار.
وتجدر الاشاره هنا إلى أن الظروف البيئية السائدة في القطر العربي السوري تسمح بتجفيف الأعلاف طبيعياً مم يقلل من أهمية التجفيف الاصطناعي والاقتصاد الكبير وتكاليف إنشائه.
- الهدر وأنواع الفقد التي تؤثر على القيمة الغذائية للدريس:
يتعرض الدريس أثناء تصنيعه إلى عدة أنواع من الفقد والهدر في قيمته الغذائية والتي تؤثر سلباً على نوعية وجودة الدريس منها :
1- الهدر الميكانيكي.
2- التغيرات الكيماوية والحيوية:
أ - الفقد بفعل الأنزيمات النباتية.
ب- الفقد بالأكسدة.
ت- تأثير تساقط الأمطار.
ث- تأثير الأحياء الدقيقة.
- فقد ميكانيكي: حيث يفقد الدريس كميات من الأوراق والسوق الغضة والأزهار أثناء حش ولم وتقليب ونقل وتخزين وتوزيع الدريس على القطيع من 15-20% وقد تصل هذه النسبة إلى 40% في الحالات السيئة.
- فقد بفعل الأنزيمات النباتية: التي يستمر عملها في تهديم بعض المواد الغذائية بعد حش العلف، لذلك يجب الإسراع بالتجفيف لتقليل هذا النوع من الفقد.
- فقد بالأكسدة: يؤدي هذا الفقد إلى هدم عدد من الصبغيات النباتية مثل الكاروتين ( مولد فيتامين A) ويزداد كلما طالت فترة التجفيف.
- فقد بفعل الأمطار: يؤدي سقوط الأمطار إلى غسيل وفقد جزء من المكونات الغذائية للعلف وخاصة المواد الذوابة في الماء سهلة الهضم.
- فقد بفعل الأحياء الدقيقة: تؤدي زيادة الرطوبة إلى ظهور التعفنات والفطور على النباتات وبالتالي يصبح الدريس سيء النوعية.
- العوامل التي تحدد جودة الدريس:
1- مرحلة النمو: كلما تقدمت مرحلة نمو النبات كلما زادت كمية المادة الجافة الناتجة في دونم.
2- لون الدريس: مرتبط بـ (مرحلة النمو – الظروف الجوية – طريقة التجفيف والتخزين).
3- رائحة الدريس: الدريس الجيد رائحته كرائحة العلف الأخضر والدريس السيئ تظهر به رائحة تعفنات أو فطور.
4- الاعتماد على نسبة الرطوبة: الدريس الجيد الرطوبة بين 15- 20 %.
تحدد جودة الدريس حسب مرحلة نمو النبات ولون الدريس:
1- إذا كان اللون أخضر زاهي والنبات محشوش في مرحلة مبكرة والظروف الجوية جيدة يكون الدريس جيداً وله رائحة مرغوبة.
2-إذا كان اللون أصفر والنبات محشوش في مرحلة أزهار كامل ووجود مطر خفيف يكون الدريس متوسط النوعية وليس له رائحة.
3-إذا كان اللون رمادي والنبات محشوش في مرحلة متأخرة والطقس سيئ غالباً ما يكون الدريس متعفناً وله رائحة سيئه وينصح بعدم تقديمه للحيوان.
4-اللون بني مسود: يظهر هذا اللون إذا لم يجفف الدريس مما يؤدي إلى تعفنه وتعرضه لحرارة مرتفعة أثناء تخزينه وبالتالي يكون الدريس سيئ جداً وغير صالح للتغذية.
مقدمة: تعاني معظم دول العالم من نقص في الإنتاج الزراعي وصعوبة في تامين الاحتياجات الغذائية الضرورية وخاصة المحاصيل الحبية الاستراتيجية و المحاصيل العلفية والمنتجات الحيوانية. ويموت سنوياً الملايين من السكان تحت تأثير هذا النقص ويعاني من سوء التغذية, تعود أسباب هذا العجز الغذائي إلى انخفاض مردودية وحدة المساحة وضعف استخدام التقانات الزراعية الحديثة والمتطورة, إضافة إلى وجود مساحات كبيرة من الأراضي دون استثمار رغم صلاحيتها للزراعة.
وترجع أسباب سوء التغذية لدى نصف سكان العالم تقريباً إلى تأخر قطاع الإنتاج الحيواني وتدهور المراعي الطبيعية وسوء استثمار البوادي, مما يعني نقصاً كبيراً في البروتين الحيواني لا يتماشى مع التزايد السكاني والاحتياجات المتزايدة للسكان.
ومن هنا تبرز ً أهمية المحاصيل العلفية والأعلاف الخضراء والحفوظة(المصنعة) كمصدر أساسي لتغذية قطعان الحيوانات والماشية, وتحويل هذه الأعلاف غير المستساغة من الإنسان إلى منتجات حيوانية متنوعة ( لحم – بيض – حليب – صوف ) مفيد وضرورية لحياته إن وجود كميات فائضة من الأعلاف الخضراء في فصلي الربيع والصيف والحاجة الماسة إلى كميات إضافية من الأعلاف خلال فصل الشتاء وخاصة عند عدم توفر العلف الخضراء يحتم على المربين الاستفادة من الفائض وذلك بحفظ هذه الأعلاف وتخزينها لحين الحاجة إليها ويتم ذلك إما على شكل أعلاف جافة (دريس) أو بشكل رطب (سيلاج).
وهكذا فإن التجفيف أهم الطرق المناسبة لحفظ الأعلاف الخضراء في المناطق الجافة وهو من أنسب الطرق لحفظ الفائض من الأعلاف في القطر العربي السوري.
تعريف الدريس:
هو المادة العلفية الخشنة (مالئ) الناتجة عن حفظ الأعلاف الخضراء عن طريق التجفيف حيث يتم تحويل النباتات العلفية الفائضة عن حاجة الحيوانات الزراعية من أعلاف تزيد نسبة الرطوبة فيها عن 60% إلى مادة جافة تصبح نسبة الرطوبة فيها بحدود 15-20% بينما تصل نسبة المادة الجافة فيه إلى 80-85% وهي ذات قيمة غذائية عالية يمكن تخزينها لتقدم إلى الحيوانات في المواسم التي نفتقر فيها للأعلاف الخضراء.
يتميز الدريس عن التبن بأنه ينتج عن تجفيف النبات قبل أن تتكون الحبوب وقبل أن تصل نسبة الألياف في الساق إلى ذروتها( وفي التحديد في بداية الإزهار) وبالتالي يحتفظ النبات بكامل قيمته الغذائية.
أهمية الدريس في تغذية المجترات: يعتبر الدريس من أهم الأعلاف المالئة التي تدخل كجزء أساسي في العليقة اليومية للحيوان.
تختلف القيمة الغذائية للدريس حسب النبات المصنع منه فمثلاً دريس الفصة والبرسيم أفضل من دريس الشوفان والشعير ويقيم عالمياً الدريس الجيد أنه يحتوي على بروتين مهضوم حوالي(14%) .
وعلى العموم يحتوي الدريس على نسبة عالية من المواد والعناصر الغذائية بروتين سكريات عناصر معدنية فيتامينات وخاصة في أوراق النبات التي تحتوي على معظم القيمة الغذائية في الدريس ويعتبر الدريس المصنع من النباتات التي تحش في مرحلة الأزهار وحتى الطور اللنبي لنضج البذور دريساً جيداً وكلما تأخرت عملية الحش أكثر كلما أصبح الدريس الناتج أقل جودة.
يعتبر الدريس مصدراً غنياً بالفيتامينات وخاصة فيتامين A و D وK ومجموعة فيتامين B والريبوفلافين الثيامين وحامض الفوليك. والعناصر المعدنية وخاصة الكالسيوم والفوسفور.
يبين التركيب الكيماوي والقيمة الغذائية لأنواع مختلفة من الدريس في مراحل مختلفة من لنمو في القطر
اسم المادة العلفية غ/ كغ مادة طازجة
مادة جافة بروتين خام معادل نشا دهن خام ألياف خام كالسيوم فوسفور صوديوم ب.م
دريس فصة بداية الأزهار 855 168 298 21 229 20.3 2 0.79 114
دريس برسيم مصري متوسط الأزهار 903 44 352 16 300 0.9 0.45 2.43 33
دريس بيقية مجموع خضري 924 122 356 18 308 8.2 3.04 0.33 69
دريس شوفان بداية الأزهار 937 105 364 22 284 4.02 1.6 2.7 62
دريس شعير في الطور اللبني 944 56 407 37 303 3.1 1.03 4.3 38
دريس بيقية وشعير المجموع الخضري 866 81 376 33 236 2.8 2.8 4 55
المحاصيل العلفية التي يصنع منها الدريس:
• المحاصيل البقولية:الفصة_البرسيم_فول الصويا.
• المحاصيل النجيلية: الشعير_الشوفان.
• الخلائط العلفية المكونة من البقوليات والنجيليات: وأهمها البيقية المحملة على الشعير.
• الأعشاب الطبيعيةوالمزروعة:
* المحاصيل البقولية:
1- الفصة:
تعتبر الفصة غذاء مهم للحيوانات الزراعية حيث تحتوي على نسبة عالية من السكريات (الطاقة) والبروتين والعناصر المعدينة (خاصة الكالسيوم) والكاروتين والفيتامينات الأخرى لذلك فإن التغذية على دريس الفصة يخفض كثير من استهلاك المزرعة للأعلاف المركزة الغالية الثمن.
نسبة تحويل المادة الخضراء من الفصة إلى دريس تكون بنسبة 2:5.
إن دريس الفصة العالي الجودة ينتج من حش الفصة في مرحلة بداية الإزهار وإن التصنيع الجيد والتجفيف السريع يخفض الفقر بأوراق دريس الفصة وبالعناصر الغذائية الموجودة في مكونات النباتات إلى الحد الأدنى والتأخير في تصنيع دريس الفصة إلى ما بعد الإزهار يعطي دريس رديء النوعية.
- إن دريس الفصة يفوق دريس المحاصيل الأخرى(شوفان، /بيقية+شعير/، قمح) من حيث القيمة الغذائية.
- في سوريا تحش الفصة من 8-11 حشة سنوياً ومتوسط إنتاج الدونم 5-7 طن سنوياً.
تزرع في سوريا في الربيع والخريف عادة في السنة الخامسة من عمرها.
- جميع الحيوانات تقبل على دريس الفصة بشهية كبيرة ويفضل إعطاءه للأبقار الحلوب خاصة في حالات عدم توفر العلف الأخضر والسيلاج.
وفي حال توفر الأعلاف الأخرى يعطى بالدرجة الأولى للحيوانات الصغيرة عجول – جدايا رضيعة – أبقار حوامل – أبقار ولدت حديثاً .....وأخيراً إلى باقي الحيوانات بالمزرعة في حال توفره بكميات كبيرة.
2- البرسيم:
يزرع في مناطق زراعة الفصة وهو محصول حولي يحش في سوريا ثلاث مرات وإنتاجيته 3-4 طن /دونم نسبة البروتين فيه أقل من الفصة حيث أن نسبة البروتين الخام 2.8% في مرحلة الإزهار و10.8 % طاقة في البرسيم الأخضر. ويحل مكان دريس الفصة ولنفس الأغراض.
نسبة الدريس الناتج من المادة الخضراء (1:5) أيضاً.
3- البيقية:
تزرع في سوريا أما بمفردها كمحصول علفي حولي لإنتاج البذار أو مع الشعير في خلطات مناسبة (10كغ شعير +10 كغ بذار بيقية للدونم) أو 10: 15 و 12:5 ليصنع الدريس.
لذلك يجب المحافظة على الأوراق والإزهار لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين.
4- فول الصويا:
طوله 30-80 سم أصنافه عديدة موزعة على عدة زمر (الأصفر – الأخضر – البني – الأسود – الخليط).
تركيب النبات: الساق والفروع تشكل 25.45% من النبات، الأوراق تشكل 40.17%، القرون 34.37% هناك أصناف للحصول على العلف الأخضر أو القش أو الحبوب أو الزيت.
يزرع في سوريا في شهر نيسان.
إنتاجية الهكتار من المادة الخضراء 30-40 طن ومن دريس الصويا 7.5 -12.5 طن.
* المحاصيل النجيلية:
تشكل معظم الدريس المصنع في العالم وخاصة الشوفان والشعير حيث تزرع في خلائط مع المحاصيل البقولية لإنتاج دريس غني بالبروتين والطاقة معاً.
1- الشوفان: نبات حولي من المحاصيل النجيلية يستعمل كعلف أخضر ودريس للحيوانات الزراعية دريس الشوفان منخفض بنسبة البروتين، قيمته العلفية جيدة عندما يزرع كخلائط مع المحاصيل البقولية (بيقية ....) حيث يؤدي لزيادة البروتين في الدريس الناتج. الحش المبكر فيه يؤدي لزيادة نسبة الطاقة والبروتين فيه.
2- الشعير: يزرع عادة في المناطق ذات التربية القليلة الخصوبة والقليلة الرطوبة.
إنتاجية الشعير المروي 1.2 -1.4 طن /دونم. يمكن تصنيع الدريس من كافة أصناف الشعير (ذو ستة صفوف – ذو صفين) ويحش مبكراً من أجل الدريس في أوائل نيسان عند بدء الإزهار وحتى الطور اللبني حيث ينتج دريس جيد النوعية. وحشه في بدء الإزهار يعطي دريس أغنى ما يمكن بالطاقة والبروتين إنتاج الشعير + البيقية يعادل 30% من إنتاج الدونم من العلف الأخضر.
* الأعشاب:
هناك العديد من أنواع الأعشاب التي تنمو بصورة طبيعية أو استزرعت لإنتاج المادة الخضراء مزارع تربية الحيوان ومنها:
1- أعشاب العائلة النجيلية: النجيل – شيلم معمر – سنيسلة – سيبيلة - شعير بري- حنيطة.
ويمكن لجميع هذه الإعشاب أن تصنع إلى دريس جيد النوعية حيث نسبة الكربوهيدرات فيها عالية.
2- أعشاب العائلة البقولية: برسيم بري – فصة برية- جلبان بري – بيقية برية... وغيرها، إن هذه الأعشاب تعطي دريس جيد النوعية ويفضل على دريس أعشاب العائلة النجيلية كونه غني بالبروتين والطاقة.
إذا أردنا توزيع هذا النوع من العلف (الدريس) على الحيوانات وإن الأفضلية في التوزيع تكون حسب التسلسل التالي:
الأغنام- الأبقار- الخيول – الخنازير- الدواجن (مسحوق).
* مرحلة نمو النباتات المناسبة لصنع الدريس:
تعتبر مرحلة النمو النباتي التي تحش عندها المادة الخضراء من أجل صنع الدريس من العوامل الهامة في تحديد القيمة الغذائية للدريس الناتج فكلما تأخر موعد الحش كلما زادت كمية الدريس الناتجة من وحدة المساحة وكلما انخفضت قيمته الغذائية والهضمية والطاقة الصافية في نفس الوقت وبالتالي انخفض ما يستفيده الحيوان من وحدة الكمية كما أن الرطوبة المناسبة للمحصول الأخضر أثناء حشه لصناعة الدريس حيث يجب أن يحتوي على 70-80% رطوبة من وزنه.
إذ أن حش النباتات الخضراء وهي صغيرة النمو يؤدي لفقدان كميات كبيرة من المكونات الغذائية بسبب احتوائه على نسبة عالية من الرطوبة وعلى كثير من المواد الغذائية الذائبة إضافة إلى انخفاض الكمية الإجمالية الناتجة وعلى صعوبة حفظه ووقايته من التعفنات كما يؤدي الحش المبكر على انخفاض نسبة البروتين في درسي البقوليات لذلك فلا تحش إلا بعد تشكيل قرونها ولكن قبل تكوين البذور فيها.
* طرق صناعة الدريس: طرق تصنيع الدريس:
يمكن تصنيع الدريس بإحدى الطرق التالية:
- تجفيف طبيعي.
- تجفيف تحت غطاء.
- تجفيف اصطناعي.
إن نجاح عملية تصنيع الدريس يتوقف على الوقت المناسب للتجفيف في المناطق التي يم فيها التجفيف الطبيعي بأشعة الشمس مباشرة بلادنا باعتبار يتوفر فترة طويلة من العام يمكن الاستفادة فيها من أشعة الشمس والهدف الأساسي من صناعة الدريس هو تقليل كمية الرطوبة في المادة الخضراء بأقصر وقت ممكن في النبات وإيقاف العمليات الحيوية والكيميائية لذلك يجب أن تنخفض الرطوبة إلى نسبة تتوقف عندها الإنزيمات النباتية والمكروبات.
لذلك فإن نجاح عملية التجفيف يتوقف على سرعة تجفيف المادة الخضراء التي تعتمد على عوامل داخلية خاصة بالنبات (بنية النبات الداخلية – مرحلة نموها عن الحش – قدرة خلايا النبات على حفظ الماء) وعلى عوامل خارجية (حرارة – رطوبة – رياح).
1ً- الطريقة الطبيعية في التجفيف:
أ- طريقة التجفيف الحقلي: وتتم في المناطق التي يتوفر فيها أشعة الشمس فترة طويلة من العام حيث تحش المادة الخضراء في الوقت المناسب من النمو والنضج بواسطة الحش الآلي أو اليدوي ويسقط على الأرض على شكل طبقات رقيقة ثم يقلب آلياً إذا كانت المساحة كبيرة أو يدوياً إذا كانت المساحة صغيرة خلال (4- 5) أيام تذبل وتفقد جزءاً كبيراً من رطوبتها في الأجزاء المكشوفة والمغطاة منها وتتعرض جميع أجزائها لحرارة الشمس مباشرة حيث تفقد جزءاً من رطوبتها تصل إلى 40% في المعاملة الحقلية في اليومين الأولين وعند الاستمرار بالتجفيف الطبيعي تصنع بعد المدة المقررة عندها تصل الرطوبة في الدريس الجيد إلى
15-20% ثم تكبس بآلات كبس خاصة على شكل بالات من القش مكعبة الشكل أو على شكل متوازي مستطيلات وزنها (10-15)كغ وأبعاد حوالي (40+50+60) سم وهناك بالات على شكل بكرة قطرها 1.5 م يصل وزنها إلى 400كغ ويقوم عادة مكبس آلي خاص بهذا العمل (الحزامة) مقطور على جرار حيث تنقل الحركة منه بواسطة ناقل حركة (تراسميسيون).
يبدأ كبس بالات الدريس عادة منذ الصباح بعد وزوال الندى وحتى الظهيرة عندما تبدأ الأوراق بالتساقط عن ساق البنات وفي الأيام الغائمة يمكن أن يستمر العمل كوال النهار. بعد عملية الكبس تترك البالات الناتجة حوالي (5 أيام) بالحقل لتجف ثم نقليها وتستيفها جيداً لتخزن تحت مظلة خاصة لذلك.
من عيوب هذه الطريق:
- يتوقف نجاحها على الظروف الجوية (شمس ساطعة – عدم هطول الأمطار).
- تحتاج إلى وقت طويل ومراقبة مستمرة للدريس.
- ضياع قسم كبير من الأوراق والنورات الزهرية أثناء النقل.
- فقدان بعض المواد الغذائية والمكونات الهامة عن طريق الأمطار – الرياح –التعفن.
ب - التجفيف على الحوامل الخشبية :
التجفيف على الحوامل الخشبية: مثل سابقتها تعتمد على تجفيف العلف الأخضر بأشعة الشمس إلا أن استخدام الحوامل الخشبية يساعد على سرعة مرور الهواء متخللاً أكوام العلف الأخضر المحمولة على مساند خشبية بالإضافة إلى أن العلف الأخضر يكون بعيداً عن رطوبة الأرض وبالتالي تكون سرعة تجفيفها اكبر من الطريقة السابقة وهناك عدة أشكال للحوامل:
1- الحوامل السلكية والطبقية: يجب أن توضع الحوامل موازية لاتجاه الريح.
2- الحوامل الثلاثية أو الرباعية: تبنى من قوائم خشبية (3 أو4 قوائم) بشكل هرمي ارتفاع القاعدة حوالي متر عن سطح الأرض.
3- الحوامل الخيمية: تبنى من قوائم خشبية وهي أفضل أشكال الحوامل لتجفيف النباتات والتهوية فيها أكثر كفاءة مما هي عليه الحوامل الأخرى. ويجب أن تكون فتحها باتجاه الريح حتى يتخللها الهواء بشكل أفضل ويقل الفقد من العناصر الغذائية.
2ً- الطرق الصناعية في التجفيف:
الغرض من تجفيف الدريس صناعياً هو تجفيف المادة الخضراء في أقصر وقت ممكن بمساعدة التيارات الهوائية البادرة أو الساخنة لإيقاف العمليات الكيميائية والحيوية بالسرعة الممكنة وتقليل فقد المواد الغذائية بالمقارنة مع الطرق الأخرى.
وهذه الطريقة توفر الكثير من الهدر وتعطينا دريساً ذو نوعية ممتازة لونه أخضر ورائحته مقبولة وبدرجة عالية من سهولة الهضم في كرش الحيوان.
1- التجفيف بالتيارات الهوائية الباردة: بعد حش العلف الأخضر بـ 1-2 يوم رطوبة النباتات إلى 35-45% ولأسباب اقتصادية لا تنقل النباتات برطوبة أكثر من 45% يخزن الإنتاج في مستودعات خاصة لها فتحات للتهوية أو في العراء في أكوام كبيرة يمرر فيه تيار من الهواء تولده مراوح ولفترات قصيرة ومتقطعة وخاصة في بداية فترة التخزين وبذلك تضمن :
- الإسراع بالتجفيف وعدم ضياع النورات الزهرية والأوراق.
- إخلاء الحقل بعد حشه مباشرة لإجراء العمليات الزراعية الأخرى.
- مدة التجفيف تتراوح بين 1.5-3 أيام ونسبة الرطوبة نحو 18%.
- الدريس ذو نوعية ممتازة ويحتوي على كمية كبيرة من الكاروتينات والعناصر المعدنية ولا يختلف كثيراً من حيث النوعية مع النبات الأخضر.
- ومقارنة مع الدريس المجفف في الحقل طبيعياً فإنه يحتوي على 2.5-3 مرات أكثر من العناصر المعدنية وبمعدل 6-7 مرات أكثر بالكاروتين.
- إن زيادة نسبة الرطوبة للمادة العلفية (5.2%) لا ينصح يتجفيفها بهذه الطريقة وخاصة في المناطق الرطبة حيث أن ذلك يزيد من فترة التجفيف وبالتالي يؤدي إلى زيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية أو الوقود.
- يجب أن تكون الرطوبة النسبية للهواء الداخل أقل من 70%.
التجفيف بالهواء الساخن:
وتم هذه الطريقة في مستودعات خاصة لها فتحات للتهوية تملأ بالعلف الأخضر بعد حشه مباشرة أو في العراء في أكوام كبيرة ويمرر فيها تيارات من الهواء الساخن والجاف درجة حرارته 40-50م يسخن بواسطته مولد حراري يوضع أمام المروحة. توضع النباتات الخضراء المراد تجفيفها على شبكة أو منصب خشبي بشكل طبقات متتالية فوق بعضها بسماكة 1.5-2 م وممكن أن تصل نسبة الرطوبة إلى 20% وتستغرق فترة التجفيف بحدود 1-3 يوم.
يكون الدريس الناتج بهذه الطريقة من أحسن الأنواع ويبقى الدريس محتفظاً بلونه الأخضر وأكثر استساغة من قبل الحيوان ويحول هذا الدريس عادة إلى مسحوق يضاف إلى علائق الدواجن أو مكعبات وحبيبات لتغذية الماشية.
- ميزات الأعلاف المجفف صناعياً عن الأعلاف المجففة طبيعياً:
1- احتفاظها بمعظم إن لم يكن كل القيمة الغذائية للعلف الأخضر الأصلي بالنسبة للمادة الجافة.
2- صغر الحجم للتخزين.
- تخزين الدريس:
حفظ الدريس في المخزن:
تبنى مخازن الدريس أما كدور ثاني فوق الإسطبل أو في بناء مستقل بها والأولى لها خطورة اشتعال الدريس المفاجئ والذي قد يسبب فقد القطيع بأكمله ولذلك فمن المفضل إنشاء المخازن المستقلة وأرخص الأنواع هي المظلات لحماية الدريس من العوامل الجوية كالمطر أو أشعة الشمس.
- حفظ الدريس في العراء:
1- يجب انتقاء أرض مرتفعة قليلاً وجافة توضع طبقة من القش أو من أغصان الأشجار الصغيرة أو أرضية خشبية بارتفاع 50/سم لتجنب التماس مع التربية.
2- يوضع مع الدريس طبقات من القفش والتبن بسماكة 10-20 سم متناوب مع طبقات الدريس.
3- استعمال ملح الطعام بمعدل 5-7 كغ /طن دريس.
4- ترك فتحات تهوية بمساعدة قطع خشبية مختلفة الأشكال والتي من خلالها يتحرك الهواء ويتخلل ضمن طبقات الدريس.
5- تغطى الطبقة العليا من أكوام الدريس بطبقة من القش.
6- حول الأكوام يتم تنظيف وتمشيط التربة مع حف قناة بعمق 20-30 سم لجريان مياه الأمطار.
وتجدر الاشاره هنا إلى أن الظروف البيئية السائدة في القطر العربي السوري تسمح بتجفيف الأعلاف طبيعياً مم يقلل من أهمية التجفيف الاصطناعي والاقتصاد الكبير وتكاليف إنشائه.
- الهدر وأنواع الفقد التي تؤثر على القيمة الغذائية للدريس:
يتعرض الدريس أثناء تصنيعه إلى عدة أنواع من الفقد والهدر في قيمته الغذائية والتي تؤثر سلباً على نوعية وجودة الدريس منها :
1- الهدر الميكانيكي.
2- التغيرات الكيماوية والحيوية:
أ - الفقد بفعل الأنزيمات النباتية.
ب- الفقد بالأكسدة.
ت- تأثير تساقط الأمطار.
ث- تأثير الأحياء الدقيقة.
- فقد ميكانيكي: حيث يفقد الدريس كميات من الأوراق والسوق الغضة والأزهار أثناء حش ولم وتقليب ونقل وتخزين وتوزيع الدريس على القطيع من 15-20% وقد تصل هذه النسبة إلى 40% في الحالات السيئة.
- فقد بفعل الأنزيمات النباتية: التي يستمر عملها في تهديم بعض المواد الغذائية بعد حش العلف، لذلك يجب الإسراع بالتجفيف لتقليل هذا النوع من الفقد.
- فقد بالأكسدة: يؤدي هذا الفقد إلى هدم عدد من الصبغيات النباتية مثل الكاروتين ( مولد فيتامين A) ويزداد كلما طالت فترة التجفيف.
- فقد بفعل الأمطار: يؤدي سقوط الأمطار إلى غسيل وفقد جزء من المكونات الغذائية للعلف وخاصة المواد الذوابة في الماء سهلة الهضم.
- فقد بفعل الأحياء الدقيقة: تؤدي زيادة الرطوبة إلى ظهور التعفنات والفطور على النباتات وبالتالي يصبح الدريس سيء النوعية.
- العوامل التي تحدد جودة الدريس:
1- مرحلة النمو: كلما تقدمت مرحلة نمو النبات كلما زادت كمية المادة الجافة الناتجة في دونم.
2- لون الدريس: مرتبط بـ (مرحلة النمو – الظروف الجوية – طريقة التجفيف والتخزين).
3- رائحة الدريس: الدريس الجيد رائحته كرائحة العلف الأخضر والدريس السيئ تظهر به رائحة تعفنات أو فطور.
4- الاعتماد على نسبة الرطوبة: الدريس الجيد الرطوبة بين 15- 20 %.
تحدد جودة الدريس حسب مرحلة نمو النبات ولون الدريس:
1- إذا كان اللون أخضر زاهي والنبات محشوش في مرحلة مبكرة والظروف الجوية جيدة يكون الدريس جيداً وله رائحة مرغوبة.
2-إذا كان اللون أصفر والنبات محشوش في مرحلة أزهار كامل ووجود مطر خفيف يكون الدريس متوسط النوعية وليس له رائحة.
3-إذا كان اللون رمادي والنبات محشوش في مرحلة متأخرة والطقس سيئ غالباً ما يكون الدريس متعفناً وله رائحة سيئه وينصح بعدم تقديمه للحيوان.
4-اللون بني مسود: يظهر هذا اللون إذا لم يجفف الدريس مما يؤدي إلى تعفنه وتعرضه لحرارة مرتفعة أثناء تخزينه وبالتالي يكون الدريس سيئ جداً وغير صالح للتغذية.